الحسيني وفاروق يقدمان عزاء الإخوان في وفاة "شمعة"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحسيني وفاروق يقدمان عزاء الإخوان في وفاة "شمعة"
اخبار4532011.jpg
م. سعد الحسيني يتحدث في العزاء

غزة- بهاء الغول:

قدم وفد جماعة الإخوان المسلمين واجب العزاء، اليوم، في وفاة رئيس مجلس شورى حركة "حماس" في فلسطين وأحد مؤسسيها؛ الشيخ محمد حسن شمعة، الذي وافته المنية صباح الجمعة بعد إصابته بجلطة دماغية.

وقدم م. سعد الحسيني، عضو مكتب الإرشاد، ود. حازم فاروق، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في برلمان 2005 العزاء إلى قيادات حركة حماس بغزة اليوم وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس الوزراء.

وفي كلمته قال الحسيني: "العزة عند المسلمين الآن هي غزة، والعالم كله ينظر الآن لأهل غزة ماذا يفعلون، وكيف يصبرون، ويصمدون ويقاومون، ووقفتنا اليوم بين أيديكم هي آية من آيات الله". وتابع: "ما يحدث في غزة هو نقطة خزي في وجه العالم الذي يدعي الحضارة وينادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وأقول: إن ثباتكم وصمودكم وتحديكم وصمودكم، والهيئة التي أراكم عليها الآن هي لطمة في وجه هذا العالم الذي يدعي الديمقراطية".

وأضاف حديثه لأهل غزة: "ثباتكم وصمودكم هو آية من آيات الله، ولأول مرة وأنا أدخل لهذا البلد العظيم الذي روي بدماء الشهداء، أقول رأيت الناس تعيش وتسعد في الحياة، وتضرب الحصار في مقدم؛ لأن الإنسان الحر الأبي لا يمكن أن يحاصره أحد أو يسجنه أحد أو يضايق عليه".

اخبار4542011.jpg

ومضى بالقول: "نحن وكلُّ حر في العالم يفخر بكم ويتعلم منكم، وينظر إليكم نظرة إعجاب وفخر؛ أنكم تصمدون أمام هذا العالم المتجبر الذي يدعي الديمقراطية، وتصمدون أمام أعتى الأنظمة "الإسرائيلية"، وبإذن الله ستنتصرون، وسنكون معكم لا محالة".

وأوضح أن شباب مصر سلك طريق الشعب الفلسطيني في رفع وتعليق صور الشهداء على جميع الميادين، مضيفًا: "كل من كان في ميدان التحرير كما كان يقوم على النظام الغائر وعينه على غزة والقدس، ويعم الجميع في مصر انتصار الثورة المصرية هو انتصار يقين للقضية الفلسطينية".

وأكد أن جميع الشعب المصري يحب الشعب الفلسطيني، مشددًا أن كل حر وغيور ومسلم قلبه مع الشعب الفلسطيني، ودمه دم الشعب الفلسطيني، وتابع: "جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء".

وعن كلمته في عزاء شمعة، قال: "هذا الرجل كان يمكن أن يكون مثل الملايين من الناس، يحيا ويموت، ولا يسمع عنه أحد، ولا أقصد المراءاة، ولكن أقصد العطاء والبذل".

وأضاف: "يكفي أن هذه الجماعة الطيبة في غزة ومن ينهج نهجها كل هذا في ميزان حسناته، وهنيئًا له ونسأل الله أن يرحمه، ويتغمده بواسع رحماته، وأن يلحقه بالصالحين والشهداء".

اخبار4552011.jpg

وتابع: "أنقل عزاء الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، إلى أسرة الأخ محمد شمعة، وإخواني في حماس وغزة وكل فلسطيني".

واستطرد: "عزاؤنا جميعًا في هذا المصاب الجلل، ولكن حسبه أنه حتى في وفاته كانت فوائد، ومنها أننا أتنينا لنسعد في مصاحبتكم بلقائكم، وهي دلالة على متغيرات عظيمة حدثت في مصر، كان من نتيجتها أننا أتينا في حكومة مصرية باتفاق إلى غزة".

