همام سعيد: لا حلول للقضية الفلسطينية بل تسويات غير مقبولة ومؤقتة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
همام سعيد: لا حلول للقضية الفلسطينية بل تسويات غير مقبولة ومؤقتة

2009-08-23

رم - الدستور - جمال العلوي

د. همام سعيد

وسط تداعيات جلسة مجلس الشورى الاخير لجماعة الاخوان المسلمين ، يأتي هذا الحديث مع المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد حيث يتناول فيه كل التفاصيل ويطل على المشهد السياسي العام عبرموقعه في صدارة الجماعة التي تحظى بشعبية رغم كل الحديث عن تراجع شعبيتها ، نترك الحديث للدكتور همام دون رتوش.

المشهد السياسي

كيف ترى المشهد السياسي؟

ــ المشهد السياسي في حيرة من أمره ، فاقد للبوصلة ، الكل يسير في حقول من الوحدة ، ليس هنالك خطوط واضحة وليس هنالك أهداف واضحة ولا نتائج متوقعة أومحكوم عليها ابتداءً أو يمكن الوصول إليها ، مثل القضية الفلسطينية الآن ، فهي أشلاء قضية ولم تعد قضية ، وليس فقط القضية الفلسطينية بل المنطقة جميعها تتعرض لأزمات مستقبلية وسريعة ، وهذه الأمورإذا لم يكن هناك تدارك على مستوى الأمة لا على مستوى قطرمن الأقطار ، فسنعيش في حالة من الوهم الذي يوصل إلى مزيد من التقسيم والتجزئة وخسارة في الأموال والأنفس والمستقبل الذي ننتظر.

لا حلول بل تسويات

هناك حديث عن حل سياسي في المنطقة ، هل ترون أن هناك حلا قادما للقضية الفلسطينية؟.

ــ أولاً الحل المطروح دائماً هو حل يقوم على رضا بما يعرضه الكيان الصهيوني وما تعرضه أميركا ، الواقعة تحت الضغط الصهيوني. وكما نعلم الآن الموجود في أيدي الفلسطينيين وأيدي الأنظمة العربية يقل يوماً بعد يوم ، فما كان من فرص موجودة قبل سنة أو قبل سنتين أو قبل عشر سنوات هي أكثر من الفرص الآن ، لاحلول بل هناك تسويات ، وهذه التسويات تسويات غير مقبولة بل هي تسويات مؤقتة تؤدي إلى انهيارات كاملة بعدها.


ملتقى حق العودة

في هذا التوقيت ، لاحظنا أن الحركة الإسلامية سارعت الى عقد ملتقى حق العودة ، هل هي مصادفة أو اختيار بحد ذاته بأن يعقد ملتقى حق العودة مؤتمره؟.

ــ الموضوع ليس مصادفة ، بل هو لهدف واضح ، بعدما تعرض حق العودة لكثيرمن محاولات إنهائه ، واليوم مثلاً الصحف تتناول الحديث حول أوباما ولقائه مع مبارك ، أن موضوع حق العودة أحد الموضوعات المطروحة لإلغائه ، فبالتالي شعرنا أن هذا الحق الآن يتعرض لهجمة عنيفة وخطيرة ، وقد تتخذ إجراءات من بعض الاطراف العربية لتصفية هذا الحق بأي طريقة من الطرق ، لذلك أردنا أن يأتي مؤتمرنا أو ملتقانا في هذا الوقت لنؤكد تمسك الشعب الأردني وتمسك الفلسطينيين بهذا الحق ، وأن الشعب الأردني بشقيه سواءً كان من غرب النهر أو من شرق النهر ، كلاهما يعتبر هذا الحق حقاً له ثابتاً ، لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يحول إلى تعويض أو إلى نسيان.

التعويض

هل أنتم مع مبدأ التعويض؟.

ــ التعويض جريمة ، لأن التعويض هو بيع وطن ، بيع أرض مباركة ، بيع المسجد الأقصى.

أنتم كحركة إسلامية ، هل تنظرون أن من حق أحد أن يسلم بهذا المبدأ على حساب الأمة؟.

