وثائق نظام عبدالناصر والسادات لضرب الحركات الإسلامية في مصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وثائق نظام عبدالناصر والسادات لضرب الحركات الإسلامية في مصر

مقدمة

منذ أن تغيير نظام الحكم في مصر بعد ثورة يوليو 1952م وقد حرص العسكر على القضاء على المعارضة حيث أنهم لا يطيقون وجود معارضة لسياستهم، وقد تمثلت أقوى جبهات المعارضة في جماعة الإخوان المسلمين والشيوعيين وهو ما دفع عبدالناصر ومن جاء بعده إلى وضع الخطط لضربهم.


وحينما تحالف الشيوعيين مع عبدالناصر وتبنوا رؤيته الناصرية انصب جلهم غضبهم على مقاومة التيار الإسلامي، فتعاونوا مع النظام على وضع الخطط ومحاولة طمس الهوية الإسلامية في كل مناحي الحياة المصرية.


وكان الغرب (رغم خلافه مع النظام المصري في الظاهر) يشجع على ضرب التيار الإسلامي بكل فئاته، والعمل على القضاء عليه، وهو ما جعلهم ينفقون ويسخرون المراكز البحثية في وضع الخطط التي من شأنها تحجم أو تقضي على المظاهر الإسلامية والتيار الإسلامي، وهي الخطط التي طبقها نظام السادات ثم مبارك والآن نظام السيسي الذي يرى في كل ما هو إسلامي تهديد وجودي لنظامه العسكري الديكتاتوري.

وثيقة خطيرة لضرب الدعوة الإسلامية في مصر في عهد عبدالناصر

وهو نص الوثيقة الخطيرة التي قدمها المسئولون عن إبادة الحركة الإسلامية في مصر عام 65 – 67 م إلى رئيس الجمهورية في ذلك الوقت وقد أقرها الرئيس ، ونفذت حرفيا في الدعوة الإسلامية ، نرفقها ملحق لهذه الرسالة ليتعظ بها الدعاة إلى الإسلام . وهو عن رسالة طبعت ووزعت في المملكة العربية السعودية عام 65م ونصها كما يلي :


بناء على أمر السيد رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة عليا لدراسة واستعراض الوسائل التي استعملت والنتائج التي تم الوصول إليها بخصوص مكافحة جماعة الإخوان المسلمين المنحلة ولوضع برنامج لأفضل الطرق التي يجب استعمالها في قسمي مكافحة الإخوان بالمخابرات والمباحث العامة لبلوغ هدفين :


  1. غسل مخ الإخوان من أفكارهم .
  2. منع عدوى أفكارهم من الانتقال لغيرهم .


اجتمعت اللجنة المشكلة من :

  1. سيادة رئيس مجلس الوزراء .
  2. السيد قائد المخابرات .
  3. السيد قائد المباحث الجنائية العسكرية .
  4. السيد مدير المباحث العامة .
  5. السيد – مدير مكتب السيد – المشير .


وذلك في مبنى المخابرات العامة بكوبري القبة. وعقدت اجتماعات متتالية. وبعد دراسة كل التقارير والبيانات والإحصائيات السابقة أمكن تلخيص المعلومات المجتمعة في الآتي:

  1. تبين أن تدريس التاريخ الإسلامي في المدارس للنشء بحالته القديمة يربط السياسة بالدين في لا شعور كثير من التلاميذ منذ الصغر ويسهل تتابع ظهور معتنقي الأفكار الإخوانية .
  2. صعوبة واستحالة التمييز بين أصحاب الميول والنزعات الدينية وبين معتنقي الأفكار الإخوانية وسهولة فجائية تحول الفئة الأولى إلى الثانية بتطرف أكبر .
  3. غالبية أفراد الإخوان عاش على وهم الطهارة ولم يمارس الحياة الاجتماعية الحديثة ويمكن اعتبارهم من هذه الناحية (خام) .
  4. غالبيتهم ذوو طاقة فكرية وقدرة تحمل ومثابرة كبيرة على العمل وقد أدى ذلك إلى اضطراد دائم وملموس في تفوقهم في المجالات العلمية والعملية التي يعيشون فيها وفي مستواهم العلمي والفكري والاجتماعي بالنسبة لأندادهم رغم أن جزءا غير بسيط من وقتهم موجه لنشاطهم الخاص بدعوتهم المشئومة .
  5. هناك انعكاسات إيجابية سريعة تظهر عند تحرك كل منهم للعمل في المحيط الذي يقتنع به .
  6. تداخلهم في بعض ودوام اتصالهم الفردي ببعض وتزاورهم والتعارف بين بعضهم البعض يؤدي إلى ثقة كل منهم في الآخر يقة كبيرة .
  7. هناك توافق روحي وتقارب فكري وسلوكي يجمع بينهم في كل مكان حتى ولو لم تكن هناك صلة بينهم.
  8. رغم كل المحاولات التي بذلت منذ سنة 1936 لأفهام العامة والخاصة بأنهم يتسترون خلف الدين لبلوغ أهداف سياسية إلا أن احتكاكهم الفردي بالشعب يؤدي إلى محو هذه الفكرة عنهم رغم أنها بقيت بالنسبة لبعض زعمائهم .
  9. تزعمهم حروب العصابات في فلسطين سنة 1948 والقنال 1951 رسب في أفكار الناس صورهم كأصحاب بطولات وطنية عملية وليست دعائية فقط بجوار أن الأطماع الإسرائيلية والاستعمارية والشيوعية في المنطقة لا تخفي أغراضها في القضاء عليهم .
  10. نفورهم من كل من يعادي فكرتهم جعلهم لا يرتبطون بأي سياسة خارجية سواء غربية أو شيوعية أو استعمارية وهذا يوحي لمن ينظر لماضيهم بأنهم ليسوا عملاء وبناء على ذلك رأت اللجنة أن الأسلوب الجديد في المكافحة يجب أن يشمل أساسا بندين متداخلين وهما :
  11. محو فكرة ارتباط السياسة بالدين الإسلامي .
  12. إبادة تدريجية بطيئة مادية ومعنوية وفكرية للجيل القائم فعلا والموجود من معتنقي الفكرة .


