الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قراءة متأنية في جريمة اغتيال المبحوح»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب'<center>'''قراءة متأنية في جريمة اغتيال المبحوح'''</center> [[ملف:محمود المبحوح2.jpg|يسار|...')
 
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
<center>'''قراءة متأنية في جريمة اغتيال [[محمود المبحوح|المبحوح]]'''</center>  
'''<center><font color="blue"><font size=5>قراءة متأنية في جريمة اغتيال [[محمود المبحوح|المبحوح]]</font></font></center>'''


[[ملف:محمود المبحوح2.jpg|يسار|220بك]]
'''بقلم:د.[[إبراهيم أبراش]]'''
بقلم : د.إبراهيم أبراش


إسرائيل اغتالت [[محمود المبحوح|المبحوح]] ولكن القضية تحولت لخلاف جديد بين [[فتح]] و [[حماس]] وبين [[حماس]] ودبي،ولا يبدو أن العرب  وليس فقط ال[[فلسطين]]يين استخلصوا درسا من عملية الاغتيال،فالمكان والزمان يجعلا القضية أكبر من مجرد قتل مسؤول في تنظيم [[فلسطين]]ي !.
== اغتيال تحول الى خلاف ==


اغتيال الموساد  الإسرائيلي لقيادات [[فلسطين]]ية ليس بالأمر المستحدث، فهناك عشرات المناضلين ال[[فلسطين]]يين الذين أغتالهم الموساد خارج [[فلسطين]] كقادة [[فتح]] الثلاثة  -[[أبو يوسف النجار]] و[[كمال عدون]] و[[كمال ناصر]] - في شارع فردان في بيروت عام [[1973]] واغتيال الهمشري في باريس وزعيتر في روما والشقاقي في مالطا وأبو جهاد وابو إياد وأبو الهول في [[تونس]] الخ ،وقيادات تم اغتيالها داخل الوطن ومنهم مؤسسون كالشيخ [[أحمد ياسين|ياسين]] و[[عبد العزيز الرنتيسي|الرنتيسي]]  و[[أبو علي مصطفى]] وأخرهم الرئيس [[ياسر عرفات|أبو عمار]] .فما الجديد في قضية اغتيال [[محمود المبحوح|المبحوح]] في دبي؟هل لأنه أهم من سابقيه من القادة الشهداء؟أم أن طبيعة المرحلة وخصوصا الانقسام ال[[فلسطين]]ي السبب في هذا الاهتمام؟ أم أنه أمر مقصود تضخيم الواقعة للتغطية على أمور أكثر أهمية كتهويد [[القدس]] والاستيطان في الضفة وطي ملف تقرير جولدستون ألخ ؟ .
[[ملف:محمود المبحوح2.jpg|تصغير|220بك|<center>الشهيد [[محمود المبحوح]]</center>]]


