اعتقالنا كان سياسيا لإلغاء دور المؤسسةالتشريعية
خالد أبو عرفة – وزير شئون القدس السابق
قال وزير شؤون القدس في الحكومة العاشرة المهندس خالد أبو عرفة، ان كافة الأسرى متفقون إزاء ضرورة أن يتلاحم أبناء الشعب الفلسطيني بكافة القوى والقيادة وانهاء حالة الانقسام والتشرذم. مؤكداً بأن من يضع العراقيل أمام الحوار الداخلي يتحمل المسؤولية أمام الشعب والتاريخ.
وأكد الوزير أبو عرفة في مقابلة خاصة بـ" فلسطين الآن" في أول تصريحات له عقب الإفراج عنه، ان هدف سلطات الاحتلال من اعتقالهم كوزراء ونواب المجلس التشريعي هو إلغاء دور المؤسسة التشريعية ودور الشعب الفلسطيني في أن يقود نفسه وان يرتقي ويبحث عن وسائل الحرية والعيش بكرامة.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أفرجت عن الوزير السابق أبو عرفة أمس الثلاثاء 16/9/2008 ، بعد قضاء 28 شهرا متنقلا في عدة سجون وزنازين الاحتلال.
وأختطف الوزير أبو عرفة في التاسع والعشرين من شهر حزيران 2006 ، ضمن حملة اختطاف استهدفت وزراء ونواب كتلة "التغيير والإصلاح" البرلمانية في الضفة الغربية.
و يعتبر "ابو عرفة" من قيادات حركة حماس في القدس المحتلة، وسبق وأن تم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال عدة مرات لنشاطه في الحركة، وقد تم اعتقل في الأعوام 1981 ، 1987 ، 1989 ، 1993 ، 1995 .
واليكم النص الكامل للمقابلة:
- -هل فشلت سلطات الاحتلال خلال العامين الماضيين بتوجيه أي لائحة اتهم تدينك؟
نعم فشلت.. لم يثبت ضدي أي أدلة تتعلق بادعاءات التي ادعتها سلطات الاحتلال.واكتفى القضاء بالحكم المدة التي قضيتها وتم الإفراج عني بعد اعتقال دام 28 شهرا تنقلت بين عدد من سجون الاحتلال.
- - ما هو الهدف من اعتقال الوزراء والنواب بعد أشهر من انتخابهم وتشكيل الحكومة العاشرة برئاسة الأستاذ إسماعيل هنية ؟
اعتقالنا كان سياسيا، والذي يدل على ذلك، بأنه لم يكن هناك أي أدلة، تتعلق باعتقالنا وتم الإفراج عنا..هناك أسباب سياسية منذ تشكيل المجلس التشريعي، وكان الهدف إلغاء دور المؤسسة ودور الشعب الفلسطيني في أن يقود نفسه وان يرتقي ويبحث عن وسائل الحرية والعيش بكرامة.
ولذلك ما زال بعض الوزراء والنواب في سجون الاحتلال، ويمكن أن تكتمل مدتهم بانتهاء مدة المجلس التشريعي.
نحن لا نتحدث إذن عن اعتقال 60 أو 70 شخصية، ولكن نتحدث عن اعتقال واحتجاز حرية شعب بأكمله، هذا الشعب ارتأى أن يمثله مجموعة من الناس المثقفون المتعلمون أصحاب الاعتدال والمنطق الذين يحملون رسالة سلم وخير للناس كافة..
كان يعد لإعتقالنا قبل آسر الجندي "جلعاد شاليط" ولكن اتخذت ذريعة، وانا اعتقد ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تبق للفلسطينيين أي خيار في الافراج عن أحد عشر الف معتقلا فلسطينيا..إلا خيار الأسر..هم دفعوا الشعب الفلسطيني لأسر جنود إسرائيليين.
