حازم سعيد: بين إرهاب الإخوان .. وحقن برهامي للدماء !

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حازم سعيد: بين إرهاب الإخوان .. وحقن برهامي للدماء !

بتاريخ : الاثنين 14 إبريل 2014

مقدمة

الأخوان والمجلس العسكرى

هذه مجموعة من الخواطر حول قيام رئيس الحكومة الانقلابي محلب بتكرار تصريح الزعبلاوي عن وصم الإخوان بالإرهاب ، واعتبار كل من يشارك في أعمالهم وأنشطتهم إرهابياً ..

الإرهاب .. هذا اللفظ الذي ليس له أي دلالة ، ولا اصطلاح عليه ، ومطاط لدرجة أن يستخدمه الانقلابيون ضد كل من يخالفهم ويعارض خيانتهم وسفكهم للدماء .

لن تجد عند كل من أطلق هذا اللفظ بدءاً من جورج بوش الذي استخدمه ليبرر هجمته الشرسة على أفغانستان والعراق ، وانتهاءاً بالانقلابيين الخونة في مصر ، لن تجد للفظ دلالة ولا معنى ولا مصطلح يتفق عليه العقلاء ويدينون من ينطبق عليه .

أولاً : تناقض بين الأمس واليوم ( العسكر وأعوانهم – والإعلام )

العجيب أن هؤلاء الدجالين الذين يطلقون على الإخوان مصطلح الإرهاب هم بعينهم الذين كانوا حريصين على لقائنا والتزلف إلينا وامتداحنا عشرات ومئات وآلاف المرات خلال سنتي الشهيدة ثورة 25 يناير .

أنا شخصياً شاركت في ندوات وجلسات مفتوحة ومغلقة في السنتين الماضيتين مع كثيرٍ ( شرطة وإعلام وقضاء ) وسمعت منهم وقتها عن عدل الإخوان وكرمهم ولطفهم واحترامهم للإنسان وقيمته وحرصهم على الديمقراطية وكونهم أهل الله وخاصته ما يشنف الآذان ، ثم أسمع من نفس هؤلاء الآن : ( جماعة الإخوان الإرهابية ، أو الإخواني فلان الفلاني الإرهابي ) ( سالكة كدا ) .

أعضاء المجلس العسكري ذاته كانوا يتهافتون على لقائنا وترضيتنا ، وما تسابقهم على مصافحة فضيلة المرشد الدكتور محمد بديع أثناء احتفالية جامعة القاهرة بتنصيب الرئيس مرسي بعد حلفه اليمين بالدستورية إلا نموذجاً مصغراً لهذا التهافت .

وحال أولئك لا يخرج عن أمرين : أحدهما أنهم مغفلون يقربون الإرهابيين ويتوددون إليهم ، فهم بذلك مغيبون لا يستحقون إدارة البلد لأنهم تزلفوا إلى إرهابيين وتركوهم يشاركون في أمر البلد لمدة سنتين ثم فجأة يكتشفون أنهم إرهابيون وبعد سنتين كاملتين .

والأمر الثاني أنهم خائنون ، يتقربون إلينا وهم يدبرون الخيانة والطعن في ظهورنا ، وهذا هو الأمر الصحيح القطعي ، فهم خائنون لا يعرفون سوى الغدر ولأمثالهم عقدت رايات الغدر يوم القيامة سيحشرون تحتها بإذن الله ، ومن قبل ذلك في الدنيا – وعن قريب – سينالهم من الخزي والعار ما يجعلهم يندمون الدهر كله إن شاء الله .

2. مآلات وصم الإخوان بالإرهاب

وكما اصطلح العقلاء فليست العبرة بالألفاظ والأقوال ، وإنما العبرة بالمآلات وما تصير إليه الأمور . إنهم حين يصمون الإخوان بالإرهاب فإنهم ينتظرون أثار ذلك على عدة محاور :

أ) على الإخوان ومؤيديهم وحلفائهم من الإسلاميين والوطنيين الشرفاء

ما الذي يمكن أن يحدث للإرهابي ؟ أن يعتقل ، حدث مع الإخوان . أن تشوه سمعته ويصبح نهباً للشتيمة وللشائعات ليل نهار ، ما الجديد ؟ أن يخرج من بلده ومن بيته ومن داره وتصادر أموالهم وتنهب ممتلكاتهم ، أخرجوا وطوردوا وأبعدوا ونهبت أموالهم . أن يقتلوا ويذبحوا ، حدث ويحدث ليل نهار . فما الجديد أيها الانقلابيون الحمقى ؟!!!

