شهادات - حرب فلسطين.. الدور الذي قاد حسن البنا للشهادة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شهادات - حرب فلسطين.. الدور الذي قاد حسن البنا للشهادة


الدور الذي قاد حسن البنا للشهادة.jpg

أحمدي البنهاوي

(الخميس 13 فبراير 2020)

مقدمة

قاد الشيخ "حسن البنا" كتائب الإخوان المسلمين في حرب فلسطين، تحت "شعار الموت في سبيل الله أسمى أمانينا"‎. وعقد في دار المركز العام في القاهرة، أوّل مؤتمر عربي من أجل فلسطين. ودعا إلى حرب تحرير شعبية ضد العصابات الصهيونية تدعمها الدول العربية بالمال والسلاح.

وحينها أدرك الصهاينة خطر جماعة الإخوان المسلمين على المشروع الصهيوني وبدأت تكيد لها. ولكنّ حربًا أخرى وسلاحًا جديدًا وجهه حسن البنا، عندما بدأ الإخوان حملتهم على الاستعمار البريطاني، وقد وجّه البنا جهده لإنشاء تشكيلات سرية من الفدائيين وإعدادها للجهاد‎، وأطلق عليها "النظام الخاص".

وفي مساء 12 فبراير - شباط 1948، اغتيل حسن البنا بسلاح حكومي، وتقول المصادر إنه كان من الممكن إنقاذ حياته، لكن المستشفى التي نقل إليها تعمدت تركه ينزف حتى فارق الحياة بإيعاز من الملك، لدرجة أن الملك فاروق ذهب بنفسه للقصر العيني للتأكد من وفاته، بعدما أخبره معاونوه أن البنا سيكون حاكم مصر المنتظر في حالة تحرير كتائب الإخوان لفلسطين!. وجاء اغتيال البنا بعد مقتل رئيس وزراء مصر محمود النقراشي، الذي أصدر قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين.

وقد قال، في إحدى خطبه:

"إنني أعلن من فوق هذا المنبر أن الإخوان المسلمين قد تبرعوا بدماء عشرة آ‎لاف متطوع للاستشهاد" في سبيل الدفاع عن فلسطين.

عمل البنا على تجذير فكرة شمولية الإسلام وضرورة تطبيقه كمنهج حياة، وحارب مظاهر الانحلال الخلقي والاغتراب في المجتمع. في عام 1936 اقتحم البنا الميدان السياسي، وفي عام 1948 دعا الملوك والحكام إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في شئون الحياة، وبشّر بالدولة الإسلامية في صورة الخلافة. ومن الحربين اللتين خاضهما البنا وجد المحللون أنه عمل من أجل هدفين أساسيين: تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وقيام دولة إسلامية حرة.

شهادات على الإخوان

وأمام سيل لا ينقطع من حملات التشويه والمشوهين على صفحات ومواقع يمولها أعداء الجماعة من دول الثورة المضادة وعملائهم وأرباب المخابرات، ساق موقع إخوان ويكي شهادات للملوك والزعماء ببسالة الإخوان في فلسطين وجهادهم فقط لنصرة شعبها المجاهد.

أولاً: شهادة الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود – جلالة ملك السعودية فيما بعد

ونشرت مجلة (الدعوة) القاهرية بعددها رقم 4 بتاريخ 30 فبراير 1951، ما نصه:

حضر مندوب الدعوة المؤتمر الصحفي، الذي دُعي إليه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل – وزير خارجية المملكة العربية السعودية – بدار المفوضية بالقاهرة في مساء يوم الجمعة الماضي، وقد انتهز مندوب الدعوة هذه الفرصة، وسأل الأمير فيصل عن رأيه في المجاهدين من الإخوان في حرب فلسطين، وقد لاحظ المندوب أثر المفاجأة على وجه سموه؛ لأنه في الواقع كان لا يتصور أن يوجَّه إليه مثل هذا السؤال، ورغم هذا ابتسم الأمير
وأجاب على سؤال مندوبنا قائلاً: "ماذا تريد يا أخي مني أن أقوله عن أبطال جاهدوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله، أما يكفيك وعد الله لهم: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت: 69)، ولقد سمعنا أخي عن جهادهم وما قاموا به من دور البطولة التي لم نسمع عنها إلا في صدر الدعوة الأولى".