فهذا الخيار أذن تم اختياره من قبل سلطات الاحتلال. والآن الأسرى داخل سجون الاحتلال آمالهم معقودة على مبادلة الأسرى.ونتمنى ان تتكلل بالنجاح
نحن متفائلون أن يتم الإفراج عن الوزراء والنواب وكافة الأسرى، وان شاء الله تتوافق القوة في الداخل والخارج وكافة الآراء لإجبار سلطات الاحتلال للوقوف عند حقوق الشعب الفلسطيني وعند قرارات الشرعية الدولية في هذا الخصوص.
- - المجتمع الدولي وقت موقف "المتفرج" رغم اختطاف غالبية نواب المجلس التشريعي الفلسطيني ولم يكن هناك أي خطوة تدين ذلك..ما هو تعليقكم؟
بالتأكيد أنا اسمي ما عليه المجتمع الدولي أنهم في سكرة، وستغيب السكرة وستعود الفكرة..وسينتبه المجتمع الدولي أن سلطت الاحتلال باعتقالها المجلس التشريعي وللحكومة العاشرة أنها أقدمت على خطوة هي الأخطر في تاريخ البشرية قضائيا، لم تعرف البشرية حالة شابهت هذه الحالة..
- - الساحة الفلسطينية تعيش في مرحلة انقسام وخلافات داخلية، كيف ينظر الوزراء والنواب وكافة الاسرى وما هي مطالبهم؟
كافة من التقيت معهم في السجون، من وزراء ونواب وكافة الأسرى وممثلوهم على اختلاف الفصائل: كانوا جميعهم متفقون في الرأي: إزاء ضرورة أن يتلاحم الشعب الفلسطيني بكافة القوى وقيادته.
ولا بد من تعليق الجرس إزاء الشروع ببدا الحوار الوطني الفلسطيني وانتهاز رمضان المبارك وأجواء المصالحة الإقليمية في هذا الخصوص. وكل من يتأخر عن هذا الحوار الوطني، أو يضع العراقيل أمامه يتحمل المسؤولية أمام الشعب والتاريخ.
- - طيلة فترة اختطافك التي استمرت اكثر من عاميين..هل التقيت برئيس المجلس التشريعي د. عزيز الدويك المختطف لدى الاحتلال؟
لم التقِ برئيس المجلس التشريعي سوى عبر النقليات بين السجون"البوسطات"، وهي مزعجة جدا.وكان د. الدويك في صحة مقلقة جدا..وتم نقله بين السجون ما يقارب الـ150 مرة.
- - ما هي السجون التي تنقلت بينها..ومن كان يرافقك من النواب؟
في بداية اعتقالي .. تم احتجازي في سجن المسكوبية بالقدس ومن ثم تنقلت بين سجون:"الرملة، وعوفر، وسجن هوليكدار وايشن في بئر السبع..وكان برفقتي في السجن النائب عن مدينة رام الله محمود مصلح..
- - كنت وزير شؤون القدس في الحكومة العاشرة... والآن المدينة والمقدسات لا زالت تتعرض لحملة تهويد و"ترانسفير"؟
مدينة القدس لا زالت ترزخ تحت سباق غير مسبوق، من قبل سلطات الاحتلال مع كافة الظروف، للحيلولة دون ان يرجع حق للفلسطيني من هذه المدينة.والإسرائيليون باتوا في مرحلة حرجة جدا لا يستطيعوا أن يقدموا فيها حقوق، وبالتالي المستقبل لمدينة القدس "كئيب".
ونحن نناشد كافة المؤسسات الدولية والدول العربية والإسلامية ان يتقدموا في هذه المرحلة بالذات لإنقاذ مدينة القدس والمقدسات من مستقبل مقبلة عليه هو الأخطر من نوعه على الإطلاق.
- -هل من رسالة يحملها الوزير "ابو عرفة" يريد ان ينقلها لأبناء شعبنا وقيادته؟
هناك رسالة احملها نيابة عن الوزراء والنواب وكافة الاسرى في داخل سجون الاحتلال ":أقول لأهلنا وشعبنا الفلسطيني ثبت لهم عبر الزمن وخاصة في المراحل النهائية في عمرنا الأخير أن التلاحم والتوافق والتعاضد هو عمادنا الأول وأسلوبنا الأوحد في العيش بكرامة ومقاومة المحتل.
المصدر : فلسطين الأن