الاحتلال وعباس ومصر يحاصرون غزة ويضغطون على حماس
أ/ مشير المصري _ النائب في المجلس التشريعي

أكد مشير المصري النائب في المجلس التشريعي والقيادي البارز في حركة " حماس " ، أن حركته تتعرض لضغوطات من قبل أطراف إقليمية – في إشارة إلى مصر – التي وصفها على أنها تصر على حصار قطاع غزة ، بموازاة الضغوط الصهيونية التي تمارس على القطاع، وبنفس الوتيرة التي تمارس من قبل الاحتلال وأمن عباس بالضفة المحتلة ضد الحركة و المقاومة .
وأوضح المصري في تصريح خاص أدلى به لـشبكة فلسطين الآن، أن كل هذه الضغوطات التي تمارس من قبل عباس وأطراف إقليمية والاحتلال تؤكد أن الجرائم المرتكبة تحمل أهداف سياسية في أولويتها الضغط على حركة حماس .
كما وأكد النائب في المجلس التشريعي أن قرار الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن 250 أسير فلسطيني قبيل عيد الأضحى المبارك، تأتي كلها في سياق تلميع عباس من قبل حكومة الاحتلال عبر الإفراج عن بعض الأسرى الذين شارفت محكومياتهم على الانتهاء .
اليكم نص الحوار بالكامل
- رئيس وزراء الاحتلال قرر الافراج عن 250 أسير فلسطيني بقرب عيد الاضحى، وذلك خلال اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كيف تقرؤون في حركة حماس هكذا خطوة؟؟؟
- نحن نؤكد على ضرورة الافراج عن كل أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، وأن حق الأسرى أن يعيشوا بين أهليهم وليس بين قضبان السجون الصهيونية، ولكن نعتقد أنّ محاولة تلميع أولمرت لعبّاس عبر الافراج عن بعض الأسرى الذين شارفت محكومياتهم على الانتهاء! هي محاولة فاشلة وهي فقط لذر الرماد في العيون، وفي الوقت الذي يفرج فيه العدو الصهيوني عن العشرات! يعتقل مقابل ذلك المئات، خلال تحديد قائمة الأسرى يعتقل ضعفهم أو يزيد.
- ثالثاً نعتقد أن هذه المحاولة هي فقط لإحياء العملية السلمية التي ماتت بخاصّة أنها تأتي في أواخر عام 2008 التي وعد بها بوش بإقامة الدولة الفلسطينية قبل انتهاء هذا العام، وها هو ينقضي هذا العام دون أن يفك حاجز واحد في الضفة الغربيّة، وبالتالي قضية الأسرى أصبحت فقط قضية ابتزاز ومساومة وتسلق سياسي لدى الرئيس عبّاس وهذا أمر مؤسف ومعيب للغاية، وينبغي أن تبقى قضية الأسرى لدى الرئيس عبّاس أولويّة ليس لمن شارفت محكومياتهم عن الانتهاء وليس بنظرة حزبية، بل الحديث عن الأسرى خاصّة أصحَاب المحكُوميات العالية ومن مضى على اعتقالهم عشرات السنين، وأن ينظر نظرة شموليّة لكل أسرى الشعب الفلسطيني، دون نظرَتِه الضيقة المُقِيتَة!
- ما حقيقة تهدئتهم مع الاحتلال، رغم جرائم الاحتلال، لماذا لم تنتهي التهدئة بشكل فعلي؟؟؟
- أنا أعتقد أن من يتحدث عن التهدئة و المقاومة أعلن طعناً في التهدئة تارة وطعناً بالمقاومة تارةً أخرى، هو لا يؤمن أصلاً بخيارات الشعب الفلسطيني، وهو لا يتبنى أصلاً المقاومة بل هو ذاته الذي يحاربها في الضفة الغربية ويلاحق مجاهديها ويصادر أسلحتها، وبالتالي آخر من يتكلم هم أولئك الذين لا يؤمنون أصلاً بخيارات الشعب الفلسطيني.
- هذه مسألة المسألة الثانية، نتفاجأ من هذه التصريحات التي تضلل الرأي العام في ظل استطاعت المقاومة أن تضرب أسيادهم من العدو الصهيوني في قلب المجدل، وتثخن فيهم بفضل الله تعالى، بل وتجعل العدو الصهيوني أن يعلن عن التزامه بالتهدئة، ليس بالأحضان الدافئة والقبلات الساخنة، لكنها بفرض معادلة الرعب مع العدو الصهيوني، وبالتالي نحن نؤكد للمرة المليون أن المقاومة هي خيارنا الاستراتيجي وعلى من يحاربونها أن يكفوا وأن يدركوا أن خيار المقاومة سيجرف كل من في طريقه بإذن الله سبحانه وتعالى من المنسقين العملاء مع العدو الصهيوني، ومن المحاربين لخيارها، ومن الواقفين في وجه السير الشعبي الذي يحتضنها.
- عباس يعتقل في الضفة ويختطف ويجرم في حق حماس و المقاومة في الضفة، وهناك أخبار تقول أن مصر لديها بعض العالقين من المرضى، ما حقيقة هذه المعلومات أولاً؟، وإذا كانت صحيحة، لماذا لا تشن حماس نفس الحملة، مع أن مصر لا تقف موقف الحيادية وتدعم عباس بكل قوة بمترنحة في قضية شاليط، وتقف موقف مع الاحتلال أكثر، لماذا حماس حتى الآن تصبر على مصر ؟
- أعتقد أنه بعد فشل الجهد المصري بشأن الحوار والذي يقف وراءه الرئيس عبّاس وفريقه، مورس ضغط شديد على حركة حماس سواء من خلال الضغط الصهيوني بالجرائم والانتهاكات لهذه التهدئة بدون أي مقدمات، يؤكد أن هذه الجرائم الصهيونية تحمل أهداف سياسية في أولويتها الضغط على حركة حماس ، بموازاة ضغط في الضفة الغربية تصاعدت وتيرته في الآونة الأخيرة ما يزيد عن 600 معتقل سياسي من أبناء حركة حماس ومحاولة استئصالها وشطب المقاومة هناك، بموازاة ذلك أيضاً ضغط من بعض الأطراف الاقليمية التي تصر على المشاركة في حصار غزة ، وتصر على ملاحقة أبناء حركة حماس لتحمل في جعبتها أوراق ضغط سياسية على حركة حماس وأعتقد أن الاعتقالات التي تمارس ضد أبناء الحركة في مصر أيضاً تأتي في هذا الإطار.
- ما هي خطط حركة حماس للافراج عن هؤلاء، اعتقال مرضى، وقيادات...؟
- أريد أن أقول أن اعتقال المرضى والجرحى الذي تم أول أمس في القاهرة بعضهم مبتوروا الأقدام أو الأيدي ومنهم طفلة صغيرة لا تتجاوز أربع سنوات هو أمر معيب بالتأكيد وتجاوز لكل الخطوط الحمر، وضرب بعرض الحائط لنزاهة الوسيط في الحوار الفلسطيني وفي الملفات الأخرى، أنا أعتقد أنّنا معنيون بعلاقة متينة مع مصر ، لكن لا يجوز لمصر أن تقبل لبعض أطرافها أن تشوش هذه العلاقة، وتؤثر عليها، وثبات هذه العلاقة والوساطة يحتاج أن تكون مصر على مسافة واحدة من الأطراف الفلسطينية.
المصدر : فلسطين الأن