المادة 179 من الدستور

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المادة 179 من الدستور


بقلم:القاضي محمود رضا الخضيري

أخي الفاضل الأستاذ / مجدي مهنا

طالعت ما كتبته في بابك ( في الممنوع ) يوم الجمعة 6 / 4 / 2007 تعليقاً على انزعاج المصريين من تعديل المادة 179 من الدستور لما نجم عن هذا التعديل من إهدار للحريات العامة واستعدادهم لمقاومة ما يمكن أن ينجم عنها من تجاوزات مقاومة ذاتية وتعليقاً على ذلك وتأييداً له أقول أن أغرب ما سمعته على هذه المادة أن النظام لم يضعها لتطبق بل وضعها لتجميل صورة جمال مبارك عندما يصير رئيساً للجمهورية خلفاً لوالده كما يخطط المخططون ، ذلك بأن يكون أول عمل يقوم به السيد / جمال مبارك عقب تولية السلطة في البلاد هو تعديل الدستور بإلغاء هذه المادة فيكتسب شعبية يفتقدها وهو في حاجة إليها ولا أخفيك سراً أني قد وجدت ذلك معقول ولا أجد ولا يمكن أن أجد أي مبرر لإصرار رجال السلطة في مصر على تعديل هذه المادة بالشكل الذي هي عليه الآن ، وما يمكن أن ينجم عنها من إهدار للحريات العامة والخاصة بالشعب كله سوى هذه الفكرة الشيطانية ، وتصديقاً لما قلته يا صديقي من أن الشعب يتجه إلى مقاومة ما ينجم عن هذه المادة مقاومة ذاتية في حالة التجاوزات التي يمكن أن تنجم عنها فهو قول يصادف الواقع ويتفق تماماً مع الطبيعة الإنسانية التي تأبى أن يكون لبعض أفراد المجتمع حق التعدي على الشعب وأن يتحلى الشعب كله بثقافة الاستسلام للظلم والقهر ، فإذا لم يمكن منع الظلم والقهر عن طريق القانون والعدالة فإنه لا يمكن أن يطلب من الناس الخضوع له وهذا ما يشيع في المجتمع غريزة الأخذ بالثأر ويحول المجتمع من مجتمع متحضر يتحاكم الناس فيه إلى القانون وتهدأ فيه أعصاب المظلوم لعلمه ويقينه أنه في النهاية ستقتص الدولة وتأخذ له حقه ولو من رجالها ، أما عندما يتيقن الناس أن الحق ضائع والكرامة مهدرة والأعراض منتهكة والأموال مصادرة بلا ضابط ولا رابط فإن السكوت على ذلك هو الفناء والهدم والإلقاء بالأنفس إلى التهلكة على يد الظالمين ، رجال الشرطة سيكونون أول ضحايا هذا الظلم وهذا التعديل للدستور لأنهم للأسف الشديد هم اليد التي ستقوم على تطبيقه وسيجدون أنفسهم وفيهم آباءهم وأبناءهم وأخوتهم وأصدقاءهم يقفون في المعسكر الآخر وهكذا نجد أن هذه التعديلات قد خلقت حالة من الاحتقان بين أفراد الشعب كله وجعلت بعضه في مواجهة البعض وهو عمل شيطاني إن لم يكن من قاموا به قد تفوقوا على الشيطان نفسه .

وما أحب أن أقوله - للأسف الشديد – أن هذه التعديلات لها ما بعدها من خطر شديد على شعب مصر كله وتذبذبت عليها أموراً لم تكن في الحسبان وقد زادت من حالة الغليان والعزلة بين جميع طوائف الشعب ولا أعرف كيف سيواجه واضعوها ضمائرهم بعد ذلك على فرض أن ضمائرهم لازالت حية وإن كنت أشك في ذلك .