ــ نحن نقول: لا يجوز لأحد أن يسلم. ونطالب الجميع برفض هذه الفكرة ابتداءً حتى لا يفكر فيها أحد ، فالدول الكبرى تفكر في موضوع التعويض وأوباما وأميركا تفكر بموضوع التعويض ، حتى يعلم الجميع أن هذا ميؤوس منه وأنه لا يمكن القبول به ، فنريد أن نؤكد هذه الحقيقة.

ألا ترى أن الضغوط الاقتصادية مقدمة ـ وخاصة لدول الجوار أو المحيطة بفلسطين ـ ، ضغوط اقتصادية خانقة عليها ، هي مقدمة لتكريس مبدأ التعويض؟.

ــ الأزمة الاقتصادية ليست خاصة ببلد دون بلد آخر ، وأيضاً الأزمة الاقتصادية لا يتعرض لها فقط الفلسطينيون بل يتعرض لها السوريون ، المصريون ، الأردنيون ، والسعوديون ..الخ ، فالكل يتعرض لهذه الأزمة ، فليست خاصة بهم ، بالتالي لا يجوز أن تكون هذه الأزمة سبباً في قبول إملاءات خطيرة كهذا النوع من الإملاءات.

ما يطرح بأن هذه التعويضات قد تكون وسيلة لحل هذه الأزمة ، أزمة الناس ، فما يروج له أن هذه التعويضات وسيلة لحل الازمات الخانقة للأفراد ، وبالتالي تسهم أيضاً بحل أزمات الدول،.

ــ هذه الأزمات إذا كان حلها بالمال وهذا المال يتم فيه التنازل عن الأوطان ويتم فيه التنازل عن الكرامة والمروءة والشرف العربي والعقيدة وبيت المقدس والمسجد الأقصى فكل الأزمات تهون دون هذه الأزمة التي تضيع فيها البلاد والأوطان.

شعبية الجماعة

أين موقف الجماعة ، هل تنامت شعبية الإخوان خلال الفترة الماضية أم تراجعت مع التغييرات التي حدثت في الجماعة؟.

ـ الإخوان حركة صاعدة تزداد حضوراً ونفوذاً وانتشاراً كل يوم ، فهذا نتابعه عبر ملاحظاتنا ومعلوماتنا الدقيقة والأكيدة عن وجود الإخوان في مختلف المناطق ، أيضاً حضور الإخوان في مؤسسات المجتمع المدني كنقابات يثبت أن الإخوان قوتهم تزداد يوماً بعد يوم ، مثلاً انتخابات المهندسين ، نقابة أطباء الأسنان ، انتخابات الزراعيين والمحامين ، كل هذه الانتخابات بينت أين حجم الإخوان في هذه المنظومة الشعبية.

ازمة الشورى

هناك من يقول ان هناك أزمة في مجلس الشورى ، ما طبيعة هذه الأزمة؟.

ــ يسمى مجلس الشورى بهذا الاسم لأن به آراء ، وفيه مواقف ، ولا يجوز أن يكون مجلس الشورى نسخة واحدة من مجموعة من الناس تلتقي ثم تخرج برأي واحد في كل المسائل ، لكن هذا المجلس مجلس مؤهل لتناول مختلف القضايا وحل مختلف القضايا ، وقد يحلها في جلسة أو في جلسة تالية وهكذا ، وهذا شأننا ، فهذا ليس بجديد علينا ، فنحن منذ عرفنا هذا المجلس منذ أكثر من ستين عاماً وشأنه لم يتغير ، والناس يختلفون فيه ثم يتفقون ، وعندئذ يحسم الأمر من خلال الشورى ومن خلال التصويت على أي قضية من القضايا.

المكاتب الخارجية

قصة المكاتب الخارجية والتمثيل الخارجي لمجلس الشورى ، ماطبيعة هذا الأمر؟.

ــ هؤلاء أردنيون يعملون في دول الخليج من الإخوان المسلمين ، لهم حق العضوية في الإخوان المسلمين ، ليس الأمر جديداً ، ممثلون في مجلس الشورى ، ينص القانون الأساسي على حقهم في هذا التمثيل ، ولذلك هذا الأمرلا يجوز أن يكون موضع جدال لأن الحقيقة أن هذا الموضوع ليس له علاقة بحماس لا من قريب ولا من بعيد.

