القوى الإسلامية في لبنان تقرُّ وثيقة حول التطرف وأحداث البارد
أعلن أكثر من مائتي شخصية علمانية وممثلين عن قوى وجمعيات إسلامية في لبنان أمس الأحد في بيروت "الوثيقة الإسلامية حول العنف والتطرف وأحداث البارد"، أعلنوا فيها براءة الإسلام من كلِّ أنواع الفكر المتطرِّف وإدانتهم لكلِّ أعمال العنف والإرهاب، وأكدوا التزامهم بواجب النهي عن المنكر وفريضة الجهاد في سبيل الله ضمن الضوابط الشرعية.
كما رأى المشاركون أن "من واجب المقاومة أن تنسجم مع مشروع الدولة، وأن تتحرك تحت سقفها"، وفي المقابل رأوا أن "من واجب الدولة أن تحفظ المقاومة وتمكِّنها من القيام بواجبها في حماية الوطن والدفاع عنه".
انعقد "المؤتمر الإسلامي حول العنف والتطرُّف" بدعوة من الجماعة الإسلامية في لبنان ، وتباحث المجتمعون في ظاهرة العنف والتطرف التي دخلت لبنان في الآونة الأخيرة، لا سيما ظاهرة "فتح الإسلام "، وما نتج عنها من مواجهات مع الجيش اللبناني، وتعدٍّ على الآمنين، وتدارَسَ المؤتمرون سُبُلَ وقاية المجتمع اللبناني من ظاهرة الفكر المتطرف.
وأكدت الوثيقة أن العنف هو ضد التسامح الذي شرَّعه الإسلام ، ولا يجوز للمسلم أن يبدأ تعامله مع الغير بالعنف، سواءٌ كان ذلك تجاه مسلم أو غير مسلم.
ونصَّت على أن النهي عن المنكر فرضُ كفاية، لكنَّ استعمال اليد لتغيير المنكر مشروعٌ بشرطين: أن يؤدِّي فعلاً إلى إزالة المنكر، وأن يكون ذلك مستطاعًا، ولا يؤدِّيَ إلى منكر أكبر.
واعتبرت الوثيقة أن توفير الأمن للناس من أهم مقاصد الشريعة؛ ولذلك شدد الإسلام في فرض العقوبة على جرائم الحرابة؛ لأنَّها تهدد أمن الناس، واعتبر مقترفيها من الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا، وأنَّ من أبرز الأعمال الإرهابية خطف الأبرياء واحتجازهم والتهديد بقتلهم لهدفٍ سياسي يُطلب من الدولة التي ينتمون إليها.
وعرَّفت الوثيقة الجهاد بأنه بذل الجهد في كل عمل يرضي الله تعالى، أمَّا الجهاد بمعنى القتال؛ فهو استثناءٌ في العلاقات الإنسانية، وقد شرعه الإسلام لسببين أساسيين: الاعتداء على الأوطان، وإكراه المسلمين على الخروج من دينهم.
وأكدت أن المقاومة ضد العدو الخارجي حفَظَتْها جميعُ الشرائع الإلهية والمواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان، حق الشعوب في السيادةِ على أرضها، وردِّ العدوان عنها، واختيارِ نظام حكمها.
وطالما أن الاعتداء على حقوق وأرض وثروات العرب والمسلمين قائمٌ اليومَ في أكثر من مكان، فالواجب الشرعي يفرض علينا مقاومةَ العدوان بكل ما نستطيع، ونحن نرفض وصفها بالإرهاب لأنَّها دفاع عن النفس، بينما الإرهاب الحقيقي هو الاحتلال الأجنبي الذي يُعتبر عدوانًا بكل المقاييس.
واعتبرت المقاومة في لبنان جزءًا لا ينفصل عن مقاومة الأمة ضد العدوان الصهيوني ، خاصةً أنَّ لبنان لا يزال في حالة حرب مع هذا العدو، وأنَّ من واجب المقاومة أن تنسجم مع مشروع الدولة، وأن تتحرك تحت سقفها، وأن يظل هدفها الإستراتيجي المحافظة على خيار المقاومة وإن تغيَّرت صيغتها، وواجب الدولة أن تحفظ المقاومة، وتمكِّنها من القيام بواجبها في حماية الوطن والدفاع عنه، ولا يتحقق هذا التكامل إلا بالتوافق على صيغة جديدة للمقاومة تكون جزءًا من الإستراتيجية الدفاعية.
ورفضت الوثيقة القتال بين أبناء المجتمع الواحد؛ معتبرةً أنه ليس جهادًا في سبيل الله، بل يدخل في باب الفتنة، وهو نوعٌ من التمرُّد على القوانين، وتخريبٌ للسلم الأهلي، واعتداءٌ على أمن المجتمع، وبالنسبة لأحداث مخيم نهر البارد أعلنت الوثيقة..
أولاً: أنَّ ما قام به الجيش اللبناني لإنهاء ظاهرة مجموعة شاكر العبسي يُعتبر إنجازًا كبيرًا، ومن واجب الجميع التعاون لتحصينه.
ثانيًا: الحرص على العلاقات اللبنانية الفلسطينية، وعدم السماح بتوظيف بعض الأخطاء من هذا الطرف أو ذاك، وعدم تحميل الإخوة الفلسطينيين مسئوليةَ ما جرى، فهم كانوا أوَّل الضحايا.
ثالثًا: العمل على إعادة إعمار المخيم تمهيدًا لعودة أهله إليه، في نفس المكان وبأسرع فترة ممكنة.
رابعًا: تأمين الإقامة المؤقَّتة اللائقة لنازحي مخيَّم نهر البارد ومحيطه المتضرر.
خامسًا: معالجة الأوضاع المعيشية الصعبة داخل المخيمات، والمساعدة على توفير الخدمات والبنى التحتية، وحسم قضايا الملكية والحقوق المدنية، لا سيما المتعلِّقة بفرص العمل.
سادسًا: التأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أُخرجوا منها.
سابعًا: استنكار ما تعرَّض له الموقوفون خلال الأزمة لكثير من الإهانات والتعذيب.
ونرى أن هذه الممارسات تُسهم في دفع الشباب نحو التطرُّف والحقد على المجتمع.
المصدر
- خبر:القوى الإسلامية في لبنان تقرُّ وثيقة حول التطرف وأحداث الباردإخوان أون لاين