أن يخاف الإرهابي من عاقبة إرهابه فيرتدع ويسكن ويخاف ، لم يحدث ، بل استمر حراك الشارع ، ورغم أن الإخوان لا يمثلون تسعه أو عشره إلا أنهم في القلب منه ، ولم – ولن - يصرفهم صارف ، إن شاء الله ، عن أهدافهم وغايتهم وطريقهم وفعالياتهم ولا قيد أنملة .

ما قيل عن الإخوان يقال عن كل مؤيديهم من الإسلاميين والوطنيين الشرفاء ، بل على العكس زادت شراستهم في الدفاع عن القضية العادلة وعن الشرعية والثورة ، بل إنك ترى كثيراً منهم أشد شراسة وعناداً عن الإخوان أنفسهم .

ب ) دول العالم الخارجي

وهؤلاء لا يجري عليهم ما يجري على المغيبين والمسحورين من عموم الشعب المصري بالإعلام المضلل ، إن الدول الخارجية – رغم أن بعضها شارك ودبر للانقلاب – إلا أنهم في العلن تحكمهم نظم وقوانين ، وليست مواقفهم داخل دولهم مرسلة وفق الأهواء بلا ضوابط .

والإخوان موجودون في هذه الدول منذ الأزل ، ولا زالوا ، ومنضبطين وفق قواعد وقوانين تلك الدول والتي تراعي الحرية والعدل والديمقراطية الحقيقية ، وليس لدى هؤلاء وفق قوانينهم وأعرافهم ما يدين الإخوان .

حتى أن الانقلابيين الفاشلين عندما أرادوا أن يقنعوا الإنجليز بأن الإخوان إرهابيين سلموهم وثائق تثبت أنهم شاركوا في عمليات فدائية ضدهم أثناء احتلالهم لمصر ، وهو الاحتلال الذي يخجل منه الإنجليز ذاتهم – وفق قوانينهم وقواعدهم الآن – في فشل فوق الفشل للانقلابيين التافهين الخائنين .

3. نماذج من إرهاب الإخوان

وأما الإخوان الإرهابيون فإن نماذج إرهابهم أكثر من أن تحصى ..

إنها تتمثل في أكثر من ألفي أستاذ جامعي علموا آلاف وملايين ضمن عشرات الأجيال في مختلف التخصصات .

إنها أكثر من مائة وخمسين مدرسة خاصة ربت آلاف وملايين من النشء ضمن عشرات الأجيال .

وهي أكثر من ثلاثمائة مستشفى نموذجي عالجت ملايين المصريين مجاناً وبأسعار اقتصادية ، بخلاف آلاف العيادات الخاصة لأطباء الإخوان .

إنها ما يقرب من عشرة آلاف جمعية مارست كل الأنشطة الخيرية من كفالة أيتام إلى رعاية فقراء إلى علاج مرضى إلى صدقات إلى إعانات شهرية للمحتاجين إلى تحفيظ القرآن إلى ....

إنها آلاف الأنشطة الاقتصادية التي تسهم في بناء هذا البلد المنكوب بالعسكر في كل العصور والأزمان .

إنها آلاف الأطباء وآلاف المهندسين وآلاف المدرسين وآلاف الحرفيين الذين ساهم ويساهم كل منهم ببناء في هذا المجتمع .

إنها آلاف الإعانات التي قدمت من خلال المؤسسات الموجودة كلجان الإغاثة لعون المنكوبين في مختلف الحوادث كحوادث القطارات أو غرقى العبارة أو ضحايا الزلازل أو الدويقة ... الخ

هذا كله داخل مصر ، وأضعافه خارج مصر من أمثال :

آلاف الأئمة والوعاظ والخطباء الذين ساهموا في نشر صحيح الدعوة الإسلامية وأوصلوا السنن والهدي إلى ملايين الناس في عموم الأرض .

