الفنانة وفاء الحكيم في حوار مع "إخوان أون لاين"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الفنانة وفاء الحكيم في حوار مع "إخوان أون لاين"

[25-07-2004]

مقدمة

الفنانة وفاء الحكيم

- قرار الالتزام نهائي.. وأسأل الله الثبات

- العودة إلى القرآن المخرج للناس من أزماتهم

- بيتي أهم من عملي ولا تدخله أي مجلة عارية

- قدوتي السيدة فاطمة.. وأحاول التقرب إلى الله

- لا بد أن ينعكس الواقع الأليم الذي نحياه على الفن

حوار: معتز الدراوي

"أنا من أسرة متدينة، لكني كنت دائمًا متمردة.. قراري بارتداء الحجاب كان مفاجأة أذهلت الجميع.. لا تُوجد قدوة للفتيات في الوسط الفني، ولا بد من أن نقتدي بفاطمة الزهراء بنت النبي- صلى الله عليه وسلم.. أقوم بعمل مسرحي أعبر فيه عما أؤمن به من أن العودة إلى القرآن واللغة العربية هي الحل لخروجنا من هذه الأزمات.. أقبل أدوار الشر وأنا محجبة لأنه نوع من أنواع الفن".. هذا ما تؤكده الفنانة وفاء الحكيم التي التزمت أخيرًا بارتداء الحجاب، لكنها ما زالت تمارس عملها الفني- بطريقتها- ومن هنا جاء هذا الحوار لموقع "إخوان أون لاين" معها!!


نص الحوار

  • ما بدايات حياتك الأولى؟
خرجت من مصر وأنا في سنة الأولى الابتدائية، ثم رجعت في الثانوية، وتنقلت في هذه الفترة بمختلف الدول العربية، واستكملت الثانوية العامة بمصر، ثم التحقت بالجامعة في كلية الآداب قسم الفلسفة، فأحببت الفلسفة الإسلامية، وكان كل اهتمامي بها قبل الجامعة، وأخذت دبلومة في التربية الفنية، وكانت منحةً من الدولة، ثم أخذت "كورس" في اللغة الإنجليزية؛ حتى أكون على مستوى جيد، حيث الالتحاق بالجامعة، وقد كنت دائمًا من الأوائل.
وكان والدي يعمل إمام مسجد، وكانت أمي مترجمة بالتربية والتعليم، وهي الآن بالمعاش.. أما بالنسبة لبداياتي الفنية فأثناء دراستي بالجامعة اختارني أحمد عبد العزيز لأؤدي دورًا باللغة العربية الفصحى، وبالفعل وجدت نفسي آخذ جائزةً، وطلب مني عقد احتراف مع مسرح الدولة، وبعد إتمام الدراسة الجامعية قررت أن أعرف معنى الفن بعمق، فالتحقت بأكاديمية الفنون ومعهد التمثيل المسرحي، وحصلت على ماجستير نقد فني في المعهد العالي للنقد، وهكذا بدأتُ مشواري مع السينما في أفلام "زوجة حاتم زهران".. "ضد الحكومة".. و"البحر بيضحك ليه".. و"الهجامة".. و"الصرخة"، وبعد نحو خمسة أفلام أصبح من الصعب عليَّ الاستمرار في العمل السينمائي، ولم أستطِع أن أواكب السينما الحديثة التي أصبحت موجودةً، لكن كان من السهل أن أعمل في التليفزيون والمسرح.


ارتداء الحجاب

  • متى اتخذت الفنانة وفاء الحكيم القرار بأن ترتدي الحجاب تحديدًا؟
في العام الماضي قبل رمضان بنحو شهر.
  • هل كان لأحد من الفنانات أو الشيوخ أو الدعاة فضل في قرار الحجاب؟
لا.. لم يكن.
  • إذن هي ظاهرة كانت بداخل الفنانة، سواء كانت من الأسرة أو البيت.. فهل كانت هناك تدخلات في هذا الموضوع؟!
المناخ له تأثير بالتأكيد.. وأنا في هذه الفترة كنت أقوم بأعمال دينية، والصحبة الحسنة، ومتابعة الفضائيات الدينية، وأقرأ كثيرًا باعتباري متخصصةً في الفلسفة الإسلامية، وعلم الكلام.. أما بالنسبة لاتخاذ قرار الحجاب، فلم يكن بداخلي شيءٌ ثابت يقول بعد فترة معينة إنني سأرتدي الحجاب، ولكن ما حدث هو أنني كنت في وجود عدد من الناس وكنت أصوَِّر، وفجأة وجدتُّ نفسي أذهب إلى البيت نصف ساعة، ثم أعود وعندما عدت كنت مرتديةً الحجاب (غطاء شعر) وبدلة (بأكمام)، وكان الجو حارًّا جدًّا في ذلك اليوم، ومن وقتها وأنا أحاول أن أحافظ وأجتهد في أن يثبتني الله.