ثانيًا: شهادة الملك عبد الله- ملك الأردن

وفي حديثه مع الصحفي المصري زكريا لطفي جمعة دار الآتي:

"هل تقول لي أين حارب جيشكم؟! عفوًا.. بل جيش فاروق في عام 1948؟! لقد دخلتم غزة وهي مدينة عربية ليس فيها أي يهودي واحد، ثم وفقتم عند مجدل عسقلان حتى جاء اليهود وأخذوها منكم، وجعلتم من قائد جيشكم الضبع الأسود أسطورةً عسكريةً، بينما هو لم يدخل معركة واحدة، ولم ينتصر على اليهود في اشتباك واحد، ولولا الأعمال الفدائية للإخوان المسلمين بجوار الخليل وبيت لحم لكان سجِلُّ فاروق في حرب فلسطين لا يشرفه كثيرًا" (مذكرات الزعماء والسياسيين: عبد العظيم رمضان، ص 304).

ثالثًا: شهادة الحاج محمد أمين الحسيني – مفتي فلسطين

وأمام المحكمة التي كانت تحاكم الإخوان المسلمين في قضية السيارة الجيب، وقف الشيخ محمد أمين الحسيني – مفتي فلسطين – ليدلي بالشهادة التالية:

ج: نعم .. كان للإخوان المسلمين حركة مشاركة في حرب فلسطين منذ البدء، وقاموا بدعاية لها، ثم شاركوا بأنفسهم في سنة 1936م أثناء الجهاد هناك، وجمعوا أسلحةً وذخيرةً، وذهب فريق منهم إلى الجهاد هناك، واستمروا على ذلك يعنون بالقضية ويخدمونها بأنفسهم وبجهودهم حتى النهاية.
ج: نعم .. كان عبد القادر الحسيني بك وغيره يستعينون بالإخوان المسلمين في شراء الأسلحة والذخيرة، ويدفعون ثمن هذه الأسلحة.
ج: نعم .. كان لهم صلة، وحارب فريق منهم معه، وبعضهم استشهد في معركة القسطل.
  • س: وهل استمروا يجاهدون بعد دخول الجيوش العربية؟
ج: نعم.

(قضية السيارة الجيب - أقوال كبار الشهود - حقيقة النظام الخاص ص 172 – 179).

وفي شهادة أخرى يقول:

"لقد كان للشيخ حسن البنا وأتباعه ومريديه في نصرة فلسطين والدفاع عنها جهود مشكورة وأعمال مبرورة، كلها مآثر ومفاخر، سجلها لهم التاريخ بحروف من نور، وقد بذلوا على ثرى فلسطين مع إخوانهم المجاهدين من أبناء الأمة العربية والإسلامية دماءً زكيةً، ومهجًا غالية، واستشهد منهم عصبة كريمة كانت من الرعيل الأول الذين نفروا خفافًا وثقالاً لنجدة فلسطين
وسلكوا الطريق الذي سلكه المجاهد الكبير الشهيد أحمد عبد العزيز وصحبه الأبطال الأحرار، وكان ثباتهم في مقارعة العدو ومقاومته واستماتتهم في صد عاديته مضرب المثل في قوة الشكيمة ومضاء العزيمة، فكانوا كما قال الله تعالى في وصف عباده المؤمنين المجاهدين المخلصين.. (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب: 23) (مجلة الدعوة القاهرية- بتاريخ 13 ديسمبر 1951م).

محمد نجيب

ومن بين الشهادات التي ساقها "إخوان ويكي" شهادة اللواء محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية.

وقف الرئيس نجيب على قبر الشهيد حسن البنا يوم 13 فبراير 1953، وراح يقول:

"ولست أنسى- ما حييت- هذا الشباب المؤمن القوي في معارك فلسطين، يقتحم على العدو أقوى الحصون، ويسلك في قتاله أعصى السبل، ويتربص بقواته وجحافله كل طريق، ويحتمل في ذلك من المشاق والصعاب وما لا يستطيع احتماله إلا من امتلأت نفسه بعظمة الأحد الخالد، ووجد قلبه حلاوة الإيمان" (مجلة الدعوة المصرية).