ويمكن تلخيص أسس الأسلوب الذي يجب استخدامه لبلوغ هذين الهدفين في الآتي :


أولا: سياسة وقائية عامة

  1. تغيير مناهج تدريس التاريخ الإسلامي والدين في المدارس ، وربطهما بالمعتقدات الاشتراكية كأوضاع اجتماعية واقتصادية وليست سياسية مع إبراز مفاسد الخلافة وخاصة زمن العثمانيين وتقدم الغرب السريع عقب هزيمة الكنيسة وإقصائها عن السياسة .
  2. التحري الدقيق عن رسائل وكتب ونشرات ومقالات الإخوان في كل مكان ثم مصادرتها وإعدامها .
  3. يحرم بتاتا قبول ذوي الإخوان وأقربائهم حتى الدرجة الثالثة من القرابة من الانخراط في السلك العسكري أو البوليسي أو السياسي مع سرعة عزل الموجودين من هؤلاء الأقرباء من هذه الأماكن أو نقلهم إلى أماكن أخرى في حالة ثبوت ولائهم .
  4. مضاعفة الجهود المبذولة في سياسة العمل الدائم على فقدان الثقة بينهم وتحطيم وحدتهم بشتى الوسائل وخاصة عن طريق إكراه البعض على كتابة تقارير عن زملائهم بخطهم ثم مواجهة الآخرين بها مع العمل على منع كل من الطرفين من لقاء الآخر أطول فترة ممكنة لتزيد شقة – انعدام الثقة – بينهم .
  5. بعد دراسة عميقة لموضوع المتدينين من غير الإخوان وهم الذين يمثلون الاحتياطي لهم وجد أن هناك حتمية طبيعية عملية لالتقاء الصنفين في المدى الطويل .. ووجد أن الأفضل أن يبدأ بتوحيد معاملتهم بمعاملة الإخوان قبل أن يفاجئونا كالعادة باتحادهم معهم علينا .

ومع افتراض كبير لوجود أبرياء كثيرين منهم إلا أن التضحية بهم خير من التضحية بالثورة في يوم ما على أيديهم ولصعوبة واستحالة التمييز بين الإخوان والمتدينين بوجه عام فلابد من وضع الجميع ضمن فئة واحدة ومراعاة ما يلي معهم :

  1. تضييق فرص الظهور والعمل أمام المتدينين عموما في المجالات العلمية والعملية .
  2. محاسبتهم بشدة وباستمرار على أي لقاء فردي أو زيارات أو اجتماعات تحدث بينهم .
  3. عزل المتدينين عموما عن أي تنظيم أو اتحاد شعبي أو حكومي أو اجتماعي أو طلابي أو عمالي أو إعلامي .
  4. التوقف عن السياسة السابقة في السماح لأي متدين بالسفر للخارج للدراسة أو العمل حيث فشلت هذه السياسة في تطوير معتقداتهم وسلوكهم وعدد بسيط جدا منهم هو الذي تجاوب مع الحياة الأوربية في البلاد التي سافروا إليها . أما غالبيتهم فإن من هبط منهم في مكان بدأ ينظم فيه الاتصالات والصلوات الجماعية أو المحاضرات لنشر أفكارهم .
  5. التوقف عن سياسة استعمال المتدينين في حرب الشيوعيين واستعمال الشيوعيين في حربهم بغرض القضاء على الفئتين حيث ثبت تفوق المتدينين في هذا المجال ولذلك يجب أن تعطى الفرصة للشيوعيين لحربهم وحرب أفكارهم ومعتقداتهم مع حرمان المتدينين من الأماكن الإعلامية.
  6. تشويش الفكرة الموجودة عن الإخوان في حرب فلسطين والقنال وتكرار النشر بالتلميح والتصريح عن اتصال الانجليز بالهضيبي وقيادة الإخوان حتى يمكن غرس فكرة أنهم عملاء للاستعمار في ذهن الجميع .
  7. الاستمرار في سياسة محاولة الإيقاع بين الإخوان المقيمين في الخارج وبين الحكومات العربية المختلفة وخاصة في الدول الرجعية الإسلامية المرتبطة بالغرب وذلك بأن يروج عنهم في تلك الدول أنهم عناصر مخربة ومعادية لهم وبأنهم يضرون بمصالحها وبهذا تسهل محاصرتهم في الخارج أيضا .


