"رابعة".. يا فجرنا الجديد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"رابعة".. يا فجرنا الجديد

20-03-2014

بقلم: شعبان عبد الرحمن

إليك يا رابعة.. لن ننساك في أي مناسبة، وفي كل مناسبة؛ بل كل يوم يطلع شمسه.. فمنك تستمد كل الميادين زخمها وجسارتها.. كنتِ– ومازلت- وقودَ المد الثوري الجديد منذ يوم الانقلاب الأسود حتى الموجة الثورية الهادرة التي تعيشها مصر منذ الأربعاء 19 /3/ 2014م.

سيظل خيركِ لا ينقطع، وستظل إبداعاتك في كشف الحقائق لا تتوقف، في ميدانك الواسع كشفتِ وحشية العسكر.. بحار الدماء التي تشبعتْ بها أرضك، وحفلات حرق جثث أطهر البشر على دروب أرضكِ، جسَّدت أمامنا حقيقة "أنذل" الرجال، و"أخس" البشر، .

وأحدثت لنا صدمة أفاقتنا من هول الخديعة الكبرى عن هؤلاء.. كنا نظنهم من بني جلدتنا يحبوننا ويحنون علينا، ويسهرون على حمايتنا وحراسة مقدراتنا.. فإذا بهم وحوش ضارية يفترسوننا على أرضكِ لصالح عدونا، ويُعمِلون فينا على أرضك كل أسلحة الفتك بلا رحمة بدعم وتصفيق عدونا..

كشفتِ لنا أن من كنا نظنهم "أشرف" الرجال هم في الحقيقة "أخس" الرجال! وعلى أرضكِ تم ذبح كل قيم ومبادئ حقوق الإنسان، وكشفتِ لنا بالصوت والصورة أن مؤسسات حقوق الإنسان في بلادنا هي "أقذر" من بالوعات المجاري، وأكثر "دنساً" من مواخير "السكر والعربدة"، وأسقطتِ القناع بل "غصن الزيتون" الذي تغطوا به بعد أن سقطت ورقة التوت عن سوءاتهم، وأثبتِ للدنيا أن هؤلاء تجار دم وتجار قيم من أجل ملء كروشهم وجيوبهم.

بالأمس قالوا في بيانهم عنك: إنك مقتولة وقاتلة ومحروقة وحارقة.. ولا ندري أي الأمر في عالم اللامعقول تم أولاً..؟!

أقتلتِ نفسك أولاً، ثم قتلتِ ثانياً، أم استيقظتِ بعد القتل وحرقتِ نفسك لتتحولي إلى مخلوق مشوّه؟!

تلك لغة القرود يا رابعة! في عالم بات يعج بقرود كثيرة تصر على حكمنا.. وفي عالم بات يمشي على يديه ويفكر برجليه لم ينطق فيه ضمير حي واحد بإدانة ما جرى لك، فكشفتِ كذب ونفاق شعارات حقوق الإنسان عند مؤسسات ورجال التجارة بحقوق الإنسان! كشفتِ نفاق وكذب وإجرام رجال دين أحلّوا الجريمة وبرّروا المجزرة، وما زالوا يرقصون على أنغام "هولاكو"، .

ويتهافتون على نظرة رضا أو فتات مائدة حكم مختطف ومسموم.. وكشفتِ للدنيا عن معادن خير الرجال وخيرة النساء، لم يكن أحد يتخيل أن يكونوا بهذه الجسارة والإقدام والصمود، ففتحتِ لنا بريق أمل.. كشفتِ لنا طريق الحق بعد أن أضأتِ لنا صراط الحق.. صراط الله المستقيم يا رابعة..

يا درة في جبين الدهر.. أرضك وأرض النهضة وكل الميادين التي تشبعت بدماء خير البشر تنبت لنا كل يوم فجراً جديداً يؤذن بزوال "هولاكو" وعصابته إلى مزبلة التاريخ.. ليبقى على أرضك ويخرج منها كتائب الحق؛ ليسود الحق والعدل بلادنا إن شاء الله تعالى.


(*) كاتب مصري- مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية [email protected] https://www.facebook.com/shaban.abdelrahman.1?fref=ts twitter: @shabanpress

المصدر