من الطبيعي  أن تنكر إسرائيل مسؤولية الموساد عن اغتيال [[محمود المبحوح|المبحوح]] أما غير الطبيعي الاعتراف بذلك ،وبالتالي فالجدل حول مسؤولية الموساد جدل عقيم فلم يحدث أن اعترفت إسرائيل أو أي جهاز مخابرات في العالم بمسؤوليته عن اغيتال معارضين أو أعداء خارج بلدانهم لأن الاغتيالات الخارجية مرفوضة بالقانون الدولي وستثير حساسيات وتوتر في العلاقات مع الغير وخصوصا إن كانت الدول التي حدثت فيها الاغتيالات أو التي استعملت أراضيها للمرور أو استعملت جوازات سفرها دول صديقة ،وبالتالي سيكون من العبث أن ننتظر اعترافا رسميا إسرائيليا بالجريمة ،وإن كانت [[قطر]] والدول الأوروبية ستنتظر حتى تعترف إسرائيل أو تجد أدلة مادية دامغة  وحاسمة في اتهام الموساد حتى تتخذ إجراءات ضد إسرائيل ،فهذا الأمر لن يحدث.ومن جهة ثانية لماذا يستغرب البعض استعمال الموساد لجوازت سفر أوروبية سواء كانت حقيقية أم مزورة ؟يبدو أننا ننسى أن بريطانيا والمانيا وايرلندا وفرنسا دول ذات علاقات استراتيجية مع إسرائيل وتربطهم اتفاقات أمنية تنص على تقديم تسهيلات لبعضهم البعض لمحاربة الإرهاب وهي اتفاقات لا تقتصر على دول  أوروبا وإسرائيل بل تشمل أيضا دولا عربية ،وهذا التنسيق الأمني تعزز بعد احداث 11 [[سبتمبر]] [[2001]]،ومن هنا نلاحظ انه في  لقاء ليبرمان وزير خارجية إسرائيل مع وزراء خارجية أوروبا لم توجه أي اتهامات لإسرائيل عن مقتل [[محمود المبحوح|المبحوح]] ليس لأن ليبرمان انكر المسؤولية بل لأن أوروبا تعرف أن الموساد هو القاتل ولكنها تعتبر ذلك سلوكا طبيعيا ومبررا لإسرائيل. الأوروبيون الذين يدعمون إسرائيل في كل نهجها العدواني ضد الشعب ال[[فلسطين]]ي ويصمتوا على  قتل الأطفال والمدنيين واستعمال الاسلحة المحرمة دوليا في [[غزة]] ويشاركون واشنطن حربها العدوانية في [[العراق]] و[[أفغانستان]] لا يمكنهم إدانة قتل [[فلسطين]]ي من حركة تعتبرها أوروبا إرهابية أو معادية للسلام .    
[[إسرائيل]] اغتالت [[محمود المبحوح|المبحوح]] ولكن القضية تحولت لخلاف جديد بين [[فتح]] و[[حماس]] وبين [[حماس]] و[[دبي]]،ولا يبدو أن العرب  وليس فقط ال[[فلسطين]]يين استخلصوا درسا من عملية الاغتيال،فالمكان والزمان يجعلا القضية أكبر من مجرد قتل مسؤول في تنظيم [[فلسطين]]ي !.


ولأن إسرائيل معروفة ببراعتها في العمل الأمني وفي التآمر فقد قصدت أن يكون ضمن القتلة فتاة  فاتنة حتى تثير شكوكا اخلاقية في الموضوع،وربما عملت على استدراج [[فلسطين]]يين من حركة [[فتح]] ليكونوا في موقع الجريمة دون أن يكون لهم علاقة بالجريمة لتثير فتنة بين [[فتح]] و[[حماس]] وقد نجحت في ذلك ،ثم جاء اتهام دبي لحركة [[حماس]] بوجود مشارك  في الجريمة من داخل الحماس ليزيد الأمور تعقيدا. ونعتقد ان هناك كثيرا من الأمور التي قد تنكشف لاحقا وبعضها حاضر ويحتاج لتفسير،مثلا العدد الكبير من المتهمين ،فقد أعلنت دبي بداية عن اسماء 11 متهما يحملون جوازات أجنبية ثم اضافت 4 آخرين ثم أضافت 15 آخرين ،فهل معقول لجهاز مخابرات أن يغامر بهذا العدد من أعضائه- حوالي 26- وهو عدد قابل للزيادة  للقيام بعملية إغتال شخص واحد؟وهل هؤلاء هم القتلة بالفعل،أم ان وجودهم وتسهيل كشفهم مجرد تغطية على القاتل الحقيقي؟ وهل بالفعل توجد علاقة بين هؤلاء وجريمة الاغتيال أم أن المقصود تمييع القضية وخلط الأوراق؟ وهل الموساد الإسرائيلي المقيم منذ فترة في دبي ودول الخليج ،يجهل وجود كاميرات تصوير ومراقبة في مطار دبي وفنادقها وشوارعها،وبالتالي كانت مفاجأة له انكشاف أسماء وصور المتهمين؟وهل العملية تعتبر فشلا للموساد كما ذهب البعض؟بالإضافة إلى أسئلة أخرى حول المغدور نفسه، مثلا ماذا كان يفعل في دبي ؟وهل تم اغتياله بسبب ماضيه النضالي في [[غزة]]  أم بسبب نشاطات حالية يقوم بها؟.
اغتيال [[الموساد]] ال[[إسرائيل]]ي لقيادات [[فلسطين]]ية ليس بالأمر المستحدث، فهناك عشرات المناضلين ال[[فلسطين]]يين الذين أغتالهم الموساد خارج [[فلسطين]] كقادة [[فتح]] الثلاثة  -[[أبو يوسف النجار]] و[[كمال عدون]] و[[كمال ناصر]] - في شارع فردان في بيروت عام [[1973]] واغتيال الهمشري في باريس وزعيتر في روما والشقاقي في مالطا وأبو جهاد وابو إياد وأبو الهول في [[تونس]] الخ ،وقيادات تم اغتيالها داخل الوطن ومنهم مؤسسون كالشيخ [[أحمد ياسين|ياسين]] و[[عبد العزيز الرنتيسي|الرنتيسي]]  و[[أبو علي مصطفى]] وأخرهم الرئيس [[ياسر عرفات|أبو عمار]].