تأثير الحجاب على العمل الفني

حوارات192.jpg
  • هل ما زالت تجربتك الفنية مستمرة؟
نعم مستمرة، فأنا عملت ثلاثة أعمال في قناة A R T للأطفال، وكنت سعيدة بهن جدًّا، وبدلاً من أن تكون عشرين حلقة أصبحت ثلاثين حلقة وأنا سعيدة بها، وبعد ذلك عملت مسرح قطاع خاص أطفال، وسافرت به إلى مهرجان (قرطاج) المسرحي في تونس، ونال استحسانًا كبيرًا جدًّا؛ حيث كنا نقوم بعمل ثلاثة عروض في ليلة واحدة، وبعد ذلك عملت لقناة فضائية ليس كمذيعة ولكني عملت في الإعداد، والآن أنا أعمل شيئًا لشهر رمضان إن شاء الله، وأنا مستمرة عندما تتاح لي الفرصة.
  • ما رؤيتك الخاصة للوسط الفني قبل دخوله؟
أكون كاذبة لو قلت إنني كنت مكونةً رؤية عن الوسط الفني؛ لأنني لم أكن مُولعة بالسياسة والشعر واللغة العربية، بل كنت أعمل في فترة من الفترات في عمل آخر؛ لأنني كنت مسئولة عن أسرة قبل الزواج، لدرجة أنني عندما كنت في الليسانس حولت انتساب، وما زلت لا أتابع الأخبار الفنية، ولكن إذا كان لديَّ أمر تصوير فسرعان ما كنت أذهب إليه وعندما أنتهي سرعان ما كنت أعود إلى عملي؛ لأنني كنت مسئولة- كما قلت- عن أسرة.


القدوة والأسرة

  • من خلال رحلتك الفنية: هل نجد القدوة للفتاة عمومًا وللفتاة في الوسط الفني خصوصًا؟
لا يُوجد أحد منا قدوةً.. فمن منا بلا خطايا؟ لكن القدوة تكون في هدي النبي- صلى الله عليه وسلم- في كيفية الكلام، وكيف تحفظ القرآن، وكيفية قراءة القرآن، وأحكام الزواج، وكيفية تربية الأولاد.. هذه هي القدوة، ولا يوجد أفضل من النبي- صلى الله عليه وسلم- قدوة بالتأكيد، ولكننا نريد قدوةً من الفنانات المحجَّبات؛ حيث إن الفتاة التي كانت تقتدي بـ"وفاء الحكيم" في تسريحة شعرها في فيلم كذا تحاول الآن إصلاح هذه الفتاة من خلال عمل آخر تكون محجبةً فيه، وتدافع عن أطفال فلسطين والعراق.
وأنا التمس القدوة في البائعة التي أشتري منها وشاهدت اجتهادها في عملها، وهذه الفتاة تتحمل الكثير من التعب في عملها وهي لا تجيد كلمة شكر.. إنها قدوتي ولست أنا قدوتها، بينما أنا أجد استحسان الناس، وأحمد الله وأشكر فضله.
  • هل الاستقرار الأسري له دوره في إبداع الفنان والتزامه؟
من ناحية الإبداع الالتزام مهم جدًّا للاستقرار، فمقاومة الانحرافات والانحلالات في هذا الزمن ليس بالشيء السهل.


الآباء والأبناء

  • كيف ترَين دور الوالدين من خلال تجربتك الفنية؟
هما كل شيء، فأنا منذ تفتحت عيناي وقد وجدت أمي تعمل وأيضًا أبي، ويجتهدان في توفير لقمة العيش.. ولا أدَّعي أننا فقراء ولكن من أسرة متوسطة، وكانوا يضربوننا إذا لم نصلِّ، وأبي كان يجلس فيستغفر الله فترةً كبيرةً عندما أكون خارجة بشعري؛ لأنه ليس راضيًا عني، لكنه لم يقل لي في يوم من الأيام: "تحجبي"!!
  • رزقك الله بولدين، ولكن إذا كان لديك ابنة، فهل تقبلين أن تعمل في الوسط الفني؟ وهل تقبلين أن يعمل أولادك في هذا الوسط؟!
نعم أقبل بذلك.
  • هل هناك ضوابط لذلك؟
طبعًا.. لا بد أن تكون هناك ضوابط، ولا بد أن تدخل ابنتي الوسط الفني وهي كبيرة ومتخرجة في الجامعة ثم تختار.. أنا لا أستطيع منعهما، ولكن لا بد أن أُبدي رأيي في الموضوع، وأسعى إلى أن تعبِّر البنت عن نفسها.
وإذا كنت قارئةً جيدة وتربيتي أيضًا جيدة فسوف أكون محل افتخار الناس وأنا أعمل في أي مجال، سواء كان فنًّا أو سياحةً أو غيرها؛ لأن الشغل شغل، فأنا أذهب إلى العمل،وأعود سريعًا إلى بيتي، وبالعكس فهي وظيفة، وكل الأشياء التي تشاهد- والله العظيم- ليس لها علاقة بالفن.
  • مَن مثلُك الأعلى وقدوتك؟ وما سبب تأثرك بهذه القدوة؟
أقتدي دائمًا بحب السيدة فاطمة الزهراء لأبيها النبي- صلى الله عليه وسلم- وأحب أيضًا أن أقرأ عن عمر بن عبد العزيز، وعمر بن الخطاب- رضي الله عنهما- وأحترمهما في إعمال العقل.


