أيها الإخوان المسلمون.. محنتكم برهان صدقكم.. فاثبتوا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أيها الإخوان المسلمون.. محنتكم برهان صدقكم.. فاثبتوا


الاحد,02 نوفمبر 2014

كفر الشيخ اون لاين | خاص

إن الناظر في ضع الحركة الإسلامية عموما وحركة الإخوان المسلمين ومسارها التاريخي خصوصًا والدارس لهذا المسار دراسة عميقة لترسم أمامه عشرات علامات الاستفهام، حيث إن هذه الجماعة- رغم مكانها ومكانتها المتميزة، ورغم أصالة فكرها وعمق ونضج أعضائها وعلو مستواهم العلمي، رغم هذا فهي أكثر الجماعات والحركات الإسلامية محنة وشدة وبأسًا!.

ولقد جرت سنن الاجتماع البشرى أنه بقدر ما جهل الإنسان وافتقر إلى العلم والمعرفة، بقدر ما تصيبه النكبات والأزمات والضربات، وبقدر ما علا حظه المعرفي وسطع نجمه الثقافي وترقى في أفلاك العلوم، بقدر ما يجتنب وتجتنبه الصدمات والضربات والطامات، إلا حركة الإخوان المسلمين فان معادلتها- عبر السنين- مقلوبة وحالتها معكوسة! وان المحلل للظواهر التاريخية والسنن الكونية لتنتابه الحيرة ويقلقه السؤال (كيف ضربت هذه الحركة في سنة 1948 بقتل مؤسسها ومرشدها الإمام حسن البنا الرجل الأعزل من السلاح، إلا سلاح الكلمة والقلم ؟ وفي سنة 1954 ضربت في قيادتها العلمية قتلاً وسجنًا وإعدامًا، عدم فقيهها ـ فقيه القانون والتشريع الأستاذ عبد القادر عودة، وفقيه الأصول والشريعة سيد فرغلي؟ وسجن مرشدها الثاني القاضي حسن الهضيبي وكمال السنانيري! وفي سنة 1965 ضربت بإعدام شهيد القرءان سيد قطب، الرجل الفذ الأديب العملاق صاحب المعالم وصاحب معركتنا مع اليهود : و"أمريكا التي رأيت"، "والمستقبل لهذا الدين" وظلال القرءان؟! وهكذا باتت هذه الحركة كلما أخرج زرعها شطأه واستغلظ واستوى على سوقه، كلما حصده منجل المحنة وأعاده القدر إلى المربع الأول مربع البدء من جديد، وكأن يدا خفية غيبية تتدخل لتمسك هذه الحركة من تلابيبها وتأخذ بناصيتها إلى حيث تريد هذه الأقدار.

ولقد تأملت في هذه الحركة فما رأيت لها من خطأ في التقدير ولا عرج في السير ولا خلل في المسير، وحاولت عرضها ومقابلتها مع حركات تغييرية أخرى عبر التاريخ، فرأيتها نجحت وتمكنت بالرغم من فساد تصوراتها ومنهجها إلا هذه الحركة، فإنها كلما قامت سقطت، وكلما همت اغتمت، حتى قابلتها بحركة الأنبياء والمرسلين وأنصارهم من الأصحاب والحواريين، فلاحظت الشبه.

حين قرأت حركات المصلحين في كتاب الله القرآن وكتاب التاريخ والعمران، وجدتها حركات كتب على جبينها البلاء والابتلاء، هذا رسول قطع رأسه! وذاك رسول ألقي في النار! وذاك رسول هجر! وآخر سجن وهذا سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع رأسه وديس بحوافر الخيل ! وخلد الله هذه الاحداث في القرءان اشادة بها وتبريكا حتى لا يحسبها احد ضربا من الطيش او لونا من التهور والغرور.

وانما ذلك تمحيص ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين الجبناء

(وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير- أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا..- أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون! ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين):

حين قرأت هذا أدركت أن حركة الإخوان المسلمين حركة تستمد جذورَها من تلك الحركات الإصلاحية الربانية التي ترعاها عناية الله ، وتسوقها مشيئته وارادته، حيث اختارتها هذه الارادة لتكون شاهدة الزمان على خلق الرحمان.

وعجبت لمن تهجم عليها وشمت بها ورماها بالخطأ والتسرع وسوء التقدير، وعميت بصيرته عن ادراك تدخل يد الله لتحجزها وتكفها عن الرضاعة من ثدي عفن نتن هو ثدي الحكم والسياسة.

إن المصلحين في ارض الله على منهج الله ما تركهم الله للمحنة إزراء ولا خذلانا، ولا تركهم بدون محنة تطهيرا لهم وتثبيتا.

إن كل ما حل بحركة الإخوان المسلمين ـ وهي مدرسة السلم والعلم ـ هو درس تربوي يمنحها جرعة من العناية الالهية والمناعة الداخلية مما يجعلها سليمة معافاة، لتستأنف دور الدعوة والشهادة والشهود، وحاشاها أن تنال منها يد النمرود ولا يد فرعون، ولا اموال ءال سلول ولا ءال هامان.

ولا علامة ولا برهان على صدق هذه الحركة إلا الابتلاء والنهوض ثم الابتلاء ثم التمحيص (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) هذه عناوين القرآن.. أما العناوين الكاذبة الخاطئة من رمي بالتطرف والإرهاب فهي نتاج ناصية أبي جهل وأبي لهب وسليلهم السيسي قائد العسكر وأحمد الطيب شيخ الأزهر، وكثير من حكام العرب وأشقائهم الصهاينة والرئيس (أوباما) قائد ذلك المعسكر.

أخيرًا أقول للإخوان المسلمين: ليست هذه هي الضربة الأولى ولا الأخيرة، وإنما هي إرادة الله فيكم، هنيئًا لكم لأنكم لم تخونوا ولم تكونوا صنيعة أنظمة البترودولار ولا سدنة القصور والبلاطات، ولا ديدان القراء، ولكم في الحسين ابن فاطمة وسبط المصطفى أحسن العزاء فلستم أحسن منه، ومع ذلك قطع رأسه، وليس السيسي إلا امتدادًا ليزيد.

وهكذا سيبقى الصراع مفتوحًا بين معسكر الحسين ويزيد منذ أن حرف التاريخ إلى الآن، حيث انبعثت حركة الإخوان تريد تصحيح هذا التاريخ.

مرة أخرى هنيئًا لكم لأن محنتكم برهان صدقكم

فاثبتـــــــــــــوا.

المصدر