لا شك أن إسرائيل هي القاتل ليس فقط من خلال القاعدة القانونية التي تقول (إبحث عن المستفيد من الجريمة )،بل انطلاقا من كل تصريحات القادة والجمهور الإسرائيلي التي تعبر عن السعادة عن قتل [[محمود المبحوح|المبحوح]] والتي لا تخلو من غرور وتبجح دون ان تصل لدرجة الاعتراف الصريح بقتله،ولا شك بوجود تنسيق أمني ومخابراتي مكثف بين إسرائيل ودول أوروبا ،ولا نعتقد ان هذه الأخيرة وخصوصا التي استُعمِلت جوازات سفرها ستقوم بأي إجراء عقابي ضد إسرائيل ،لأن ما بينها وبين إسرائيل أكبر من ان تؤثر عليه مثل هذه الأمور،وستضيع القضية مع مرور الزمن وفي تلافيف تحقيقات لن تنتهي لنتيجة حاسمة ،وستضاف الجريمة لسلسلة الجرائم التي ارتكبها الموساد ضد ال[[فلسطين]]يين وغير ال[[فلسطين]]يين كاغتيال مغنية في دمشق.
فما الجديد في قضية اغتيال [[محمود المبحوح|المبحوح]] في [[دبي]]؟هل لأنه أهم من سابقيه من القادة الشهداء؟أم أن طبيعة المرحلة وخصوصا الانقسام ال[[فلسطين]]ي السبب في هذا الاهتمام؟ أم أنه أمر مقصود تضخيم الواقعة للتغطية على أمور أكثر أهمية كتهويد [[القدس]] والاستيطان في الضفة وطي ملف تقرير جولدستون ألخ ؟ .


إن كان الواقع والعقل يقولان بأن إسرائيل هي القاتل والمجرم ،فإن الواقع المصطنع والمُعبر عنه من خلال الخطاب السياسي ال[[فلسطين]]ي والعربي المتعامل مع القضية أخرج  القضية  عن حقيقتها بحيث تحولت لخلاف بين [[فتح]] و[[حماس]] ولإتهامات متبادلة بين الطرفين صبت مزيدا من الزيت على الخلافات القائمة أصلا وجعلت المصالحة أكثر صعوبة ،بالإضافة إلى توتر العلاقة ما بين [[حماس]] ودبي ولم تنج [[مصر]] من شظايا الاتهام .كان من المفترض لو توفر الحس الوطني العاقل أن تُفهم عملية الاغتيال وتوقيتها والمكان الذي جرت فيه بطريقة مغايرة.أن تتم الجريمة في دبي وقبلها جريمة مقتل مغنية في دمشق  والاغتيالات والتفجيرات في [[لبنان]] ومهاجمة شاحنات محملة بالأسلحة في [[السودان]] الخ ،معناه أن إسرائيل تنتهك سيادة كل الدول العربية ومعناه أيضا أن هذه الدول أعجز من أن ترد على إسرائيل،ومعناه أيضا أن هناك اختراق أمني كبير داخل حركة [[حماس]] وعلى [[حماس]] أن لا تستمر بالمكابرة والمعاندة وتعترف بأن اعضاءها بشر قابلون للاختراق، فليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها شكوك حول اختراقات أمنية ادت لمقتل قادة في [[حماس]] ،وممارسات [[حماس]] عندما تحولت لسلطة في غزة تُظهر كم عناصر [[حماس]] بعيدون عن الصورة الطهرية المروجة عنهم. أيضا كان يفترض أن تفهم الجريمة في سياق العدوان الشامل على الشعب ال[[فلسطين]]ي في الخارج وفي [[القدس]] وفي الضفة ،فتوقيت الجريمة غير منفصل عن تزايد الهجمة الاستيطانية في [[القدس]] والضفة ،وليس غريبا أن تستغل إسرائيل الانشغال بقضية [[محمود المبحوح|المبحوح]] لتعلن أن الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم جزء من التراث اليهودي. 


