هل أحمد السكري المؤسس الحقيقي لجماعة الإخوان؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
هل أحمد السكري المؤسس الحقيقي لجماعة الإخوان؟


مهاترات إعلامية

في ظل الحياة التي نعيشه الآن ومحاولة النظام المصري وأتباعه طمس الحقائق وتشويهها، والبحث في الماضي عما يشين جماعة الإخوان المسلمين، وترويجها خاصة لامتلكهم الإعلام والصحافة والمواقع في الوقت الذي لا تستطيع جماعة الإخوان المسلمين الرد وإظهار الحقائق الجلية للناس عامة. فقد خرج ثروت الخرباوي مدعيا أنه اكتشف المؤسس الحقيقي لجماعة الإخوان وهو أحمد السكري حيث ذكر ذلك في برنامج على مسئوليتي على صدى البلد وكتب ذلك في صحيفة الوطن وعلى صحيفة الفجر وغيرها.

وليس ذلك فحسب بل خرجت علينا بوابة الحركات الإسلامية التابعة لعبد الرحيم على بمحاولة طى الحقائق وان المؤسس الحقيقي هو السكري رغم أن كل المعلومات في الموضوع مأخوذة من موسوعة الإخوان نصا، ولم تستند البوابة لأي مرجع أو دليل يوضح كيف أكدت أن السكري هو المؤسس للإخوان؟

كما حاول الباحث السعودي فى شئون الجماعات المتطرفة نايف محمد العساكر في كتابه الصادر حديثا عن دار "مقام" للنشر والتوزيع بعنوان "موسوعة حركات الإسلام السياسي – الإخوان المسلمين" أن يوهم الناس أن السكرى هو مؤسس الإخوان دون أن يقدم دليل إلا أقوال البنا عن الجماعة الحصافية والتي يحاول كل باحث وإعلامي كاره للإخوان أن يجعلها هى بداية الإخوان رغم أنها نشأت وانتهت قبل ظهور الإخوان بسنين كثيرة كما هو موضح في الكتب التي تحدثت عن نشأة الإخوان بما فيها مذكرات مؤسسها حسن البنا.

وفي حلقة مع محمد الغيطي على قناة التحرير قام الشيخ احمد كريمة بطرق هذا الموضوع أيضا غير أنه لم يسوق أى دليل على ماقال. كما عمد الكاتب الكويتى، محمد صالح السبتى، فى كتابه (الإخوان المسلمون.. فضائحهم بأقلامهم) أن يطمس الحقائق بأن السكرى هو المؤسس أيضا دون أن يقدم دليل واحد، ورغم المقالات التي نشرها بقلم السكري في صحيفتى صوت الأمة11/10/1947م, 26 ذو القعدة 1366م ص3.

والبلاغ 4 ربيع الثانى 1366هـ 25/2/1947 ص3 والتي أعاد نشرها الكاتب مرة أخرى نشرها موقع إخوان ويكي الموسوعة التاريخية الرسمية للإخوان المسلمين منذ أكثر من 7 سنوات وهي مقالات أدانت السكري أكثر مما أفادته وخير دليل أن حزب الوفد بعدما تم فصله من الإخوان أدار له ظهره ولفظه ومنع التواصل معه لحاجته لدعم الإخوان الشعبي، خاصة وأن السكري لا يملك شيء يدين الجماعة أن يجعل الناس تنصرف عن حسن البنا

وحينما انضم لحزب مصر الفتاة وقدمه أحمد حسين لأن يكون وكيلا للحزب سرعان ما لفظه أيضا حزب مصر الفتاة خاصة مع اقتراب حرب فلسطين ومحاولة الحزب التعاون مع الإخوان في الحملة الإعلامية من أجل فلسطين، وأيضا لقد أخرج الإخوان بيان بعنوان القول الفصل بين الحق والباطل (بيان إيضاح) الصادر في جمادى الآخرة 1377ه الموافق مايو 1947م عن دار الطباعة والنشر الإسلامية. (1)

لم يتوقف الأمر عند ذلك بل كتب محمد مختار قنديل تحت عنوان (مؤسس الجماعة أحمد السكري - نائب المرشد والرجل الثاني في عهد البنا) على موقع الحوار المتمدن -العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 ، وأعاد نشرها على إضاءات تحت عنوان (بعد 65 عاما؛ هل الإخوان المسلمين جماعة البنا حقا؟).

