وكسة غانا .. وسرقة البث الفضائي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وكسة غانا .. وسرقة البث الفضائي

حازم سعيد

وكسة غانا .. وسرقة البث الفضائي

وكسة غانا والأحداث المصاحبة لها وتداعياتها هي عنوان هذه المقالة ، ليس لكونها مباراة كرة قدم ، وإنما لأن الظرف الذي جاءت فيه ومحاولة السيسي الخائن وجهاز مخابراته الخبيث هو وكافة أجهزة الدولة استغلال المباراة لتطبيق أحد أهم سياسات السيطرة على الشعوب ألا وهي سياسة الإلهاء لصرف الناس عن الثورة المصرية الحية بالشارع ، وصرف أبصارهم عن خطايا الانقلاب ، وكذلك لتلميع السيسي الخائن العميل .

1. أما وأن السيسي وأجهزته العطنة الآسنة حاولت استغلال الحدث ، فهو ما لا تخطئه العين ، وما تصريحات طاهر أبو زيد وزير الرياضة الانقلابي " الخايب " عن أنه لو فازت مصر فإنه سيكون فوزاً بنكهة سياسية – هكذا قال - .

وكذلك تصريحات الرياضيين الانقلابيين على الفضائيات الرياضية بأن اللاعبين لو قابلوا الفريق السيسي فإنه سيكون ملهماً لهم لبذل أقصى جهدهم ، في وصلات تنسك وعبودية للبيادة غير مسبوقة ، واستعذاب للعبودية وصناعة الفرعون الإله من جديد .

هذا بخلاف جهود المخابرات في شحن المؤيدين إلى كوماسي لرفع صور السيسي في الاستاد وفي المدرجات على طائرة خاصة ، بخلاف ملايين البوسترات التي تم طباعتها لتوزيعها في الشوارع على سيول المنافقين المستعدين للخروج بالسيارات في احتفاليات كانت ستبدو تلقائية للاحتفال بالنصر المبين والصعود لكأس العالم في عهد الملهم السيسي الذي يصنع الانتصارات .

2. والحمد لله ، فشلت محاولة الاستغلال السياسي للمبارة .. ذلك لأن ربك بالمرصاد ، وكما أفشل الله مخططاتهم في مباراة مصر والجزائر الشهيرة بالسودان لتلميع جمال مبارك ، واستطاعوا وقتها أن يلهوا الناس بخناقات شوارع مع الجمهور الجزائري من قبل الرقاصين والطبالين والزمارين والمشخصاتية الذين صاحبوا الفريق في الخرطوم ، وفي هذه أفشل الله مخططهم بالوكسة والخيبة القوية ، بيد أنهم في هذه لم يجدوا شيئاً آخر يلهون به الشعب ، وكأنها بداية الانكسار ، حين تجد الطاغي تنسد ببساطة ونعومة أمامه أبواب التآمر فاعلم أنها بداية خذلانه القريب إن شاء الله .

3. بلطجة سرقة البث التليفزيوني للمباراة : إنها بمنتهى الوضوح البلطجة العلمانية الانقلابية في أوضح صورها ...

من الأشياء الجديرة بالتأمل موضوع سرقة البث الفضائي للمباراة ، والبلطجة الواضحة والصريحة بفعل ذلك ، وهي البلطجة الجديرة بالتأمل ، حيث أكدت تلك السرقة وذلك السطو العلني خصيصة واضحة وأكيدة من خصائص الانقلابيين ألا وهي البلطجية العلنية والاستهبال .

البلطجية المخذولون سرقوا مصر وحكمها ودستورها ورئيسها هكذا ببلطجة غير مسبوقة واستهبال واضح وعلني وقتلوا الشعب الحر الأبي المعترض في رابعة وأخواتها وملحقاتها ، وسجنوا واعتقلوا جزءاً من الأحرار المعترضين على هذه السرقة والسطو ، ثم طاردوا باقي الأحرار ، وأخيراً سبوا وشتموا الجميع على إعلامهم الفاجر . بالضبط ، وكما هي هذه البلطجة فقد تعاملوا مع الجزيرة بنفس المنطق ، بلطجة .

صحيح هي بلطجة مغرضة يقال أن أحد أسبابها خوفهم من أن تقوم الجزيرة بإذاعة مآسيهم ومجازرهم برابعة وأخواتها بين شوطي المباراة مما سيفضحهم على المقاهي والمنتديات ، ومما سيهددهم بقيام شريحة من الشعب المأسور لإعلامهم بمشاهدة فضائحهم وجرائمهم وخزيهم وعارهم .