وعود على بدء نقول بأن واقع جريمة الاغتيال يؤكد أن إسرائيل تعلنها حربا شاملة على ال[[فلسطين]]يين وعلى الأمن القومي العربي،الأمر الذي يحتم على الأقل وجود تنسيق أمني عربي لمواجهة هذا الخطر،فمن غير المعقول وجود تنسيق أمني متطور بين إسرائيل والدول الأوروبية ودول عربية وإسلامية بما فيها السلطة ال[[فلسطين]]ية ولا يوجد مثله بين الدول العربية وال[[فلسطين]]يين! ولماذا لا يكون تنسيق بين حكومة دبي وحركة [[حماس]] والسلطة بل و تشكيل لجنة مشتركة للبحث في قضية اغتيال [[محمود المبحوح|المبحوح]] ؟.
== انكار [[اسرائيل]] مسؤولية [[الموساد]] عن الاغتيال ==
 
من الطبيعي  أن تنكر [[إسرائيل]] مسؤولية [[الموساد]] عن اغتيال [[محمود المبحوح|المبحوح]] أما غير الطبيعي الاعتراف بذلك ،وبالتالي فالجدل حول مسؤولية الموساد جدل عقيم فلم يحدث أن اعترفت [[إسرائيل]] أو أي جهاز مخابرات في العالم بمسؤوليته عن اغيتال معارضين أو أعداء خارج بلدانهم لأن الاغتيالات الخارجية مرفوضة بالقانون الدولي وستثير حساسيات وتوتر في العلاقات مع الغير وخصوصا إن كانت الدول التي حدثت فيها الاغتيالات أو التي استعملت أراضيها للمرور أو استعملت جوازات سفرها دول صديقة ،وبالتالي سيكون من العبث أن ننتظر اعترافا رسميا [[إسرائيل]]يا بالجريمة ،وإن كانت [[قطر]] والدول الأوروبية ستنتظر حتى تعترف [[إسرائيل]] أو تجد أدلة مادية دامغة  وحاسمة في اتهام [[الموساد]] حتى تتخذ إجراءات ضد [[إسرائيل]] ،فهذا الأمر لن يحدث.
 
ومن جهة ثانية لماذا يستغرب البعض استعمال [[الموساد]] لجوازت سفر أوروبية سواء كانت حقيقية أم مزورة ؟يبدو أننا ننسى أن بريطانيا والمانيا وايرلندا وفرنسا دول ذات علاقات استراتيجية مع [[إسرائيل]] وتربطهم اتفاقات أمنية تنص على تقديم تسهيلات لبعضهم البعض لمحاربة الإرهاب وهي اتفاقات لا تقتصر على دول  أوروبا و[[إسرائيل]] بل تشمل أيضا دولا عربية ،وهذا التنسيق الأمني تعزز بعد احداث 11 [[سبتمبر]] [[2001]]،ومن هنا نلاحظ انه في  لقاء ليبرمان وزير خارجية [[إسرائيل]] مع وزراء خارجية أوروبا لم توجه أي اتهامات ل[[إسرائيل]] عن مقتل [[محمود المبحوح|المبحوح]] ليس لأن ليبرمان انكر المسؤولية بل لأن أوروبا تعرف أن [[الموساد]] هو القاتل ولكنها تعتبر ذلك سلوكا طبيعيا ومبررا ل[[إسرائيل]].
 
الأوروبيون الذين يدعمون [[إسرائيل]] في كل نهجها العدواني ضد الشعب ال[[فلسطين]]ي ويصمتوا على  قتل الأطفال والمدنيين واستعمال الاسلحة المحرمة دوليا في [[غزة]] ويشاركون واشنطن حربها العدوانية في [[العراق]] و[[أفغانستان]] لا يمكنهم إدانة قتل [[فلسطين]]ي من حركة تعتبرها أوروبا إرهابية أو معادية للسلام .     
 