لماذا أصبح هذا الموضوع قصة القصص؟.

ــ كان يظن أن هذه الدوائر ترغب أو فيها من يريد أن يلتحق بحماس ، ولكن هذه الدوائر قالت نحن أردنيون ونريد أن نبقى مع هذا التنظيم ولا نريد أن ننفك عن هذا التنظيم ، وقد طرحوا ذلك بوضوح في مجلس الشورى الأخير.

قيل أن المجلس خشية حدوث أي انشقاق أوتوتر أجل الحسم في هذا الموضوع.

ــ تأجيل الحسم لا يعني أن الأمرتغيرعن حقيقته ، حقيقة هذه المكاتب حتى هذه اللحظة هي تابعة للأردن ولتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن حتى هذه اللحظة ، وإن كان يجري التصويت بأن ما يجري تأكيد على هذا الأمر وهذه الحقيقة وليس لنقض هذه الحقيقة.

حجم تمثيلهم في مجلس الشورى؟.

ــ حجم تمثيلهم في مجلس الشورى هو الآن بأربعة مقاعد ، وكانوا قبل ذلك يمثلون باثني عشر مقعداً.

هل تلقيت طلبات منهم شخصياً أم من آخرين في عملية فك هذا الارتباط؟.

ــ هم حريصون على هذا التمثيل ، فهؤلاء أعضاء لهم حق العضوية ومن تمام حق العضوية التمثيل في مجلس الشورى.

المركز الاسلامي

نود سماع قصة المركز الإسلامي إلى أين وصلت خاصة بعد الاحالة الى القضاء ، فهناك من يقول أن هناك أخطاء أو تجاوزات أحيلت للقضاء؟.

ــ مضى على القضاء ثلاث سنوات وهو يتعامل مع هذه القضية ، وبالتالي هذا الأمر لا يضيرنا ، والناس الأبرياء الذين يعرفون مواقفهم لا يخشون من التهديد في موضوع القضاء ، فليأخذ القضاء مكانه ، ولكن لماذا يصبح موضوع القضاء حائلاً بين عودة الجمعية إلى هيئتها العامة ، فلنفرض أن لدينا عشرة متهمين في قضية ، فليتم أخذ هؤلاء العشرة ومحاكمتهم وإرجاع الجمعية إلى أهلها ، لماذا يعتبرهذا الأمر أن هناك قضية ويعتبر كأنه إصدارحكم على الجمعية التي يتألف أعضاؤها الآن من 1060 عضواً ، هؤلاء الأعضاء جميعاً معلقة عضويتهم من أجل 20 أو 30 يدعون أن عليهم ملفات معينة وأن هناك محاكمات ، فيجب محاكمة هؤلاء وإرجاع الجمعية إلى أهلها وإلى مؤسسيها وإلى هيئتها العامة ، فهذا هو الحق ، لكن الحقيقة أن يحدث هذا فالدليل أن المسألة ليست محاكمات ، وليست كما يقال فساد مالي أو إداري ، بل هنالك هدم لهذا الصرح ولأن هناك سياسة عالمية الآن تقوم على تجفيف مصادر التمويل الشعبية الإسلامية ، علماً بأنه قد مضى ثلاث سنوات ولم يستطيع احد أن يثبت أن فلساً واحداً قد خرج عن غاياته وأهدافه ، وإلا لقالوا بأن هذه الجمعية كانت تنفق على حماس وتنفق على أشخاص ، بل نحن الآن نأخذ عليهم أنهم يتنازلون عن أموال الجمعية للسلطة الفلسطينية ، عندما تنازلت إدارة المستشفى عن مبلغ 740 ألف دينار لصالح السلطة بحجة أن هذه تسوية ، هذا أمر لم تفعله إدارة الجمعية السابقة ولم تتنازل عن حقوق هذه الجمعية مطلقاً ، بل يجب أن تحصل هذه الحقوق وهذا الأمر لا يجوز السكوت عليه مهما كانت الذرائع.

تلقيتم عروضاً سابقة لحل هذه القضية ليتم تجاوزها في مراحل سياسية معينة ، خلال لقاءات مع الحكومات ، ومع ذلك تراجعت الحكومة عن ذلك ، فلماذا؟.