ولكن يبقى أن السلوك هو بلطجة حتى لو كان لها أهداف عندهم ، فإن أهدافهم مغرضة خبيثة .

4. إخراج الفرحين بالهزيمة من الوطنية وعدم تغير القلب لموت ستة آلاف إنسان :

من الأمور الجديرة بالاهتمام في هذا الموضوع هو الحفلة التي قام بها مؤيدو الشرعية ومعارضو الانقلاب بعد الوكسة وكم النكات والقفشات التي أطلقوها .

وهو يعكس بصورة أساسية كم القهر والمعاناة التي يجدها أنصار الحق في ظل الانقلابيين القمعيين الدمويين ، كذلك يعكس نوع الجدة والوعي المصاحب لهؤلاء الأحرار ، حيث لم تعد تجدي معهم محاولات الإلهاء بحال ، ولم يعودوا ينخدعون بشعارات الوطنية في غير موضعها ، فإن الوطن كله سليب مسروق ، فلن يلهينا الحرامية بمثل تلك التفاهات ، حتى لو شتمونا ووصمونا بأننا أعداء الوطن .

وهذه الأخيرة هي اللافتة للنظر والداعية للتأمل ، حول كم الغثائية الذي وصل إليه حال مؤيدي الانقلاب ، وكم تفاهتهم وتهافتهم ، حيث لم يتأثر هؤلاء الفاشلون ولم تتمعر وجوههم ولم تتغير قلوبهم بعد آلاف الدماء الطاهرة التي سفكها الانقلابيون والخائن السيسي ، بل برروا له القتل والذبح والسجن والاعتقال والمطاردة والشتم والسب ... برروا له كل الجرائم ، ولم يخلع عنهم أحد رداء الوطنية .

والآن يحزنون على مباراة كرة ، ما هذه المعايير ، وما هذا المسخ ؟

ثم يخلعون الآن رداء الوطنية عمن لا يشاركهم لهوهم وما هم فيه من تخدير وإلهاء . إنها بالضبط الشخصية الخفيفة التي حدثنا عنها الله عز وجل حين قال : " فاستخف قومه فأطاعوه ، إنهم كانوا قوماً فاسقين " .. نعم من لا يستطيع أن يغضب لحرمة الدماء التي سفكت ويغضب ويحزن لهزيمة في مباراة كرة هو من الفاسقين الغثاء الهمل الرعاع .

كبسولة :

1. قيام الحكومة الانقلابية الفاشلة بسن قانون للتظاهر ، يذكرني بقرار حل جمعية الإخوان المسلمين بعد المذابح والاعتقالات والمطاردات ، هو بالضبط سلخ الشاة بعد ذبحها ، فما قيمته ؟ وبعيداً عن أنهم ليس لهم صفة ليصدروا قوانين وتشريعات سوى أنهم حرامية أوطان ، فهم بمثابة من لا يملك يصدر ما لا يستحق ، وأكثر الردود منطقية وعلمية وبعد تدبر ومذاكرة وفهم وفقه هو  : " طز " .

2. الزفة التي قام بها نشطاء في فرنسا للعلماني الانقلابي البذئ علاء الأسواني هي أصلح رد فعل يمكن أن يقابل به مثله ممن يتصدرون الموائد وهم أتفه البشر ، ولا يملكون سوى بضعة خزعبلات يتوهمونها لأحداث يصيغونها فيما يطلقون عليه قصة وأدب ، وهم رفقاء من قال عنهم الله عز وجل من قبل " والشعراء يتبعهم الغاوون ، ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون ، وأنهم يقولون ما لا يفعلون " ، لقد صدعونا سنواتٍ طوال حول الديمقراطية وصندوق الانتخابات والحرية وإذا بهم هم عبيد البيادة وسدنتها وخدمها ، لذا فأنا أهيب بكل حر يلقى مثل هؤلاء المنافقين أن يحذوا حذو الأحرار بفرنسا وإنا لفاعلون إن شاء الله .

3. التافه الذي ليس له من اسمه نصيب " محمد الأمين المهدي " وزير ما يطلق عليه العدالة الانتقالية يقول أن الذين تورطوا في الإرهاب ليس لهم نصيب من العدالة الانتقالية ... هي إيه العدالة الانتقالية دي ؟ أكلة دي ولا إيه ، طبيخ دا ولا حاجة حلوة بتتاكل بعد الغدا ؟ روحوا جتكم خيبة .

[email protected]

المصدر