السعيد الخميسي يكتب: "ماهذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون..!؟ "

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السعيد الخميسي يكتب: "ماهذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون..!؟ "

بتاريخ : الثلاثاء 15 يوليو 2014

* كان قوم إبراهيم عليه السلام يعبدون الأصنام .

ولأن الخليل إبراهيم عليه السلام كان سليم الفطرة فقد استفزه هذا السلوك الغاشم الوثنى الجاهلي فتوجه إليهم مستنكرا ساخرا سائلا" ماهذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون..؟" . فكان جوابهم "وجدنا آباءنا لها عابدين " .

يقول "صاحب الظلال" تعليقا على جواب القوم : "وهو جواب يدل على التحجر العقلي والنفسي داخل قوالب التقليد الميتة فى مقابل حرية الإيمان وانطلاقه للنظر والتدبر وتقويم الأشياء والأوضاع بقيمتها الحقيقية لا التقليدية .

فالإيمان بالله طلاقة وتحرر من القداسات الوهمية التقليدية والوارثات التقليدية التي لاتقوم على دليل " .

لقد كان الخليل إبراهيم يخاطب فيهم العقل الذي فقدوه ووضعوه تحت نعال الجاهلية ومرغوه فى وحل التقليد الأعمى الذي لايضر ولاينفع .

  • لقد كانت صناديد العرب فى عصر الجاهلية تبحث عن آلهة تعبدها من دون الله تعالى .

فمنهم من كان يعبد اللات , ومنهم من كان يعبد العزى , ومنهم من كان يعبد مناة الثالثة الأخرى .

ومنهم من كان يعبد آلهة أخرى مثل " ود وسواع ويعوق ويغوث ونسر" .

ومنهم من ذهب بشططه إلى ماهو أبعد من ذلك بكثير فكان يصنع له صنما من عجوة يعبده فى أول النهار ويأكله إذا جاع فى آخر النهار وكما يقولون " زيتنا فى دقيقنا..! ؟" .

ومابين العرب فى عصر الجاهلية والعرب فى عصر المدينة الحديثة قواسم مشتركة وعوامل ربط كثيرة إلا مارحم ربك . .

فإن كان العرب فى عصر الجاهلية يعبدون الأصنام السالف ذكرها فإنهم اليوم إلا من رحم ربى يعبدون أصناما حديثة لاتقل خطورة عن سابقتها .

  • إن مصر اليوم ابتليت بما يسمى بالنخبة العلمانية اليسارية الشيوعية التي اتخذت من العقيدة الإسلامية عدوا استراتيجيا تناصبه العداء ليل نهار .

وتلك النخبة الفاشلة لاتقل غباء وتخلف ورجعية عن أصدقائهم وأقرانهم فى عصر الجاهلية عصر عبادة الأصنام .

تختلف الأسماء والمسميات والزمان والمكان , لكن تبقى الحقيقة واحدة , والصورة واحدة والجوهر واحد والقبلة واحدة .

لقد اخترعت تلك النخبة آلهة جديدة تعبدها من دون الله تناسب تطور عصر التكنولوجيا الحديثة .

لأنه لم يعد لائقا ولامناسبا أن تنحت تلك النخبة تماثيل خشبية أو أصناما من عجوة يعبدونها من دون الله لان ذلك سيجعل الصبية الصغار تبول على رؤوسهم فى عرض الشارع وطوله..!؟.

فكان لابد من آلهة جديدة حديثة مثل الشيوعية والعلمانية والماسونية والروتارية والبهائية والليبرالية وغيرها من الأصنام الحديثة .

  • ليتهم يعلمون أن الشيوعية صنم لأنها تقوم على فكرة أن الدين أفيون الشعوب ولا إله والحياة مادة .

ليتهم يعلمون أن العلمانية صنم لأنها تقوم على فكرة فصل الدين عن الدولة : الله له سلطة الكنيسة ولقيصر سلطة الدولة.

ليتهم يعلمون أن الماسونية صنم لأنها تقوم على فكرة أن الإيمان بالله ورسله وكتبه خرافات وخزعبلات.

ليتهم يعلمون أن الليبرالية صنم لأنها تقوم على فكرة أن العقل بلغ سن الرشد ولا يجب أن يتحكم فيه أي نص ديني..!؟ .

