"أحمد الفيشاوي": زمن الفن الجميل قادم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"أحمد الفيشاوي": زمن الفن الجميل قادم

[09-03-2004]

مقدمة

حوارات77.jpg

•أسعى لتقديم فنٍّ راقٍ يبث القيم والأخلاق في الأمة.

•الالتزام الديني لا يعني هجر الفن؛ بل ترشيده.

•ذاهب إلى أمريكا للاستفادة من السينما العالمية في خدمة ديني.

•والدي كان السبب الرئيسي في التزامي!

•دروس "عمرو خالد" فتحت طريقي إلى الهداية.

صاحب موهبة حقيقية أكسبته احترام النقاد والمشاهدين وإعجابهم، وأهَّلته لأن ينال بطولة مطلقة في أول فيلم سينمائي، وقد تأثر كثيرًا بالداعية الشاب "عمرو خالد"، فتحوَّل طريقه إلى طريق الهداية، الذي يعتبره مستقبله وحياته، مؤكدًا في الوقت نفسه أن أباه كان سببًا في التزامه..

إنه الفنان "أحمد فاروق الفيشاوي"، نجل الفنان "فاروق الفيشاوي"، الذي بدأ حياته الفنية منذ نعومة أظفاره، ونال البطولة المطلقة في أول أفلامه (شباب على الهوا)، وشارك في العديد من الأعمال التليفزيونية؛ فكيف بدأ طريق الالتزام الديني؟ ولماذا؟ وما العقبات التي واجهته وتواجهه في هذا الطريق؟ وكيف يرى فنًّا ملتزمًا بأهداف الدين؟ وما مشاريعه المستقبلية في هذا الإطار؟ هذا ما نتابعه في الحوار التالي الذي أجراه معه موقع (إخوان أون لاين. نت).


نص الحوار

  • بدايةً: كيف استقبلت أسرتُك خبر التزامك الديني؟
كان والدي "فاروق الفيشاوي" هو السبب الأول في هدايتي، واكتشفت هذا مؤخرًا؛ لأن أبي كان يجلس مع الأستاذ "سعيد صالح"، وقال له: يا "سعيد"، أنا أريد شيخًا كي يهدي "أحمد" لينصلح حاله؛ لأني كنت شقيًّا، وكانت أمي وأبي يحاولان إصلاحي، ويحاولان زرع القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة فيَّ، وهذا ما يطمح إليه كل أب وكل أم مهما كانت صلتهما بالله- عز وجل- لكن عندما أخذت منحنًى متشددًا في الدين خَشَيَا عليَّ، وخافَا أن أكون من الذين يفهمون الإسلام خطأً؛ ولكن لما علما أنني فهمت الإسلام الصحيح دون مغالاةٍ ولا إفراطٍ ولا تفريط، وعَلِما أن الدين ليس تقوقعًا، وتيقَّنا أنني لن أترك التمثيل، هذا هو ما جعلهما موافقين على توجهي الجديد.
ولقد نظرت إلى الساحة الفنية، فوجدت أن بإمكاني أن أنفع المسلمين عن طريق الفن، كما فعلت الصهيونية العالمية؛ حيث بثت أفكارها الهدامة من خلال السينما الأمريكية؛ فلماذا لا نكون نحن أذكى منهم، ونكون على قدر من التفكير، ونقدم أعمالاً سينمائية عربية تبث القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة على الجمهور العربي والإسلامي؟! وجمهور الفن كثير جدًّا، ونستطيع من خلال فنٍّ راقٍ أن نؤثر في هذا الجمهور.


