فقهيات حركية : المسلم .. وحسن صناعة الموت والحياة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فقهيات حركية : المسلم .. وحسن صناعة الموت والحياة

ظاهرة اساسية تنغي الملاحظة

هنالك حقيقة اساسية ينبغي ان نلحظها باستمرار،حيال ما يواجهنا في حياتنا من مشكلات وتحديات ومفاجئات..وادراكنا لهذه الحقيقة يساعدنا - بعون الله - على تجاوز الكثير مما يعرض لنا على كل صعيد ، وعلى تلمس افضل المخارج والخيارات.

بل إن كل قضية يمكن أن تعرض لنا،تصبح سهلة المعالجة في ضوء هذه الحقيقة،بعون الله تعالى.

الحقيقة هذه: تتلخص في ان المسلم مطالب بأن يعيش الحياة كلها،على كافة اصعدتها،وينهض بمسؤولياته كاملةعلى مختلف جبهاتها،وهو بلا شك مأجور في كل جانب من تلك الجوانب،شريطة إخلاصه له وامتثاله لأمره،واتباعه لشرعه.

فهو مطالب بان يتعلم،ويعمل،ويتزوج،وينجب الاولاد،ويبني اسرة،ويدعو الى الله،ويقوم بدوره في الجهادين :الأكبر والأصغر،الخ..

المسلم مطالب بأن يكون على اتم الاستعداد للعطاء فيما تتطلبه مصلحة الاسلام، زمانا ومكانا وموضوعا،وبحسب الحاجة والاولوية وبواقعية وتوازن .. وهو في كل ذلك على ثغر من ثغورالاسلام،عليه ان يحميه ويحفظه،وان لا يؤتى من قبله،واجره محتسب،وهو عند الله مدخر .

والمسلم غير مطالب بأن يعطل دورة الحياة،بذريعة انصرافه للقيام بمهمة معينة محددة،كائنا ما كانت اهمية وقدسية هذه المهمة؟ثم من قال انه سيتمكن من تحقيق كل ما يريد،وعلى النحو الذي يتمنى ويشتهي؟

لكم تمنى الشهادة كثيرون – قديما وحديثا – ولكنهم لم ينالوها .


امثلة للعطاء

فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه،بالرغم من خوضه غمرات القتال - وليس في جسمه موضع الا وفيه رمية بسهم او طعنة برمح او ضربة بسيف - يتمنى الشهادة ولما يحصل عليها؟

نحن مطالبون بان نعد انفسنا للجهاد،ولأن نتمنى الموت في سبيل،وهو شعار من شعاراتنا:الجهاد سبيلنا،والموت في سبيل الله اسمى امانينا .

ولكن ليس لناان نهرب من القيام بمسؤولياتنا الأخرى،ونتخلى عن دورناعلى كامل مساحةوساحة العمل الاسلامي.

ثم ان ذروة سنام الجهاد والاستشهاد،ان يتحقق ويمضي ويمارس رغم وجود الزوجة والأولاد،فهي بدون شك من المعوقات،والتغلب عليها من اعظم القربات الى الله تعالى،وصدق الله تعالى حيث يقول ( قل ان كان آباؤكم وابناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم ، وأموال اقترفتموها ، وتجارة تخشون كسادها ، ومساكن ترضونها ، احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله ، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ، والله لايهدي القوم الفاسقين )

هكذا فهم الأولون من سلفنا الصالح دورهم في الحياة،فقاموا به خير قيام،وادوه احسن أداء،والذين اكرمهم الله بالشهادة كانوا ازواجا،وآباء،وتجارا،وعلماء،وفقهاء،وشعراء،وحرفيين،وما منعهم ذلك ان يجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وانفسهم ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )

الثلاثاء 10رجب 1423هـ / الموافق17 أيلول 2002 م

المصدر