وآلاف الجمعيات الخيرية التي أعانت المنكوبين في كل بلاد الأرض خاصة فقراء أفريقيا وأسيا من الدول التي لا عون لها بعد الله إلا جمعيات الإخوان .

تلك نماذج للمثال وليس للحصر من إرهاب الإخوان .. صحيح لهم حق هؤلاء الانقلابيون أن يطلقوا على الإخوان أنهم إرهابيون .

4. من هو الإرهابي حقاً !

بعيداً عن التبكيت والسخرية فإن الإرهابي الحقيقي هو الذي غدر برئيسه الشرعي وحنث بيمينه ، وظل شهوراً ينظر ( بسهتنة وحسوكة ) ويعلن ما لا يبطن إلى أن انقلب على هذا الرئيس الشرعي وخانه لصالح أحلام الساعة الأوميجا والسيف الأحمر .

إن الإرهابي الحقيقي هو الذي شرد آلاف الأسر المصرية باعتقال ومطاردة وقتل عوائلهم ، ويتم آلاف الأطفال ، واعتقل الأطفال وانتهك النساء باعتقالهن وسحلهن والاعتداء على أعراضهن .

إن الإرهابي الحقيقي هو الذي سفك الدم الحرام بالآلاف واستخدم السلاح المجرم دولياً ضد الأبرياء العزل في كل مظاهرات مصر وخاصة في رابعة والنهضة وملحقاتهما كالحرس والمنصة .

إن الإرهابي الحقيقي هو الذي يعتقل أساتذة الجامعة وعلماء مصر ويضيق عليهم ، في الوقت الذي يكرم فيه الراقصات ويرفع شأنهن .

إن الإرهابي الحقيقي هو الذي يصادر الأقلام ويكمم الأفواه ويغلق القنوات الفضائية ويغلق الصحف ويعتقل كل من يجهر بمخالفته الرأي .

إن الإرهابي الحقيقي هو الذي يشوه مناهج التعليم ويحذف منها كل ما يرتبط بتنشئة الأجيال على القيم والدين ، ويمسخ هويتهم لدرجة أن كفار قريش أصبحوا معارضين لمحمد صلى الله عليه وسلم وليسوا كفار .

وسيظل السيسي ( العـ .. بتاع الهاشتاج ) هو الإرهابي سواءاً ظل رئيساً في الخفاء أو في العلن ، وسيظل العسكر الخائنون وأعوانهم من الشرطة المفسدين والقضاة المزورين والإعلاميين المبطلين .. سيظل جميع هؤلاء هم الإرهابيون ، وسيظهر الحق بإذن الله وتعلوا رايته ، ولن يصح إلا الصحيح وإن طال أمد السقيم ، وإن غداً لناظره قريب .

كبسولات

1. الحاج ياسر برهامي أفاك حزب الزور خرج علينا بتصريح أن قتل الدولة المصرية لألف معتصم حقناً للدماء ، ولو لم تفعل الدولة ذلك لتحولت مصر إلى سوريا جديدة تزهق فيها أرواح مئات الآلاف ، وهي دعوى باطنية خبيثة ، يبطلها العقل والمنطق ويبطلها الشرع الذي يدعي ذلك البرهامي الانتساب إليه .

