د. مرسي يطالب الحكومات العربية بالتحرك لنجدة الفلوجة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. مرسي يطالب الحكومات العربية بالتحرك لنجدة الفلوجة

17-11-2004

صمت عربي تجاه المجازر الأمريكية

انتقد نوابُ الإخوان المسلمين بالبرلمان المصري الصمتَ العربي والإسلامي والدولي تجاه المجازر الأمريكية الدائرة في الفلوجة بالعراق.

وقال الدكتور محمد مرسي رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان في تصريحاتٍ خاصة لـ"إخوان أون لاين" إن نواب الكتلة سيطالبون بعقد جلسةٍ خاصة للبرلمان يوم السبت 20/11/2004 لمناقشة الأوضاع في الفلوجة، كما سيطالبون وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط باتخاذ الخطوات الواجبة لدعوة مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع عاجل وطارئ حول ما يجري في الفلوجة على وجه التحديد، وفي العراق بشكل عام.

كما أكد الدكتور مرسي أن نواب الإخوان سيطالبون بعقد اجتماعٍ مماثل لجامعة الدول العربية وللمؤتمر الإسلامي ولكل المنظمات الدولية والعاملة في المجال الإنساني، موضحًا أنهم سيطالبون أيضًا من الحكومة المصرية باستدعاء سفير الولايات المتحدة وتوبيخه على ما يجري، وتهديده بغلق السفارة الأمريكية بالقاهرة، وسحب السفير المصري من واشنطن، وتقليص حجم التعامل مع الولايات المتحدة وإعادة صياغة العلاقات المشتركة معها ردًّا على ما يجري في العراق.

موضحًا أنه من غير اللائق أن تكون لمثل هذه العلاقة مع الولايات المتحدة والتي تؤكد الحكومة المصرية أنها علاقة قوية ولا يكون لها موقف مما يجري في الفلوجة، لأن السكوت على هذه المجازر الوحشية من قِبل الحكومة المصرية من الجائز أن يُفسر على أنه موافقة على ما تقوم به قوات الاحتلال الأمريكي ضد أهالي الفلوجة العزل من كل شيء، ومن حتى الدعم المعنوي العربي!.


مشاهد مروعة وقتل بشع

العراق سال في دمه منذ دخول الأمريكان

وقال الدكتور مرسي: إن المشاهد المروعة والقتل البشع والذي بدأ قبل ستة أيام بالفلوجة ليؤكد وحشية قوات الاحتلال الأمريكي، ويؤكد أيضًا مشاركة المجتمع الدولي والعربي في هذه المجازر بصمته المستفز، والذي يُعد موافقة فعلية لتصفية الشعب العراقي وإبادته، كما يؤكد ضعف هذا العالم أمام جبروت وطغيان الولايات المتحدة التي باتت تحرك العالم كما تشاء، وهو ما يمثل خطورة على مستقبل البشرية من انفراد قوةٍ غاشمة بزمام الأمن والأمان في العالم، مضيفًا أن ما يحدث في الفلوجة مهزلة ضد الإنسانية وضد كل الأديان السماوية، فضلاً عن أنه ضد الأعراف والقوانين الدولية ونصوص معاهدة جنيف لحماية المدنيين وقت الحرب.

وأشار مرسي إنه ٌعلى الحكومات العربية والأنظمة الإسلامية أن تشاهد قتل المدنيين والمرضي في المساجد وتدمير المستشفيات والمنازل على من فيها ويقف صامتًا بحجة أن الولايات المتحدة تعاقب بذلك رجال المقاومة العراقية بالفلوجة.

وتساءل النائب أي منطق هذا؟، فهل أصبحت مقاومة الاحتلال جريمةً في عُرف المجتمع الدولي؟!، وهل عقاب مدينة فيها مقاومة على أرضها ضد الاحتلال الأمريكي يكون الرد عليه بهذه الوحشية القذرة وبهذا الإجرام؟،

فمن الذي يقاوم من؟، ومن الذي يحارب على أرض من؟ وأين سقطت الطائرات الأمريكية؟ ألم تسقط على الأرض العراقية المحتلة؟ وهل قاوم هؤلاء الأبطال القوات الأمريكية على أرض غير أرض العراق.

وأضاف النائب إن مقاومة المحتل حقٌّ أقرَّه القانون الدولي، ورغم ذلك فإن الولايات المتحد تتحدى كل هذه الأعراف والقيم الإنسانية وتواصل حرب الإبادة ضد الشعب العراقي وتوجه الجيوش المجهزة بأحدث الأسلحة وكأنها في حرب نظامية ضد أقوى الجيوش العالمية، بينما الحقيقية أن هذه المعدات وهذه الأسلحة الفتاكة تُوجَّه ضد مدينة صغيرة تجرب الولايات المتحدة فيها أسلحتها المحرمة دوليًا أمام أنظار العالم كله.