ــ التراجع ليس فقط في مجال الجمعية ، بل التراجع في عدة مجالات ، مجال الحريات العامة ومجال الخطباء وإلى غير ذلك من المجالات ، لأن كل متنفس الحركة الإسلامية أو منبر للحركة الإسلامية يريدون إلغاءه أو مصادرته ، ولذلك هذا الأمر ليس مقصوراً على الجمعية.

هل هناك تضييق على خطبائكم؟.

ــ ليس لنا خطباء.

هل أثرتم هذا الموضوع مع الجهات الرسمية؟.

ــ بالطبع إثاره متعددة ، الصمت والسكوت والمبالغة في متابعة من له رائحة وله علاقة بالجماعة لإقصائه من المنبر.

هل تشعر بأن هناك تضييقا على الجماعة كتوجه رسمي؟.

ــ الجماعة سائرة ، صحيح أن لها مجال من حرية العمل ، شعبها مفتوحة ، واجتماعاتها ومجلس شوراها ومكتبها التنفيذي ، فلا شك أن الجماعة في الأردن لها هذا الحضور وهذا شيء نستطيع أن نقول بأنه ما تمتاز به الأردن عن غيرها من البلاد.

تتهم بأنك زعيم الصقور ، لكن من يتعامل معك ويقترب منك يشعر بأنك لا تتسم بهذه الصفة التي تطلق عليك ، كيف ترى ذلك؟.

ــ لذلك أرجو أن يأتي الناس للتعامل معنا وأن لا يحكموا علينا عن بعد.

الحكومة والاسعار

كيف ترى سياسة الحكومة في مجال المعيشة والأسعار ، فهناك تصاعد للأزمة الاقتصادية ورفع الأسعار ولا موقف حكوميا ، فكيف ترى ذلك؟.

ــ موقف الحكومة في إهمال دورها الرقابي على الأسعار لا يجوز السكوت عليه ، فدور من أدوار الحكومة أن تقوم برعاية شؤون الناس وحاجات الناس ، الآن نجد هذه الأسعار التي تنزل عالمياً وترتفع محلياً ، فالبترول هذا الأسبوع انخفض ولكننا وجدنا أن الحكومة رفعت هذه الأسعار ، وبالتالي رفع أسعار البترول سيقود مجمل السلع إلى الارتفاع.

وفي موضوع اللحوم ، فاللحوم التي أصبحت الآن نادرة كالكبريت الأحمر ، نادرة جداً وأسعارها عالية جداً ، ولم يتغير شيء ، فاللحوم موجودة والماشية موجودة والأغنام موجودة لكن انتقلت من أيدي أهل المضارب والفلاحين إلى التجار والشركات ، وأصبحت هذه الشركات تتعامل مع هذه السلعة المهمة جداً أنها وسيلة احتكار وتريد رفع الأسعار والحكومة تراقب ولا تتصرف على هذا الذي يجري ، فهذا لا يجوز ، ولا يجوز للحكومة أن تبقى ساكتة على هذا الذي يجري ، الحكومة لديها وسائل كثيرة للتدخل سواءً بالاستيراد من الخارج ، وسواءً بتحديد الأسعار ، فنتمنى أن يعود الأمر إلى وزارة التموين ، ويكون هناك من يضبط هذه الأسعار ولا يتركها للجشعين والمحتكرين.

هل هناك اتصالات بينكم وبين الجهات الرسمية؟.

ــ لنا نواب ، ونوابنا على اتصال دائم ولا يتوقف الاتصال.

هل ترفعون هذه الإحساسات وما تلمسون من ممارسات حكومية إلى المراجع الرسمية؟.

ـــ لا شك ، من خلال الجماعة في بياناتها ومذكراتها ومواقعها الالكترونية ومن خلال النواب والحزب ، فدائماً نظهر هذه الشكاوى ونوصل هذه المطالب.

هناك من دعا إلى فصل الحزب عن الجماعة ، أين أنتم من ذلك؟.

ــ الحزب له قيادته والجماعة لها قيادتها ، ولا يوجد بين الحزب والجماعة اتحاد في هذه الجماعة ، لكن إذا كان عضو في الحزب عضواً في الجماعة كما يكون عضوا في أي مؤسسة أخرى فهذا ليس من باب التداخل وليس من باب وحدة الحزب والجماعة.