ثانيا : سياسة استئصال (السرطان) الموجودة الآن

بالنسبة للإخوان الذين اعتقلوا أو سجنوا في أي عهد من العهود يعتبرون جميعا قد تمكنت منهم الفكرة كما يتمكن السرطان من الجسم ولا يرجى شفائه ولذا تجرى عملية استئصالهم كالآتي :


المرحلة الأولى : إدخالهم في سلسلة متصلة متداخلة من المتاعب تبدأ بالإستيلاء أو وضع الحراسة على أموالهم وممتلكاتهم ويتبع ذلك اعتقالهم .


وأثناء الاعتقال يستعمل معهم أشد أنواع الإهانة والعنف والتعذيب على مستوى فردي ودوري حتى يصيب الدور الجميع ثم يعاد وهكذا وفي نفس الوقت لا يتوقف التكدير على المستوى الجماعي بل يكون ملازما للتأديب الفردي .

وهذه المرحلة إن نفذت بدقة ستؤدي إلى ما يأتي :


بالنسبة للمعتقلين: اهتزاز المثل والأفكار في عقولهم وانتشار الاضطرابات العصبية والنفسية والعاهات والأمراض فيهم .


بالنسبة لنسائهم: سواء كن زوجات أو أخوات أو بنات فسوف يتحررن ويتمردن بغياب عائلهن وحاجتهن المادية قد تؤدي إلى انزلاقهن .


بالنسبة للأولاد: تضطر العائلات لغياب العائل وحاجتهم المادية إلى توقيف الأبناء على الدراسة وتوجيههم للحرف والمهن وبذلك يخلو جيل الموجهين المتعلم القادم ممن في نفوسهم حقد أو ثأر أو آثار من أفكار أبائهم .


المرحلة الثالثة : إعدام كل من ينظر إليه بينهم كداعية ومن تظهر عليه الصلابة سواء ، داخل السجون والمعتقلات أو بالمحاكمات ثم الإفراج عن الباقي على دفعات مع عمل الدعاية اللازمة لانتشار أنباء العفو عنهم حتى يكون ذلك سلاحا يمكن استعماله ضدهم من جديد في حالة الرغبة في العودة إلى اعتقالهم حيث يتهمون بأي تدبير ويوصفون حين ذلك بالجحود المتكرر لفضل العفو عنهم .


وهذه المرحلة إن أحسن تنفيذها باشتراكها مع المرحلة السابقة ستكون النتائج كما يلي :


  1. يخرج المعفو عنه إلى الحياة فإن كان طالبا فقد تأخر عن اقرانه ويمكن أن يفصل من دراسته ويحرم من متابعة تعليمه .
  2. إن كان موظفا أو عاملا فقد تقدم زملاؤه وترقوا وهو قابع مكانه ويمكن أيضا أن يحرم من العودة إلى وظيفته أو عمله .
  3. إن كان تاجرا فقد أفلست تجارته ويمكن أن يحرم من مزاولة تجارته .
  4. إن كان مزارعا فلن يجد أرضا يزرعها حيث وضعت تحت الحراسة أو صدر بها قرار إستيلاء.


وسوف تشترك جميع الفئات المعفو عنها في الآتي :


  1. الضعف الجسماني والصحى والسعي المستمر خلف العلاج والشعور المستمر بالضعف المانع من أية مقاومة .
  2. الشعور العميق بالنكبات التي جرتها عليهم دعوة الإخوان وكراهية الفكرة والنقمة عليها .
  3. عدم ثقة كل منهم في الآخر وهي نقطة لها أهميتها في انعزالهم عن المجتمع وانطوائهم على أنفسهم .
  4. خروجهم بعائلاتهم من مستوى اجتماعي إلى مستوى أقل نتيجة لعوامل الإفقار التي أحيطت بهم .
  5. تمرد نسائهم وثورتهن على تقاليدهم وفي هذا إذلال فكري ومعنوي لكون النساء في بيوتهن سلوكهن يخالف أفكارهم ، وتبعا للضعف الجسماني والمادي لا يمكنهم الاعتراض .
  6. كثرة الديون عليهم نتيجة لتوقف إيراداتهم واستمرار مصروفات عائلاتهم .