خامسًا: شهادة السياسي المصري الكبير "فتحي رضوان" – الحزب الوطني

من بيان للجنة العليا للحزب الوطني بمناسبة حل الإخوان:

"إن النقراشي باشا الحاكم العسكري في فترة الحرب مع الصهاينة هو الذي يحل هيئة الإخوان المسلمين الذين حاربوا في فلسطين ضد الصهاينة كأشجع وأقوى ما يكون المحاربون". (من قتل حسن البنا – محسن محمد – ص 424).

سادسًا: شهادة مكرم عبيد باشا – زعيم حزب الكتلة السعدية

في صحيفة الكتلة الصادرة في 3 سبتمبر 1949م أرسل رسالةً مفتوحة للحاكم العسكري المصري آنذاك قال فيها:

"مائة وأربعة من متطوعي الإخوان المسلمين المنضمين إلى قوات الجامعة العربية لإنقاذ فلسطين دخلوا أرض الميعاد قبل دخول الجيوش العربية ببضعة أشهر، تولَّوا خلالها حماية كل شبر من قرى العرب وأراضيهم في جبهة تمتد شمالاً من رفح إلى المجدل؛ أي أكثر من سبعين كيلو مترًا حتى إذا وثبت جيوشنا البواسل كانوا هم الفدائيين في المقدمة.. سَلْ قادة الجيوش وحماة القدس مَن حمل لأبطال الفالوجا المؤن والإمداد وهم محاصرون غير هؤلاء؟! وكان اليهود يطلقون عليهم شياطين النقب".

شهادة مصر الفتاة

وساق الموقع أيضا شهادة الأستاذ أحمد حسين – رئيس حزب مصر الفتاة

من برقية له لأسرة المستشار حسن الهضيبي - المرشد العام للإخوان المسلمين بعد الإمام البنا-: "لقد سألني صحفي قال إنه سينشر حديثي في مجلة (الجديد).. سألني: ما رأيك في دور الإخوان المسلمين في معركة فلسطين؟ فأجبته بأنه كان أعظم الأدوار، حتى لقد كانوا هم الذين أنقذوا الجيش المصري من الوقوع في كارثة عندما حموا مؤخرته وهو يتراجع". (الهضيبي .. الإمام الممتحن – جابر رزق – ص 143).

كذلك شهادة د. محمد حسين هيكل – وزير المعارف وبحزب الأحرار الدستوريين

بحلول نهاية عام 1948م تمت شعبية جماعة الإخوان المسلمين بتأييدها للثورة الفلسطينية، فقد بادر فدائيو الجماعة بالتطوع، معتبرين الحرب بين العرب واليهود حربًا دينية، فاشتركوا فيها، وخاضوا غمارها". (من قتل حسن البنا – محسن محمد – ص 290).

شهادة الفقي

ومن أبرز الشهادات المعاصرة شهادة د. مصطفى الفقي- مدير مكتب رئيس مصر مبارك للمعلومات، وقال فيها:

"ويردد الإسلاميون في معرض الحديث عن الصراع العربي الإسرائيلي (الصهيوني) حقيقة تاريخية؛ هي أن طلائع المتطوعين من الإخوان المسلمين بادرت قبل غيرها بالمشاركة الفعلية في أول حرب عربية صهيونية عام 1948، مؤكدين بذلك أن إسهامهم القومي يأتي تلقائيًّا من خلال رؤية إسلامية". (تجديد الفكر العربي، ص: 16).

وأضاف في نفس المرجع (تجديد الفكري العربي- ص: 94)

"دخلت الجيوش العربية كما تعلمون إلى فلسطين سنة 1948م، وسبقتها مجموعات من فدائيي ومتطوعي الدول، وفي مقدمتهم الإخوان المسلمين في مصر".
"إن للتيار الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين في تاريخهم بعض النقاط التي تحسب لهم، فهم الذين بادروا للمشاركة في الحرب الفلسطينية الأولى عام 1948م، وكان الفدائيون أثناء الحرب من الإخوان المسلمين" . (مجلة منبر الإسلام، أبريل 1990، ص: 52).

المصدر