حديث عن نتائج القمة العربية والإصلاح

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حديث عن نتائج القمة العربية والإصلاح

رسالة من محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين

مقدمة

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه.. وبعد

فقد انعقد مؤتمر القمة العربي بتونس أخيرًا ثم انفضَّ، وهو أكثر تلك المؤتمرات إثارةً للجدل وأشهرها، بعدما تعرَّض للتأجيل من قبل في شهر مارس الماضي، وتكاتفت الجهود لإنقاذه لينعقد بعد نحو شهرين في ظروفٍ غاية في الحرج والدقة والصعوبة تمر بها أمتنا، وتعاني فيها شعوبنا، ليصبح مجرد انعقاده واجتماع القادة العرب فيه محمدةٌ ونعمة، إذ يُبْقي على كيان الجامعة العربية الذي أصابه الضعف والهزال، ولو انهار ذلك الكيان في هذا الظرف التاريخي العصيب لكان من الصعب أن يعود مع ما نشهده من عجز سياسي عربي عن الفعل والبناء.

لقد سبق تأجيل موعد انعقاد هذه القمة العربية على نحوٍ مفاجئ وغير لائق في مارس الماضي، وقبلها بأيام كان اغتيال شيخ المجاهدين في فلسطين أحمد ياسين - رحمه الله- في حادثٍ مهيب هزَّ ضمائر ومشاعر المسلمين والعرب قاطبة، وكان مطلوبًا من القادة العرب آنذاك أن يجدوا إجابةً شافيةً للسؤال الكبير الذي يطرحه الشارع العربي: ماذا أنتم فاعلون؟؟ وربما وجد بعضهم في تأجيل الاجتماع منجاة من الحرج، وتلافيًا للإجابة.. ولكن السؤال المتجدد والأليم عاد يتردد عشية انعقاد القمة في مايو الحالي، إذ سبقه الغزو الصهيوني المريع ل غزة .

والجرائم التي ارتكبت في رفح، من قتل وتشريد وهدم المنازل وضرب المتظاهرين بالقنابل والصواريخ، وليعلن الصهاينة عن نواياهم في توسيع الشريط الحدودي مع مصر– فيما سموه محور فيلادلفيا – لمسافة تزيد عن كيلو مترين، وإقامة خندق مغمور بالمياه بعمق عشرين مترًا وعرض من 60 إلى 80 مترًا، وبطول يمتد من ساحل البحر المتوسط بمحاذاة الحدود المصرية إلى 15 كيلو مترًا.. في سبيل ذلك تهدم بيوت أهلنا في فلسطين على رؤوسهم، وتُزال بالجرافات..

وكان السؤال نفسه: ماذا أنتم فاعلون؟ يواجه القادة العرب إزاء ما يحدث في العراق من جرائم لا إنسانية، تجاوزت حد استباحة الدماء إلى حد استباحة المقدسات الإسلامية وأماكن العبادة.. لقد قُتل من أهلنا في العراق في شهري إبريل ومايو فقط زهاء ألف شخص، وقُتل المصلون في المساجد، واقتحمت قوات الاحتلال النجف وكربلاء بكل ما تمثله هاتين المدينتين من مكانة دينية

أما أخبار التعذيب في سجن أبي غريب وغيره، وصور انتهاك الأعراض واستباحة الحرمة، فقد امتلأت بها صفحات الجرائد وشاشات التلفاز ومواقع الإنترنت، واعترف بها المسئولون الأمريكان والإنجليز، وغدت عارًا يطارد أبناء الحضارة الغربية بما تحويه من عنصرية وصلف وادَّعاءٍ كاذب عن احترام الحريات وحقوق الإنسان

كان كل ذلك يواجه القادة العرب.. أما أمنيات الإصلاح الداخلي وإصلاح جامعة الدول العربية التي دغدغت مشاعر ملايين العرب في الفترة الأخيرة فقد تجاوزت حد الأمنيات حبيسة الصدور، بعدما وعد حكامنا أن الإصلاح آتٍ من الداخل، بدل أن يفرض من الخارج، "وبيدي لا بيد عمرو"..

