فصيلة دم الأمة؟!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فصيلة دم الأمة؟!
د.الهلالي3.jpg

مجدي الهلالي – من كتابه / أين المخرج

فصيلة دم الأمة:

فإن كانت أمتنا مكلفة من الله عز وجل بحمل رسالته للناس أجمعين، فإنها لن تستطيع أن تقوم بهذه المهمة إلا إذا تمثلت فيها الرسالة أولا، وهذا لا يمكن حدوثه بدون وجود قوة روحية هائلة تدفع أبناءها لمجاهدة أهوائهم وشهواتهم، وتمكِّن للدين في نفوسهم... هذه القوة الروحية هي قوة الإيمان.

فالإيمان الحي يولد داخل الفرد قوة دافعة تعينه وتيسِّر عليه القيام بتنفيذ ما تضمنته الرسالة، وتدفعه كذلك لتوصيلها للآخرين.

لذلك نجد أن الله عز وجل قد ربط بين علونا وقيادتنا للبشرية وبين الإيمان الذي تحمله صدورنا .. ألم يقل سبحانه: [ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ] [آل عمران: 139].

وقال: [ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ] [الأنفال: 19].

فالحماية والولاية والكفاية والنصرة على قدر الإيمان:[ ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ] [محمد: 11].

[ وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ] [النساء:141].

فالإيمان - إذن- هو أهم شرط للتمكين والاستخلاف في الأرض: [ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا] [النور: 55].

إن فصيلة دم أمتنا هي الإيمان، ويوم أن يضعف الإيمان، ويتمكن الهوى وحب الدنيا من قلوب أبنائها، فإنها بذلك تفقد مصدر قوتها وتميزها على سائر الأمم، وليس ذلك فحسب، بل إن ضعف الإيمان وغلبة الهوى من شأنه أن يستدعي غضب الله عليها؛ لأنها بهذا الضعف لن تستطيع أن تبلغ رسالته، ومن ثَم فإن العقوبات ستتوالى عليها حتى تفيق من غفلتها، وتعود لإيمانها من جديد، لتنطلق بعد ذلك حاملة الدواء الرباني، ورسالة الرحمة والشفاء للمرضى والتائهين والحيارى في شتى بقاع الأرض.

فعندما يضعف الإيمان: يقوى الهوى وحب الدنيا، ويزداد الانجذاب نحو الأرض، ويشتد السعي في اتجاه تحصيل الشهوات، ومن ثم تخبو الرغبة في الجهاد لتبليغ الرسالة، فيؤدي هذا إلى استدعاء غضب الله على الأمة .. وهذا هو واقعنا الآن، والذي ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد: سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»(1).

إن المتأمل المتدبر لواقع الأمة يجد أنها في مظانّ الغضب الإلهي، وإلا فبماذا تفسر عدم استجابة الدعوات المتواصلة الحارة والتي تلح على الله بأن ينصر الأمة؟!

بماذا تفسر استعلاء اليهود وقيامهم بإذلالنا وهم الذين كتب الله عليهم الذلة والمسكنة؟!

عن أنس بن مالك مرفوعًا: «يأتي على الناس زمان يدعو الرجل للعامة، فيقول الله: ادع لخاصتك أستجب، وأما العامة فلا، فإني عليهم غضبان»(2).

وعن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم»(3).

مشكلتنا إيمانية:

من هنا نقول بأن مشكلة أمتنا إيمانية بالدرجة الأولى، ولن ينصلح حالها، ولن تستعيد عافيتها إلا بالإيمان، فتستبدل بذلك غضب الله برضاه، ومن ثمَّ تستدعى نصره وتمكينه [ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ] [الروم: 47].

وليس معنى القول بأن مشكلة أمتنا مشكلة إيمانية هو ترك الأخذ بأسباب التقدم المادية التي أخذت بها سائر الأمم، أو ترك الجهاد لتبليغ الدعوة وإقامة المشروع الإسلامي، بل المقصد هو إعادة ترتيب الأولويات، فالإيمان أولاً، ثم يلي ذلك توجيه وتصريف الطاقة التي يولدها ذلك الإيمان في المجالات المختلفة، والسعي الدؤوب لاستكمال المشروع الإسلامي الذي يبدأ بإصلاح الفرد، فالبيت، فالمجتمع، وينتهي بأستاذية العالم +وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ" [الأنفال: 39].

