قالب:ثورة التعليم العالي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

" ثورة التعليم العالي "

التجربة والتقييم

ثورة-التعليم-العالى.gif

إذا كان بناء العقل لايكتمل إلا عندما تستغل ملكاته وإمكانياته العليا فكذلك ثورة التعليم العالي لا يمكن تقييمها إلا بما أحدثته من تطور وتغيير نحو الأفضل .

مما لاشك فيه أن ثورة التعليم العالي ضاعفت عدد الجامعات أضعاف ما كانت عليه وهذه من أهم السمات البارزة لهذه الثورة ولكن بماذا يقاس نجاح ثورة التعليم العلي بعدد المؤسسات التعليمية التي أنشئت أم بجودة التعليم ؟ من المعايير المتفق عليها ان جودة التعليم تقاس بعدة معايير محددة من خلالها يمكن الحكم على أي ثورة تعليمية بالتقدم نحو الأمام أم نحو الخلف ؟.

من هذه المعايير الأتي :-

1. كثرة الابتكارات العلمية وبذلك بعدد براءات الاختراع في العام الواحد وإنبات التكنولوجيا محليا وإفادة الصناعة والزراعة بثمار البحث العلمي ,وإذا قمنا بإسقاط هذا المعيار على جامعة الخرطوم نلحظ قلة الابتكارات بالنسبة لعدد الخريجين بل لأصبح ذلك سمة بارزة ليس على مستوى جامعة الخرطوم فقط ولمكن على كل الجامعات السودانية بل هناك جامعات منذ تأسيسها لم تنجز ابتكارا واحدا ولا حتى على مستوى النظرية ناهيك عن المجالات التطبيقية .

2. كثرة الأبحاث التطبيقية التي تستفيد منها الدول و المجتمعات في مسيرتها نحو التقدم و الرقي , وهذا المعيار شبه معدوم إلا في حالت نادرة جدا و عندما توجد فالإعلام يرشف أذاننا بعبقرية هذا الشعب و نجاح حكومته في إخراج الإبداعات إلى السطح ....! فأغلبية البحوث أصبح مصدرها الرفوف و مصيرها الرفوف كأنك يا زيد ما غزيت ..

3. كفاءة خريجي الجامعات و قدرتهم على إخراج البلاد من وحل التخلف ومكافحة الفقر و الجهل والتخلف , وهذا المعيار من الصعوبة بمكان القياس به فهو مقياس لا أقول خيالي و لكن لا يصلح استعماله فواقع الحال يغني عن السؤال , فكيف لطالب يمر بظروف مادية اقل ما يمكن ان توصف به سيئة للغاية وهو بعد هذا و ذاك بين مطرقة الرسوم الدراسية (للجامعات الحكومية !) التي أصبحت شبه خاصة و سندان الأسرة البائسة التي تقطع من مصاريفها الأساسية –مأكل و مشرب –في سبيل نجاح أبنها أملا في تغيير جزء من الواقع البائس , فكيف لهذا أن يفكر حتى في أن يبدع ! ولكن يمكنه فقط أن يبدع في المماطلة في دفع الرسوم إلى أجل ما ولكنه يعلم جيدا أن إدارة الجامعة تمهل ولا تهمل و تغفر التجاوزات جميعا إلا الرسوم .... فعلا إنها ثورة التعليم العالي....!

أخيرا : ثورة التعليم العالي تحتاج لتقييم و مراجعه وإصلاح بل و إلى تقييم لما أحدثته من فوضى ... وكان الله في عون المساكين و على الله قصد السبيل .

عمر النعمة أرباب