فقهيات حركية : المسلم .. وحسن صناعة الموت والحياة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٦:٣٣، ٤ مايو ٢٠١١ بواسطة Khaled.b17 (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'<center>'''فقهيات حركية : المسلم .. وحسن صناعة الموت والحياة'''</center> يسار|220بك هنالك حقي...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فقهيات حركية : المسلم .. وحسن صناعة الموت والحياة
يكن 2.jpg

هنالك حقيقة اساسية ينبغي ان نلحظها باستمرار ، حيال ما يواجهنا في حياتنا من مشكلات وتحديات ومفاجئات .. وادراكنا لهذه الحقيقة يساعدنا - بعون الله - على تجاوز الكثير مما يعرض لنا على كل صعيد ، وعلى تلمس افضل المخارج والخيارات . بل إن كل قضية يمكن أن تعرض لنا ، تصبح سهلة المعالجة في ضوء هذه الحقيقة ، بعون الله تعالى .

الحقيقة هذه  : تتلخص في ان المسلم مطالب بأن يعيش الحياة كلها ، على كافة اصعدتها ، وينهض بمسؤولياته كاملة على مختلف جبهاتها ، وهو بلا شك مأجور في كل جانب من تلك الجوانب ، شريطة إخلاصه له وامتثاله لأمره ، واتباعه لشرعه .

فهو مطالب بان يتعلم ، ويعمل ، ويتزوج ، وينجب الاولاد ، ويبني اسرة ، ويدعو الى الله ، ويقوم بدوره في الجهادين  : الأكبر والأصغر ، الخ..

المسلم مطالب بأن يكون على اتم الاستعداد للعطاء فيما تتطلبه مصلحة الاسلام، زمانا ومكانا وموضوعا ، وبحسب الحاجة والاولوية وبواقعية وتوازن .. وهو في كل ذلك على ثغر من ثغور الاسلام ، عليه ان يحميه ويحفظه ، وان لا يؤتى من قبله ، واجره محتسب ، وهو عند الله مدخر .

والمسلم غير مطالب بأن يعطل دورة الحياة ، بذريعة انصرافه للقيام بمهمة معينة محددة ، كائنا ما كانت اهمية وقدسية هذه المهمة ؟ ثم من قال انه سيتمكن من تحقيق كل ما يريد ، وعلى النحو الذي يتمنى ويشتهي ؟

لكم تمنى الشهادة كثيرون – قديما وحديثا – ولكنهم لم ينالوها . فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه ، بالرغم من خوضه غمرات القتال - وليس في جسمه موضع الا وفيه رمية بسهم او طعنة برمح او ضربة بسيف - يتمنى الشهادة ولما يحصل عليها ؟

نحن مطالبون بان نعد انفسنا للجهاد ، ولأن نتمنى الموت في سبيل ، وهو شعار من شعاراتنا : الجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله اسمى امانينا . ولكن ليس لنا ان نهرب من القيام بمسؤولياتنا الأخرى ، ونتخلى عن دورنا على كامل مساحة وساحة العمل الاسلامي .

ثم ان ذروة سنام الجهاد والاستشهاد ،ان يتحقق ويمضي ويمارس رغم وجود الزوجة والأولاد ، فهي بدون شك من المعوقات ، والتغلب عليها من اعظم القربات الى الله تعالى ، وصدق الله تعالى حيث يقول ( قل ان كان آباؤكم وابناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم ، وأموال اقترفتموها ، وتجارة تخشون كسادها ، ومساكن ترضونها ، احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله ، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ، والله لايهدي القوم الفاسقين )

هكذا فهم الأولون من سلفنا الصالح دورهم في الحياة ، فقاموا به خير قيام ، وادوه احسن أداء ، والذين اكرمهم الله بالشهادة كانوا ازواجا ، وآباء ، وتجارا ، وعلماء، وفقهاء، وشعراء، وحرفيين ، وما منعهم ذلك ان يجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وانفسهم ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )

الثلاثاء 10رجب 1423هـ / الموافق17 أيلول 2002 م

المصدر