العلاقة بـ"عمرو خالد"

تعرفت عليه من خلال الدروس التي كان يقيمها ويلقيها في مسجد (الحصري) بالسادس من أكتوبر، وبعد ذلك تعرفت على أصدقاء كانوا على صلة شخصية بـ"عمرو خالد"، وذهبت معهم لصلاة الفجر في المسجد الذي كان يصلي فيه، وكنا نجلس بعد الفجر نذكر الله، ونتدارس فيما بيننا، ومن هنا بدأت العلاقة بيني وبين الداعية "عمرو خالد".
  • وهل ما زالت علاقتك قائمةً معه بعد سفره إلى الخارج؟
نحن- بفضل الله- على علاقة متواصلة، ونحن إخوة في الله، ويحب أحدنا الآخر في الله، وليس بيننا مصالح أو (بيزنس)، ونحن الاثنين- أحسب نفسي وأحسبه- نحب الله، ونحب أن نعيش في الدنيا كعابري سبيل، كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم- ومع هذا فنحن نعمل للآخرة، ولا ننسى نصيبنا من الدنيا، وأسأل الله أن يُحسن خواتيمنا جميعًا.
قال لي: "أنا أريدك أن تصبح أحسن فنان في مصر، وفي الوطن العربي، وفي العالم"، وهذا أمله.
  • هل تستشيره في أعمالك الفنية؟
أستشيره في البعض منها.
  • ومن وجهة نظرك كيف تُحقِّق المعادلة الصعبة بين التزامك وفنِّك؟
من وجهة نظري كل وسط له مآخذه، والله أعلم بذنوب عباده، ويغفر الله لنا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات؛ ولكن من الممكن أن يكون للوسط الفني مآخذه الكثيرة؛ لتسليط الأضواء عليه، ولكن هذا لا يؤثر على فني إطلاقًا؛ لسبب بسيط، فمثلاً مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الإذاعة والتليفزيون أنا أتابعهما؛ لأنه ليس فيهما خمر ولا رقص ولا فحش، وهذا مكان من الممكن أن أتواجد فيه بكل بساطة، وأنا أحترم نفسي وأتمسك بديني؛ وأيُّ مهرجان يُقام في أي دولة عربية ليس بالضرورة أن ترى فيه خمرًا ورقصًا، أو أشياء تغضب الله؛ لوجود محاضرات ومشاهدة أعمال سينمائية وتليفزيونية في المهرجان، ولا توجد كبائر، فمن الممكن أن أتواجد فيه.