النتائج الجانبية لهذه السياسة هي :


  1. الضباط والجنود الذين يقومون بتنفيذ هذه السياسة سواء من الجيش أو البوليس سيعتبرون فئة جديدة إرتبط مصيرها بمصير هذا الحكم القائم حيث عقب التنفيذ سيشعر كل منهم أنه في حاجة إلى هذا الحكم ليحميه من أي عمل انتقامي قد يقوم به الإخوان كثأر .
  2. إثارة الرعب في نفس كل من تسول له نفسه القيام بمعارضة فكرية للحكم القائم .
  3. وجود الشعور الدائم بأن المخابرات تشعر بكل صغيرة وكبيرة وأن المعارضين لن يتستروا وسيكون مصيرهم أسوأ مصير .
  4. محو فكرة ارتباط السياسة بالدين الإسلامي .


انتهى ويعرض (*) على السيد جمال عبد الناصر .


إمضاء – السيد رئيس مجلس الوزراء .


إمضاء – السيد قائد المخابرات .


إمضاء – السيد قائد المباحث الجنائية العسكرية .


إمضاء – السيد مدير المباحث العامة .


إمضاء – السيد شمس بدران .

تقرير خطير المعد لتصفية الاتجاه الديني في مصر والعالم الإسلامي في عهد السادات

وهو التقرير المرفوع إلى حاكم مصر والمنقول نصا عن مجلة الأمان اللبنانية العدد 13 وتاريخ 30 جمادى الأولى 1399 هـ وننقله نصا هنا لتحذره الدعوة الإسلامية وتحتاط من مكائده وهو كما يلي :


تقرير مرفوع للسادات لمكافحة التيار الديني في مصر


مكتب الرئيس


الأمن القومي


السيد رئيس الجمهورية ..


بالإشارة إلى تعليمات سيادتكم بخصوص تكوين " لجنة مكافحة التطرف الإسلامي" لدراسة ومتباعة موضوع تحركات المنظمات والجمعيات والاتحادات الإسلامية وتقدم اقتراحات لمكافحة تسييس الدين ، أو تديين السياسة نرفع لسيادتكم التقرير النهائي المرفق ونرجو أن يحظى برضاء سيادتكم وموافقتكم على الاجراءات المقترحة حتى نبدأ في تنفيذها .


وقد عرض التقرير النهائي حسب تعليمات سيادتكم على مساعد الرئيس بيجن وعلى خبير الشؤون الإسلامية بالسفارة الأمريكية ، وقد اقترحا التعديلات المبينة بالتقرير . وتجدوننا يا سيادة الرئيس رهن إشارتكم لحماية البلاد ومكاسب السلام الذي ححقتموه لنا بعد طول انتظار .


وتفضلوا سيادتكم بقبول أسمى آيات الولاء والإخلاص .


التوقيع حسن التهامي


موضوع التقرير مكافحة تسييس الدين أو تدين السياسة


مقدمة:


حسب تعليمات سيادتكم ، ضمت أقسام مكافحة جماعة الإخوان المسلمين المنحلة في مباحث أمن الدولة والمخابرات الحربية والمخابرات العامة "الأمن القومي" وكونت لجنة واحدة جديدة مختصة بهذا الموضوع مع توسعة صلاحياتها ومسؤولياتها ، وسميت اللجنة على حسب التعليمات "لجنة مكافحة تسييس الدين أو تديين السياسة" .


أعضاء اللجنة :


السيد حسن التهامي رئيسا .

السيد فكري مكرم عبيد – نائبا للرئيس .

السيد وزير الداخلية .

السيد رئيس المخابرات العامة والأمن القومي .

السيد رئيس مباحث أمن الدولة .

السيد رئيس المخابرات الحربية .


شخصيات استعانت اللجنة بآرائهم وخبراتهم:


  1. السيد خبير المتابعة بالمباحث (كانت مهمته في السابق تجميع وتحليل الأخبار والآراء في أوساط الإخوان المسلمين بالمدارس والجامعات وفي السجون والمعتقلات) .
  2. السيد نائب غبطة البابا المؤول عن التنسيق مع الجمعيات الإسلامية .
  3. خبير الشؤون الإسلامية بالسفارة الأمريكية وهو المندوب المقيم في مصر للهيئة المسماة لجنة مكافحة التطرف الإسلامي التابعة لوكالة الأمن القومي الأميريكية .
  4. مساعد الرئيس بيجن للشؤون الإسلامية .


