حسن القباني يكتب: رسالة شروق العقاد وجعفر الزعفراني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حسن القباني يكتب: رسالة شروق العقاد وجعفر الزعفراني

بتاريخ : الخميس 18 سبتمبر 2014

أحسنت السيدة الحرة شروق العقاد عندما انطلقت لوحدها رغم كل الخطوب في أماكن جديدة تعرض قضية وطن وزوج معتقل تعسفيا؛ هو الحر جعفر الزعفراني، وترفع لافتة الحرية لهما بطريقة مبتكرة.

وتسطر من جديد سطور مجد للمرأة المصرية المناضلة تنضم لنضال غير مسبوق لنساء مصر ضد الانقلاب العسكري المجرم، لتكون الرسالة واضحة للجميع: بادر واكسر العادة تحقق للثورة الاستفادة لتهزم عصابة الإرهاب والإبادة.

قد يعاتبها البعض وقد يخاف عليها البعض ولكنها سددت لكل ضمير ميت ضربة استفاقة، وسجلت هدفا في مرمى الانقلاب اللإنساني، وكانت صورتها لوحدها تخرس ملايين من فلاسفة الغبرة وتحيي القلوب اليائسة، وتحرج القاعدين المنسحبين من معارك الهوية والكرامة والعزة والحرية تحت مبررات الخوف والقمع والإرهاب، فالتحية واجبة من الثورة لهذه الأسرة المناضلة.

ولا غرو في ذلك، فهم من نبع المناضل الدكتور إبراهيم الزعفراني، الذي حضر مشاركا في اعتصام رابعة العدوية– رغم كل تحفظاته السابقة– ليناصر كلمة الحق في وجه الباطل ويدعم كلمة الشعب والديمقراطية في وجه الظلم والانقلاب، ويضع الجميع أمام مسئولياته.

وقد كان التجاوب النسائي مع هذا المشهد الثوري المبدع كبيرا ومبشرا، فبنات حواء انطلقن إلى دعمه في إشارة لمستقبل مصر القادم المبني على وعي وثورة "نون النسوة" في مصر، لتكن رسالة شروق العقاد وأخواتها المناضلات إلى الجميع –خاصة الرجال والشباب-: "تقدموا لا تيأسوا، وكونوا ثورة تمشي على الأرض".

ورسالتنا إلى الجميع –خاصة الشباب-: "كونوا كالبطلة شروق العقاد زوجة المعتقل البطل خالد الزعفراني"، فلا نصر قادم -في رأينا- قبل أن تتحول القاعدة الصلبة للحراك إلى ثورة تمشي على الأرض، وقبل أن تتحول الأسر المناضلة إلى قواعد ارتكاز لمرحلة فاصلة من تاريخ الأمة ستبدأ بإذن الله عندما يسقط الانقلاب العسكري.

إن السجون تغلي غضبا من كمّ الظلم المتراكم فيها مع وجود 44 ألف معتقل من قيادات وشباب الثورة والمواطنين المستضعفين، ولعل عمى البصيرة المسيطر على الانقلاب العسكري في ذلك أسهم في توحد الصف الثوري في معارك الأمعاء الخاوية والإضراب عن الطعام.

ولكنه أيضا أشعل غضب ملايين البيوت في مصر، فهؤلاء المعتقلون أسر وأحباب وذوو قربى لن يصمتوا تجاه القتل البطيء الممنهج لرهائن الحرية في سجون الانقلاب، وقد كانت رسالة السيدة شروق واضحة لمن تبقى في جسده ذرة إنسانية.

إن متواليات الظلم والطغيان والإرهاب بشير إسقاط القتلة والانقلاب وإنصاف الشهداء والثوار، وإن التحولات الإيجابية المتتالية في المشهد الثوري تؤكد أن الثورة ماضية إلى تسجيل نصرها ودحر الظلمة دحرا مبينا.

ولكن ما يشغلنا حقا هو أن نجد في مصر ملايين من المبدعين المقاومين كشروق العقاد وغيرها من النساء المناضلات والفتيات الصامدات، فالأم مدرسة إن اعددتها بطريقة ثورية صحيحة فستهب مصر خلال سنوات أجيال مقاومة تقر الاستقلال والحرية والكرامة ولو كره الكارهون.

الحرية لجعفر الزغفراني ومحمد سلطان.. ولكل الرهائن

الحرية لأحمد سبيع وهاني صلاح الدين.. ولكل الزملاء الصحفيين المعتقلين

الحرية للجدعان.. الحرية لمصر

المصدر