اغتيال الإمام حسن البنا يدخل ذاكرة مكتبة الإسكندرية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اغتيال الإمام حسن البنا يدخل ذاكرة مكتبة الإسكندرية'
الإمام الشهيد حسن البنا

الإسكندرية- أحمد علي:

في إطار مشروع ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية لتوثيق كل ما دار على أرض مصر من أحداث خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، بدأت مكتبة الإسكندرية توثيق اغتيال الإمام الشهيدحسن البنا ضمن مشروعٍ لتوثيق أهم وأشهر قضايا الاغتيالات السياسية التي شهدها المجتمع المصري.

وصرَّح الدكتور خالد عزب المشرف على مشروع ذاكرة مصر التاريخية بمكتبة الإسكندرية، أنه نظرًا لأهمية هذه القضايا وخطورتها، خصَّصت ذاكرة مصر المعاصرة قسمًا يوثِّق أهم وأشهر قضايا الاغتيالات السياسية التي شهدها المجتمع المصري؛ ابتداءً من عام 1910م؛ ذلك العام الذي شهد أول قضية اغتيال في العصر الحديث، وهي اغتيال رئيس الوزراء بطرس غالي باشا، وحتى اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في 6 أكتوبر 1981م.

وقال ممدوح مبروك القائم على قسم الاغتيالات في مشروع ذاكرة مصر التاريخية بالمكتبة: "إن هذا القسم يتناول حوادث الاغتيال التي شهدها التاريخ المصري الحديث؛ حيث نستطيع أن نُلمَّ بمثل هذه القضايا من خلال النصوص التي تشرح بالتفصيل ظروف حوادث الاغتيال، والأسباب التي أدَّت إلى ارتكابها وأسماء مرتكبيها، ومن أشهر حوادث الاغتيال التي تعرَّضت لها ذاكرة مصر المعاصرة حوادث اغتيال رؤساء الوزراء المصريين مثل: بطرس غالي باشا في 20 فبراير 1910م على يد إبراهيم ناصف الورداني، وأحمد ماهر باشا في 24 فبراير 1945م على يد محام شاب يُدعى محمود العيسوي ".

وأكد مبروك أن الذاكرة لم تَكْتَفِ بذلك فحسب، بل تعرَّضت أيضًا لأشهر محاولات الاغتيال لأبرز الشخصيات المصرية، مثل: الخديوي عباس حلمي الثاني الذي تعرَّض لمحاولتين: الأولى في مايو 1912م عن طريق شخص يُدعى إمام واكد، والثانية في يوليو 1914م عن طريق شخص آخر يُدعى محمود مظهر.

كما تطرَّقت الذاكرة لحادث اغتيال وزير المالية أمين باشا عثمان في 5 يناير 1946م؛ الحادث الذي اتُهِم محمد أنور السادات بارتكابه، وتناولت أيضًا اغتيال الشيخ حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في 12 فبراير 1949م، واغتيال الصحفي والأديب يوسف السباعي في العاصمة القبرصية نيقوسيا في 18 فبراير 1978م، وأخيرًا حادث الاغتيال الذي تعرَّض له الرئيس الراحل محمد أنور السادات يوم احتفاله بذكرى حرب أكتوبر عام 1981م.

الجدير بالذكر أن وقعة اغتيال الإمام البنا جاءت بتدبيرٍ بدأ بإعلان النقراشي (رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت) في مساء الأربعاء 8 ديسمبر 1948م قراره حل جماعة الإخوان المسلمين ، ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها، وفي اليوم التالي بدأت حملة الاعتقالات والمصادرات ورفض الاستجابة لطلب الإمام البنا بالقبض عليه مع إخوانه قائلين: "لدينا أمر بعدم القبض على الشيخ البنا ".

ثم صادَرت الحكومةُ سيارته الخاصة، واعتقلت سائقه، وسحبت سلاحه المُرخَّص به، وقبضت على شقيقيه اللذين كانا يرافقانه في تحركاته، في الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949م كان الأستاذ البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه، ودق جرس الهاتف داخل الجمعية، فعاد رئيسها ليجيب على الهاتف، فسمع إطلاق الرصاص، فخرج ليرى صديقه البنا قد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، ويأخذ رقمها، وهو رقم "9979"، والتي عُرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية، كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام 1952م.

لم تكن الإصابة خطرة، بل بقي البنا بعدها متماسك القوى كامل الوعي، وقد أبلغ كل من شهدوا الحادث رقم السيارة، ثم نُقل إلى مستشفى القصر العيني فخلع ملابسه بنفسه.

لفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، أي بعد أربع ساعات ونصف الساعة من محاولة الاغتيال لم يتم فيها إسعافه، ولم يعلم والده وأهله بالحادث إلا بعد ساعتين أخريين، ولم تفرج الحكومة عن جثته إلا بعد أن اشترطت أن يتم الدفن في الساعة التاسعة صباحًا، وألا يقام عزاء!.

اعتقلت السلطة كل رجل حاول الاقتراب من بيت البنا قبل الدفن، فخرجت الجنازة تحملها النساء؛ إذ لم يكن هناك رجل غير والده والسيد مكرم عبيد باشا القبطي الذي كان تربطه علاقة صداقة بالأستاذ حسن البنا ، حتى إن البوليس إذا رأى أحد المارة يقرأ الفاتحة كانوا يلقون القبض عليه!.

المصدر