وقال النائب كيف يقف العالم ضد هذا الجبروت الأمريكي رغم حق العراقيين في الدفاع عن نفسه، وكيف يقف العالم يتفرج على هذه المجازر الوحشية وكأن هذه المجازر هي الديمقراطية التي وعدت بها الولايات المتحدة الشعب العراقي؟!!.


حالة غليان

وأشار النائب أن الشعوب العربية والإسلامية في حالة غليان مما يجري في الفلوجة ومن مناظر قتل المرضى في المستشفيات والمساجد التي احتموا بها من جبروت القوة الباطشة الهائجة، متسائلاً هل قتل الجرحى المحتمين بالمساجد هي الحرية التي تنادي بها أمريكا؟!، وهل تدمير المساجد والمستشفيات هي الحضارة التي تبشر بها دبابات الاحتلال؟!.

مضيفًا أن استهداف المدنيين وتدمير البيوت على ساكنيها والمساجد على المحتمين بها وقتل الجرحى والمرضى والأطفال، وقصف المستشفيات ومنع المساعدات، لهي مشاهدٌ لا تفضح فقط الحرية الأمريكية المزيفة وإنما تفضح كُره العالم الغربي للحضارة الإسلامية، وليس أدلّ على ذلك من تدمير 25 مسجدًا في مدينة واحدة بل وفي يوم واحد!!.

كما تساءل النائب عن السبب في هذا الصمت العربي المخزي؟ وهل يستمر عندما تنفرد الولايات المتحدة بدولة بعد أخرى؟ وهل مقابل عدة صفقات بعدة ملايين أو مليارات الدولارات تكفي لترك شعب يُباد؟

وقال النائب إن ما يجري في فلوجة العراق وما يجري في رام الله غزة بفلسطين يستدعي وقفةً صارمة ومعلنة لحالة الرفض العربي والإسلامي لهذه المذابح الوحشية، وعلى الدول العربية والإسلامية أن تتقدم بطلبٍ عاجل لمجلس الأمن الدولي للانعقاد،

كما يجب عليهم أن يتخذوا مواقفَ دبلوماسية قوية تحمل في طياتها تهديدَ الولايات المتحدة بوقف التعامل معها طالما استمرت في عدوانها الغاشم الهمجي ضد أهل الفلوجة والعراق بشكل عام، وأن يكون هناك موقف عربي موحد من الإدارة الأمريكية في مراجعتها في هذا العدوان البربري والوحشي الذي سقطت معه كل أقنعة الحرية والديمقراطية الأمريكية، وهي الأقنعة التي غزت بها جيوشُ أمريكا العراق، والذي أكد الواقع أنه استبدال جبروت بجبروت وظلم بظلم!!.


دعوة الي انخاذ مواقف ايجابية

كما دعا النائبُ الشعوبَ العربية والإسلامية لاتخاذ مواقف إيجابية تبدأ بالتعبير السلمي عن رفضها عما يجري في الفلوجة، وتفعيل المقاطعة لكل ما هو أمريكي سواء شراء المنتجات أو وقف الصفقات المعقودة مع الشركات الأمريكية؛

حتى تشعر الإدارة الأمريكية أن قوة وإدارة الشعوب لا تُقهر مما فعلت القوة الغاشمة التي لا توصف إلا بوصفٍ واحد وهي أنها تتار القرن الواحد والعشرين، إنهم تتار القرون الوسطى ولكن في زيٍّ جديد وبأسلحة جديدة إلا أن عقيلة الدمار والهمجية والوحشية هي نفسها التي حاول بها هولاكو تدميرَ الحضارة الإسلامية إلا أنه فشل وانهزم بإرادة الله وبفضل توحد الأمة الإسلامية.

كما وجَّه الدكتور مرسي نداءً للمقاومة العراقية وللشعب العراقي بأن يستمر في جهاده ونضاله ضد المحتل الأمريكي، وأن يتمسك بالأمل، وأن الأيام دول"وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" (آل عمران: من الآية 114) و"إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ" (النساء: من الآية 104) وأوضح الدكتور مرسي أنه بهذه المعاني سينتصر الشعب العراقي على هذه القوة الغاشمة التي تريد تدمير الإنسانية والحضارة، مطالبًا الشعب العراقي في الوقت نفسه بضرورة التوحد والاجتماع على كلمةٍ واحد ضد الاحتلال الأمريكي.

وقال الدكتور مرسي إن المشهد على الجانب الفلسطيني لا يختلف في مأساته عن المشهد العراقي، داعيًا الدولَ العربية للوقوف ضد هذا المخطط الأمريكي الصهيوني للسيطرة على الوطن العربي والمنطقة بأسرها.

المصدر