يكن يطالب القاعدة بالكف عن سفك دماء الأبرياء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
يكن يطالب القاعدة بالكف عن سفك دماء الأبرياء

كتب-محمد هاني

وجَّه الداعية الدكتور فتحي يكن- مؤسس الجماعة الإسلامية في لبنان- بيانًا إلى قادة تنظيم القاعدة يناشد فيه الشيخ أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي لتمحيص الأحكام والفتاوى الشرعية والكف عن إراقة دماء الأبرياء.

حيث قال في بيانٍ له تلقَّى (إخوان أون لاين) نسخةً منه: "من عبد الله فتحي يكن إلى عباد الله الشيخ أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي.. لا أختلفُ معكما البتة على وجوب مجاهدة أعداء الله من الصهاينة والأمريكان وغيرهم ممن احتلوا بلاد المسلمين واستباحوا الحرمات والأعراض والمقدسات.. ولا أختلف وإياكما في كون الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة إذا احتلَّ عدوٌ شبرًا من بلاد المسلمين، فكيف وأنَّ الأعداءَ احتلوا العديدَ من بلاد المسلمين كفلسطين وأفغانستان والعراق والشيشان وغيرها!!

إنما أختلف معكما- وكتابُ الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- بيني وبينكما وهما الحجةُ لنا أو علينا ومن ورائي علماء العالم الإسلامي كله- في كل ما يتصل بسفك دماء الأبرياء من الذين لم يقاتلوننا في الدين، ولم يحملوا سلاحًا علينا، أو ينحازوا إلى صفوف أعدائنا، فكيف بأبناء أمتنا من النساء والأطفال والشيوخ الذين يسقط منهم كل يوم العشرات والمئات حتى بلغ تعدادهم الآلاف بين قتيل وجريح، بفعل السيارات المفخخة، والاغتيالات المنظمة، والإعدامات الجماعية المكررة!!".

وأضاف البيان: "هل من حكمٍ شرعي- لديكما- له دليلٌ قطعي على جواز قتل أو ذبح أو تصفية مواطنين أو رعايا دول عربية أو إسلامية وغيرها ممن لم يحملوا سلاحًا أو يجاهروا بعداءٍ أو ينحازوا إلى عدو، علمًا بأنَّ جلَّ هؤلاء ممن يشهدون بأنَّ لا إله إلا الله محمدًا رسول الله، وهم المعنيون بقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني دمه وماله"، وقوله: "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله، حَرُم مالُهُ ودمُهُ" (رواه البخاري ومسلم).

هل من شكٍ لديكم في أنَّ قتل واحد من أمثال هؤلاء أشد حرمةً عند الله من هدم الكعبة على قدسيتها وحرمتها؟؟

إن كان لديكما ما تتذرعان به من أدلةٍ وحججٍ معتبرة على شرعية تلكم الأعمال والممارسات فأعلنوها، واستفتوا بها علماء الأمة الثقاة الذين لا يقلون عنكما غيرةً على الدين وغضبة على أعدائه، وفي الأمة الكثير والكثير من أمثال هؤلاء، وفي الحديث النبوي: "لا تجتمع أمتي على ضلالة".

لقد بات يساورنا شك في أنَّ الكثير مما يرتكب باسم الاسلام هو من صنع أعدائه، مما يفرض عليكما بقوة الإبانة والإفصاح، لتميز الأمة بين الخبيث والطيب، وتفرق بين أبنائها وأعدائها، ولكي يحصحص الحق! وبانتظار ردكما- وإن كان حُكمًا بإراقة دمي- أدعو لكما بالهدى والسداد، وأذكركما بقول الله تعالى: ﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: من الآية 32) صدق الله العظيم، وصلِّ اللهم وسلم على المبعوث رحمةً للعالمين".

المصدر