الانتخابات الحزبية

هناك انتخابات قادمة للحزب ، هل هناك موقف للجماعة للدعم ، وهل فرزت مرشحين؟.

ــ الجماعة لا تفرز مرشحين ، بل فروع الحزب هي التي تفرز مرشحين.

لقاء مع حماس

هناك حديث عن لقاءات تمت في الفترة الاخيرة مع القيادي محمد نزال من حماس ، ما طبيعة هذه اللقاءات؟.

ــ هي لقاءات عائلية ومجاملات لا أكثر ولا أقل ، ثم أيضاً نحن نلتقي مع كل الناس ، فلماذا يصبح هذا الأمر وكأنه سر خطير ومحرض ، فنحن نلتقي مع خالد مشعل ومع قيادة حماس ونذهب إلى الشام جهاراً نهاراً علناً ، ثم أننا قيادة ، فما الذي يمنع أن نلتقي مع فلان وعلان ، فلا يجوز أن ينظر للأمر بهذا النوع من الجدل العقيم.

حماس والحكومة

هل أنتم مع تغيير وتيرة العلاقة بين حماس والحكومة في ظل التباينات التي حصلت؟.

ــ لا شك ، فنحن من دعاة رفع هذا الحظرعن حماس ، ومن حق حماس أن تعود إلى الأردن وقياداتها مواطنون أردنيون من حقهم أن يعودوا إلى بلدهم ، ويجب أن يكون النظرة إليهم كما ينظر إلى فتح ، ففتح مجلسها الوطني موجود في الأردن أكثره ، والأردن هي ممر لاجتماع مؤتمر حركة فتح السادس ، مروا من خلال الأردن ، والأردن وفرت لهم كل الوسائل والتسهيلات ، فلماذا لا توفر هذه التسهيلات أومثلها أو أقل منها لحماس. هل ترى في الأفق إمكانية إصلاح العلاقة بين الحكومة وحماس في ظل الزيارة الاخيرة لـ محمد نزال؟.

ــ كثير من دول العالم تبحث عن التطبيع مع حماس وإقامة علاقة معها: الاتحاد الأوروبي ، أميركا ، روسيا ودول كبرى أخرى ، فبدأت تمد لحماس يدها لنوع من التفاهم ، فأنا أعجب لماذا هذه الدول جميعها ، دول عربية وغيرعربية ، من قطر إلى الجزائر إلى اليمن إلى السودان ..الخ ، ثم يبقى الأمر في الأردن على نحو آخر مباين لكل ما يجري في العالم.

هل تشعر الآن بأن الجماعة متماسكة ولا يوجد أية بوادر انشقاقية؟.

ــ الجماعة في الأردن سيرتها وطريقة إدارتها ومجالس شوراها ومجالس إداراتها لكونها جماعية ولاتسلط فرديا أو تسلط جهة معينة فيها وعليها وهذا يعمل دائماً على وحدة صفها.

العراق

في موضوع العراق ، أين ترى العراق في ظل هذه التطورات الجارية؟.

ــ العراق ما زالت محتلة ، والاحتلال الأميركي الذي زعم أنه انزوى في المدن ها هو الآن في شوارع الموصل وبغداد ، والأمر يزداد حدة في العراق ، القتل يزداد ، كل هذه من نتائج هذا الغزو الأميركي لأرض العراق ، ولذلك مطالبنا التي نؤكد عليها دائماً أنه لا بد من خروج الأميركان خروجاً نهائياً من العراق ، ولا يجوز الانتظار إلى 2011 كما وعد أوباما ، وما أظنه سيخرج سنة 2011 لأن الدلائل تشير إلى أنهم باقون في العراق ، هذا من جهة ، من جهة أخرى لا يجوز التعامل مع القضية العراقية على أنها قضية طائفية ، ندعو العراقيين إلى أن يحلوا قضاياهم بشكل عراقي وطني وليس بشكل طائفي ، وألا يستثنوا من هذا الوفاق أي شريحة من شرائح المجتمع العراقي ، وأن يعطوا كل شريحة وكل فئة حقها الذي يتناسب مع حجمها.