حساسيات :


تسجل اللجنة الصعوبات التي قابلتها من تحرج وحساسيات بعض الشخصيات التي طلبتم منا الاستعانة بها ومشاركتها مثل نائب غبطة البابا والخبير الأمريكي ومساعد الرئيس بيجن ، حيث أنه رغم توضيحاتنا لهم أن اللجنة هيئة علمية وموضوعية بحتة ، تبحث الموضوع من الناحية العلمية


ولا دخل لها بحساسيات دينية أو محلية ، وأننا بحاجة إلى خبرتهم في هذا الموضوع للوصول إلى الهدف في أقصر مدة ممكنة إلا أنهم أصروا ألا تذكر أراؤهم أو أسماؤهم في التقارير لتأكدهم من انتشار المتعاطفين مع المتطرفين الدينيين في الإدارة الذين نقترح تصفيتهم لأنه عن طريقهم تتسرب المعلومات .


تعميق مراجع الموضوع تاريخيا:


  1. تقرير الإدارة البريطانية السابقة في العهد الملكي البائد .
  2. تقارير البوليس السياسي في عهد الرئيس النقراشي والرئيس عبد الهادي .
  3. تقارير الحكومة الوفدية .
  4. تقارير المباحث العامة حتى سنة 1957 .
  5. تقارير السفارة الروسية من سنة 1957 إلى 1970 م
  6. تقرير اللجنة المؤلفة برئاسة رئيس الوزراء سنة 1965 .


حقيقة هامة:


التقرير الأخير رقم 6 وهو تقرير سنة 1965 بخصوص جماعة الإخوان المسلمين المنحلة اعتبر المحور الأصلي الذي دارت حوله المقترحات حسب الظروف الحاضرة حيث وجد أن التوقف عن متابعة تنفيذ هذا التقرير هو الذي أدى إلى استفحال المشكلة التي نحن بصدد علاجها الآن .


التقرير:


بعد دراسة واستعراض الوسائل التي استعملت والنتائج التي تم الوصول إليخا بخصوص مكافحة الإخوان المسلمين في السابق ومتابعة الجمعيات الدينية مثل : أنصار السنة ، عباد الرحمن ، التبليغ ، شباب محمد ، الجمعية الشرعية ، حزب التحرير والجمعيات الإسلامية بالكليات الجامعية والمعاهد والمدارس وأئمة المساجد المشهورين من ذوي الشعبية الملموسة ، وجد أن كل التركيز يجب أن يكون على مكافحة الإخوان المسلمين حيث أنهم تحولوا من جماعة دينية إلى مدرسة فكرية أممية تتحرك بلا مركزية ، وتضحي ببعض العناصر المكشوفة للظهور العلني ، وتترك باقي الأفراد مهمتهم كلهم التحرك السري لنشر الأفكار وتوسعة رقعة الأتباع في المحيط المحلي والدولي .


وقد رأت اللجنة أنه ليس من المستبعد أن أفكارهم وخططهم هي التي طبقت في الثورة الدينية في إيران بواسطة الخميني حيث أثبتت التحقيقات أن خطة الهضيبي سنة 1954 في محاولة القيام بثورة دينية أجهضتها السلطات المصرية هي في غالبيتها نفس الخطة التي طبقها أعوان الخميني ، وهي بث الفتنة والتحريض الشعبي في مظاهرات دائمة تغذيها أبواق من خطباء أئمة المساجد ورجال الدين وتحرسها فئات مسلحة ومدربة .


وذلك سوف يثير البلبلة والتردد في صفوف رجال الشرطة والجيش والإعلام والسياسة الذين ستنتابهم حتمية إعادة النظر في المستقبل ، هل سيكون للحكومة التي سيطيعونها ، أم لمدبري الثورة التي ستحاكمهم وتنتقم منهم على مقاومتها إن نجحت .


بناء عليه ، تحددت أهداف العمل المقترح في الآتي :


  1. رصد أفراد جماعة الإخوان وأتباعهم .
  2. غسل مخهم من أفكارهم .
  3. منع عدوى أفكارهم من الانتقال لغيرهم .