أولاً : أما العقل والمنطق فإنه يقول أن القاتل اكتفى بقتل ألف بدلاً من مئات الآلاف ، وأنه لولا اكتفاء القاتل بهذا الألف لقتل مئات الآلاف . إيه السخف دا ؟ يبرئ القاتل لأنه قتل ألفاً واكتفى بهم ، وأن اكتفاءه بالألف عوضنا عن الدخول في معارك يسقط فيها الألاف ... منتهى الاستعباط والاستهبال والاستخفاف بسامعيه .
ثانياً : هو يوحي في خبث شديد بأن معتصمي رابعة والنهضة كانوا مسلحين وبالتالي فلو لم تسكتهم الدولة المصرية بقتلهم لكانوا انتفضوا أمامها في صراع مسلح وتحول الموضوع لحرب أهلية يسقط فيها مئات الآلاف من الضحايا ، وهي دعوى تفتقد لأي دليل مرئي أو مسموع عن تسليح المعتصمين ممن صدعونا ليل نهار بعلم الحديث وتحري الدليل . ولم يكتف بالإيحاء في خباثة بل جهر بأن الإخوان أخطأوا وهكذا يسميهم بالتصريح الواضح ، ثم عندما يريد أن يقترب من العسكري يقول ، والآخرون أخطأوا ، فلا يملك حتى جرأة وشجاعة تسمية هذا الآخر .
ثالثاً : هذا المدعي يستهين بالدماء المحرمة المعظمة عند الله ، وهي دماء صالحين من حفاظ كتاب الله وحملة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم . فيعتبر في خباثة وفجاجة وتلبيس للدين شديدين أنهم مجرد ألف ، ليتحول سفك الدم المصان المحرم إلى مجرد رقم ، وليس عظيمة وكبيرة عند الله حرم ارتكابها وجعلها أعظم حرمة من بيته الحرام .
رابعاً : هم ليسوا ألفاً ، وإنما مجموعة آلاف ، وهذا من تلبيسه يأتي برقم هو ثلث أو ربع الرقم الحقيقي ليوهن من شأنه عند الناس ، مع التأكيد على أن العبرة بالنفس المصونة التي أزهقت حتى لو كانت نفساً واحدة ، فلقتل امرئ مسلم أشد عن الله من زوال الدنيا وما فيها .. فما بالك – حتى على قوله – بألف نفس ؟
أفٍ لك يا عالم السلطان ، ويا شيخ الزور ، ويا دجال الباطل ، ولسوف تعلم أيها الأفاك حين ينقشع غبار الباطل أعلى أصلٍ أصيل ترتكن أم على " هاشتاج " .

2. تأثرت في أحد أهم محطات حياتي بكتابات مجموعة من الصالحين المخلصين لراية الإسلام منهم : المجاهد الأستاذ أنور الجندي رحمه الله ، وهو أحد عظماء المنافحين عن الهوية الإسلامية واللغوية في تاريخنا المعاصر ، وكذلك الأستاذ فتحي يكن رحمه الله ، أحد كتاب الدعوة الإسلامية ومؤصلي الفكر والهوية ببساطة ويسر .

والأستاذ مالك بن نبي رحمه الله الذي أعتبره ابن خلدون العصر الحديث ، وعالم الحديث الأستاذ الدكتور سيد نوح رحمه الله ، وجاء على رأس هؤلاء جميعاً الأستاذ محمد قطب رحمه الله ، ببساطته وجزالته ، وسعة إحاطته ، وشمولية فكره ، وعمق تأصيله ..

لما نما إلي نبأ وفاته رحمه الله دمعت عيني وهرعت إلى درة التاج في كتاباته ( واقعنا المعاصر ) لأفرغ منه في خمسة جلسات قراءة ، وكنت قرأته للمرة الأولي منذ ما يقرب من ست وعشرين سنة ، وكلما جلست أقرأ كلما انهمر الدمع من عيني سيالاً لرحيل مثل هذا العلم الجبل الفذ ، الذي عاش مناضلاً عن الهوية الإسلامية ، ومات مناضلاً عنها .

ومن أراد أن يعرف معنى الهوية الإسلامية والتأصيل لانتمائنا الإسلامي فليعد إلى " واقعنا المعاصر " .. رحمه الله من جبل شامخ ، ها هي ذي الأيام تدور ليعاودني وكت ألم قبض العلم بقبض العلماء مرة أخرى .. فاللهم هون علينا يا رب .. اللهم اغفر له وارحمه وأنزل سكينتك عليه وأسكنه فردوسك الأعلى وارزقه مرافقة نبيك الكريم في الجنة .. اللهم آمين .. اللهم آمين .

المصدر