د. محمود غزلان المتحدث باسم الإخوان المسلمين يكتب الانقلاب العسكري والدولة الصهيونية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د.محمود غزلان المتحدث باسم الإخوان المسلمين يكتب الانقلاب العسكري والدولة الصهيونية


(10/08/2013)

إذا ذمني أعدائي وهاجمني خصومي فهذا هو الوضع الطبيعي الذي انتظره منهم واطمئن منه على أنني على الصراط المستقيم مثلما قال الشاعر قديما :

وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل أما إذا انهال علي المديح من أعدائي التاريخيين وتنادوا على دعمي فيما قمت به، وللإسراع في السير في طريق معين، فهذا يقتضيني – إن كنت حريصا على مصلحتي وسمعتي ومصلحة كل من يؤثر فيهم ما قمت به شعبا ووطنا – أن أراجع نفسي وأكرر النظر والتفكير حتى لا أسير في سكة الهلاك والندامة لي ولأهل وطني .

ولا أعتقد أن وطنيا في مصر أو العالم العربي أو الإسلامي يتصور أن إسرائيل دولة محبة لنا أو صديقة تتوخى مصلحتنا، وإنما هي عدو استراتيجي يخطط ويعمل منذ عدة قرون على تمزيق أمتنا وتفتيت دولنا والاستيلاء على ما تسميه مملكة إسرائيل من النيل إلى الفرات وتهيمن على المنطقة عسكريا واقتصاديا وسياسيا .

فإذا قرأنا تصريحات زعماء هذه الدولة وعلمائها ومفكريها التي توضح موقفهم من الانقلاب العسكري في مصر في 3/7/2013م نكتشف إلى أي مدى كانت سعادتهم، ومن ثم إلى أي مدى يجب أن يكون رفضنا لهذا الانقلاب لأن مصلحتهم هى مفسدتنا، وراحتهم هى خرابنا .

ففي يوم 9/7 نشرت صحيفة إسرائيل اليوم مقالة للفكر البارز "بوعاز بسموت" قال فيها : "إن إسقاط الدكتور مرسي يمثل نهاية للربيع العربي، ويمثل تحولا استراتيجيا يفوق في أهميته هزيمة مصر في عام 1967"

وفي 4/7 نشر مركز بيجين – السادات للدراسات الاستراتيجية ورقة بحثية على موقعه الالكتروني للبروفيسور هليل فريتش خلاصتها : "ما شهدته مصر بمثابة زلزال كبير، فقد عادت أرض النيل لديكتاتورية عسكرية على غرار ديكتاتورية مبارك، وانتهى الفصل الأخير من الثورة المصرية"

في 11/7 نشرت صحيفة هاآرتس مقالة للمفكر الإسرائيلي أرييه شافت قال فيها "إن الأمر محسوم في إسرائيل فكلنا مع السيسي كلنا مع الانقلاب العسكري، كلنا مع الجنرالات حليقي اللحى الذين تلقوا تعليمهم في الولايات المتحدة، ونحن نؤيد حقهم في إنهاء حكم زعيم منتخب وملتح"

في 29/7 صرح أمنون إبراموفيتش معلق القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي بقوله : "بالنسبة لنتنياهو إنجاح الانقلاب على مرسي أهم من إحباط البرنامج النووي الإيراني"

في نفس التاريخ صرح الجنرال رؤفين بيدهتسور بقوله : "إن تورط الجيش المصري في السياسة على هذا النحو سيضمن استمرار تفوقنا النوعي والكاسح على العرب لسنين طويلة"

في نفس الليلة أعلنت القناة العاشرة الإسرائيلية أن نتنياهو طلب من أوباما الضغط على الزعماء العرب لتكثيف زياراتهم لمصر من أجل تكريس شرعية الانقلابيين .

في نفس التاريخ صرح البروفيسور إفرايم كام – كبير باحثي مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي بقوله في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم "إن مصلحة إسرائيل الاستراتيجية تقتضي نجاح تحالف العسكر والليبراليين"

في نفس التاريخ صرح دان حالوتس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الاسبق لإذاعة الجيش الإسرائيلي بقوله "أهم نتيجة لخطوات السيسي الأخيرة هي إضعاف الجيش المصري على المدى البعيد"

أما أودى سيفل المعلق بالقناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي فقد قال : "إن نتيناهو أكثر الناس سعادة على وجه الأرض بسقوط مرسي ، لأن مرسي جرح كبرياءه خلال الحملة الأخيرة على غزة"

أما وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق آلون ليفين فقد نشر بحثا حول عزل مرسي كان عنوانه "انتهى حلم الديمقراطية العربية"

وأصدرت مجلة سيكور مموكاد البحثية الصهيونية عددا خاصا تحت عنوان "العالم العربي يتفكك" فهل يراجع الانقلابيون موقفهم ويعودون إلى رشدهم ويتمسكون بوطنيتهم وتقدير شعوبهم، أم يرتمون في أحضان أعدائهم وأعداء وطنهم وشعبهم، لا سيما وقد صرح كبير الانقلابيين ذات يوم أن القيام بالانقلاب من شأنه أن يؤخر البلاد 30 : 40 سنة، وهم الآن على المحك وطنيتهم وولاؤهم وحبهم لشعوبهم .

وأنتم أيها المصريون هل تقبلون مجموعة إنقلابية تجلت وحشيتها ودمويتها في المجازر التي وقعت في الأيام الماضية والتي لا تزال تهدد بمزيد من المجازر ومصادرة الحريات وتكميم الأفواه، والتي رحبت الدولة الصهيونية بكل ما فعلته هذه المجموعة ودفعها دفعا للمزيد من أجل القضاء على الديمقراطية والربيع العربي وقوة الجيش وتفكيك الأمة وتمزيقها أكثر مما هي ممزقة .

إننا إن رضينا بذلك فإنما نسلم أنفسنا وأوطاننا وأجيالنا للمخططات الصهيونية تتلاعب بنا كيف تشاء .

المصدر