ملخص المعلومات المتجمعة التي حددت الخطة لبلوغ الأهداف :


  1. تبين أن تدريس التاريخ الإسلامي للنشء في المدارس بحالته الموجودة والتي تم تطويرها في الخمسة عشر سنة الماضية ما زال يربط الدين بالسياسة في لا شعور كثير من التلاميذ منذ الصغر ، مما يؤدي إلى ظهور معتنقي الأفكار الإسلامية .
  2. صعوبة بل استحالة التمييز بين أصحاب الميول والنزعات الدينية وخاصة في الأوساط المثقفة وبين معتنقي الأفكار – حيث سهولة فجائية تتحول الفئة الأولى إلى الثانية بتطرف أكبر .
  3. غالبية أفراد الإخوان ، يعيشون على وهم الطهارة ولم يمارسوا الحياة الاجتماعية الحديثة ويمكن اعتبارهم من هذه الناحية خام .
  4. غالبيتهم ذوو طاقة فكرية ، وقوة تحمل ومثابرة كبيرة على العمل ، وقد أدى ذلك إلى اضطراد دائم ملموس في تفوقهم في المجالات العلمية والعملية التي يعيشون بها ، وفي مستواهم الفكري والاجتماعي والعلمي رغم أن جزءا غير بسيط من وقتهم موجه لنشاطهم الخاص في دعوتهم الخطيرة .
  5. هناك انعكاسات إيجابية سريعة تظهر عند تحرك كل منهم لعملهم في المحيط الذي يقتنع به .
  6. تداخلهم في بعض ، ودوام اتصالاتهم الفردية ببعض وتزاورهم والتعارف بين بعضهم البعض يؤدي إلى ثقة كل منهم بالآخر ثقة كبيرة ، ورغم أن جهدا كبيرا قد بذل لهز هذه الثقة خلال سنوات سجنهم بتحريض بعضهم على بعض ، وإراء البعض الآخر ولكن النتائج المتحصلة ذابت مع مرور السنين في لقاءاتهم في الحرية مرة أخرى .
  7. هناك توافق روحي وتقارب فكري وسلوكي يجمع بين كلا منهم ، وحتى ولو لم تكن هناك صلة بينهم .
  8. رغم كل المحاولات التي بذلت منذ سنة 1936 م لإفهام العامة والخاصة بأنهم يستترون خلف الدين لبلوغ أهداف سياسية إلا أن احتكاكهم الفردي بالشعب يؤدي إلى محو هذه الفكرة عنهم في بعض الأوقات ، وفي أوقات أخرى يؤدي لدى أخرين بالاقتناع بحتمية ربط الدين بالسياسة .
  9. مشاركتهم في حروب العصابات في فلسطين عام 1948 م والقنال سنة 1951 قد رتب أفكار الناس على أنهم أصحاب بطولات وطنية عالية وليست دعائية فقط ، وأن الاهتمامات الاسرائيلية والعربية والشيوعية في المنطقة لا تخفي أغراضها في القضاء عليهم .
  10. نفورهم من كل ما يناوئ فكرتهم ، جعلهم لا يرتبطون بأية سياسة خارجية سواء عربية أو شيوعية أو غربية وهذا يوحي باستقلالية أفكارهم .


بناء على ذلك رأت اللجنة أن الأسلوب الجديد للمكافحة يجب أن يشمل بندين متداخلين هما :


  1. التركيز المستمر لمحو فكرة ارتباط السياسة بالدين .
  2. إبادة تدريجية مادية ومعنوية وفكرية للجيل القائم فعلا من معتنقي هذه الأفكار . ويمكن تلخيص الأسلوب الذي يجب استخدامه لبلوغ هذين الهدفين في الآتي :


أولا: سياسة وقائية عامة :

