حازم غراب يكتب: عندما يصبح الشرف جريمة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حازم غراب يكتب: عندما يصبح الشرف جريمة


بتاريخ : الأحد 02 مارس 2014

لا تستقر دولة ولا حزب ولا هيئة ولا جمعية ولا مهنة ولا نقابة، عندما يصبح الشرف تهمة وجريمة يفبركها عديمو الشرف للشرفاء.

بكل أسى وأسف أصبح هذا هو الحال في مصر المنكوبة بجنازير الدبابات والمدرعات، وفي ظل التدليس والمدلسين، وتحت راية القومجية واليسارجية الانتهازيين الفاشلين ماضياً وحاضراً.

أن تكون رئيساً للجمهورية شريفاً نظيف اليد واللسان، ديموقراطيا منتخباً من الشعب بحرية مطلقة، فأنت متهم بالشرف والعفة عن المال العام، ومن ثم لا تعجب عديمي الشرف نهابي البلد، فيخطفونك ومن معك ويلفقون لك التهم. الانقلاب يبدأ عادة بقمة السلطة ثم يستدير ليحطم كل من يقفون في طريقه.

أن تكون صحفياً بحق فأنت متهم بجريمة محافظتك على أصول وشرف المهنة، ومن ثم تعتقل، ويجوز قتلك.

أن تكون قاضياً عادلاً فأنت مطلوب للصلاحية والتحقيق، ويمكن ضبطك وإحضارك واعتقالك أيضاً.

أن تكون أستاذاً جامعياً لا تقبل اعتقال وإهانة الطلبة والطالبات فتلك جريمة توردك المعتقل.

أن تكون طبيباً إنساناً بحق تعالج جرحى فض الاعتصام والتظاهر فأنت متهم بجريمة ترسلك إلى السجن.

أن تكون محامياً ناشطاً أو حقوقياً نزيهاً تدافع عن حقوق الإنسان المنتهكة دون توقف، فتلك جريمة كفيلة بحبسك.

أن تكون حزبياً واعياً لا تقبل بتأييد الانقلاب فوعيك جريمة لا تغتفر.

أن تكون تاجراً أميناً لا تسرق ولا تغش المستهلكين تتحول عند كبار التجار اللصوص إلى مستحق للعقوبة.

أن تكون معلماً حريصاً على التربية الأخلاقية والدينية قبل التعليم فتلك جريمة قد ترميك في غياهب السجون.

أن تكون مواطناً معارضاً ثائراً شريفاً فأنت مدان بجريمة التظاهر والمعارضة.

أن تكون شاباً شريفاً متديناً فتلك تهمة تمنعك من الالتحاق بالجيش أو الشرطة.

هل نسى الناس أن شرف التربية الإسلامية والتثقيف الديني كانا وراء نصر أكتوبر، فيما كانت هزيمة 67 نتاجاً مباشراً لأيديولوجيات الاشتراكيين والقومجية، وصنيع كوادرهم المنفلت معظمهم من الشرف والدين والأخلاق.

ألم يثبت لكل المصريين أن ربيب الخلافة الإسلامية العثمانية "الشاويش" الأعجمي محمد علي، كان أكثر استراتيجية ووطنية وشرفاً عسكرياً من البكباشي عبد الناصر.

سلخ الأخير السودان من مصر، وتاجر بالقضية الفلسطينية، ثم انهزم هزيمة العار في يونيو 67.

وبدلا من أن يدخل تل أبيب إذا به يجلب لنا الصهاينة على بعد عشرات الكيلومترات من القاهرة.

امتد "الشاويش" محمد علي بحدودنا الجنوبية إلى منابع النيل، وحمى حدودنا الشرقية، فذهبت قواته إلى عكا في فلسطين.

لو عدنا لأصل البلوى الكارثية التي تعيشها مصر حالياً سنكتشف أنها بدأت بانقلاب 1952.

منع العسكر الشعب من ممارسة السياسة بشرف ونزاهة.

لم يسمحوا للمصريين أن يختبروا ويختاروا ويفرزوا من بين متنافسين كوادر قيادية شريفة تشعر بآلام الناس على الأرض، ويجري تغييرهم عبر الانتخاب الحر إذا فشلوا.

الساسة منذ زمن ناصر كانوا مصطنعين يهبطون على كراسي البرلمان والوزارات والمحليات بقرار الديكتاتور.

الطغاة الثلاثة ناصر والسادات ومبارك لم يختاروا سوى المنافقين، أو الموافقين الطامحين للسلطة بلا تعب ولا شرف المنافسة على خدمة الناس.

المجلس العسكري بقيادة طنطاوي، ومن بعده المنقلب الحانث، لم يتحملوا برلماناً منتخباً بحق سوى شهور فأمروا بحله غيلة. ولم يحتملوا رئيساً شريفاً منتخباً دون تزوير فانقلبوا عليه وعلى إرادة من انتخبوه.

إلى متى يظل الشرف تهمة وجريمة في مصر؟

المصدر