رسالة من د. عصام العريان إلى "إخوان أون لاين"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رسالة من د. عصام العريان إلى "إخوان أون لاين"
اخبار4432011.jpg
د. عصام العريان

الإخوة والأخوات الكرام العاملون في موقع (إخوان أون لاين)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وقبل أن يبدأ الموقع مرحلةً جديدةً في نشاطه وأدائه في ظلِّ مناخ الحرية الجديد بعد ثورة 25 يناير العظيمة، أودّ أن أرسل إليكم هذه الرسالة محبةً وتقديرًا، واعتذارًا وتأسفًا لما قد سببته لكم من حزن وألم، وشكرًا وعرفانًا.

أعلم أنكم تعملون في ظروف بالغة الدقة والحساسية، وفي وسط يتربص بكم ويتصيد لكم الأخطاء، وجل من لا يخطئ، ومع كثرة العمل وازدحام الأعباء لا بدَّ من الخطأ، وعندما تكونون العنوان الإلكتروني لجماعة عظيمة قدمت الشهداء والتضحيات، ولا تزال، فأنتم في مرمى النيران؛ لأن أي هفوة صغيرة يتم تضخيمها وتكبيرها لتكون ليست مجرد خطأ مهني بل ستتحول إلى خطيئة جماعة وهيئة.

تعلمون مقدار حبي لكم وتقديري للجهد الكبير الذي بذلتموه وتبذلونه وستداومون عليه، ليس كمجرد مهنيين محترفين ولا موظفين إداريين، ولا إعلاميين أو صحفيين، بل كحملة رسالة وفكرة تدافعون عنها، وتزيلون عنها كل التباس، وتحامون عنها ضد كلّ افتراء.

وأعتذر إليكم جميعًا بسبب إعلاني في الصحافة عن رأيي الذي طالما أسررت به إليكم، وحاورتكم فيه حول الأداء المهني الاحترافي، رغم علمي بصعوبة الظروف، ولن أقدم لخطأي أعذارًا، فأنتم أدرى الناس بحرج الظروف التي تمرُّ بها البلاد، وأن واجب الوقت الذي تسعى إليه كل القوى الوطنية هو جمع الشمل، وجسر الهوة بين كلِّ الأطراف الوطنية من قوى وأحزاب سياسية، وكذلك بين الشعب والجيش، وبين المسلمين والمسيحيين، والتيارات الفكرية المتباينة، نريد أن نجتمع على كلمة سواء؛ لإنقاذ الوطن والوصول بسفينته إلى برِّ الأمان.

وأشعر بأسف شديد لأن يتصور بعضكم أنني قصدت الإساءة إلى شخصه أو إلى مجمل أدائه، وإنما انصب حديثي على وقعة محددة تحدثت فيها مرارًا إلى بعض العاملين ناصحًا ومصححًا، لكن مشكلة الإعلام الإلكتروني أنه بمجرد خروج خبر لا يمكن تدارك آثاره، فكان لا بدَّ من احتمال أخف الضررين لدرء مفسدة أكبر وضرر أخطر.

وتقديري لجهودكم السابقة والحالية والمستقبلية لا يمكن إنكاره مهما كانت التحفظات المهنية على أي خطأ.

واليوم وأنا أبدأ مرحلة جديدة كنائب لرئيس حزب "الحرية والعدالة"، وأنتم تعيدون النظر في مجمل الأداء خلال السنوات الماضية للتطوير والتجديد، وأنتم أهل لذلك، ولن أتحدث إليكم بعد اليوم بصفتي السابقة كمتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين التي أنتم عنوانها على شبكة الإنترنت، أنظر بثقة إلى مستقبل التعاون بيننا لصالح الوطن ولمصلحة المصريين جميعًا.

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه، وجعلكم من جنده الصادقين المخلصين المرابطين على ثغرة من أهم الثغور ألا وهي ثغرة الإعلام الإلكتروني.

د. عصام العريان

نائب رئيس حزب الحرية والعدالة

عضو مكتب الإرشاد والمتحدث باسم الإخوان سابقًا

11/6/2011م

المصدر