الجامعات الخاصة علم أم بيزنس؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الجامعات الخاصة علم أم بيزنس؟
13-07-2005

مقدمة

شباب الجامعات المصرية

مع موسم ظهور نتائج امتحانات الثانوية العامة يبدأ الحديث عن الجامعات الخاصة التي تتناثر إعلاناتها هنا وهناك، محملةً بالإغراءات والامتيازات غير المجانية طبعًا!! والتي يرى الكثيرون فيها عوضًا عما أفقده لهم مكتب التنسيق.

وبمنطق مَن فاتته كليات القمة في الجامعات الرسمية يتمرغ في ترابها بالجامعات الخاصة فإن الكثيرين يقعون في فخ المصاريف الباهظة- والتي قد لا تتناسب مع الإمكانات الحقيقية لعموم الأسر المصريه- إضافةً إلى حقيقة أخرى يؤكدها البعض حول ضعف الأداء العلمي والتعليمي لتلك الجامعات؛ مما يجعلنا نتساءل: هل هي جامعات للعلم أم جامعات بيزنيس؟!

  • المؤيدون للجامعات الخاصة يرون أنها لم تعد دعةً جديدةً؛
حيث إنه حاليًا وصلت طاقة التعليم الخاص في مصر إلى 6 جامعات بطاقة 36 كليةً، إلى جانب العدد الكبير من المعاهد العالية في مختلف المجالات والتخصصات؛ حيث إن التعليم الحكومي قد اكتظ بالطلاب، كما يؤكد القائمون على التعليم في مصر ؛ بالإضافة إلى انخفاض جودة التعليم بسبب نقص التمويل وازدحام الجامعات التي لم تعد تكفي كل هذه الأعداد المهولة من الطلاب والذين يتزايدون يومًا بعض يوم؛ مما دعى وزيرَ التربية والتعليم المصري إلى الدعوة إلى إنشاء 17 جامعةً جديدة، أي ضعف العدد الحالي، وبالإضافة إلى هذا توجد حاجة حقيقية لنوع متميز من التعليم الذي يحتاجه سوق العمل بدلاً من استيراده بالدولار.

لا للبيزنس

  • لكن المعارضين يرون
أن الجامعات الخاصة لدينا انحرفت عن الهدف من إقامتها، وركَّزت على تحقيق أهدافها المادية فقط للحصول على أكبر قدر من الطلاب، والذين يعنون لديهم الأرباح وأعلى النسب المئوية لنجاح الطلاب سنويًّا بشتى الصور والأساليب المشروعة وغير المشروعة على حساب الكفاءة وجودة التحصيل العلمي، دون مراعاةٍ للأهداف القومية التي يجب أن تتبناها هذه الجامعات لخدمة المجتمع المحلي.
وهو ما يبدو جليًّا في مخالفة هذه الجامعات للقانون باستغلال مشاكل التنسييق وارتفاع الحدود الدنيا للقبول بالكليات والمعاهد الحكومية؛ حيث تقوم برفع مصروفاتها الدراسية، وهو الأمر الذي أثار استياء أولياء أمور الطلاب.
وترد إدارات الجامعات الخاصة على هذه الاتهامات بأن هذه الجامعات متميزة، وتدرس المناهج باللغة الإنجليزية، وبالتالي تضمن لخريجيها فرصةً كبيرةً للمنافسة في سوق العمل، ويرى المعارضون بأن خريجي الجامعات الخاصة مثلهم مثل غيرهم، يعانون من البطالة بعد التخرج، كما أننا لم نرَ خريجًا لهذه الجامعات يعد امتدادًا لأحمد زويل!!
  • وفي العام الماضي
ونتيجةً لأنه لم يتمكن العديد من الطلاب من تحقيق رغباتهم في الالتحاق بما يسمى بكليات القمة رفعت هذه الجامعات نسبة زيادة المصروفات إلى 30% على كافة المراحل الدراسية في مخالفة واضحة للقانون، فمثلاً رفعت كلية الطب الرسوم بالفرق الدراسية الثلاث الأولى من 20 ألف جنيه إلى 27 ألف جنيه والفرق التالية لأكثر من 30 ألف.
ويرى الدكتور صلا المراغي- الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس - أن مخالفات هذه الجامعات متعددة، فعلى سبيل المثال فإن هذه الجامعات تقبل أعدادًا زائدةً عن حاجتها؛ مما يخل بأسباب إقامة هذا النوع من التعليم.
أما الدكتور منصور فوزي- أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة- فيؤكد أن ابتعاد الحكومة عن القيام بدورها في التعليم الجامعي أدى إلى إفراغ العملية التعليمية من مضمونها لاعتبارات كثيرة، منها أن الذي يملك المال هو الذي يملك حق التعليم والحصول على شهادة، في حين أنها شهادة ورقية لا تغني عن الكفاءة العلمية المطلوبة.
ويؤكد د. فوزي أن التعليم في هذه الجامعات ليس جيدًا، بدليل قيام هذه الجامعات بزيادة مصروفاتها ودخولها في قضايا قانونية مع الوزارة المسئولة عنها، وبالتالي فإن هذه الجامعات تحولت إلى مشاريع مرتبطة بمشاكل الاستثمار والحصول على الأرباح بغض النظر عن الرسالة التعليمية.


إذن فما الحل؟!

  • باختصار يرى الخبراء أننا إذا كنا نريد تعليمًا جامعيًا خاصًا فعلينا:
أولاً : تفعيل دور الأجهزة المعنية المسئولة عن الرقابة على هذه الجامعات وإعطاؤها الفرصة لتولي مهامها كاملةً دون تردد أو خوف لاعتبارات معينة للوصول إلى أعلى مستوى من الأداء لتخريج عناصر بشرية مدعمة بالعلم والخبرة والكفاءة.
ثانيًا : على الجامعات الخاصة تخصيص عدد سنوي من المنح التعليمية الكاملة بكلياتها المختلفة لشرائح الطلبة المتميزين علميًّا وحققوا مستوياتٍ عاليةً من الإنجاز العلمي في الثانوية العامة تشجيعًا لهم ولغيرهم على الاستمرار في التفوق، إلى جانب مِنَح أخرى للطلبة المتفوقين رياضيًّا في مختلف الألعاب الرياضية والبطولات المحلية والإقليمية والعربية والدولية مكفاءةً لهم وحرصًا على خلق وتكوين أجيال من الرياضيين المتفوقين علميًّا، وهو ما سوف ينعكس على باقي الطلبة.

المصدر