ثورة مصر .. نساءنا والرجال !!
بتاريخ : الاثنين 08 يونيو 2015
يغمرني شعور عارم بالإحترام والتقدير لمواقف النساء في ثورة الحرية والكرامة والشرعية في مصر.
موقف طالبة الطب فجر العادلي أعاد في نفسي ونفس كل حُر كوامن الفخر والإكبار لبُنَيات وفتيات ونساء الثورة المصرية.
لقد هزمت الفتاة بكل العزة والكبرياء والشموخ ادعاءات الغرب الكاذبة لحقوق الانسان والحريات , وفضحت مرارات الغدر والتلون الأوربي , وكسرت بثباتها وقوة حجتها كل أصنام الديمقراطية والحرية الزائفة التي صنعها الغرب ليعبدها الأغبياء والصغار.
يقيني أن الدكتورة فجر العادلي ما هي الى وافدة نساء ثورتنا الحالية وانها لسان كل ثائرة , وأنها لم تكن تتكلم باسمها وفقط , ولكنها كانت لسان كل حرائر الثورة , لتذِّكرنا وأخواتها بوافدة النساء الأولى التي أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت: " بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، إِنِّي وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْكَ ، وَاعْلَمْ نَفْسِي لَكَ الْفِدَاءُ أَمَا إِنَّهُ مَا مِنِ امْرَأَةٍ كَائِنَةٍ فِي شَرْقٍ وَلا غَرْبٍ سَمِعَتْ بِمَخْرَجِي هَذَا أَوْ لَمْ تَسْمَعْ إِلا وَهِيَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِي"
لله در نسائنا فهن بلسان الحال قدمن وفوضن وافدتهن المعاصرة في مقالها وموقفها ..
وقديما أُعْجب النبي صلى الله عليه وسلم بمقالة أسماء بنت يزيد حين قالت له : رَبُّ الرِّجَالِ وَرَبُّ النِّسَاءِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَبَعَثَكَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، وَإِنَّا مَعْشَرَ النِّسَاءِ مَحْصُورَاتٌ مَقْصُورَاتٌ ، قَوَاعِدُ بُيُوتِكُمْ ، وَمَقْضَى شَهَوَاتِكُمْ ، وَحَامِلاتُ أَوْلادِكُمْ ، وَإِنَّكُمْ مَعَاشِرَ الرِّجَالِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ ، وَعِيَادَةِ الْمَرْضَى، وَشُهُودِ الْجَنَائِزِ، وَالْحَجِّ بَعْدَ الْحَجِّ ، وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا أُخْرِجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا وَمُرَابِطًا حَفِظْنَا لَكُمْ أَمْوَالَكُمْ ، وَغَزَلْنَا لَكُمْ أَثْوَابًا ، وَرَبَّيْنَا لَكُمْ أَوْلادَكُمْ ، فَمَا نُشَارِكُكُمْ فِي الأَجْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
وأزعم أن كل حر وكل مُتَّبِع ومُتَابْع حُقَ عليه أن يعجب ويذهل من مواقف وجهاد وثبات فتياتنا والنساء .
والله أحسب أنه قد وفى النساء بما عليهن بما يُخْجِل شبابنا والرجال ..
حقاً .. لقد وفيتم ايتها الفتيات والنساء ..
والله ما أنصفنا نساءنا ..
النساء في مقدمة الصفوف ووقود ثورتنا كتف بكتف ..
لا أقلل من تضحيات وعزمات الرجال وثباتهم وما قدموا ..أبداً..
ولكنها دهشة تتملكني من روائع بطولات النساء ..
والله لو لم يكن في هذه الثورة الا ما قدمته النساء لكفى ..
والله لو لم يكن في دعوة الاخوان الا هذا النماذج لكفتها شرفاً وتيها ..
شهيدات .. مصابات .. سجينات .. ثائرات .. متظاهرات ..
أرامل .. ثكالى .. أمهات صابرات محتسبات ..
سندس وهالة شعيشع وإسراء الطويل وعائلة البلتاجي وعائلة الشاطر وحنان صلاح وأسرة الشهيد أنس المهدي .. وكل زوجات وأمهات الشهداء .. معتقلات السجون .. حرائر الأزهر .. والواقفات على أبواب السجون.. قائمة الشرف والفخار تطول ... وغيرهن كثير ...
من أي نسل هؤلاء إن لم يكنَّ من نسل وافدة النساء ؟!..
إن وافدة النساء عادت لهن بغنيمة أن حُسْن تَبَعُّل المرأة لزوجها يعدل الجهاد في سبيل الله .. نساؤنا لم يكتفين بمثل هذا ..أليس كذلك؟!.
والله لولا أن وافدة النساء جاهدت في غزوات شتى بدءاً من فتح خيبر وحتى اليرموك وقَتَلت بعمود خبائها بعض جنود الروم , لقلت أكثر من أن نساء ثورتنا نافسوها وغالبوها ..
هنيئاً لكن أيتها النساء ..
شكراً لكل من نعرف ومن لا نعرف , حسبكن أن الله أعلم وأرحم , شكراً لكل رموز التضحية والثبات والعطاء والثورة من النساء..
شكرا لكل الثائرات .. أنتن فَجْر ثورتنا , وضحاها قريب ..
الويل كل الويل لمن عُد من الرجال ولم يقف موقف النساء !!..
المصدر
- مقال:ثورة مصر .. نساءنا والرجال !! موقع: إخوان الدقهلية