مستقبل المقاومة

كيف ترى مستقبل المقاومة في العراق؟.

ــ يبدو لي أن المقاومة في العراق راسخة ، ومتجذرة ، وأنها واسعة وهذا اعتراف الأميركان وجميع الدول بقوة هذه المقاومة ، والآن المقاومة كما شهدنا أخيراً بدأت تتجمع وتلتقي وبدأت تجعل لها مظلة سياسية ، وهذا يعتبر تقدماً وتطوراً في المقاومة.

مبادرة اوباما

هناك حديث عن مبادرة للرئيس الأميركي فيما يتعلق بالسلام في المنطقة ، وهناك حديث أن هناك تصميما أميركيا على تقديم هذه المعادلة للوصول إلى حل ، فكيف ترون ذلك؟.

ــ ما رشح من هذه المبادرة يقوم على عدم الاعتراف بحق اللاجئين في العودة ، والقدس قد يجعلها عاصمة مشتركة ، وهذا الأمر مستحيل ، أيضاً العودة إلى حدود الـ67 أمر كما يبدو في الكلام الذي قاله غير وارد ، وبالتالي حتى لو توافرت كل هذه الأمور ، نحن نرفض هذه المبادرات ، ونقول فلسطين كلها من بحرها إلى نهرها بقدسها وبكامل أرضها لا بد أن تعود إلى هذه الأمة ولا يجوز أن يدخل الطغيان والاحتلال في أذهان الناس أنه أمر مسلم وأمر مقبول.

غزة

كيف ترى الوضع في غزة بعد العدوان ، وكيف ترى إمكانية تطور الأوضاع هناك؟.

ــ أتصور أن الوضع في غزة جيد ، وأن حماس صاحبة نفوذ على أرض غزة ، وأنها أيضاً لديها من الإمكانات العسكرية والاستعدادات الكافية إن شاء الله لمواجهة اليهود في أي حملة عدوانية جديدة على أرض غزة ، صحيح أن هنالك تضييقاً على أهل غزة ، وهنالك حصاراً مفروضاً على أهل غزة ، نطالب بانتهائه ، وأن تفتح مصر معبر رفح ، وأن تقوم الدول العربية بواجبها نحو الأرض المقدسة ونحو الأقصى ونحو ما نشاهده على أرض فلسطين.

حماس وفتح

هل سعيتم إلى تذليل العقبات وتشجيع الطرفين: حماس وفتح ، لانهاء الخلاف؟.

ــ نحن نشجع على قاعدة بقاء المقاومة ، وبقاء الجهاد على أرض فلسطين ، لا على نزع السلاح وإنهاء المقاومة.

هل هناك مبادرات على أرض الواقع في هذا الاتجاه؟.

ــ ما تعبر به حماس صريح وواضح ونحن نؤيد حماس بشكل مطلق ، فهذا المطلب مطلب كل وطني وكل مسلم على هذه الأرض ، يطالب ببقاء الجهاد والمجاهدين والمقاومة والمقاومين على أرض فلسطين.

انتخابات رئاسية وتشريعية

هناك دعوة من محمود عباس إلى حماس لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟..

ــ كل شيء لا بد أن يجري على أساس القاعدة أن سلاح المقاومة لا بد أن يكون موضع التقدير والاحترام وعدم المساس به ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أيضاً أي انتخابات يجب أن تكون مضمونة في إجراءاتها وأن لا يجري فيها أي تزوير ، لأنه وكما سمعنا من كثير من الأطراف الذين شاركوا في مؤتمر فتح السادس يعترضون على نتائج الانتخابات ويدعون أن هنالك تزويراً حصل رغم أن العدد قليل ، ومع هذا جرى فيه مثل هذا ، فكيف يمكن أن نضمن نزاهة انتخابات في الضفة وغزة بإشراف هذه الأجهزة الأمنية.

مؤتمر فتح

كيف تقرأون نتائج مؤتمر فتح الأخير؟.

