حازم غراب يكتب: أخطاء الإخوان الخمسة: (2) ربانيون

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حازم غراب يكتب: أخطاء الإخوان الخمسة: (2) ربانيون


بتاريخ : الثلاثاء 22 اكتوبر 2013

أعادت حركة الإخوان وروافدها الفكرية الناس مرة أخرى إلى منهج السماء الشامل المتكامل، غير المنحاز لا إلى الأغنياء ولا إلى الفقراء. حدث ذلك بعد أقل من خمس سنوات من انهيار وإسقاط دولة الخلافة العثمانية في 1924.

جربت شعوبنا قبل نشأة الإخوان وبعدها عجرفة وعجز أفكار وأيديولوجيات العقل البشري. انحازت تلك الأيديولوجيات عقوداً لأصحاب الثروة أو لأعراق بعينها على حساب غيرهم.

وثبت للكافة أن العقل الأيديولوجي البشري يخطئ ويعجز وينسى، وقد تسبب بانفصاله عن الدين والربوبية في كوارث ليس أقلها الأسلحة النووية الفتاكة، أو حربين عالميتين قُتِل فيها البشر بالملايين.

عباقرة الفكر السياسي والأيديولوجيات الغربية ابتدعوا مناهج تجاهلت منهج الله وسننه في خلقه وكونه، أو تصادمت عامدة مع ذلك المنهج وتلك السنن.

ولم يزدهم ذلك إلا غروراً أو نهباً للآخرين، ناهيكم عن فقدان الإنسان الغربي سعادته واطمئنانه.

مقلدو الغرب الليبرالي الرأسمالي النفعي، أو الشيوعي الاشتراكي المضاد لفكرة التملك في بلادنا، أوصلوها إلى مزيد من القهر والتخلف والفقر.

نموذج الدولة القومية في الغرب وفي بلادنا يتآكل سياسياً وديموقراطياً (وحتى ديموغرافياً لانهيار الأسرة وإتاحة المتعة الجنسية بلا خصوبة تنتج أطفالاً).

الانتخابات الحرة هناك تتلاعب فيها وتوجهها رؤوس الأموال، والإعلام الدعائي، وجماعات المصالح المتصهينة عياناً بياناً.

النظام المالي العالمي الربوي في الغرب بلغ أوج فشله قبل أعوام، وبدأ علماء الاقتصاد والصيرفة هناك يسعون إلى النموذج المالي غير الربوي ذي المرجعية الإسلامية.

الإخوان التزموا تربوياً في تنشئة أعضائهم بمرجعية دين الله، ورقابته سبحانه لهم في السر والعلن. ولم يقدس الإخوان زعيماً ولا مفكراً كما يفعل القومجية أو الماركسيون أو أتباع كونفوشيوس.

الإخوان يسيرون على نهج قدوتهم النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، في نشر الدعوة والجهاد في مقاومة المحتلين، وفي تطبيق مبدأ الشورى المأمور به قرآنياً، والمقيد بثوابت الشرع، وبالاجتهاد الجماعي للعلماء الثقات في فهم مقاصد الشريعة، وهذا ما يميز الديمقراطية الإسلامية عن ديموقراطية الغرب التي تبيح للأغلبية سن قوانين الشذوذ واللذات المضرة المحرمة.

وقدمت الحركة الإخوانية نماذج اقتصادية غير ربوية انصياعاً لمنهج الله ورسوله.

من ذلك الشركات المساهمة بعد بدايات نشأة الإخوان، ثم تجربة المصارف الإسلامية التي أسسوها منذ أواخر السبعينيات وبدايات الثمانينيات.

وقد ضمنت تلك المصارف حسن توظيف المدخرات والأموال كعنصر من عناصر الإنتاج، وليس كسلعة تتاجر بها البنوك الربوية فيما بينها، دون قيم اقتصادية وفرص عمل مضافة على الأرض.

كل من أضيروا أو من المتوقع أن يضاروا من هذه الربانية في سياسة البلاد والعباد، يناصبون الإخوان العداء، ولم ولا ولن يغفرون لهم ذلك.

المصدر