مع الأخذ في الاعتبار أن أهم عامل لنجاح هذا المشروع هو وجود المسلم الصحيح الذي مكَّن لله في قلبه، فانعكس ذلك على سائر حياته ليتحقق فيه قوله تعالى: [ قُل إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ] [الأنعام: 162].

ولا يمكن أن يظهر هذا النموذج إلا بالإيمان، فالإيمان هو الوقود الذي يولِّد الطاقة الدافعة للقيام بالواجبات المختلفة في أي زمان ومكان [ لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ أَن يُّجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ صدق الله العظيم إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ] [التوبة: 44، 45].

ولك أن تتأمل ما قاله المصلحون في هذا الشأن ومنهم الإمام حسن البنا، فمن أقواله رحمه الله: إذا وُجد المؤمن الصحيح وجدت معه وسائل النجاح جميعًا(4).

واقرأ معي هذه الكلمات التي كتبها محمد أمين المصري .. يقول رحمه الله: إن محمدًا عليه الصلاة والسلام لم يعمد إلى إصلاح اقتصادي أو أخلاقي أو صحي أو سياسي أو إداري أو علمي.

ولكنه عمد إلى إصلاح الإيمان .. فكان من بعد ذلك كل إصلاح وكل قوة وكل خير، ولا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها.

فرجل العقيدة هو السبيل الوحيد لعلاج أنواع الانحرافات؛ ذلك أن رجل العقيدة يندفع في تحقيق أهدافه، وهو إنسان ملأت نفسه عقيدته، فهو يعيش من أجلها ويرضى بكل أذى في سبيلها .. ويبذل فيها جهده وكل غال ورخيص..

رجل العقيدة إن لم تكن لديه الوسائل الكاملة سعى إلى إيجادها ولو كان أمرًا مستحيلاً(5).. إن مثل هذا الإنسان يصيح بالناس ويترك فيهم أقوى الآثار ولو كان أبكما(6).

فالوسيلة الفعالة القوية هي تكوين أمثال هؤلاء الرجال، والإصلاح الذي نرقبه لا يتم إلا في إيجاد أمثال هؤلاء(4).

شلال الإيمان:

معنى ذلك أن الفرد الذي اشتعلت جذوة الإيمان في قلبه هو أكثر الأفراد إنتاجًا في الدعوة وخدمة للإسلام، ويكفيك دليلا على ذلك أن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قد تعلم السريانية في سبعة عشر يوما، عندما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بتعلمها، بل وصار ماهرًا بها .. يقول زيد بن ثابت: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : «إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا علىَّ أو يَنْقُصوا، فتعلَّم السريانية» فتعلمتها في سبعة عشر يومًا(7).

إن الطاقة النووية - كما يقول أبو الحسن الندوي - لا تساوي الطاقة التي يولدها الإيمان في قلب المؤمن.

.. هذا الإيمان يستطيع أن يصنع عجائب كما صنع عجائب من قبل، ويحل كل مشكلات الأمة أولاً، والإنسانية ثانيًا، لأن كل مشكلات الإنسان نبعت من عبادة النفس والشهوات، نبعت من الأنانية .. نبعت من النظر القاصر المحدود، نبعت من حب الرئاسة .. والإيمان يستطيع أن يتغلب على كل هذا، ويصنع من الأمة أمة جديدة(8).

.. روى التاريخ أن جعفر بن أبي طالب أخذ راية رسول الله × في غزوة مؤتة، فقاتل بها، حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه، فعقرها ثم قاتل، فقطعت يمينه، فأخذ الراية بيساره فقطعت فاحتضن الراية بعضديه، حتى قتل، وله ثلاث وثلاثون سنة، ووجد المسلمون ما بين صدره ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة، ما بين ضربة سيف وطعنه بالرمح، كلها من الأمام، ومات فتى الفتيان وهو يحنُّ إلى الجنة، ويتغنى بنعمائها، ويستهين بزخارف الدنيا.

هل يتصور هذا من غير عقيدة تتغلغل في الأحشاء؟ ونشوة إيمانية تسرى في العروق؟ ولذة روحية تتغلب على الشعور بالألم؟!(9).

إن هذا الشلال من الإيمان والاحتساب، ورجاء الأجر والثواب، والشوق إلى الجنة، والحنين إلى الشهادة، والحب لله ولرسوله وللمؤمنين، لا زال بكرا، ولم يستخدم بعد، ولم يُقتبس منه هذا التيار المضئ المنير ..