حديث استطلاعات الرأي

ثمة مؤشرات عدة على أن قطاعات من الجماهير العربية لم تكن تعقد آمالاً حقيقية على القمة.. وهذا من المؤسف حقًا.. لقد طالعتنا استطلاعات الرأي بما يؤكد ذلك، ففي استطلاعٍ أجراه موقع CNN بالعربية على الإنترنت صوَّت 93% من المشاركين فيه بالنفي على سؤال يقول: هل ستكون قرارات القمة العربية على قدر التحديات في المنطقة؟ في حين صوَّت 7% فقط بالإيجاب.. وفي استطلاع آخر أجراه موقع قناة الجزيرة القطرية على الإنترنت صوت 88% بالموافقة على الرأي القائل بأن اجتماع القمة العربية بتونس سوف يعمق الخلافات العربية!!

وهي نتائج مؤلمة حقًا، وبخاصة أنها تصدر عن جماعات من المثقفين النشطين الذين يشاركون في مثل هذه الاستطلاعات.. وهي واضحة الدلالة على فقدان قطاعات مهمة وكثيفة من جماهير أمتنا ونخبتها المثقفة والفاعلة الثقة في قدرة النظام السياسي العربي على التعبير عن آمال الجماهير، وقدرة الحكام العرب على الارتفاع إلى مستوى الأحداث الجسام التي تواجهها أمتنا والتفاعل الإيجابي معها.

وتلك الدلالة شديدة الخطر، فنحن نعيش مرحلة تاريخية عصيبة تستلزم التحام الجماهير بقياداتها، وثقتها في قدراتها وفي تعبيرها عن قناعاتها، وإن تلك الحال من العلاقة المتردية بين الشعوب والحكام لا تبشر بخير، ولا تخدم إلا أعداء الأمة، ولا أحد يستطيع أن يطالب الشعوب بالثقة في حكامها قبل أن يطالب الحكام بأن يكونوا على قدر آمال شعوبهم، وإلا فإن مشروعيتهم- المفترض أنها تُستمد من هذه الشعوب- تغدو موضع شك كبير.

الواقع يعزز هذه الشكوك

ومن المؤسف أيضًا أن تأتي الوقائع بما يعزز هذه الشكوك، فرغم خطورة أوضاعنا- وما تستلزمه من جد في التناول وصدق في الأداء- رأينا بوادر التخاذل تستبق اجتماع القمة، حيث اعتذر قرابة نصف حكام العرب عن حضورها، وأنابوا عنهم مَن يمثلهم، وغادر آخرون الاجتماع في جلسته الأولى، أو قبل جلسته الأخيرة، وجاءت صياغة البيان الأخير للقمة وما سُميَّ بوثيقة العهد والتضامن- التي لم تجد عددًا كافيًا من الزعماء للتوقيع عليها، فوقع عليها وزراء الخارجية بالأحرف الأولى– صدمة للكثيرين، وتعبيرًا عن العجز العربي لا تخطئه عين..

· فقد تأجل ملف إصلاح جامعة الدول العربية- رغم إلحاحه وضرورته- إلى القمة القادمة بالجزائر بعد عام.

· أما قضية فلسطين فلم يزد المجتمعون عن ترديد المواقف التقليدية تجاهها، دون اتخاذ خطوة علمية واحدة جديدة، ولما فكروا في شيء عملي لم يجدوا إلا إعادة تسويق المبادرة العربية- التي أقرتها قمة بيروت منذ عامين- لدى الدول الكبرى.. وإلا نشدان العون من اللجنة الرباعية والولايات المتحدة والأمم المتحدة.. وهو حديث يصدم المشاعر ويثير الغضب، وربما كان عدمه خيرًا من وجوده.. بل إن الدعم المالي لأهلنا الصابرين والمحتسبين هناك لم يحظَ من السادة المجتمعين إلا بتكرار المطالبة بالوفاء بالتعهدات المالية المقررة سلفًا لإغاثة أبناء فلسطين ، وهي تعهدات نعرف أنها لم تجد كثيرًا من الوفاء فيما مضى.

ومن المؤسف حقًا أن بعض الصياغات التي تفتق عنها ذهن القادة العرب، كانت تراجعًا عن المواقف المعلنة قديمًا، ومن ذلك "إدانة العمليات ضد المدنيين بغير تمييز"، مما قد يفهم منه إدانة عمليات المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنين اليهود، وكذلك حديثهم عما يجري في فلسطين على أنه "عنف وعنف مضاد".

