ليتها كانت شواطىء عربية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


خبران متناقضان أشد التناقض يثيران السخرية والتعجب فى نفس الوقت الخبر الأول خبر وصول سفينتى "كسر الحصار " ميناء غزة البحري بعد عصر السبت وعلى متنها ستة وأربعون ناشطا من أعضاء منظمات دولية متضامنة مع الشعب الفلسطيني المحاصر فى قطاع غزة منذ 26 شهرا رغم كل التهديدات والوعيد الذى تلقتهما من إسرائيل

والخبر الثانى تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي ايهود باراك سيوجه رسالة شكر إلى كل من الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير المخابرات اللواء عمر سليمان، على الجهود التي تبذلها مصر في منع تهريب الأسلحة إلى غزة.

وقال التقرير إن باراك سيحث مبارك وسليمان على مواصلة العمل المصري المخابراتي لمنع وصول الأسلحة إلى حماس التي تنطلق - حسب الصحيفة - من السودان، عبر نهر النيل، ومن ثم إلى سيناء وبعد ذلك إلى قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية مصرية الجمعة إن أجهزة الأمن بشمال سيناء تمكنت خلال الشهر الجاري من ضبط نحو 30 نفقا على الحدود بين مصر وغزة تستخدم في أعمال التهريب.

وقال أحد المصادر لرويترز "وصل عدد الأنفاق التي عثرنا عليها منذ بداية العام الجاري إلى نحو 197 نفقا .. لا زال هناك عشرات الأنفاق الأخرى نقوم بالبحث عنها.

وأضاف أنه تمت مصادرة كميات كبيرة من السلع الغذائية والوقود والسجائر كانت داخل هذه الأنفاق. وتابع انه تم أيضا العثور على مضخات وأنابيب بلاستيكية تستخدم في ضخ الوقود من الجانب المصري إلى الجانب الفلسطيني.

وقال إن الأنفاق التي عثر عليها كان معظمها في مناطق صلاح الدين والقمبز والبراهمة والجندي المجهول على خط الحدود مباشرة بين مصر وغزة.

وقال "توصلنا إلى معلومات جديدة حول خريطة الأنفاق بالمنطقة من خلال بعض المهربين الذين القي القبض عليهم داخل هذه الأنفاق والمتورطين في عمليات التهريب."

هذان الخبران يضعان أيدينا على الحقيقة المرة التى تحياها الأمة العربية والإسلامية وعلى حالة الوهن التى أعجزتنا عن مناصرة إخواننا فى العقيدة والمصير بل حتى عن الكف عن مساندة العدو المشترك والقيام بالنيابة عنه فى حصار إخواننا فى غزة وقطع الشريان الوحيد الذى يمدهم بالحياة من إخوانهم فى مصر العمق الطبيعى والاستراتيجي لهم

هذان الخبران يثيران السخرية من أمة هزيلة مات فيها الإحساس وضمرت فيها المشاعر الإنسانية التى حركت ستة وأربعين ناشطا من أعضاء منظمات دولية متضامنة مع الشعب الفلسطيني المحاصر فقاموا بهذا العمل النبيل رغم تعرض حياتهم للخطر وتعرضهم لتهديدات خطيرة من دولة العدو الصهيونى وصلت لدرجة التهديد بزرع ألغام فى المياه حتى لا تستطيع السفينتان الوصول إلى شواطىء غزة وأوقعوا بهذا العمل العظيم أمة المليار فى حرج شديد وأظهروا بذلك ضعفها ومهانتها وعجزها وفقدانها لمشاعر الأخوة التى تربط المسلمين جميعا برباط واحد وتجعلهم جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى

ويثيران أيضا التعجب من قدرة الأحرار على المبادرة والمخاطرة من أجل مناصرة مظلوم حتى ولو اختلف معه فى العقيدة - بينهم بريطانيون، في مقدمتهم شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وناج من الهولوكوست، وراهبة أمريكية في الـ81 من العمر-.

ونقولها فى النهاية والقلب يدمى ليتها كانت شواطىء عربية. ==