ــ ما دام يشكك فيها بعض رموزها ، وبعض شيوخها يشككون في هذه النتائج ، فكيف نستطيع أن نقبل بهذه النتائج ، وبالتالي كنا نتمنى أن ينعقد هذا المؤتمر خارج فلسطين وأن لا يكون تحت حراب اليهود ، لأن اليهود لا يعقدون مؤتمراً لفتح تحت إشرافهم وتحت هيمنتهم إلا لأنهم يعلمون أن النتائج محكومة بقراراتهم وهم يملكونها ، ولذلك كنا نتمنى أن يكون هذا المؤتمر خارج فلسطين ، وأن تجري انتخابات نزيهة ، وفتح نطالبها أن تعود إلى نضالها وإلى تاريخها الذي كان يمثله الميثاق الوطني الفلسطيني الذي كان يطالب بفلسطين كاملة وتحريرها بالقوة وبالسلاح.

الانتخابات النيابية

هل ستشاركون في الانتخابات النيابية المقبلة؟.

ــ هذا سابق لأوانه ولا يجوز البحث في هذا الأمر الآن ، لكن نحن نطالب بإيجاد تغييرات جذرية حتى يتمكن أبناء هذا الشعب بالمشاركة ، وعلى رأس هذه التغييرات وجود قانون انتخابات عادل ، يمكن الناس من التعبير عن إرادتهم الشعبية.

حل البرلمان

هل أنتم مع حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة؟.

ــ نحن مع حل البرلمان لأن البرلمان جاء بطريقة معروفة لدى الجميع ، وأن البرلمان لم يحقق لهذا الشعب مطالبه.

ما نظرتكم لهذه المراجعة التي أشار إليها جلالة الملك.؟.

ــ لا شك أن المراجعة الشاملة مطلوبة ، والمراجعة الشاملة تكون أولاً في المؤسسة التشريعية وفي الحكومة واختيارها ، وأن تكون الحكومة معبرة عن هذا الشعب في إيجاد نظام مالي وإداري حاسم وحازم لهذا الشعب في تمكينه بمؤسساته المدنية من إدارة شؤون نفسه وإعطائه الحرية في اختيار ممثليه في جميع المواقع ، فهذا هو الأساس في كل هذه المراجعة.

هل من هذه المراجعات المراجعة لقانون الانتخاب؟.

ــ لا شك ، من أهم المراجعات مراجعة قانون الانتخاب.

ما الصيغة المناسبة برأيكم لقانون الانتخاب؟.

ــ الصيغة المناسبة أن يكون التمثيل الشعبي عادلاً وأن يكون هناك تمثيل يتساوى فيه الناس ، فالذي ينتخب في منطقة لها عشر نواب أو منطقة لها ثلاث نواب فلا بد من انتخاب جميع النواب في هذه المنطقة لأن هؤلاء النواب يمثلون مجتمعهم ويمثلون ناخبيهم في هذه الدائرة ، ولا بد أن يكون هذا الانتخاب لكامل النواب ، أو أن تقسم هذه الدوائر نائب لكل دائرة وبالتالي يتساوى الناس جميعاً في انتخاب نائب لكل دائرة ، أو أن تكون هنالك قوائم نسبية للأحزاب ، هذه الأحزاب تتنافس وبالتالي يقوم الناخبون باختيار البرامج بدلاً من أن ينتخبوا الأشخاص ، أو يكون هناك نظام مختلط بين نسبية وبين الدوائر الانتخابية الفردية ، فلا بد للقاعدة العامة أن يكون هنالك عدل في هذه النظم الانتخابية.

القوائم النسبية

هل أنتم مع تصغير الدوائر أو مع القائمة المختلطة؟.

ــ الشيء الأفضل ، والذي ممكن أن يكون نقلة نوعية للشعب في مؤسسته التشريعية أن تكون القوائم نسبية.

هناك حديث عن دعوة طارئة لمجلس الشورى ما مدى صحة ذلك ؟.

ــ لاصحة لذلك ولم يصلنا اية دعوة في المكتب التنفيذي تطالب بعقد مجلس الشورى .

اثار التقرير السياسي الذي قدم لمجلس الشورى مؤخرا جدلا اعلاميا ووصف بانه تحول في فكر الجماعة ؟.

ــ فكر الجماعة لا يوجد فيه تحولات او مواقف جديدة وما قيل كلام عادي في النظرة الى اتفاقيات السلام .

المصدر

وكالة رم للأنباء