سلوك المسلمة في البيت

حوارات193.jpg
  • في ظل الأحداث الجارية على الساحة الدولية.. ما الآلية التي نحمي بها أولادنا، ونوعي بها مجتمعنا من خلال الإعلام؟
أحاول بقدر الإمكان ألا أُدخل مجلات العُري إلى البيت، وأنا أفعل هذا برغم أنها تحمل أخبارًا عني، فأنا لم أعوِّد أولادي على شراء هذه المجلات، مع أنني في الوسط الفني، وأنا عندي جريدة أو اثنتان بهما معارضة والباقي رسمية ومفتوحة للناس هي والفضائيات، والناس تتابع أشياء محرمة، وأقول لهم: هل تعلمون أن هذا حرام وأنكم حينما تشاهدونه تشتركون معهم في الحرام؟!
وقد اكتشفتُ أن ابني يدخر من أجل شراء بعض الأشرطة لأكثر من داعية إسلامي و(سديهات) ووجدت في بيتي كم كبير من الـ(سديهات)، وذهب أيضًا إلى معرض الكتاب وهو في الصف الخامس الابتدائي ووجدته يشتري لابن كثير وابن سيرين؛ وهذا جاء نتيجة أنني لا أُدخل بيتي مجلات ولا كتبًا عارية!!
هذا بالإضافة إلى العبادات، فأنا لا أتحدث عن العبادات؛ لأن هذا شيءٌ مفروغ منه.. وأيضًا لا يرتدون ملابس إلا إذا عرفوا أنها لائقة بالمظهر الإسلامي، وللأسف فنحن نرى في الشوارع بعض الأشياء المكتوب عليها بعض الرموز غير اللائقة.
  • ما أهم التجارب التي مرت بها وفاء الحكيم؟
التجربة التي أنا بها الآن تجربة الالتزام والتقرب إلى الله، وأحاول إلى حد كبير أن أكون أفضل، وأحاول اتباع "اجتنبوا الشبهات".. والرسول- صلى الله عليه وسلم- علمنا الإسلام كمنهج حياة، وأنا كنت لا أعلم ذلك، ولكن هذه التجربة علمتني كيفية أن أكون مسلمةً حقًّا بمعنى الكلمة من أول الابتسامة وكل هذا بطريقة المحاولة.
  • هل العمل العام يؤثر سلبًا على التفوق؟
نهائيًا.. لأنهم لم يكتشفوا حتى الآن قوة الله في الطاقة التي يرسلها لنا الله عز وجل في عملنا، ولو أنك أعطيت نفسك طاقة وقوة وأنك سوف تذهب إلى مكان ما ثم تذهب إلى التصوير وبعد هذا تجلس لكتابة شيء معين ستجد الله سبحانه وتعالى يوفقك؛ ولأننا لسنا موجودين من أجل أنفسنا فقط، فأنا لست موجودة لكي آكل ثم أذهب للبحث عن ملابس أولادي، إذًا فمَن للأطفال الآخرين.. من يرعاهم؟! فهذا شيء مطلوب فنحن أدوار.


التدين والعمل الفني

  • يرى البعض أن تجربة التدين عائق في مواصلة العمل الفني خاصة والعمل العام عمومًا.. فهل فعلاً التدين كذلك؟
لا بد أن ينعكس الواقع الأليم الذي نحياه على الفن وقد أشرت في البداية إلى أن الأعمال التي يقدمها الفنان لا بد أن تكون على قدر من المسئولية.. وبالنسبة للأحداث الموجودة الآن فأنا أوجه الرسالة إلى زملائي في الوسط الفني كي يتفاعلوا مع قضاياهم الوطنية والإسلامية والدينية في المجتمع العربي والإسلامي ككل.