الارتباط بالفن والسفر لأمريكا

  • وكيف كان ارتباطك بعالَم الفن؟ ولماذا اختفيت بعد أول ظهور لك في بطولة مطلقة في فيلم (شباب على الهوا)؟
بعد فيلم (شباب على الهوا) عُرضت عليَّ أعمالٌ كثيرةٌ جدًّا، وكنت أرفضها؛ لأنها كانت في معظمها عبارة عن رقصٍ وعريٍ وقبلات وأحضان، بينما أخلاقي وديني والتزامي يأبَون عليَّ أن أقدِّم مثل هذه الأعمال؛ لأن الفنان قبل أن يفكر ماذا يستفيد من العمل، يعرض العمل على الجمهور، ويتساءل: هل يقبله أم لا؟ وهل سيستفيد الجمهور منه أم لا؟
ولو فعل كل فنان هذا فسوف نقدم فنًّا محترمًا، يساعد الجمهور على المشاهدة الصحيحة، ولن يتركنا الله؛ لأنه- سبحانه وتعالى- هو القائل: ﴿وَمَن يَّتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا﴾ (الطلاق: 2)، لقد جاءت لي عروض محترمة ليس فيها قبلات ولا إمساك يد ولا بنات يتراقصن، وليس فيها عري بفضل الله، وكلها أشياء محترمة ونظيفة، وأمور يمكن أن أبدأ بها زمن الفن الجميل الذي أسعى إلى تقديمه إلى الجمهور العربي والإسلامي.
أما كيف بدأ ارتباطي بالفن؟ فكان من الصِّغر؛ إذ كنت أذهب لمشاهدة أبي وهو يصوِّر بعض الأعمال، كما كنت أذهب بعد ذلك لأتابع المخرجين ومديري التصوير، وألاحظ كيف يحرِّكون العمل، حتى إنني كنت أتابع أدق التفاصيل لهذه المهنة، حتى علمت مواطن الإبداع فيها، وتعلَّمت منها العمل الجماعي، كيف يكون؟ وماذا سيحدث للعمل كله لو قصَّر شخص في العمل؟ ورأيت كيف يتعامل المجموع مع الفرد؟ وهو المخرج المشرف على الجميع والمحرِّك للجميع.
  • سفرك المزمَع إلى أمريكا.. ما الجدوى منه؟
الأجانب عمومًا يطبِّقون الإسلام في حياتهم؛ ولذلك نجحوا في حياتهم العملية، والأمريكيون عندهم ميزات مثل ما عندهم من عيوب، ومثل ما عندهم من تفكك أخلاقي؛ لكن عندهم تطبيق لتعاليم الدين الإسلامي، وتطبيق ما لا نطبقه نحن العرب والمسلمين، مثل: احترام المواعيد، وحب العمل وإتقانه والتفاني فيه؛ لكنهم لا يعملون هذا من أجل الله؛ ولكن يعملونه من أجل الدنيا، أما الملتزم فهو يطبق هذا لله وللدنيا معًا، وهناك حديث يجعلنا- نحن المسلمين- نحيا حياتنا كلها عبادة لله؛ وهو: "إنَّمَا الأعمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإنَّمَا لِكُلِّ امرِئٍ مَا نَوَى"، فلابد أن يكون لكل عمل نعمله نيته؛ لكي تنطبق الآية التي قالها ربُّنا في كتابه الكريم: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الأنعام: 162)، وقوله تعالى: ﴿وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ (الأنعام: 163).
فالأمريكيون فيهم ميزات مع كثير من العيوب الموجودة؛ ولكن ليس كل الأمريكيين أشرارًا، ولا يصح أن نتخذ موقفًا تجاه شعب؛ لكن نتخذ موقفًا تجاه حكومة.. تجاه "بوش".. تجاه الصهيونية العالمية.. ويجب أن نحاربهم في كل مكان، ولابد أن نعلم أن هناك أمريكيين لم يتعرفوا على الإسلام حتى الآن، فلا ينبغي أن تتخذ منهم موقفًا؛ لكن لابد أن نفهم الإسلام الصحيح، ولابد أن نقيم حوارًا بيننا وبينهم، ونفهِّمهم الإسلام الصحيح، وندعوهم إليه، ومن هنا سوف أذهب إلى أمريكا لأسباب عدة، منها:
  1. أنهم أسسوا علمًا جديدًا في مسألة التمثيل.
  2. أكدوا أن الفنان يستطيع أن يُحسن أدواته بعدة طرق.
  3. لديهم علم التمثيل وهذا غير موجود عندنا في مصر.
وأنا أعلم أن الله- سبحانه وتعالى- عدل حتى مع الكافرين؛ لأنهم أخذوا بأسباب العلم، فهم عملوا وأصبحوا من الذين يقودون العالم، والإسلام أجاز لنا أن نسافر من أجل العلم، والنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلتَمِسُ فِيهِ عِلمًا سَهَّلَ الله لَهُ بِهِ طَرِيقًا إلَى الجَنَّةِ"، وأنا مسافر بنية طلب العلم، وهذا خير؛ لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- مدح طالبَ العلم حتَّى ولو كان علمًا من علوم الدنيا و"مَن عَلِمَ لُغَةَ قَومٍ أَمِنَ مَكرَهُم"، وأنا مسافر إلى أمريكا؛ لكي أعود بعلم ينفع ديني وشعبي وقومي.