 
== [[اسرائيل]] تحاول تعقيد القضيه ==
 
ولأن [[إسرائيل]] معروفة ببراعتها في العمل الأمني وفي التآمر فقد قصدت أن يكون ضمن القتلة فتاة  فاتنة حتى تثير شكوكا اخلاقية في الموضوع،وربما عملت على استدراج [[فلسطين]]يين من حركة [[فتح]] ليكونوا في موقع الجريمة دون أن يكون لهم علاقة بالجريمة لتثير فتنة بين [[فتح]] و[[حماس]] وقد نجحت في ذلك ،ثم جاء اتهام دبي لحركة [[حماس]] بوجود مشارك  في الجريمة من داخل الحماس ليزيد الأمور تعقيدا.
 
ونعتقد ان هناك كثيرا من الأمور التي قد تنكشف لاحقا وبعضها حاضر ويحتاج لتفسير،مثلا العدد الكبير من المتهمين،فقد أعلنت دبي بداية عن اسماء 11 متهما يحملون جوازات أجنبية ثم اضافت 4 آخرين ثم أضافت 15 آخرين،فهل معقول لجهاز مخابرات أن يغامر بهذا العدد من أعضائه- حوالي 26- وهو عدد قابل للزيادة للقيام بعملية إغتال شخص واحد؟وهل هؤلاء هم القتلة بالفعل،أم ان وجودهم وتسهيل كشفهم مجرد تغطية على القاتل الحقيقي؟
 
وهل بالفعل توجد علاقة بين هؤلاء وجريمة الاغتيال أم أن المقصود تمييع القضية وخلط الأوراق؟ وهل الموساد ال[[إسرائيل]]ي المقيم منذ فترة في دبي ودول الخليج ،يجهل وجود كاميرات تصوير ومراقبة في مطار دبي وفنادقها وشوارعها،وبالتالي كانت مفاجأة له انكشاف أسماء وصور المتهمين؟
 
وهل العملية تعتبر فشلا للموساد كما ذهب البعض؟بالإضافة إلى أسئلة أخرى حول المغدور نفسه،مثلا ماذا كان يفعل في دبي؟وهل تم اغتياله بسبب ماضيه النضالي في [[غزة]] أم بسبب نشاطات حالية يقوم بها؟.
 
لا شك أن [[إسرائيل]] هي القاتل ليس فقط من خلال القاعدة القانونية التي تقول '''(إبحث عن المستفيد من الجريمة )'''،بل انطلاقا من كل تصريحات القادة والجمهور ال[[إسرائيل]]ي التي تعبر عن السعادة عن قتل [[محمود المبحوح|المبحوح]] والتي لا تخلو من غرور وتبجح دون ان تصل لدرجة الاعتراف الصريح بقتله،ولا شك بوجود تنسيق أمني ومخابراتي مكثف بين [[إسرائيل]] ودول أوروبا،ولا نعتقد ان هذه الأخيرة وخصوصا التي استُعمِلت جوازات سفرها ستقوم بأي إجراء عقابي ضد [[إسرائيل]]،لأن ما بينها وبين [[إسرائيل]] أكبر من ان تؤثر عليه مثل هذه الأمور،وستضيع القضية مع مرور الزمن وفي تلافيف تحقيقات لن تنتهي لنتيجة حاسمة ،وستضاف الجريمة لسلسلة الجرائم التي ارتكبها الموساد ضد ال[[فلسطين]]يين وغير ال[[فلسطين]]يين كاغتيال مغنية في دمشق.
 
 
== عجز الدول عن الرد على [[اسرائيل]] ==
 
إن كان الواقع والعقل يقولان بأن [[إسرائيل]] هي القاتل والمجرم ،فإن الواقع المصطنع والمُعبر عنه من خلال الخطاب السياسي ال[[فلسطين]]ي والعربي المتعامل مع القضية أخرج القضيةعن حقيقتها بحيث تحولت لخلاف بين [[فتح]] و[[حماس]] ولإتهامات متبادلة بين الطرفين صبت مزيدا من الزيت على الخلافات القائمة أصلا وجعلت المصالحة أكثر صعوبة،بالإضافة إلى توتر العلاقة ما بين [[حماس]] ودبي ولم تنج [[مصر]] من شظايا الاتهام.
 