· أما فيما يخص العراق فلم يتجاوز الأمر الشجب والإدانة لممارسات الاحتلال و"الاستخدام المفرط للقوة"، وانتهاكات حقوق الإنسان، ومن الناحية العملية رأى القادة العرب أن إجراءات إنهاء الاحتلال ملقاة على عبء الأمم المتحدة في المقام الأول، وعليها "اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الاحتلال، وانسحاب قوات الاحتلال من العراق، ومساعدة الشعب العراقي على استعادة كامل سيادته على أرضه".

· ولم يتغير منطق حكامنا حين تحدثوا عن مأساة شعب الصومال الذي يعاني الحروب الأهلية منذ 13 عامًا مع ما يلازمها من الفقر والمرض، وتردي الأحوال، وانهيار مؤسسات الدولة، فناشد البيان الفرقاء المتقاتلين الجلوس لمباحثات السلام، وخوَّفهم من تدخل القوى الكبرى لفرض السلام عليهم إن لم يصلوا هم إليه.. إنه ذات المنطق العاجز الذي يرى الحلول كلها آتية من الخارج.. وأنه ليس أمامنا إلا مناشدة الآخرين ورجاء عدلهم وغوثهم.

· أما الحديث عن الإصلاح الداخلي للنظام العربي فكان عجبًا.. إذ لم يعالج أشواق الشعوب نحو الحرية والكرامة إلا بمزيد من الوعود، تلك الوعود التي ملت منها أمتنا طوال عقود من الزمن، ولم تسفر إلا عن مزيد من القيود والتضييق والعنت، لقد تحدث قادتنا طويلاً عن حقوق الإنسان العربي وحريته في التعبير، وعن "تعميق أسس الديمقراطية والشورى، وتوسيع المشاركة في المجال السياسي وفي الشأن العام، وفي صنع القرار".

ولم يقل لنا السادة الحكام العرب ما الذي يمنعهم من ذلك؟.. ما الذي يحول بينهم وبين تنفيذه؟ ولماذا لم يقم حاكم عربي واحد بإعلان عتق شعبه وإغلاق المعتقلات، وإطلاق سراح أهليها، وإنهاء القوانين الاستثنائية، وإعطاء الحرية الكاملة في إصدار الصحف وتأسيس الأحزاب والمؤسسات، وامتلاك محطات خاصةً للإذاعة والتلفاز؟ ولو فعلوا ذلك- بل لو فعله واحد منهم- لكان دليلاً على احترام عقول الناس، بدل تبنى مفردات منظمات حقوق الإنسان في الدفاع عن الحريات وتأكيد الحق فيها .. وكأن المسئول عن غيابها واغتيالها قوم آخرون!

لقد أضاع حكامنا فرصة تاريخية نادرة لتبنى مبادرة إصلاح عربية حقيقية نابعة من داخلهم بدل أن تفرض عليهم فرضًا.. وليرسلوا رسالة واضحة إلى العالم كله.. أننا أحياء نشعر بما يدور حولنا، ونتفاعل معه، ولسنا مومياوات تتحرك خارج إطار الزمن.

دعوة حكامنا إلى إصلاح الذات

إن حديث القمة العربية وتداعياتها ينتهي بنا إلى لمس موضع الداء الحقيقي في حياتنا السياسية والاجتماعية، إنَّ أمر الإصلاح لا يأتي إلا من داخل النفس(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد: من الآية11) وإن إصلاح النفس يا حكامنا لا يأتى إلا إثر توبة نصوح، أو لنقل بتعبير معاصر: إثر مكاشفة للنفس ونقد لها ورغبة في تعديل مسارها، ولا إصلاح إلا بتوبة حقيقية عن كل ظلم وطغيان (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا) (البقرة: من الآية160)، (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا) (آل عمران: من الآية89)، (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ) (النساء: من الآية146)، (ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل: من الآية119)

وعلى حكامنا- إن أرادوا إصلاحًا- أن يصلحوا أولاً ما بينهم وبين الله، وأن يتذكروا أنهم ميتون ثم مبعوثون، وبين يدي ربهم موقوفون ومحاسبون، والحق أنه بغير ذلك المدخل يصبح الحديث عن الإصلاح صرخة في وادٍ، أو نفخة في رماد.

ولا توبة بغير استشعار لعظمة الله تعالى، والعبودية الحقة له، وإدراك أن مظاهر الملك والاستعلاء في الدنيا عما قليل تزول، ثم يمضي الحاكم إلى ربه لا يطلقه من قيوده إلا العدل، في يوم لا ملك فيه إلا لله تعالى (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (غافر: من الآية16)، إنه لا حرية للإرادة بغير عبودية لله وحده..