عطوة والعمَّة نور

حوارات79.jpg
  • هل تعتقد صحة عبارة "ابن الوز عوَّام"؟
لا.. لأنه ليس بالضرورة أن يكون "ابن الوز عوام"، و"ابن النجم" لابد أن يكون نجمًا، وهناك مَثَلٌ ذكرته أكثرَ مِن مرَّة لأكثر من صحفي وناقد، ألا وهو: أن ابنة الفنانة القديرة "فاتن حمامة" عملت فيلمًا، وقامت فيه بالبطولة المطلقة، وعُرض هذا الفيلم على الجمهور؛ لكنه سقط جماهيريًّا ونقْديًّا، وهي بنت سيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة".
وفي اعتقادي أن الفنان صاحب الموهبة لابد له من أن ينجح، ولابد أن يوظف تلك الموهبة في أشياء مفيدة له ولجمهوره ولعقيدته ولإسلامه، وبعدها سوف تأتي إليه العقود من كل مكان؛ لأنه يُرضي ربه، ويتعامل مع الجمهور على أنه خادم له ونافع له أيضًا، والإنسان الموهوب لابد أن يظهر، ولابد أن يكون له بصمة، أما الخالي من المواهب فلا تجد له مكانًا في الفن في هذا العالم.
  • لكن "أحمد الفيشاوي" ظهر علينا بشخصية "عطوة" في مسلسل (العمة نور).. فلماذا؟
لأنها شخصية جميلة، وتفتح مجال الابداع لأي فنان يقوم بأدائها، وهي شخصية تساعد أي فنان موهوب لإظهار مواهبه وقدراته كممثل، وهو أيضًا- والحمد لله- في الوقت نفسه دور هادف؛ لأن "عطوة" كان بعيدًا عن الله- سبحانه وتعالى- لكنه كان وقَّافًا عند نصائح جدته الفنانة "كريمة مختار"، التي كانت تذكِّره دائمًا بالله- عز وجل- وكان يتجاوب معها، فكانت تقول له: إن الله خلقنا من أجل أن نعبده، فكان يتساءل: كيف نعبده؟ وماذا يريد الله منَّا؟ وفي آخر الدور- وبعدما تسبب في موت شخص- فأنا كمشاهد وليس ممثل شعرت بأن "عطوة" دوره هادف، خصوصًا أن الكاتب "محمود أبو زيد" في كل أعماله يذكِّرنا بالله دائمًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية.
  • ومَن مِن الفنانين الذين أدوا أدوارهم بصدق وعمق؟
هناك فنانون كبار أدوا أدوارهم بفن عال، مثل: الفنانة القديرة "كريمة مختار"، و"عبد الله مشرف"، و"عبد الرحمن أبو زهرة"، ودوري الذي ساعدني على إظهار نفسي، والدور كان جيدًا؛ لأنه مكتوب بطريقة جيدة.
  • هل "عطوة" كان يعبر عن شخصية "أحمد الفيشاوي"؟
إلى حد ما، ولكن أنا أبحث عن دور أكثر احترامًا، وأكثر مصداقية، وأكثر منفعةً للمسلمين والإسلام.
  • لو عرض عليك هذا الدور قبلها هل تقبله كما هو أم لا؟
أنا أقبله؛ لكن سأغير فيه بعض الشيء؛ لأنه لم يكن على الدرجة المطلوبة أخلاقيًّا، فقد كان فيه بعض الهفوات، فمن الممكن أن أغيِّر فيه وأقبله.