كان من المفترض لو توفر الحس الوطني العاقل أن تُفهم عملية الاغتيال وتوقيتها والمكان الذي جرت فيه بطريقة مغايرة.أن تتم الجريمة في دبي وقبلها جريمة مقتل مغنية في دمشق والاغتيالات والتفجيرات في [[لبنان]] ومهاجمة شاحنات محملة بالأسلحة في [[السودان]] الخ ،معناه أن [[إسرائيل]] تنتهك سيادة كل الدول العربية ومعناه أيضا أن هذه الدول أعجز من أن ترد على [[إسرائيل]]،ومعناه أيضا أن هناك اختراق أمني كبير داخل حركة [[حماس]] وعلى [[حماس]] أن لا تستمر بالمكابرة والمعاندة وتعترف بأن اعضاءها بشر قابلون للاختراق،فليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها شكوك حول اختراقات أمنية ادت لمقتل قادة في [[حماس]]،وممارسات [[حماس]] عندما تحولت لسلطة في [[غزة]] تُظهر كم عناصر [[حماس]] بعيدون عن الصورة الطهرية المروجة عنهم.
 
أيضا كان يفترض أن تفهم الجريمة في سياق العدوان الشامل على الشعب ال[[فلسطين]]ي في الخارج وفي [[القدس]] وفي الضفة ،فتوقيت الجريمة غير منفصل عن تزايد الهجمة الاستيطانية في [[القدس]] والضفة ،وليس غريبا أن تستغل [[إسرائيل]] الانشغال بقضية [[محمود المبحوح|المبحوح]] لتعلن أن [[الحرم الإبراهيمي]] في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم جزء من التراث [[اليهود]]ي. 
 
وعود على بدء نقول بأن واقع جريمة الاغتيال يؤكد أن [[إسرائيل]] تعلنها حربا شاملة على ال[[فلسطين]]يين وعلى الأمن القومي العربي،الأمر الذي يحتم على الأقل وجود تنسيق أمني عربي لمواجهة هذا الخطر،فمن غير المعقول وجود تنسيق أمني متطور بين [[إسرائيل]] والدول الأوروبية ودول عربية وإسلامية بما فيها السلطة ال[[فلسطين]]ية ولا يوجد مثله بين الدول العربية وال[[فلسطين]]يين! ولماذا لا يكون تنسيق بين حكومة دبي وحركة [[حماس]] والسلطة بل و تشكيل لجنة مشتركة للبحث في قضية اغتيال [[محمود المبحوح|المبحوح]] ؟.


== المصدر ==
== المصدر ==

مراجعة ١٥:٢٣، ٢٦ نوفمبر ٢٠١١

قراءة متأنية في جريمة اغتيال المبحوح

بقلم:د.إبراهيم أبراش

اغتيال تحول الى خلاف

إسرائيل اغتالت المبحوح ولكن القضية تحولت لخلاف جديد بين فتح وحماس وبين حماس ودبي،ولا يبدو أن العرب وليس فقط الفلسطينيين استخلصوا درسا من عملية الاغتيال،فالمكان والزمان يجعلا القضية أكبر من مجرد قتل مسؤول في تنظيم فلسطيني !.

اغتيال الموساد الإسرائيلي لقيادات فلسطينية ليس بالأمر المستحدث، فهناك عشرات المناضلين الفلسطينيين الذين أغتالهم الموساد خارج فلسطين كقادة فتح الثلاثة -أبو يوسف النجار وكمال عدون وكمال ناصر - في شارع فردان في بيروت عام 1973 واغتيال الهمشري في باريس وزعيتر في روما والشقاقي في مالطا وأبو جهاد وابو إياد وأبو الهول في تونس الخ ،وقيادات تم اغتيالها داخل الوطن ومنهم مؤسسون كالشيخ ياسين والرنتيسي وأبو علي مصطفى وأخرهم الرئيس أبو عمار.

فما الجديد في قضية اغتيال المبحوح في دبي؟هل لأنه أهم من سابقيه من القادة الشهداء؟أم أن طبيعة المرحلة وخصوصا الانقسام الفلسطيني السبب في هذا الاهتمام؟ أم أنه أمر مقصود تضخيم الواقعة للتغطية على أمور أكثر أهمية كتهويد القدس والاستيطان في الضفة وطي ملف تقرير جولدستون ألخ ؟ .