يا حكامنا.. والله إنا لكم ناصحون.. وإنا عليكم مشفقون، وإنا لنستشعر الألم والحسرة حين نرى بعضكم يحسب لأعداء الأمة ألف حساب، ويسعى لإرضاء جبروتهم سرًا وجهرًا، بينما شعبه يئن تحت بطشه ومظالمه فممن يستمد قوته وشرعيته؟

وإن مما يزيدنا ألمًا أن نرى ذلك الحديث الزائف لديكم عن الحرية وحقوق الإنسان، ونحن نراكم مازلتم تذيقون المعارضة لكم صنوف الأذى، وكأنَّ كل من يجهر بمعارضتكم عدو لكم وللأمة جميعًا، ومنذ أيام قليلة سبقت انعقاد القمة العربية جرت اعتقالات جديدة للإخوان المسلمين في مصر دون مبرر.. أفي هذا الوقت العصيب تتفتت الأمة؟ وتُضرب قوى الخير والصمود فيها؟ وتُحاك ضدهم الاتهامات الكاذبة؟ ولمصلحة مَن يجري مثل ذلك؟

مسئولية الشعوب والعلماء

وحتى يأذن الله تعالى بصلاح حال حكامنا– وهو وليُّ ذلك والقادر عليه- نوجه حديثنا إلى جماهير أمتنا الصابرة، فإن عجز حكامنا وجمود إرادة التغيير عندهم يلقي بالمسئولية المضاعفة على شعوبنا، فإنَّ عليهم واجب البصر الحصيف بالتحديات التي تواجه الأمة، والمشاركة الفعالة في التصدي لها، إن الذي يدفع الثمن غاليا في فلسطين والعراق اليوم هم الشعوب، والذي يتصدى لمواجهة العدوان ويتحمل تبعاته ويقدم الرجال للمقاومة ويدعم جهادهم هم الشعوب.. وقد آن الأوان أن تتخلى قطاعات عريضة من أمتنا عن حياة اللامبالاة بما يدور حولها، والغفلة عما يراد لها، وإن ما تعانيه شعوبنا من الترويع والخوف والقهر لا ينبغي أن يحول بينها وبين المطالبة بحقوقها كاملة، بكل السبل المشروعة المتاحة.. وما ضاع حق وراءه مطالب.. وإنَّ أول الطريق أن نحسن علاقتنا بالله تعالى ونجدد التوبة له ونصدق العهد أن نكون جنودًا أوفياء لهذا الدين.

كما نذكِّر بأن دعم المجاهدين في أماكن المواجهة مع العدو فرض عين- فرضه الإسلام- وضرورة حياة؛ حيث إن دعم خطوط المواجهة الأمامية يحول دون وصول العدو إلى ما وراء ذلك.

وإن التبعة أكبر على علمائنا الذين حباهم الله بموقع الريادة من الأمة، فصوتهم لديها مسموع، وفعلهم مناط التأسي والاقتداء، فلتتكاتف جهودهم، فهذا أوان الجد والخطر، ولمثله تدخر الأمة أفضل رجالها..

ذكرى تحرير جنوب لبنان

ويأتي حديثنا عن الذكرى الرابعة لتحرير جنوب لبنان على أيدي المجاهدين المسلمين من حزب الله- مدعومين بقوى الخير في أمتنا- موصولاً بحديثنا إلى شعوب أمتنا وقياداتها الفاعلة من العلماء وأصحاب الرأي، وتأكيدًا على أنه لا عزةَ ولا نصر بغير تضحية وفداء، وأن الشهادة في سبيل الله هي أمضى أسلحة المواجهة لعدو لا يفهم إلا لغة القوة، ففي 25/5/2000م انسحبت قوات الصهاينة من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة الإسلامية، بعد طول معاناة وتضحيات؛ حيث قدَّم المجاهدون أكثر من ألف وخمسمائة شهيد – فضلاً عن جموع المدنيين من سكان لبنان– وتكبَّد العدو نحو ألفا وسبعمائة قتيل ومئات الجرحى، وصدق الله العظيم إذ يقول (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ) (النساء: من الآية104)

وإنا ونحن نهنئ إخواننا في لبنان بهذه المناسبة لندعو في ذات الوقت أن يكلل الله جهود إخواننا في فلسطين والعراق بالنصر، وإنه لآت لاريب فيه (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ? (المجادلة:21)  ?وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج: من الآية40)