والله إنا على العهد باقون

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
والله إنا على العهد باقون

سمية الشواف

أبي البطل هذا الحر الأبي الذي يقبع خلف قضبان العسكر الآن:

علمتنا يا أبي منذ الصغر أن نرفض الظلم علمتنا معنا مقاومة العدو نعم فكان الكرتون المفضل لأولادك جميعا هو كرتون " البطل نور " ذلك الطفل البطل الذي كان يقاوم الأحتلال الذي رفض الظلم رغم صغر سنه علمتنا معنى الحرية وكانت في بداية حياتنا تتمثل فأنك دائما كنت تأخذ رأينا في كل أمور بيتنا كنت تجعل كل فرد من أسرتك يقول رأيه بكل حرية رغم علمك بأننا مازلنا صغار وقلة خبرتنا لكنك كنت تعى معنى أكبر من ذلك هو أن نثق بأنفسنا وأن نشارك في صناعه القرار.

كنت أنت دائما يا أبي من تقف خلفنا لتشجعنا وتغرس فينا القوة والثبات على الحق في وجه سلطان جائر أتذكر جيدا تحفيزك لي عند نزولى يوم 25 يناير بداية الثورة المصرية كنت دائما تقول أنك تفخر بي.

ولكن الحقيقة يا أبي أنك أنت الفخر بعينه منك تعلمنا أن نكون أحرار شاركت يا أبي بكل قوة وبجدارة في ثورة يناير بداية من جمعة الغضب.

شجعتنا على أن نضع صوتنا فى العملية الديموقراطية في كل من أنتخابات مجلس الشعب والرئاسة والشورى والأستفتاء على دستور بلادي وكنت دائما توجهنا لما فيه الخير من وجهة نظرك وتترك كل منا يختار بنفسه القرار الذي يراه مناسباً.

أتذكر جيدا ذلك اليوم أنه يوم خطاب الخائن عبد الفتاح السيسي يوم الأنقلاب العسكري أنهالت يومها عليك الأتصالات من كثير من الشباب الذين يشعرون بالأحباط والأنكسار والقلق بعد هذا الخطاب القمعى وكنت أنت من تحتويهم وتقول لهم نحن نعمل لدين الله مهما كانت الظروف وأن ليس من المنطقي عندما يؤتينا الله بنعمه نعمل له ونفرح بذلك وعندما يأخذها نغضب ونترك العمل.

يوم مذبحة الحرس الجمهوري أنه ذلك اليوم الذى رأيتك فيه ولأول مره بحياتى تبكي بشدة بالنسبة لنا كان هذا اليوم مفجع لنا جميعاً لأنه كان بداية لمجازر الأنقلاب الدموي ومن بعدها أنهالت علينا المجازر تلو الأخرى أتذكر وجودك بجانبي يوم أحداث مدينة الأنتاج الأعلامي يوم أن أغشي على بسبب كثافة الغاز المميت .

ومع ذلك لم تمنعى من النزو والمشاركة في مسيرات ضد الأنقلاب بالعكس كنت دائما تحفزني بشدة لأنك كنت تشعر بالتقصير في المشاركة بسبب عملك فأنت طبيب تؤدي مهنتك على أكمل وجهه كان الأطفال جميعاً يحبونك بشدة كيف لا وأنت كنت أيضا تحفزهم وتعلق رسوماتهم البسيطه على حائط عيادتك.

ليلله الفض كنت متفق معنا أنك ستنتهى من عملك بالعيادة ثم تذهب للبيات بميدان النهضة يومها كنت أود أن أبقى معك ولكن كنت منهكة حيث أننا تعرضنا لضرب شديد بمسيرة فيصل كما أن أمي الحبيبة كانت تود أن ترجع للبيت فكان لزام على أن أرجع معها.

تركت يا أبي بالميدان وقلبي مشغول عليك ولكن ما كان يصبرنى أني سأنزل في الصباح الباكر حيث أنه كان من المفترض أن يكون هناك وقفه عند محافظة الجيزة.

وبالفعل تحركت أنا وأصدقائي من أكتوبر إلى الجيزة وفي الطريق حدثتني أخر مره قبل الفض بدقائق كانت تقريبا الساعه 6 وربع سألتنى عن مكانى وأطمئننت على وقولت أنهم على وشك أن يقتحموا الميدان وكانت كلماتك كلها ثبات ومن بعدها انقطع الأتصال بيننا.

وبأقترابي من ميدان الجيزة ورؤية الدخان بكثافة بدأت أتوقع وأتخبل ما تعيشونه داخل الميدان وبعدها بفترة من الزمن تقريبا الساعه 8 علمت بخبر أعتقالك.

لا أنكر أني أنهرت باكية ولكن هذا لم يدفعنى ولا يدفع غيري ممن كانوا معى بميدان الجيزة رغم مارأيناه من شهداء ومصابين أن نرجع إلى بيوتنا فمن يسترد حقوق هؤلاء.

بدأت أسترد قوتى وأنطلقت بعد التضييق علينا بميدان الجيزة من قبل الداخلية والبلطجية والجيش إلى مصطفى محمود وهناك عشنا ما عشناه هناك بدأ ينهال علينا أخبار أعداد الشهداء.

أنتهى اليوم ورجعنا إلى منازلنا في حاله صدمة ولكن أقسم بالله أن هذا زادنا صمود وثبات وأصرار على أن نسترد حقوقنا المسلوبه من العسكر.

نعم يا أبي أنا والله على العهد باقون الأن تكون مسيراتنا فى كل حارة بل كل شارع نهتف بأعلى أصواتنا "يسقط حكم العسكر " " الحرية لمعتقلين " " ياشهيد أرتاح أرتاح وأحنا نكمل الكفاح " منكم أنتم نستمد الأمل.

بدأت بعدها حملة الأعتقالات وأقتحام البيوت ومنها كان بيتنا يا أبي نعم أقتحم البيت فى غيابك ورغم أنك تقمع عندهم إلى أنهم أتوا ليأخذونى يا أبي تمنيت بشدة أن تكون بجانبي حينها ولكن حمدت الله أيضاً أنك لم تكن موجود فا أنا أعلم صعوبة الموقف عليك من الصعب على أي رجل حر أن يسمح بأعتقال بنت في منتصف الليل ولكن لا تقلق يا أبي فا أنت تركت لنا رجل بالبيت أنه أخي أبى أن أنزل معهم بمفردي ونزل معى لا تقلق حبيبي فهذا الأعتقال والسجن لن يهزنا أو يضعفنا أبداً.

والله لو عاد بنا الزمن لشاركنا وبكل قوة فهذا حق والحق واضح وضوح الشمس وعلى يقين بنصر الله فالله وعدنا بالنصر ولو بعد حين.

والله أننا صامدون في وجهة الطغاة فكيف لنا أن نهدأ أو نرتاح البال وهناك أطفال يتموا ونساء رملت وأطفال ستأتى للحياة بدون رؤية والدها وأحرار يقبعون خلف القضبان.

ثوار ...أحرار ... هنكمل ... المشوار

*عضو حركة نساء ضد الانقلاب وابنة الدكتور المعتقل عبد الرحمن الشواف

المصدر