  • دورك في (العمة نور) هل خرجت به على العهد الذي عاهدت به "عمرو خالد
أنا لم أخرج عن العهد في الواقع؛ ولكن في الحقيقة أن (العمة نور) كان فيه أخطاء، وهذه ليست بيدي؛ لأنني وافقت على الدور قبل كتابته، ولو كان مكتوبًا كنت سأناقش القائمين على العمل في بعض المشاهد، والحمد لله لا أظن أن دوري يغضب الله- عز وجل- وكان حلالاً والحمد لله.
وكان هناك مشهد واحد سيئٌ؛ هو ظهور الفتيات وهن يتراقصن، والحمد لله أنا كنت مستنكر بقلبي عندما علمت أنني لا أستطيع تغييره، ولو عُرض هذا الكلام مكتوبًا لرفضته تمامًا؛ لكن الكاتب كان يكتب ونحن نصور المسلسل، وكنت على استعداد للمناقشة لو لم أوقِّع على العقد، وأنا أؤكد لك وللجمهور أن أعمالي القادمة كلها تخلو تمامًا من هذه الأشياء التي تغضب الله، ولا يوجد فيها رقص ولا عري ولا حتى مسك يد، وأنا كنت عملت فيلمًا مع "مني ذكي" و"منة شلبي" و"مصطفى عمار"، وكان في السيناريو أن أمسك يد "منة شلبي"، ورفضت ذلك، والكاتب والمخرج تقبَّلا رأيي ووجهة نظري، ووافقا على رأيي، وهذا شيء مبشِّر أن ترى في الوسط الفني من يساعدك ويعاونك؛ فالوسط الفني يوجد فيه خير كثير.
  • هل تعتقد أن (العمة نور) كانت تعلمنا الإسلام على الطريقة الأمريكية؟
بصراحة كان في المسلسل بعض الشخصيات أدوارهم غير لائقة عليهم؛ لأن هذا الكلام لا يخرج من فلان وفلانة؛ لأنه لا يوجد فيه مصداقية في بعض الأدوار، وهذا إحساس شخصي عندما شاهدت المسلسل.
أما الكاتب فمن وجهة نظري كان يريد أن يوصل شيئًا للجمهور، ألا وهو أن هذه المرأة التي عاشت في أمريكا ما زالت متمسكة بدينها، ولما عادت إلى مصر لم تناد بالانحلال الذي شاهدته هناك كما يفعل كل العائدون من الغرب؛ ولكن جاءت وهي محافظة على دينها وقيمها وعاداتها وتقاليدها، وهذا ما كان يريد أن يوصله الكاتب للجمهور.
  • كيف ترى الفن الآن والفن من عشرين سنة مثلاً؟
الحمد لله الفن تغير الآن للأحسن من عشرين سنة مضت؛ لأن القائمين على العملية الفنية اليوم الكثير منهم لهم صلة بالله- عز وجل- وهم يحاولون مراعاة الله- عز وجل- في أعمالهم، فهم لا يسعون لأن يُظهروا بنتًا سافرة بقدر ما يبحثون عن القيم وما يريده الجمهور وينفعه، ولأنهم يريدون أن يقدموا شيئًا جميلاً، وهذا في حد ذاته تقدم؛ وهذا ظاهر أيضًا في بعض الممثلات اللاتي يرفضن القبلات، وقدد رُفض هذا على الورق في أفلام كثيرة، فالحمد لله هناك فنانات وفنانون في الوسط الفني يخافون الله، ويحاولون التقرب إلى الله، ويحترمون أنفسهم، ويقدموا ما ينفع الناس.