تجربة مسرحية جديدة

  • ما آفاق التجربة المسرحية التي تقوم بها الفنانة وفاء الحكيم بينما هي مهمومة من أجلها وصرفت من مالها الخاص عليها؟
في الحقيقة أنا لم أقم بهذا العمل من نفسي، بل ساعدني سعد الدين وهبة، وهناك فارق شاسع بيننا؛ حيث إنه عملاق، ويجب علينا أن نحترم رموزنا.. اختلفنا معهم أم اتفقنا؛ لأنهم جاهدوا في مناطق لا قبل لنا بها، ومن ذلك عندما يقف سعد الدين وهبة في مهرجان ويقول: لا للتطبيع.. ضد الدولة كلها وضد كل الناس.. وهذا الرجل أكن له كل احترام.
وهذا توفيق من الله.. أنا لم أكتب دراما طول حياتي، ولكن الشخصيات الرئيسة هي من حفظة القرآن ومن الذين يرتلونه.. فهذا المقرئ للأطفال، وهؤلاء أصبحوا شهداء في النهاية.. وبطلا المسرحية صابر وعبد المنعم يشتغلان بتحفيظ القرآن وشاهدان على العصر من أيام الملكية إلى الآن.
  • هل تريدين أن تقولي للمجتمع المصري إننا نريد أن نعود للعربية والقرآن؟
بالتأكيد، فهذا هو العمل الوحيد الباقي في حياتنا.. الالتزام، فنحن لدينا كتاب الله وسنة رسوله ولدينا عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، ونحن نمتلك أمهات الكتب في العالم كله.. إنهم يثأرون منا، من هذه الدولة الإسلامية العظيمة الكبيرة جدًّا بمعنى أنها مترامية الأطراف.
  • كيف يمكن خلق رأي عام قوي يغير من القيم الفاسدة ويبدلها بأخرى أصيلة؟
كل من لديه وجهة نظر يحافظ عليها، بمعنى أن المسيحي الذي يكون لديه وجهة نظر محترمة عقائدية ويحاول الحفاظ عليها فأنا أحترمه ما دام ليس ضدي.. ونحن مطالَبون بالاعتراف بهؤلاء، وفي النهاية يجب علينا أن نكون جادين في عملنا بالالتزام والجدية.
  • أنتم متهمون بأداء الأدوار الدينية فقط، فهل نستطيع أن نشاهد الفنانة وفاء الحكيم وغيرها من الفنانات المحجبات؟!
نحن نحذف من الأدوار لأننا محجبات، برغم أن الطبيعي أن 60% من الشارع المصري محجبات، والمفروض أن يجدوا من يمثلهم.. فلنا الله.
بل لقد مُنعت من التمثيل، فقمت بإنتاج عمل من أجل أن أمثل من أجل أن أخرج شيئاً جيدًا، وأشعر بأن كل الذين اشتركوا معي في هذا العمل من المخرج سامح مجاهد عثمان، وأستاذنا أحمد ماهر، ومحمد كامل أنهم يوافقون- وبدون أجر- وأن نذهب وأمرنا إلى الله.


الأدوار المقبلة

  • وهل تقبل الفنانة وفاء الحكيم بأداء أدوار الشر وهي محجبة؟
لم لا يُوجد محجبات يؤدين دور شريرات؟! أنا أقدم نموذجًا، فإن لم أقدمه فمن يقدمه؟ وكيف يعرف الإنسان الخير من الشر؟!
  • أين أنت من الأدوار الكوميدية حاليًا؟
بعد الحجاب لم أعمل أدوار كوميدية، لكني أشتغل بعمل اسمه (أوراق مصر)، وسعدت جدًّا عندما كان دور بنت البلد من قطر، وترتدي الحجاب كما كان يفعل أهالينا من قبل.
  • ما المحطات التي تقف أمامها الفنانة وفاء الحكيم وتؤنب نفسها عليها؟
مرت علي فترة أجاري الموضة في اللبس، وكنت استحي أن ألبس شيء (نص كم أو كم) فمرت علي فترة وجاريت الموضة ولكنها كانت فترة قصيرة، وهذا من الله عز وجل، وأكيد أنا أندم على هذا الموضوع، ولكني أقول هذا لأن المرأة عندما تمشي وأجزاء من جسدها ظاهرة تكون منهلاً لكل الألفاظ والعيون والأيدي وكل شيء.
  • وما المحطات التي تنقل وفاء الحكيم إلى الأمام؟
أن اشترك في عمل كبير مع مجموعة تقدر الكلمة، وتختار الصحبة الحسنة، التي أشعر معها بأنها تملأ عقلي.

المصدر