وذكر في نهاية مقالة (في النهاية استطيع ان اقول انه ليس في إمكان احد ان يقدم لنا دليل يثبت لنا عدم صحة كلام السكري وخصوصا ان ما كتبه السكري من مقالات تظهر حقائق كانت في عهد ازدهار جماعة الإخوان المسلمين). (2)

ولقد سقت له الأدلة التي لم يستطع السكري أو غيرها أن يكتب بعدها شيء وقد أثر السكري السلامة بعدما وجد أن ما يقوم به ليس من وراءه نفع.

من هو السكري

ولد الأستاذ أحمد السكرى بالمحمودية عام 1901م وهو أكبر سنا من الإمام البنا بقليل، ولم يكمل تعليمه، وتعرف على الأستاذ حسن البنا منذ الصغر في جمعية الإخوان الحصافية وأسسوا سويًا جمعية الحصافية الخيرية حيث كان هو رئيسها وسكرتيرها حسن البنا وكان هدفها محاربة المنكرات والتصدي للتبشير. وبعدما تأسست الإخوان في الإسماعيلية عام 1928م التحق بها السكرى وافتتح شعبة للإخوان في المحمودية ثم انتقل للقاهرة ليصبح الوكيل العام للجماعة قبل أن يفصل عام 1947م ويكتب أنه مؤسس الحقيقي للإخوان.

وذكر العديد من الكتاب والمواقع والقنوات أن علي أية حال فإن أحمد السكري يعد المؤسس الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين، - حسب العديد من روايات أعضاء الجماعة- إذ أسسها سنة 1920 في المحمودية، بالاشتراك مع حامد عسكرية وعلي عبيد، وهذا الذي دعا حسن البنا للانضمام إليها، بينما أسس حسن البنا فرع الإسماعيلية سنة 1928

وكانت العلاقة بين البنا وأحمد السكري علاقة وثيقة جدا، وكانا يجوبان المحافظات المصرية للدعوة إلى الجماعة، وتمكنا من إنشاء فروعا لها في بعض المحافظات، واختار السكري باعتباره رئيس الجماعة، حسن البنا نائبا له، وحينما آثار البنا فكرة البيعة، فضل السكري أن يقدم البنا للناس وطالبهم بمبايعته مرشدا للجماعة فيما عين السكري وكيلا ونائبا للمرشد العام. (3)

ولو سلمنا بما قاله الكتاب وغيرهم أن السكري أنشأها عام 1920م سيكون عمر البنا في ذلك الوقت هو 14 عام (ولد في أكتوبر من عام 1906م) وكان وقتها في أواخر المرحلة الإعدادية وبداية مرحلة المعلمين، والتي نشأت في هذا الوقت هى الجمعية الحصافية، ولم تكن فكرة الإخوان قد تكونت في مخيلة أحد خاصة أن الاستاذ البنا اشترك عام 1927م في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، ولأنها لم تكن الجمعية التي ينشدها وتحقق الأهداف التى كان يحلم بها فقد أنشأ جماعة الإخوان المسلمين من أجل ذلك.

بداية فكرة التكوين

تعرف حسن البنا على السكري في سن مبكر قبل أن يلتحق البنا بمدرسة المعلمين بدمنهور وكان عمره لم يكن قد تجاوز الرابعة عشرة، يقول البنا عن ذلك:

"وقرر مجلس مديرية البحيرة إلغاء نظام المدارس الإعدادية وتعديلها إلى مدارس ابتدائية فلم يكن أمام الطالب إلا أن يختار بين أن يتقدم إلى المعهد الديني بالإسكندرية ليكون أزهريا أو إلى مدرسة المعلمين الأولية بدمنهور ليختصر الطريق ويكون بعد ثلاث سنوات معلما، ورجحت كفة الرأي الثاني في النهاية وجاء موعد تقديم الطلبات وتقدم بطلبه فعلا
ولكنه كان أمام عقبتين: عقبة السن فهو ما يزال في منتصف الرابعة عشرة وأقل سن القبول أربع عشرة سنة كاملة، وعقبة إتمام حفظ القرآن الكريم إذ أن ذلك هو شرط القبول في الدخول ولابد من أداء امتحان شفهي في القرآن الكريم، ولقد كان ناظر المدرسة حينذاك، هو الأستاذ "بشير الدسوقي موسى" كريما متلطفا، فتلطف بالطالب وتجاوز عن شرط السن وقبل منه التعهد بحفظ ربع القرآن الباقي، وصرح له بأداء الامتحان التحريري والشفهي فأداهما بنجاح، ومنذ ذلك الوقت أصبح طالبا بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور" (4)

وكانت للتربية الدينية للبنا أن اشترك في جمعية جمعية الأخلاق الأدبية وكانت بالمدرسة الإعدادية وتحت إشراف ناظر المدرسة وقد اختير حسن البنا رئيسا لها، ثم أسس جمعية منع المحرمات خارج المدرسة الإعدادية لمنع المنكرات التي تقع في القرية حتى تم اكتشافها.

وحينما التحق بالبنا بمدرسة المعلمين بدمنهور كان عمره يقترب من الرابعة عشر ، فأسس مع صديقة أحمد السكري وبعض شباب القرية جمعية الحصافية الخيرية وكان أحمد السكري رئيسا لها وحسن البنا سكرتيرا لها، وكانت أهداف هذه الجمعية ومجال عملها في ميادين أوسع وأشمل من الجمعيات الأولى

فيقول الإمام الشهيد عن هذه الجمعية

"وزاولت الجمعية عملها في ميدانين مهمين: الميدان الأول نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، ومقاومة المنكرات والمحرمات الفاشية كالخمر والقمار وبدع المآتم، والميدان الثاني مقاومة الإرسالية الإنجيلية التبشيرية التي هبطت إلى البلد واستقرت فيها، وكان قوامها ثلاث فتيات رأسهن مسز (وايت)، وأخذت تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب وتعليم التطريز وإيواء الصبية من بنين وبنات، وقد كافحت الجمعية في سبيل رسالتها مكافحة مشكورة وخلفتها في هذا الكفاح جمعية "الإخوان المسلمين" بعد ذلك. (5)

خاصة أن بداية معرفة البنا بالسكري في هذه الجمعية الأم فيقول البنا:

وفي هذه الحلبة المباركة التقيت لأول مرة بالأستاذ أحمد السكري - وكيل الإخوان المسلمين - فكان لهذا اللقاء أثره البالغ في حياة كل منا. (6)

غير أن البنا انتقل إلى دار العلوم بعد ذلك وانتقلت اسرته للقاهرة وانشغل البنا مع العلماء في مصر وكان يزور صديقه غير أن نشاط الجمعية توقف وضعف بانتقال البنا للقاهرة وانشغال السكري في أعماله التجارية.

جماعة الإخوان

جاء تعيين حسن البنا في الإسماعيلية – على غير رغبته - (وليس كما ساق البعض أنه هو من طلب ذلك ليكون بجوار الانجليز) يقول البنا:

"فلم يبق إلا الوظيفة، وكنت أظن أنها لا تعدو أن تكون في مدارس القاهرة، ولكن كثرة المتخرجين في هذا العام وقلة عدد الذين طلبتهم وزارة المعارف - فهي لم تطلب اكثر من ثمانية وتركت الباقين لمجالس المديريات
لم تجعل لأحد في القاهرة نصيبا وصدرت الأوامر باثنين فقط، هما الأول والثاني، فكان نصيبي الإسماعيلية، وكان نصيب الأستاذ إبراهيم مدكور حينذاك - والدكتور إبراهيم مدكور الآن - الإسكندرية ثم عصفت به السياسة إلى إدفو، فاستقال وسافر إلى أوربا ليتمم دراسته على نفقته، وألحق بعد ذلك بالبعثة الحكومية. وكان نصيب إخواننا الستة الوجه القبلي.
فوجئت بهذا التعيين ولم اكن أدري أين الإسماعيلية بالضبط وذهبت إلى ديوان المعارف معترضا، فلقيني أستاذنا عبد الحميد بك حسني وبدعابته اللطيفة وروحه المرح استطاع أن يهدئ من غضبي، واستعان بفضيلة أستاذنا الشيخ عبد الحميد الخولي - رحمه الله - وكان يزوره حين ذلك
ودخل علينا الأستاذ علي حسب الله ، ابن الإسماعيلية البار، فاستشهدا به على أنها من خير بلاد الله، وأنني سأجد فيها الخير والراحة، فهي بلد الهدوء وجمال الطبيعة والإنتاج الوفير. وعدت فاستشرت الوالد، فقال على بركة الله، والخير ما يختاره. فانشرح صدري بذاك، وأخذت أعد العدة لهذا السفر الذي ظهرت حكمة الله فيه جلية واضحة فيما بعد، والله أعلم حيث يجعل رسالته" (7)
وبعدما وصل درس المجتمع جيدا وأخذ يجوب المساجد ويتعد عن الخلافات المذهبية، ويرتاد أماكن تعجب الناس من ولوج هذا الشاب لها مثل المقاهي والتي كانت مكان لهو ورقص، لكن حسن البنا ارتادها لينشر فكره الإسلامي وسط الناس بأسلوبه المحبب والذي جذب إليه الكثير، فقد تعامل مع العلماء، والأعيان، وارتاد الأندية، وتعرف على علماء الصوفية، كما عمل على نشر الشعائر الإسلامية والتي طمست مع مرور الزمن مثل صلاة العيد في الخلاء..
كل ذلك حرك الوازع الإيماني في القلوب البعض فاتجه ستة نفر له يطالبونه بالعمل من أجل الإسلام وذلك في مارس 1928م وهم حافظ عبد الحميد "نجار بالحي الإفرنجي" ، أحمد الحصري "حلاق بشارع الجامع بالإسماعيلية" ، فؤاد إبراهيم "مكوجي بالحي الإفرنجي" ، عبد الرحمن حسب الله "سائق بشركة القنال" ، إسماعيل عز "جنايني بشركة القنال" ، زكي المغربي "عجلاتي بشارع السوق بالإسماعيلية" ، وهم من الذين تأثروا بالدروس والمحاضرات التي كان يلقيها.
وقال قائلهم: بم نسمي أنفسنا؟ وهل نكون جمعية، أو ناديًا، أو طريقة، أو نقابة، حتى نأخذ الشكل الرسمي؟ فقلت: لا هذا، ولا ذاك، دعونا من الشكليات، ومن الرسميات، وليكن أول اجتماعنا وأساسه: الفكرة والمعنويات والعمليات، نحن إخوة في خدمة الإسلام، فنحن إذن "الإخوان المسلمون"، وولدت أول تشكيلة للإخوان المسلمين من هؤلاء الستة: حول هذه الفكرة، على هذه الصورة وبهذه التسمية". (8)

وبذلك يكون قد حقق حسن البنا أمنيته وهدفه الذي وضعه من خلال موضوع الإنشاء الذي كتبه في السنة النهائية في دار العلوم:

".. هو أن أكون مرشدًا معلمًا، إذا قضيت في تعليم الأبناء سحابة النهار ومعظم العام، قضيت ليلي في تعليم الآباء هدف دينهم، ومنابع سعادتهم ومسرات حياتهم، تارة بالخطابة والمحاورة، وأخرى بالتأليف والكتابة، وثالثة بالتجول والسياحة". (9)

ويقول الأستاذ عبد الرحمن حسب الله:

ثم تصافحنا مصافحة حارة واختار الإمام البنا لنا اسم "الإخوان المسلمون" وكنا بفضل الله نواة تلك الجماعة المباركة، واختتمنا الاجتماع على أن نلتقي بمشيئة الله في مغرب اليوم التالي. (10)

في هذا التوقيت لم يكن أحمد السكري طرف في المعادلة ولا تأسيس الجماعة وأن كانت هذه الدعوة الإسلامية كانت في وجدان أربعة كما ذكر حسن البنا بقوله:

