«باب المندب».. أمن مصر تحت رحمة الحوثيين وصمت الانقلاب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
«باب المندب».. أمن مصر تحت رحمة الحوثيين وصمت الانقلاب


(الاثنين 20 أكتوبر 2014 )

«باب المندب».. أمن مصر تحت رحمة الحوثيين وصمت الانقلاب

في ظل تقاعس سلطات الانقلاب في تأمين الأمن القومي المصري، أصبح مضيق باب المندب في يد جماعة الحوثيين المسلحة بعد سيطرتها على مواقع إستراتيجية باليمن، قد تستخدمها في السيطرة على سريان الحياة في قناة السويس، وبالتالي التأثير على أمن التجارة الدولية بشكل عام والأمن القومي المصري بشكل خاص.

ويعتبر مضيق باب المندب هو أهم ممر مائي مع قناة السويس ومضيق هرمز، وهو المضيق الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، والذي تمرّ منه كل عام 25 ألف سفينة تمثّل 7% من الملاحة العالمية، ويشحن منه يومياً نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط متجهة إلى أوروبا والولايات المتحدة.

"باب المندب" صاحب الأهمية الجيواستراتيجية للدولة المصرية، برزت أهميته في حرب التحرير الوطنية التي خاضتها مصر ضد الكيان الصهيوني عام 1973، حين اتفقتا مصر واليمن على إغلاق باب المندب جزئيا ومؤقتا أمام الملاحة الصهيونية، والذي توقف إغلاقه عقب توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني والدولة المصرية.

منذ ذلك التاريخ والاحتلال الصهيوني منتبه لخطورة هذا المضيق، وتوجه مباشرة نحو الشاطئ الإفريقي للمضيق بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتوجه للتنسيق وفتح العلاقات مع جيبوتي واريتريا وإثيوبيا، وبالفعل تمكنت الولايات المتحدة بعمل ما يعرف باتفاقية جاميكا عام 1994، لكي يكون هذا الممر ممرا دوليا، فضلا عن القوة الأمريكية البريطانية الفرنسية الموجودة في هذه المنطقة بحجة مقاومة الإرهاب، وبهذه الخطوات فقدت مصر أي تأثير لها على هذا المضيق، وأي إمكانية مستقبلية للتحكم فيه بأي مستوى من المستويات.

ومع دخول الحوثييين اللعبة وسيطرتهم علي أجزاء من باب المندب زاد الخطر علي مصر في ظل التوغل الإيراني في المنطقة، وأصبح الوجود الحوثي المدعوم من إيران في المنطقة يهدد الملاحة في قناة السويس.

واحتجزت جماعة "أنصار الله" (الحوثي) 66 صيادا مصريا في محافظة الحديدة، غرب اليمن، منذ ستة أيام، بحسب نقيب الصيادين في إحدى المحافظات المصرية.

و سيطر مسلحون حوثيون خلال الأيام الماضية، على مناطق إستراتيجية بمحافظة الحديدة المطلة على ساحل البحر الأحمر، كامتداد لسيطرتهم بقوة السلاح على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي.

وقال أحمد نصار، نقيب الصيادين في محافظة كفر الشيخ، مساء أول من أمس السبت، إن "الحوثيين يحتجزون 66 صياداً مصرياً في محافظة الحديدة منذ ستة أيام، فيما انقطعت الاتصالات بين المحتجزين وذويهم منذ ثلاثة أيام".

وقالت وزارة الخارجية، الخميس، إن "الصيادين المحتجزين داخل ثلاثة مراكب جرى احتجازهم بمعرفة السلطات اليمنية".

وهو ما نفاه نقيب الصيادين المصري بقوله إن "جماعة الحوثيين هي التي تحتجز الصيادين".

وأضاف أن "أهالي الصيادين تلقوا اتصالاً هاتفياً من الصيادين قبل ثلاثة أيام أبلغوهم فيه بسوء أوضاعهم في ظل احتجاز جماعة الحوثيين لهم، وأنهم يتعرضون لمعاملة سيئة، وهو ما دفع الأهالي إلى مخاطبة وزارة الخارجية لمتابعة الأمر".

ومضى نصار قائلا إن "الصيادين كانوا يمارسون عملهم على السواحل اليمنية، ولم يحاولوا اختراق المياه الإقليمية اليمنية (12 ميلا)، لكن بسبب الظروف المضطربة في اليمن احتجزتهم جماعة الحوثي".

وحتى الآن لم يصدر عن جماعة الحوثي أي تعليق بشأن الصيادين المصريين.

وقال اللواء محمود خلف الخبير العسكري، إن التحكم في المضايق الإستراتيجية سواء برية أو بحرية ظاهرة خطيرة حيث أن من يتحكم فيها يستطيع أن يفرض سيطرته على الجميع مهما كانت إمكاناته محدودة وسلاحا بسيطا.

واستبعد خلال حواره ببرنامج "حقائق وأسرار" غلق أو السيطرة علي مضيق باب المندب لأنه ممر دولي يستدعي تدخلاً دوليًا من كل الدول لاسيما أنه مجري ملاحي دولي تحكمه قوانين واتفاقيات دولية.

بدوره قال الدكتور صلاح سالم، الخبير الاستراتيجي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية والدبلوماسية، إن "سيطرة جماعة الحوثيين المسلحة على مقاليد الحياة في اليمن تهدد جانبا كبيرا من الأمن القومي المصري متمثل في قناة السويس".

وأضاف سالم، في تصريحات صحفية، أنه "بشكل عام يعد التحكم في المضايق الإستراتيجية سواء برية أو بحرية ظاهرة خطيرة، حيث إن من يتحكم فيها يستطيع أن يفرض إرادته على الجميع مهما كانت إمكاناته محدودة وسلاحه بسيط".

وأكد سالم أن "دولا كثيرة من مصلحتها أن تقف الملاحة في قناة السويس، وعلى سبيل المثال الكيان الإسرائيلي اللذين يفكر مرارا وتكرارا في بدائل للقناة"، لافتا إلى أن "الخطر يحدق بمصر، والتفاف العالم لدفع الخطر عن باب المندب وقناة السويس أمر غير مضمون.

وأشار إلى أن "التاريخ بفرض السيطرة المصرية على هذا المضيق في زمن سابق، لما يمثله من بعد استراتيجي لها، وكان فرض السيطرة متمثل في نشر قوات، إلى جانب خبراء في تلك المنطقة".

من جانبه قال الدكتور معتز سلامة، رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن "القرصنة أخطر ما يهدد مضيق باب المندب، وبالتالي التجارة الدولية بقناة السويس، بعد أن ظهر ضعف الدولة اليمنية بوضوح أمام جماعات الحوثيين المسلحة".

المصدر