مذيع.. وشباب

  • الهدف من عملك كمذيع عبر فضائية (اقرأ)؛ هل تريد أن تقدم (توك شو) إسلاميًّا؟
نعم.. هذا هو الهدف الحقيقي؛ لكن أيضًا أريد أن أقدم عملاً شبابيًّا يقدمه شباب مسلمين، والعمل الإسلامي ليس بالضرورة أن يكون اسمه "صلاح الدين"، أو "سيف الإسلام"؛ ولكن من الممكن أن يكون العمل اسمه عاديًّا جدًّا، ويقدم عملاً يحض على الأخلاق والدين، ويكون إسلاميًّا، وأنا أمنيتي أن نكون كلنا إسلاميين، وجميع أعمالنا تكون إسلامية؛ ولكن في المضمون نكون داخلين العمل، ومقبلين عليه، ونحن نعلم أنه فيلم محترم، فمن البديهي أن يكون العمل إسلاميًّا؛ ولكن لا أريد التصنيف.
  • بما أنك شاب؛ فهل دعوة الشاب للشاب أفضل من دعوة الدعاة التقليديين؟ ولماذا؟
تكون أفضل بلا شك؛ لأننا كشباب نكون أقرب بعضنا إلى بعض، وذلك يكون أكثر صدقًا؛ ولأن الشباب يكون أعلم بما يعاني منه الشباب، وبما يكون لديهم من عيوب وإمكانات تساعدهم على الالتزام، وذلك يكون أفضل مثلما أن دعوة النساء للنساء أفضل من دعوة الرجال للنساء.
  • وما الأخطار التي تهدد الشباب العربي والمصري؟
أكبر خطر يهدد الشباب عمومًا القنوات الأغاني الجديدة.. وربنا يستر علينا؛ لأن هذه أكبر فتنة، وكما ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- أن أعظم ما يخشاه على أمته فتنة النساء، فهي أعظم فتنة، واليوم لا توجد أغنية إلا وبها كم كبير من العري، والشباب عندهم بطالة، وعندهم كبت من ضيق الحياة، فلابد أن نراعي هؤلاء الشباب، ولا نعرض عليهم ما حرم الله ونهى عنه.
فالقنوات التي تعرض أمورًا هابطة أخلاقيًّا وسلوكيًّا تعد أكبر خطر يهدد الشباب أكثر من الخمر والمخدرات، إنها تهدد الشباب بشكل يفوق الوصف.
  • وما تأثيرك على الشباب من حولك؟
هذا توفيق من الله، وكما قال ربنا لنبيه محمد- صلى الله عليه وسلم-:﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ﴾ (آل عمران: 128) فهو خطاب لنا من بعد النبي- صلى الله عليه وسلم- ولابد لنا أن نأخذ بالأسباب في هداية هؤلاء الشباب، والله- سبحانه وتعالى- عليه الهداية، ولابد أيضًا أن نوضح الدين الصحيح، ونوضح أن في ديننا الإسلامي قمة الديمقراطية وقمة التحضر وقمة الرقي بالإنسان، ولم يكن هناك نظام يحترم الإنسان وآدميته أكثر من النظام الإسلامي الصحيح.. وهذا ما ننادي به في دعوتنا.

أنا أنصح الشباب- ونفسي قبلهم- أن نربي أنفسنا أولاً، ونغير العادات السيئة الموجودة فينا؛ لكي ينصرنا الله، فعندما نفعل ذلك نكون مؤهلين لأن ينزل نصر الله علينا، وانظر إلى "صلاح الدين" لم يحارب أولاً، ولكن ظل يربي المسلمين حتى وجدهم وعلاقتهم بالله وعلاقتهم مع أنفسهم ومع إخوانهم أصبحت جيدة، ثم اتجه إلى الحرب؛ لأن تيقن من أن الله معه.
أما واجبنا الآن كشباب فليس لنا من الأمر شيء إلا أن ندعو لإخواننا، ونقدم لهم الدعم المادي، وأن نقاطع كل البضائع الصهيونية والأمريكية والبريطانية؛ لأن أصحابها يساعدون الكيان الصهيوني على الغطرسة التي يقوم بها.


أعمال جديدة وزواج قريب

  • أخيرًا: ما أعمالك المقبلة؟
هناك أفلام والحمد لله كما قلت لك فرضتُ رأيي الإسلامي فيها، وهذا المجال أشق طريقي فيه بأقل قدر من الأشياء الحرام، وفي الوقت نفسه أستطيع التغيير في الوسط الفني إلى الأحسن إن شاء الله تعالى، وأنا- بفضل الله- أصور بعض الأعمال، وستنزل قريبًا بإذن الله.
  • وهل تفكر في الزواج؟ وما مواصفات شريكة حياتك؟
أنا والحمد لله مقبل على الزواج قريبًا، ومواصفات زوجتي مطابقة لما وصى به الرسول- صلى الله عليه وسلم- في قوله: "فاظفر بذات الدين تربت يداك"، فيجب أن تكون ملتزمة دينيًّا وخلقيًّا، وتحب الله ورسوله، ويكون لها هدف في الحياة، وتكون على قدرٍ من الجمال، وفيها كل المواصفات الطيبة والجميلة، وأسأل الله أن يوفقني لعبادته، وتكون عونًا لي على طاعة الله.

المصدر