انكار اسرائيل مسؤولية الموساد عن الاغتيال

من الطبيعي أن تنكر إسرائيل مسؤولية الموساد عن اغتيال المبحوح أما غير الطبيعي الاعتراف بذلك ،وبالتالي فالجدل حول مسؤولية الموساد جدل عقيم فلم يحدث أن اعترفت إسرائيل أو أي جهاز مخابرات في العالم بمسؤوليته عن اغيتال معارضين أو أعداء خارج بلدانهم لأن الاغتيالات الخارجية مرفوضة بالقانون الدولي وستثير حساسيات وتوتر في العلاقات مع الغير وخصوصا إن كانت الدول التي حدثت فيها الاغتيالات أو التي استعملت أراضيها للمرور أو استعملت جوازات سفرها دول صديقة ،وبالتالي سيكون من العبث أن ننتظر اعترافا رسميا إسرائيليا بالجريمة ،وإن كانت قطر والدول الأوروبية ستنتظر حتى تعترف إسرائيل أو تجد أدلة مادية دامغة وحاسمة في اتهام الموساد حتى تتخذ إجراءات ضد إسرائيل ،فهذا الأمر لن يحدث.

ومن جهة ثانية لماذا يستغرب البعض استعمال الموساد لجوازت سفر أوروبية سواء كانت حقيقية أم مزورة ؟يبدو أننا ننسى أن بريطانيا والمانيا وايرلندا وفرنسا دول ذات علاقات استراتيجية مع إسرائيل وتربطهم اتفاقات أمنية تنص على تقديم تسهيلات لبعضهم البعض لمحاربة الإرهاب وهي اتفاقات لا تقتصر على دول أوروبا وإسرائيل بل تشمل أيضا دولا عربية ،وهذا التنسيق الأمني تعزز بعد احداث 11 سبتمبر 2001،ومن هنا نلاحظ انه في لقاء ليبرمان وزير خارجية إسرائيل مع وزراء خارجية أوروبا لم توجه أي اتهامات لإسرائيل عن مقتل المبحوح ليس لأن ليبرمان انكر المسؤولية بل لأن أوروبا تعرف أن الموساد هو القاتل ولكنها تعتبر ذلك سلوكا طبيعيا ومبررا لإسرائيل.

الأوروبيون الذين يدعمون إسرائيل في كل نهجها العدواني ضد الشعب الفلسطيني ويصمتوا على قتل الأطفال والمدنيين واستعمال الاسلحة المحرمة دوليا في غزة ويشاركون واشنطن حربها العدوانية في العراق وأفغانستان لا يمكنهم إدانة قتل فلسطيني من حركة تعتبرها أوروبا إرهابية أو معادية للسلام .


اسرائيل تحاول تعقيد القضيه

ولأن إسرائيل معروفة ببراعتها في العمل الأمني وفي التآمر فقد قصدت أن يكون ضمن القتلة فتاة فاتنة حتى تثير شكوكا اخلاقية في الموضوع،وربما عملت على استدراج فلسطينيين من حركة فتح ليكونوا في موقع الجريمة دون أن يكون لهم علاقة بالجريمة لتثير فتنة بين فتح وحماس وقد نجحت في ذلك ،ثم جاء اتهام دبي لحركة حماس بوجود مشارك في الجريمة من داخل الحماس ليزيد الأمور تعقيدا.

ونعتقد ان هناك كثيرا من الأمور التي قد تنكشف لاحقا وبعضها حاضر ويحتاج لتفسير،مثلا العدد الكبير من المتهمين،فقد أعلنت دبي بداية عن اسماء 11 متهما يحملون جوازات أجنبية ثم اضافت 4 آخرين ثم أضافت 15 آخرين،فهل معقول لجهاز مخابرات أن يغامر بهذا العدد من أعضائه- حوالي 26- وهو عدد قابل للزيادة للقيام بعملية إغتال شخص واحد؟وهل هؤلاء هم القتلة بالفعل،أم ان وجودهم وتسهيل كشفهم مجرد تغطية على القاتل الحقيقي؟

وهل بالفعل توجد علاقة بين هؤلاء وجريمة الاغتيال أم أن المقصود تمييع القضية وخلط الأوراق؟ وهل الموساد الإسرائيلي المقيم منذ فترة في دبي ودول الخليج ،يجهل وجود كاميرات تصوير ومراقبة في مطار دبي وفنادقها وشوارعها،وبالتالي كانت مفاجأة له انكشاف أسماء وصور المتهمين؟

وهل العملية تعتبر فشلا للموساد كما ذهب البعض؟بالإضافة إلى أسئلة أخرى حول المغدور نفسه،مثلا ماذا كان يفعل في دبي؟وهل تم اغتياله بسبب ماضيه النضالي في غزة أم بسبب نشاطات حالية يقوم بها؟.