ليتهم يعلمون أن الروتارية صنم لأنها تقوم على فكرة أن الدين مسألة ليست لها قيمة ولا يوجد أي اعتبار لمسألة الوطن .

ليتهم يعلمون أن البهائية صنم لأنها تقوم على فكرة أن " الباب " هو الذي خلق كل شئ وهو ناسخ لدين محمد صلى الله عليه وسلم .! .

ليتهم يعلمون أن القاديانية صنم لأنها تقوم على فكرة أن كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية ويعتقدون أن الله يصوم ويصلى وينام ويصحو...! تعالى الله عما يقولون.

  • فى ملتي واعتقادي وثقافتي لايوجد ثمة فوارق بين اللات والعزة ومناة الثالثة الأخرى وود وسواع ويغوث ويعوق ونسر وبين العلمانية والماسونية والشيوعية والبهائية واليسارية والقاديانية .

فكل زمان له آلهته التي تناسبه .

وكل مكان له آلهته التي توائمه وتليق به .

وإنك لترى الرجل , وماهو برجل , يرتدى البذلة الأنيقة الباهظة الثمن ويضع على ملابسه أرقي العطور فإذا تحدث تشعر أنه خرج من عالم الجحور..!؟.

تراهم فى فضائيات منتصف الليل تعجبك أجسادهم , وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة لاتفقه ولاتفهم ولاتعى ولا تدرك .

تراهم يعظمون من شان آلهتهم الحديثة ويضخمون من فوائدها على تحرير المجتمع من الإسلام وتابعيه ومريديه , وفى الوقت ذاته يحقرون من دين الله ويستحقرون شريعته ويصفونها بشريعة الغاب على أساس أن أصنامهم مصنوعة من الخشب الأبيض المستورد ..!؟.

  • لاخير في أى مجتمع تتحكم فيه تلك النخبة العلمانية المتطرفة لأنها تريد أن تجر وتسحب عنق المجتمع لتدسه تحت تراب الجاهلية وطين التخلف والرجعية .

لقد قال فيهم الدكتور مصطفى محمود رحمه الله " وهولاء من المرضى بانفصام الشخصية , وهولاء هم الحجاج الذين يسجدون إلى كعبة مكة وكعبة موسكو فى نفس الوقت ويتعاملون مع الله بأسلوبين , ويتكلمون بلغتين , وكأن الواحد منهم اثنان لايعرف الواحد منهم الآخر " .

ويقول رحمه الله فى موضع آخر  : " وحيثما تحرك اليسار فى بلد تحرك معه الخراب وسال الدم , فى انجولا وفى البرتغال وفى أسبانيا ونيجيريا وتايلاند ولبنان والحبشة ومصر . " .

هكذا وصفهم رحمه الله منذ عشرات السنين ووضعهم فى الموضع الذي يليق بهم ويعبر عنهم تعبيرا صادقا موضوعيا .

  • لقد آن الأوان أن نتوجه لتلك النخبة الفاشية الفاشلة بنفس السؤال الذي توجه به الخليل إبراهيم لقومه ساعة قال لهم ساخرا متهكما من عقولهم " ماهذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟" .

فهل ياترى سيكون جوابهم نفس الجواب " وجدنا آباءنا لها عاكفين " . أم أنهم سيتهمون من يسألهم تلك الأسئلة بأنهم يتاجرون بالدين ويدسونه فى السياسة .

ومن وجهة نظرهم هذا لايجور لأن الدين مقدس والسياسة مدنسة ولايجوز خلط المدنس بالمقدس ..! .

ولكن السؤال المنطقي الذي يتبادر إلى ذهني ردا عليهم هو : إذا كانت السياسة مدنسة فلماذا يعملون بها ..؟ وإذا كان الدين مقدس فلماذا لايلتزمون به.؟.

لقد سقطت النخبة المتطرفة الفاشية التي لاترى في الكون سواها سقوطا مدويا وحصلت على صفر المونديال فى كل الاختبارات التي دخلتها , ولم يتبق لها إلا الاعتراف برسوبها أخلاقيا وقيما وسلوكيا وسياسيا . وإن كنا لاتنتظر منها اعترافا لان الفاشل دائما لايعترف بفشله ورسوبه وسقوطه .

المصدر