  1. إعادة النظر في مناهج تدريس التاريخ الإسلامي والدين عامة في المدارس والعمل على تغيير هذه المناهج لربط الدين بالأوضاع الاجتماعية والخلقية وليس مع السياسة ، مع إبراز مفاسد الخلافة وخاصة زمن العثمانيين ، وتقدم الغرب السريع عقب هزيمة الكنيسة وإقصائها عن السياسة .
  2. التحري الدقيق عن الأباء الروحيين المعاصرين للأفكار وتشويه سمعتهم .
  3. تحريك قضايا التطرف الديني من وقت لآخر ، وتسليط الأضواء عليها إعلاميا مع تشجيع غلاة المتطرفين بعد القبض عليهم وتصعيد الغرور فيهم حتى تكون تصريحاتهم المغرورة المتزمتة مادة لأجهزة الإعلام لإثارة الجمهور عليهم بدلا من التعاطف معهم ، ثم ربط هذه القضايا بالعمالة لبعض دول الرفض المتطرفة مثل ليبيا والعراق .
  4. تحريض بعض زعمائهم من الشباب في الجامعة بطرق غير مباشرة وتيسير حصولهم على الأسلحة والمفرقعات المحدودة لتصفية بعض العناصر غير المرغوب فيها على غرار قضية الشيخ الذهبي ثم التخلص منهم با؛كام قاسية تكون عبرة لغيرهم ، مع العمل على تصعيد استعمال تعبير " جماعة التكفير " .
  5. التركيز على العناصر النسائية بالجامعة وبالوظائف العامة لمحاربة أفكار الجماعات الإسلامية وأعضاء الاتحاد حيث أن علاقة الطالبات بالطلبة بالجامعة والمعاهد لها دافع عاطفي ، ومن الواضح أن العناصر النسائية تخشى الكثير من تطبيق القيود الدينية في حركهم وملابسهم وحريتهم ، وقد أفلحت هذه الطريقة في تشويه وجه الثورة في إيران بمظاهرات النساء المتحررات .
  6. يحرم بتاتا قبول ذوي اللحى وذوي التاريخ الحركي الإسلامي سواء في المدارس أو الجامعات أو أقاربهم حتى الدرجة الثانية من الإنخراط في السلك العسكري أو البوليسي أو المراكز السياسية والإعلامية مع عزل الموجودين من هؤلاء في مثل هذه الوظائف أو نقلهم إلى أماكن أخرى في حالة ثبوت ولائهم .
  7. مضاعفة الجهود المبذولة في سياسة العمل الدائم على فقدان الثقة بينهم وتحطيم وحدتهم بشتى الوسائل وخاصة بكتابة تقرير بخطهم عن زملائهم ، ثم مواجهة هؤلاء الزملاء بهذه التقارير مع الحرص الشديد على منع كل من الأطراف من لقاء الآخر .
  8. توحيد معاملة جميع ذوي الميول الحركية الدينية بمعاملة الإخوان المسلمين قبل أن نفاجئ كالعادة باتحادهم معا علينا .
  9. إغلاق فرص الظهور والعمل أمام ذوي الأفكار الرجعية أو المظهر الرجعي في المجالات العلمية والعملية .
  10. عدم قبول ذوي الميول الحركية الدينية أو ذوي الأفكار الرجعية بوظائف التدريس بالجامعات أو المدارس أو الإعلام .
  11. التوقف عن محاولة سياسة استعمال المتدينين في محاربة الشيوعية والاستمرار في محاولة استعمال الشيوعيين في محاربة المتطرفين دينيا .
  12. تشويش الفكرة الرائجة عن نشاط الإخوان المسلمين في حروب فلسطين والقناة وتعميم نشرات دعائية تدينهم بالاتصال بالانجليز .
  13. الاستمرار في سياسة محاولة الايقاع بين الإخوان المسلمين في الخارج وبين حكومة السعودية وحكومات الخليج واستعمال إمكانيات الإدارة الأمريكية في ذلك حتى تسهل محاصرتهم .
  14. التركيز على مقارنة النظرية الاجتماعية الإسلامية من حيث التشابه وأن النظم الشيوعية بدأت تتراجع عن نظريتها بعد ثبوت عدم ملاءمتها للعصر .
  15. الاهتمام بالاستمرار والاسراع في سياسة تطوير الأزهر إلى جامعة كلاسيكية حتى يتوقف سيل الخريجين من محترفي الدين ، وحتى يمكن تطوير سلوك وأفكار الأئمة والمدرسين ورجال الدين وإعادة النظر في التكوين الفكري المرتبط بالنظريات الإسلامية القديمة وتسليط الدعاية والإعلام على مجددي ومطور الدين مثل طه حسين وخلافه .
  16. توجيه رئاسة مجلس الشعب للتعاطف مع الأفكار الإسلامية من ناحية القوانين الخلقية والجنائية علنا مع إعطاء التعليمات للجان لقتل أي مشروع يحال إليها بهذا الخصوص أو تنويمه .


ثانيا : مجابهة الجبهات الموجودة الآن :

  1. الرؤوس الأيديولوجية .
  2. وسائلهم الظاهرة في الإعلام .
  3. رؤوس جديدة .


(أولا): الرؤوس الأيديولوجية الموجودة وعلى رأسها المرشد العام [[للإخوان المسلمين] تستعمل معهم السياسة (خذه معك في رحلة مقنعة حتى يجهد ثم دعه يعود وحيدا) حيث يطلب بالمنطق تارة ، وبالرجاء أخرى ، وبالمصلحة العامة ثالثا ، وهكذا لتهدئة مريديه من وقت لآخر ، حتى تكشف كل العناصر الجديدة ، ثم يوقع بينه وبينها .


وبما أن سنه تجاوز الـ 75 وصحته ضعيفة حيث قضى 20 سنة في جميع سجون مصر فإن طاقته محدودة وإضاعتها وإضاعة وقته في اللقاءات المستمرة مع المسئولين والمناقشات والندوات وخلافه كلها أمور كافية لاستهلاكه واستنفاذ طاقته المحدودة . ويجب تجنب القبض عليه لأي سبب حتى لا توصف العملية بأنها بداية فتح المعتقلات .


2. أساتذة الجامعة المتدينين وأعضاء الاتحادات في المعاهد والجامعات . يجب الإسراع في إنهاء العام الدراسي ، بتبكير مواعيد الامتحانات حتى يمكن استبعاد الأسباب القانونية لاجتماعاتهم في حرم الجامعة أو في المدارس ، وتسحب منهم إمكانيات تحريض غيرهم على المظاهرات والاضرابات ، وحتى تعطي فرصة العطلة الصيفية لاستكمال المعلومات عنهم ومحاولة إيجاد صلات بهم يستفاد بها في العام الجديد .