وليت وجهى شطر الأصدقاء والإخوان ممن جمعنى وإياهم عهد الطلب وصدق الود والشعور بالواجب، فوجدت استعدادًا حسنًا، وكان أسرعهم إلى مشاركتى عبء التفكير وأكثرهم اقتناعًا بوجوب العمل فى إسراع وهمة، الإخوان الفضلاء: الأستاذ أحمد أفندى السكري، والأخ المفضال المرحوم الشيخ حامد عسكرية -أسكنه الله فسيح جنته، والأخ الشيخ أحمد عبد الحميد، وكثير غيرهم.
وكان عهد وكان موثق أن يعمل كل منا لهذه الغاية، حتى يتحول العرف العام فى الأمة إلى وجهة إسلامية صالحة. ليس يعلم أحد إلا الله كم من الليالى كنا نقضيها نستعرض حال الأمة، وما وصلت إليه فى مختلف مظاهر حياتها، ونحلل العلل والأدواء، ونفكر فى العلاج وحسم الداء، ويفيض بنا التأثر لما وصلنا إليه إلى حد البكاء
وعمل الزمن عمله فتفرقنا نحن الأربعة، فكان أحمد أفندى السكرى بالمحمودية، وكان المرحوم الشيخ حامد عسكرية بالزقازيق، وكان الشيخ أحمد عبد الحميد بكفر الدوار، وكنت بالإسماعيلية وفى الإسماعيلية - أيها الإخوان- وُضعت أول نواة تكوينية للفكرة، وظهرت أول هيئة متواضعة تعمل لها وتحمل لواءها، وتعاهد الله على الجندية التامة فى سبيلها تحت اسم (الإخوان المسلمون)، وكان ذلك فى ذى القعدة 1347ه. (11)

ويذكر في مذكراته:

وانصرف كل يعمل بأسلوبه الذي وفقه الله إليه. وبعد عام من هذا السفر تقريبا، وفي هدوء الإسماعيلية الجميل، ومن أبنائها المباركين البررة تكونت أول نواة لتشكيلات الإخوان المسلمين وشعبهم. (12)

وذكر حسن البنا:

أنه استطاع أثناء الإجازة الصيفية الأولى للعام الدراسي الأول له في الإسماعيلية 19271928م أن يصبغ الجمعية الحصافية بالمحمودية بالصبغة الإخوانية، في شكلها وهدفها.
حتى أنه اصطحب وفدًا من المحمودية إلى شبراخيت عندما دُعي إلى افتتاح شعبتها في 10 من المحرم سنة 1349هـ - الموافق يونيو 1930م ، لكننا لا نعرف تحديدًا متى تغير اسمها من الجمعية الحصافية، إلى شعبة الإخوان المسلمين بالمحمودية، ويَذكر الأستاذ محمود عبد الحليم أن الطابع العام لهذه الشعبة كان يختلف عن باقي شعب الإخوان المسلمين حتى سنة 1938م. (13)

وحينما انتقلت الدعوة للقاهرة نقل المركز العام لها وعقد أول مجلس شورى عام للإخوان بمدينة الإسماعيلية يوم الخميس الموافق 22من صفر 1352هـ الموافق 15من يونيو 1933م، حضره أحمد السكري مندوبا عن شعبة المحمودية، كما حضر في العام التالي مجلس الشورى الثاني وكان السكري قد اختير في أول تشكيلة في مكتب الإرشاد حيث كان البنا هو من يختار الرجال في المواقع في بداية الدعوة.

وقد انتقل الأستاذ أحمد السكري من عمله بمدرسة رشيد الابتدائية إلى ديوان وزارة المعارف خلال عام 1357هـ/ 1938م، ويصف البنا حاله لهذا الانتقال وأنه لم يكن في يوم يكن كراهية للسكري فيقول: فسررت لهذا الانتقال أعظم السرور إذ كان أمنية طالما تمناها كل منا وحلقة متممة لصلة بدأت قبل ذلك بتاريخ طويل. وبعد وجوده بالقاهرة رأيت أن يقوم عنى بالإشراف على النواحي الإدارية والأعمال اليومية بالمكتب لأتفرغ للرحلة والدرس والمحاضرة وما إلى ذلك من أعمال الدعوة، وبعثت بهذا الخطاب إلى شعب الإخوان ولجانهم.

