الشرنوبي: الصحافة الورقية خدمت النظام البائد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشرنوبي: الصحافة الورقية خدمت النظام البائد
اخبار382011.jpg
منصة المتحدثين في الصالون الثقافي

الإسكندرية- محمد مدني:

أكد عبد الجليل الشرنوبي رئيس تحرير (إخوان أون لاين) أن الصحافة الورقية ومؤسساتها بلا استثناء الآن في قفص الاتهام؛ لأنها خرجت من عباءة النظام السابق المخلوع، الذي لم يكن يسمح إلا بما يريده للتخديم على مكانه ووجوده، مشيرًا إلى أنها كانت موجهة أو معارضة بالشكل وبالحدود التي يرسمها النظام له، وإلا لما كانت استمرت في الأجواء والسياسات الماضية.

وطالب خلال الصالون الثقافي الذي نظَّمه المركز الإعلامي للإخوان المسلمين بالإسكندرية مساء أمس تحت عنوان "تأثير الصحافة الإليكترونية في ثورة 25 يناير"، الإعلام الذي حصل على ترخيص من نظام مبارك البائد أن يثبت انحيازه للشعب.

واعتبر الشرنوبي أن من أهم أسباب نجاح الإعلام الإليكتروني هو غفلة النظام عنه والاعتقاد أنه لا يُستخدم إلا في الشات والبحث عن المواقع والأفلام الإباحية، إلا أنه عندما تنبَّه أنه يُشكِّل خطورةً عليه أو يضع المسمار الأخير في نعشه، قام بإغلاق الـ(فيس بوك)، ثم قطع الاتصال بشبكة الإنترنت، حتى قضى على ما تبقَّى من فساده، وأحدث الثورة، وكان قد سبق السيف العزل.

وأوضح أن هذا الإغلاق ساعد فئات كثيرة كانت تعمل في الإعلام الإليكتروني وتناضل من خلف الشاشات إلى النزول إلى ميدان التحرير إذْ أصبح هو المناضل الوحيد.

وشدد على أن حتمية المرحلة الحالية في نقل وعي الناس من التلقي فقط إلى الأخذ والرد ومحاربة كل إعلام هابط، وصناعة إعلام حقيقي يؤثر في الشعوب ويُشارك في اتخاذ وصناعة القرار؛ تتسع فيه دائرة المشاركة إلى الجميع فيتحول كل مواطن في البلد إلى صحفي، حتى ينتقل الشعب من دائرة "هبل" التوك شو و"رغي" المنتديات إلى المشاركة الحقيقية.

ووجَّه الشرنوبي النصيحة إلى شباب الإعلام الجديد والبديل أن يثقل خبراته ليكون أكثر قدرةً على المنافسة مع الأجيال القديمة، وأن ينتقل من مرحلة نقل الخبر إلى صناعة الخبر وتغذيته في الوقت المناسب وبالشكل الملائم، داعيًا إلى نبذ الفرقة وعدم تأجيجها بفعل وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة، خاصةً في مسألة تبادل الاتهامات أو تسفيه الآراء أو لغة التخوين والعمالة.

وقال: إن الدخول في خلافات والانشغال بصراعات فردية أو فكرية أمر يدمر ما وصلنا إليه، مشددًا على ضرورة أن يعمل الجميع على إزالة ما تبقَّى من الفساد الهرمي الذي تغلغل في كل أرجاء البلاد.

وحذَّر رئيس التحرير من خطورة الانجراف وراء الاستهداف الغربي، وقال: "لا أعتقد أن الاستهداف الغربي لنا سيقف، بل إنه يريد أن يصدر صورة العربي المسلم دائمًا على أنه نموذج الظواهري أو بن لادن، وبين الحين والآخر يخرج تصريحات وتسجيلات لهم دون أن يعرف أحد مكانهم ليس لذكائهم الشديد ولكن للسماح بذلك".

من جانبه، أشار حسين إبراهيم مسئول المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية، إلى أن الإعلام الإليكتروني لعب دورًا لم يكن يتوقعه أحد في صناعة الثورة، وأنه كان بمثابة أرشيف وتوثيق لأحداث الثورة.

وقال: "اليوم مَن يريد أن يعرف أحداث الثورة من بدايتها لا يستطيع أن يعمل إلا من خلال الفضاء والإعلام الإليكتروني".

وأضاف: "الإعلام الإليكتروني يلعب دورًا في غاية الأهمية في كشف المتحولون في مصر؛ لأن العديدَ من الشخصيات كان لها مواقف مضادة للثورة والثوار، والآن يدَّعون أنهم كانوا في قلب الثورة ومن الداعين إليها، كما أنه يكشف حقائق الأمور ويدحض محاولات البعض إقصاء فئات أو تيارات.

وأكدت منى عبد السلام مراسلة قناة (الحياة) وسكرتير نقابة الصحفيين الفرعية بالإسكندرية، أن الإعلام المصري الآن في حاجةٍ إلى إعادة تلفزة الإعلام الإليكتروني، متخذًا في ذلك الخبرة من قنوات بـ(بي بي سي) و(سي إن إن) من خلال تناول الخبر عن الوكالات والمواقع الإليكترونية، وإضافة صورة له لتوثيق الخبر وسحر الصورة المتحركة وتطويره في الشرق الأوسط.

وكشفت عن محاولات قناة (الحياة) تأسيس قناة إخبارية مثل (الجزيرة) إلا أن النظام السابق رفض ذلك؛ الأمر الذي دفعها للجوء لتصبح قناة "توك شو".

وقالت إن من أهم أسباب نجاح الإعلام الإلكتروني هو توقيع مصر على وثيقة الإعلام العربي التي حاولت إفشال العمل الحرفي التلفزيون وتقييد حريته.

وشددت على ضرورة أن تغير نقابة الصحفيين سياساتها في التعامل مع هذا النوع من الإعلام، وأن تسمح لهؤلاء الإعلاميين بالانضمام إلى عضوية النقابة من خلال عملهم طبقًا لمعايير تضمن جدية الموقع ورسميته.

وأكدت أن الإعلام الإليكتروني فرض نفسه حتى على أكبر القنوات الفضائية فبدأ الجميع في تخصيص أوقات وبرامج لاستقبال المشاركات الإليكترونية وعرض موضوعات من خلال الـ(فيس بوك) ومقاطع الـ(يوتيوب) على شاشاتها.

وأوضح طارق حسين رئيس تحرير موقع (أنباء الإسكندرية المصورة)، أن العاملين في فضاء الإنترنت والصحافة الإليكترونية كانوا أكثر قدرةً على معرفة وتقييم الحدث والتنبؤ بالثورة لما كانوا يرونه من تصاعد الأحداث ونقلهم للأخبار وسرعتها.

ودعا حسام الوكيل مدير مكتب موقع (الدستور الأصلي) في الإسكندرية، العاملين في مجال الإعلام، وخاصةً الإليكتروني منه إلى رسم الصورة الصحيحة عن مصر بدلاً من محاولات تشويهها، مؤكدًا أن الإعلام الإليكتروني الدولي هو الذي كان يلعب دور الفاصل والحكم بين الإعلام الرسمي المصري وبين الإعلام المستقل.

المصدر