(ثانيا) : وسائلهم العلنية في الإعلام أهمها مجلتا "الدعوة" ، "الاعتصام" ما زالتا تطبعان في مطابع أخبار اليوم ، ويجب أن تظل مراقبة مسوداتها للطبع مستمرة ، وفي نفس الوقت يحال بنهم وبين رخص المطابع حتى يظلوا تحت الرقابة السهلة .


(ثالثا) : رؤوس جديدة بدأت تظهر في الجامعة تستعمل معها وسائل إغراء بتعريضهم للحياة العصرية هم وذويهم بحفلات ودعوات ويوعدوا بوظائف راقية أو صفقات أو مشاركات .... إلخ ، فمن تجاوب منهم يستفاد منه ، ويضم لحزب الحكومة ، ومن لم يتجاوب تعرقل وظائفهم وترقياتهم أو توصى بهم لجنة الضرائب والمباحث الجنائية أو تؤخر تسهيلاته الزراعية كل حسب مهنته .


توصية إحتياطية :


تكلف لجنة جانبية بتخطيط عمليات يلجأ إليها وقت اللزوم ، إما محاولة إنقلابات تنسب لهم ـو محاولة اغتيال وتخريب أو محاولة تعاون مع دول الرفض ضد الحكم ، ورغم هذا يجب بذل كل الجهود اللازمة لعدم استعمال الاساليب العنيفة أو الاعتقال أو السجن بقدر الإمكان حتى تظل الحكومة قادرة على التحدث أمام الرأي العام المحلي عن الديمقراطية والحريات المتوفرة ، وحتى يمكن الاستمرار في اكتساب ثقة الغرب في ثبات نظام الحكم .


انتهى التقرير


توقيعات


مرفقات:


  1. اقتراحات مساعد الرئيس بيغن .
  2. اقتراحات ممثل لجنة مكافحة التطرف الإسلامي وهو خبير الشئون الإسلامية بالسفارة الأمريكية في القاهرة .


أولا : اقتراحات مساعد الرئيس بيجين:


تركزت اقتراحاته على تجربة الشاه في استخدام البهائيين واليهود في المراكز الحساسة . وهؤلاء حافظوا على اسراره وأسرار الدولة حتى لحظة خروجه ، وأيضا شبهوه باستعمال الحلفاء لليهود الذين لم يمكن الشك مرة في تحالفهم مع هتلر وحافظوا على أسرار الحلفاء حتى النصر.


لذلك أقترح:

  1. الاستعانة بالعناصر القبطية في الأماكن الحساسة التي يمكن تسرب المعلومات منها أو التعاطف الديني على ألا يكون العنصر القبطي هو الظاهر ، بل له يكون له مساعد تنفيذي مسلم.
  2. تدريب شباب الأقباط على مكافحة الشغب وتسليحهم لأنه في حالة أي انفجار غير متوقع من المتطرفين فإن ميليشيا قبطية شعبية يجب أن تساعد قوات الحكومة النظامية التي قد يصيبها أو يؤثر فيها دعاية أجنبية على أنها تحارب إخواتها في العقيدة .
  3. إمداد جهاز غبطة البابا بمطبعة مناسبة وبوسائل اتصال حديثة توصله رأسا برئيس جهاز الأمن القومي ورئيس اللجنة كما فعل هذا من قبل مع رئاسة الجمهورية.
  4. وضع طائرة هليكوبتر تحت أمر غبطة البابا.
  5. الاستعانة بأعضاء نوادي الروتاري واللاينز وإعطائهم مزيدا من التسهيلات والرعاية حيث أن أهم مبادئهم (الدين لله والوطن للجميع).
  6. لم يوافق بتاتا على الخطة الاحتياطية وقال: إنه يجب الاستمرار في سياسة إبطال مفعول الفتيل وتجنب المواجهة العنيفة بقدر الإمكان حتى لا يوصف العهد بأنه عهد ديكتاتوري.


ثانيا : اقتراحات خبير الشؤون الإسلامية بالسفارة الأمريكية:


  1. وافق على مقترحات مساعد الرئيس بيغن فيما عدا البند الأخير حيث قال أنه يفضل أن تسير الخطوط كلها متوازنة وسياسة حكومته هي بتر التطرف من أوله بدلا من مواجهته عند استفحاله .
  2. أضاف رأيه بعدم الاستهانة برئيس الإخوان لمجرد أنه تجاوز الـ 75 ، وذكرنا بأن الخميني أكبر منه سنا (85 سنة) . انتهى