في ذكرى اغتيال "يس".. الشيخ القعيد قتلته الأباتشي وبقيت "حماس" تواصل الكفاح

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
في ذكرى اغتيال "يس".. الشيخ القعيد قتلته الأباتشي وبقيت "حماس" تواصل الكفاح


في ذكرى اغتيال يس.jpg

(22/03/2015)

مقدمة

تمر اليوم الذكرى الحادية عشرة لاغتيال المناضل الشهيد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأحد أبرز رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن الماضي. ولد ياسين في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان في يونيو 1936 وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية. ومات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات.

التحق الزعيم الشهيد بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس، لكن النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها عام 1948 أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة، وهناك تغيرت الأحوال وعانت الأسرة -شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك- مرارة الفقر والحرمان.

وفي السادسة عشرة من عمره تعرض البطل الشهيد أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت وحتى مماته، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952، وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة.

وبقي يعاني إضافة إلى الشلل التام من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى.

العمل بالتدريس

وأنهى ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 1958/1957 ونجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته.

حياته السياسية

شارك أحمد ياسين وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956 وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة، مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.

الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك، فقررت عام 1965 اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية، والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954، وظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر ثم أفرج عنه.

قال ياسين -عن هذه الفترة من السجن-:

"إنها عمقت في نفسي كراهية الظلم، وأكدت أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية".

بعد هزيمة 1967 التي احتل فيها الاحتلال الإسرائيلي كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر الشيخ أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.

النشاط الدعوي

أزعج النشاط الدعوي للشيخ أحمد ياسين السلطات المحتلة، فأمرت عام 1982 باعتقاله ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة".

تأسيس حماس

في عام 1987 اتفق الشيخ ياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي الذين يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين، أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" "حماس"، وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك، والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد.

مع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات المحتلة التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين، فقامت في أغسطس 1988 بدهم منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان. عندما ازدادت عمليات قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم 18 مايو 1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس.

وفي 16 أكتوبر 1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين، وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

الإفراج

حاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- الإفراج عن الشيخ ياسين وبعض المعتقلين المسنين الآخرين، فقامت بخطف جندي إسرائيلي قرب القدس يوم 13 ديسمبر، وعرضت على الاحتلال الإسرائيلي مبادلته نظير الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، لكن السلطات المحتلة رفضت العرض، وقامت بشن هجوم على مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة المهاجمة، ومقتل قائد مجموعة الفدائيين.

وفي عملية تبادل أخرى في الأول من أكتوبر 1997 جرت بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الاحتلال في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان، وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما للاحتلال مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.. أفرج عن الشيخ، وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ.

محاولات الاغتيال واستشهاده

قد تعرض الشيخ أحمد ياسين للعديد من محاولات الاغتيال كان أشهرها في 6 سبتمبر 2003؛ حيث استهدفت مروحيات صهيونية شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ، وكان يرافقه إسماعيل هنية، وقد تعرض خلالها لإصابات بجروج طفيفة.

استشهد الشيخ أحمد ياسين فجر 22 مارس 2004 إثر قيام مروحية الأباتشي بإطلاق ثلاثة صواريخ على الشيخ القعيد وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحي الصّبرة في قطاع غزة.

المصدر