لا شك أن إسرائيل هي القاتل ليس فقط من خلال القاعدة القانونية التي تقول (إبحث عن المستفيد من الجريمة )،بل انطلاقا من كل تصريحات القادة والجمهور الإسرائيلي التي تعبر عن السعادة عن قتل المبحوح والتي لا تخلو من غرور وتبجح دون ان تصل لدرجة الاعتراف الصريح بقتله،ولا شك بوجود تنسيق أمني ومخابراتي مكثف بين إسرائيل ودول أوروبا،ولا نعتقد ان هذه الأخيرة وخصوصا التي استُعمِلت جوازات سفرها ستقوم بأي إجراء عقابي ضد إسرائيل،لأن ما بينها وبين إسرائيل أكبر من ان تؤثر عليه مثل هذه الأمور،وستضيع القضية مع مرور الزمن وفي تلافيف تحقيقات لن تنتهي لنتيجة حاسمة ،وستضاف الجريمة لسلسلة الجرائم التي ارتكبها الموساد ضد الفلسطينيين وغير الفلسطينيين كاغتيال مغنية في دمشق.


عجز الدول عن الرد على اسرائيل

إن كان الواقع والعقل يقولان بأن إسرائيل هي القاتل والمجرم ،فإن الواقع المصطنع والمُعبر عنه من خلال الخطاب السياسي الفلسطيني والعربي المتعامل مع القضية أخرج القضيةعن حقيقتها بحيث تحولت لخلاف بين فتح وحماس ولإتهامات متبادلة بين الطرفين صبت مزيدا من الزيت على الخلافات القائمة أصلا وجعلت المصالحة أكثر صعوبة،بالإضافة إلى توتر العلاقة ما بين حماس ودبي ولم تنج مصر من شظايا الاتهام.

كان من المفترض لو توفر الحس الوطني العاقل أن تُفهم عملية الاغتيال وتوقيتها والمكان الذي جرت فيه بطريقة مغايرة.أن تتم الجريمة في دبي وقبلها جريمة مقتل مغنية في دمشق والاغتيالات والتفجيرات في لبنان ومهاجمة شاحنات محملة بالأسلحة في السودان الخ ،معناه أن إسرائيل تنتهك سيادة كل الدول العربية ومعناه أيضا أن هذه الدول أعجز من أن ترد على إسرائيل،ومعناه أيضا أن هناك اختراق أمني كبير داخل حركة حماس وعلى حماس أن لا تستمر بالمكابرة والمعاندة وتعترف بأن اعضاءها بشر قابلون للاختراق،فليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها شكوك حول اختراقات أمنية ادت لمقتل قادة في حماس،وممارسات حماس عندما تحولت لسلطة في غزة تُظهر كم عناصر حماس بعيدون عن الصورة الطهرية المروجة عنهم.

أيضا كان يفترض أن تفهم الجريمة في سياق العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني في الخارج وفي القدس وفي الضفة ،فتوقيت الجريمة غير منفصل عن تزايد الهجمة الاستيطانية في القدس والضفة ،وليس غريبا أن تستغل إسرائيل الانشغال بقضية المبحوح لتعلن أن الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم جزء من التراث اليهودي.

وعود على بدء نقول بأن واقع جريمة الاغتيال يؤكد أن إسرائيل تعلنها حربا شاملة على الفلسطينيين وعلى الأمن القومي العربي،الأمر الذي يحتم على الأقل وجود تنسيق أمني عربي لمواجهة هذا الخطر،فمن غير المعقول وجود تنسيق أمني متطور بين إسرائيل والدول الأوروبية ودول عربية وإسلامية بما فيها السلطة الفلسطينية ولا يوجد مثله بين الدول العربية والفلسطينيين! ولماذا لا يكون تنسيق بين حكومة دبي وحركة حماس والسلطة بل و تشكيل لجنة مشتركة للبحث في قضية اغتيال المبحوح ؟.

المصدر