حازم غراب يكتب: أخطاء الإخوان الخمسة: (3) مؤدبون

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حازم غراب يكتب: أخطاء الإخوان الخمسة: (3) مؤدبون


بتاريخ : الثلاثاء 22 اكتوبر 2013

لا زلت أتناول ما سميتها أخطاء الإخوان الخمسة، ولا يخفى على فطنة القراء أنني أعني مزايا ومناقب الإخوان التي يعتبرها خصومهم مآخذَ أو أخطاءً.

أشهدك اللهم أني لا أزكي عليك أحدًا، لكنني لا أرضى لنفسي السكوت على ما يفتريه الانقلابيون ومروجو دعاياتهم السوداء ضد الإخوان.

"الخطأ المتميز" في هذه (الخماسية) هو الأدب وحسن الخلق. الإخوان لم يبادلوا خصومهم السياسيين قط سوءًا بسوء، ولا كيدًا بكيد.

أدب الإخوان وتسامحهم هو ما دعاهم للصفح عمن ساموهم سوء العذاب في الستينيات (القومجية وجلاديهم).

ولم ينتقم الإخوان من جلاديهم في السبعينيات، ولا ممن سجنوهم وعذبوهم وصادروا أموالهم أثناء حكم مبارك وعصابته.

واحد من الإخوان هو حلمي الجزار - على سبيل المثال - أنقذ حياة أكثر من جلاد عندما حاصر ثوار ٢٥ يناير مبنى جهاز أمن الدولة في مدينة أكتوبر.

صدق وتسامح وأمانة وتضحية الإخوان وسلميتهم صفات ومناقب لا ينكرها من تعاملوا معهم عن قرب اجتماعيًا أو تجاريًا، أو مهنيًا أو نقابيًا.

قارنوا أدب وتسامح وعفة الإخوان وأياديهم البيضاء للمجتمع طيلة الثلاثين سنة الماضية، بسلوك خصومهم القومجية واليساريين والليبراليين، وبعض قيادات العسكر الحاليين والسابقين.

لم أجد من جُل هؤلاء من يذكر الإخوان بالخير، على العكس: يحرض خصوم الإخوان السياسيين الداخلية والعسكر على استحلال دمائهم واعتقالهم ومصادرة أموالهم وتشويههم ليل نهار.

بعض الصحفيين والإعلاميين الناصريين مثلاً، لا يتورعون عن فبركة التهم ضدهم.

ياسر عبد العزيز وياسر رزق وجمال فهمي مجرد عينة. الأول منهم يقطع بأن الإخوان حرقوا كنائس وهو يعلم يقينًا أن هذا الجرم من المحرمات التي لا يمكن أن يفكر فيها الإخوان. والثاني يصفهم في حديث قيل إنه كان يوجه فيه قائد الجيش بأنهم شواذ!!!

ألا يكفي الإخوان شرفًا تحصينهم مئات الآلاف من شباب مصر ضد العنف والصياعة والمخدرات، والضياع الحضاري بل وأحيانًا العمالة بالغفلة؟

قد يقول قائل: أراك تنزه وتمجد الإخوان وكأنهم بلا أخطاء.

وردي الذي يعرفه من اقتربوا مني في دوائر العمل المهني وغيره هو أنني ككثيرين أدرك أن لأفراد في الإخوان وبعض القيادات الإخوانية أخطاءً وخطايا.

ولكن هناك فرق شاسع بين الوقوع في الأخطاء كنتيجة لقلة الخبرة، وتعمد البعض ارتكابها مع سبق الإصرار.

أخطاء الإخوان نوعًا وكمًا أقل فحشًا وفداحة في حق غيرهم من أخطاء خصومهم. والإخوان قوم في غالبيتهم الغالبة رجاعون عند الخطأ. السبب الرئيس هو انضباط المدرسة الأخلاقية والسياسية عند الإخوان بمنهج وسطي في فهم الدين. أما تلك المدرسة عند غيرهم فترتبط مثلاً بفكرة عنصرية إقصائية كالقومية العربية، أو بقيادات لا تقيم اعتبارًا كبيرًا للدين، هذا إن لم تحاربه.

أخطاء وخطايا الإخوان غير المتعمدة ألتمس لها شخصيًا ثلاثة أعذار:

الأول أن الإخوان ككل المصريين يعيشون في وطن موبوء أخلاقيًا وسياسيًا منذ محاولات تنحية الدين على مدار المائة سنة الماضية.

ومن كان هذا قدره، لابد أن تصيبه العدوى في سلوكه السياسي وغير السياسي.

العذر الثاني أن الإنسان مهما أوتي من تربية تحسن خلقه، ليس معصومًا من الزلل أو الفتن والغواية؛ فالشيطان يجري مجرى الدم في عروق ابن آدم.

أما العذر الثالث فهو طول سنوات إقصاء واضطهاد الإخوان، في حين استوزر السادات ومبارك والمجلس العسكري دهاقنة القومجية واليساريين واللبراليين

المصدر