هذا التيار كان يستطيع أن يملأ العالم كله نورًا وبهاءً، ويحل كل مشكلة، ولكنه شلال مظلوم .. إنه ضائع من قرون (10)..

العمود الفقري للإيمان

مشكلة أمتنا الأولى هي: «ضعف شديد في الإيمان».

هذا هو التشخيص الصحيح للوضع القائم، ليبقى السؤال عن كيفية علاج هذا الضعف الحاد.

بلا شك هناك وسائل كثيرة لزيادة الإيمان، فالطاعات والأعمال الصالحة والقربات المختلفة تزيد الإيمان، ولكن تبقى أهم وأعظم وسيلة لزيادته هي: القرآن +وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا" [الأنفال: 2]. فالقرآن منبع عظيم للإيمان لا مثيل له .. ألا تراه ينادي على الجميع أن هلموا إلىَّ واستكملوا نقص إيمانكم، فمنابعي ممتلئة وجاهزة لإمدادكم جميعًا بما تحتاجونه من إيمان +رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا" [آل عمران: 193].

يقول محمد بن كعب القرظي: «المنادي هو القرآن، ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم»(11).

فالقرآن له قوة تأثير ضخمة على القلوب لا يناظره فيها مصدر آخر .. وكيف لا، وهو كلام رب العالمين الذي إذا استقبلته الجبال الرواسي تصدعت واندكت من قوة تأثيره عليها +لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللهِ" [الحشر: 21].

فإن كان الإيمان للقلب كالروح للبدن، فإن القرآن يمثل العمود الفقري لهذا الإيمان؛ لذلك ليس عجبا أن يُسمى القرآن بالروح: [ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ] [الشورى: 52].

يقول مونتاي: إن مثل الفكر العربي الإسلامي المبعد عن التأثير القرآني كمثل رجل أفرغ من دمه(12).

إن القرآن - كما يقول محمد إقبال- ليس بكتاب فحسب .. إنه أكثر من ذلك، إذا دخل القلب تغير الإنسان وإذا تغير الإنسان تغير العالم(13).

ويقول د. فريد الأنصاري: إنه لا شيء أقدر من القرآن على بناء الإنسان: عقيدة وعبادة وسلوكا اجتماعيا.

إن القرآن هو مفتاح النفس الإنسانية، فمن أخطأ القرآن فقد أخطأ المفتاح(14).

أنتم روح جديد:

ولو تأملنا في دعوات المصلحين لوجدناها تنطلق من هذا المفهوم.

فهذا إمام الدعاة في العصر الحديث حسن البنا يخاطب من حوله وهو يعرِّفهم بمهمتهم فيقول: أنتم روح جديد يسري في قلوب هذه الأمة فيحييه بالقرآن(15).

وهذا محمد البشير الإبراهيمي صديق عبد الحميد بن باديس ورفيق كفاحه يقول عنه: وله في القرآن رأي بنى عليه كل أعماله في العلم، والإصلاح، والتربية، والتعليم، وهو أنه: (لا فلاح للمسلمين إلا بالرجوع إلى هدايته، والاستقامة على طريقته)، وهو رأي الهداة المصلحين من قبله(16).

وهذا أبو الأعلى المودودي يقول: يا أيها المسلمون احملوا القرآن وانهضوا، وحلِّقوا فوق العالم، فليس من شأننا أن نلهث وراء العالم، بل علينا أن نشده إلى مبادئنا وأصولنا.... إن حياتي ومماتي وقف على هذا الهدف النبيل، وسوف أسير قُدُما،حتى لو لم يتقدم معي أحد، وسوف أسير وحيدًا إذا لم يرافقني أحد، ولو اتَّحدت الدنيا وخالفتني، فلن أخشى خوض المعركة وحيدًا منفردًا(17).

هذا المعنى العظيم الذي اتفق عليه هؤلاء المصلحون وغيرهم لم يأت من فراغ، فنموذج الجيل الأول يؤكده.. هذا الجيل عندما أحسن أبناؤه التعامل مع القرآن، وحين استقبلته قلوبهم الاستقبال الصحيح كانت النتيجة سريعة ومذهلة... سيادة الأرض في سنوات قليلة.