حيث جاء في الخطاب الذي أرسله:

بمناسبة انتقال الأخ المفضال أحمد أفندي السكري إلى ديوان وزارة المعارف بالقاهرة قد استخرت الله تعالى في أن أسند إليه بالإشراف التام على النواحي الإدارية والعملية بالمكتب، حتى أجد بعض الوقت للناحية العلمية والإرشادية، فأرجو من حضرات الإخوان جميعا ورؤساء الشعب والتشكيلات واللجان وما إليها أن يتعاونوا مع حضرته تعاونا تاما حتى يستطيع النهوض بأعباء ما وكل إليه. وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه. (14)

ويقول ميتشيل:

غير أن الأستاذ السكري مع تطور وتوسع وزيادة نفوذ جماعة الإخوان المسلمين شعر بأنه هو المحرك السياسي لهذا الجماعة وأن الإمام البنا هو الأب الروحى وفقط لهذه الجماعة فعمل على تصدر نفسه فى الأحفال والمؤتمرات والاتفاقات وشعر بأنه المرشد العام الحقيقى للإخوان وليس الأستاذ البنا فعمل على الاستئثار بهذه الزعامة وتحدى الأستاذ البنا والتمرد عليه كمرشد. (15)

مما سبق يتضح لنا خط سير الدعوة ومؤسسها وفق ما جاء ممن كتب وشاهد وحضر المشاهد، ونخرج من ذلك:

  1. المؤسس الفعلي لجماعة الإخوان هو حسن البنا
  2. شارك البنا صديقه أحمد السكري تأسيس فرع للجمعية الحصافية في المحمودية عام 1920م وقت أن كان البنا عمره 14 عام وكان رئيسها السكري وسكرتيرها البنا.
  3. بعدما سافر البنا لدار العلوم كان تردده بسيط في الأجازات وكان الحوارات التي تدور حول الإسلام وما وصل إليه واتفق مع أصدقاءه على العمل من اجله.
  4. تكونت بذرة الجماعة بـ 6 من العمال ثم انضم لها الشيخ حامد عسكرية وأحمد السكري حيث توفى الشيخ عسكرية عام 1937م وكان عمر الشيخ 35 عاما، كما انضم السكري بعد تكوين الجماعة وعملها عدد من الشهور في الإسماعيلية، ثم انتقل السكري للقاهرة بعدها عام 1938م.
  5. أن السكري لو المؤسس الحقيقي كان أولى به وضح إستراتيجيتها وما كان يحيد بها عن المنهج الذي جعله يفصل من الجماعة ويخرج عن حدود الإسلام بالقذف والسب دون دليل أو بلى الحقائق قبل أن يلفظه حزب الوفد ومن بعده حزب مصر الفتاة.

المراجع

  1. للاطلاع على البيان كاملا انظر الرابط على إخوان ويكي
  2. الحوار المتمدن
  3. بوابة الحركات الإسلامية: رابط
  4. حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية ص10.
  5. مذكرات الدعوة والداعية: حسن البنا، ص 25.
  6. مذكرات الدعوة والداعية: حسن البنا، ص 19.
  7. مذكرات الدعوة والداعية: حسن البنا، ص 56.
  8. حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية صـ 83.
  9. مذكرات الدعوة والداعية صـ65.
  10. مجلة لواء الإسلام – السنة 42 – العدد 12 – غرة شعبان 1408هـ / 19 مارس 1988م – صـ15.
  11. رسالة المؤتمر الخامس، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، 2009م، صـ 365.
  12. مذكرات الدعوة والداعية صـ58.
  13. محمود عبد الحليمالإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ - جـ1 – صـ372.
  14. مذكرات الدعوة والداعية صـ 215.
  15. ريتشلرد مينشيل الإخوان المسلمون (دراسة أكاديمية) ترجمة عبدالسلام رضوان الطبعة الأولى مكتبة مدبولى, 1977 ص116