إنهم صُنعوا ها هنا:

فإن كان التحقق بالإيمان والربانية هو أهم صفات جيل التمكين، فليس عجبًا أن يكون الصحابة رضوان الله عليهم قد تحققت فيهم هذه الصفة على خير ما يكون، وأن يكون السبب الرئيس في هذا هو القرآن، ولقد تحدث الأستاذ سيد قطب - رحمه الله - عن هذا الأمر كثيرًا في كتاباته، ومن ذلك ما قاله في آخر كتبه «مقومات التصور الإسلامي»:

«لقد كنت وأنا أراجع سيرة الجماعة المسلمة الأولى أقف أمام شعور هذه الجماعة بوجود الله - سبحانه - وحضوره في قلوبهم وفي حياتهم، فلا أكاد أدرك كيف تم هذا؟!

كنت أدرك طبيعة وجود هذه الحقيقة وحضورها في قلوبهم وفي حياتهم، ولكني لم أكن أدرك كيف تم هذا حتى عدت إلى القرآن أقرؤه على ضوء موضوعه الأصيل: تجلية حقيقة الألوهية وتعبيد الناس لها وحدها بعد أن يعرفوها.

.. وهنا فقط أدركت كيف تم هذا كله!

أدركت - ولا أقول أحطت - سر الصناعة!

عرفت أين صُنع ذلك الجيل المتفرد في تاريخ البشرية وكيف صنع!

إنهم صُنعوا ها هنا! صنعوا بهذا القرآن! بهذا المنهج المتجلى فيه! بهذه الحقيقة المتجلية في هذا المنهج! حيث تحيط هذه الحقيقة بكل شيء، وتغمر كل شيء، ويصدر عنها كل شيء، ويتصل بها كل شيء! ويتكيف بها كل شيء ..

بهذا كله وجدت - في الأرض وفي دنيا الناس- حقيقة «الربانية» متمثلة في أناس من البشر..وُجد «الربانيون» الموصولون بالله، العائشون بالله، ولله، والذين ليس في قلوبهم وليس في حياتهم إلا الله..

وحينما وجدت حقيقة «الربانية» هذه في دنيا الناس، ووجد الربانيون الذين هم الترجمة الحية لهذه الحقيقة ..حينئذ انساحت الحواجز الأرضية، والمقررات الأرضية، والمألوفات الأرضية .. ودبت هذه الحقيقة على الأرض .. وصنع الله ما صنع في الأرض وفي حياة الناس بتلك الحفنة من العباد.

وبطلت الحواجز التي اعتاد الناس أن يروها تقف في وجه الجهد البشري وتحدد مداه، وبطلت المألوفات التي يقيس بها الناس الأحداث والأشياء .. ووجد الواقع الإسلامي الجديد، وولد معه الإنسان الحقيقي الجديد»(18)

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) صحيح، رواه أبو داود ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (423).

(2) رواه ابن المبارك في الزهد (922).

(3) حسن رواه الترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7070).

(4) رسالة إلى أي شيء ندعو الناس ص37.

(5) المسؤولية لمحمد أمين المصري ص39.

(6) المصدر السابق ص 31.

(7) المصدر السابق ص39.

(8) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 2/491.

(9) نفحات الإيمان للندوى ص 23.

(10) نفحات الإيمان للندوي ص 52، 53.

(11) نفحات الإيمان للنووي ص 23.

(12) فضائل القرآن لأبي عبيد ص58، ويؤكد الطبري على ذلك ويرد على من يقول بأن المنادي هو النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: وأولى القولين في ذلك بالصواب هو قول محمد بن كعب، هو أن يكون المُنادي القرآن، لأن كثيرًا ممن وصفهم الله بهذه الصفة في هذه الآيات ليسوا ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عاينه، فسمعوا دعاءه إلى الله تبارك وتعالى نداءه، ولكنه القرآن، وهو نظير قوله جل ثناؤه مخبرًا عن الجن إذا سمعوا كلام الله يُتلى عليهم أنهم قالوا: [ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا صدق الله العظيم يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ] تفسير ابن جرير 4/212- 213.

(13) قالوا عن القرآن لعماد الدين خليل ص 287، ملحق لكتاب إشارات الإعجاز لبديع الزمان النورسي.

(14) روائع إقبال للندوي ص 158 دار القلم - دمشق.

(15) البيان الدعوي د. فريد الأنصاري - ص 260 - دار الكلمة - مصر.

(16) رسالة بين الأمس واليوم.

(17) حسن البنا ومنهجه في تفسير القرآن ص 73.

(18) المصدر السابق ص 90.

(19) مقومات التصور الإسلامي لسيد قطب ص 192، 194 باختصار.

المصدر