وكان أبو الحسن قد أدخل صباح الخميس 9/6/2011م غرفة العناية المركزة بعد جلطة دماغية مفاجئة، بلغ خبر تدهور حالته الصحية الآفاق، حتى دخل في غيبوبة دفع المئات للتوجه إلى حيث يرقد جسده الطاهر للاطمئنان عليه.

رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وجمع من قادة حماس وقفوا إلى جواره منذ الساعات الأولى، يقول الطبيب عمر فروانة الذي حضر زيارة هنية "كان أبو العبد- إسماعيل هنية- واقفًا إلى جوار رأسه يدعو له، تفاجأنا به يرفع الغطاء عن قدمي أبي الحسن ويقبلها قائلاً: "هذه الأقدام تستحق أن تقبل".

"شمعة" أبو الفقراء
اخبار4562011.jpg

عاش أبو الفقراء شمعة في بيت أبيض اللون متواضع الفرش يقع غير بعيد عن خيمة العزاء، يطل على شارع رملي، في مدخله بوابة كبيرة وممر صغير.

يقول محمد أبو حلبية، جار شمعة فلسطين: "كان عظيمًا، بابه مفتوح لكل الناس، يؤمهم في مصلى قريب من بيته، فهو رجل كبير السن (76 سنة)، يلتقي الناس يوميًّا، فهو أبو الفقراء في منطقة تعج بأصحاب الحاجة".

ويتابع محمد، كان منزله عامرًا بأهل حيه، لا يكادون يفارقون بيته، فقد عرفت عنه إغاثة الملهوف، يقولون إنه لم يرد أحدًا أتاه سائلاً يومًا، أعانه من يومه، أو وعد بحل قريب.

دماثة وورع

كان أبو الحسن فيما يرويه عنه د. خالد الخالدي، أستاذ التاريخ بالجامعة الإسلامية، دمث الخلق حسن السريرة "كنا نتعلم من لباقته وحكمته، وحسن تصرفه".

ويتابع الخالدي متحدثًا عن ورعه "ترددت مرات عدة على أستاذنا أبي الحسن فلاحظت أنه يحافظ على صيام الإثنين والخميس، بالرغم من كبر سنّه وضعف جسده، فعزمتُ على صيامهما تأثرًا به، لكني كنت ألتمس العذر لنفسي عندما أُدعى إلى طعام في يومي الإثنين والخميس، وأذكر أنني دُعيت إلى وليمة في يوم خميس، فجئتُ مفطرًا، ونظرت فإذا بأستاذنا أبي الحسن يجلس قريبًا مني على المائدة، لكنه لا يمد يده إلى الطعام، فعلمت أنه قد لبى الدعوة حبًّا ومجاملةً لمن دعاه، لكنه أصر على الصيام لأن حبه لطاعة الله وإرضاءه أشد، فأكبرته، وقلت في نفسي: "ومن يطيق ما تطيق يا أبا الحسن؟!".

صمت وعمل
اخبار4572011.jpg

كان شمعة كما اسمه، يذوب من أجل فلسطين، يقول المستشار د.يوسف رزقة: "لقد تحمل الشيخ أبو الحسن مسئوليات عديدة في حركة الإخوان، وفي حركة حماس ولا سيما بعد استشهاد القادة الأفذاذ, فسار على دربهم, وحفظ لهم سبقهم وجهادهم, وكان دائم الاستشهاد بأقوالهم وأفعالهم".

يتابع رزقة فيقول: "لم يكن أبو الحسن رجل إعلام وكاميرا, بل كان رجلاً خفيفًا يميل إلى الصمت, وينفر من الضجيج, كان أليفًا محبًّا لإخوانه, وسطًا في الحكم والإصلاح, وكان خطيبًا وواعظًا، وكان سباقًا في نشر الدعوة والتبشير بالحركة يوم كان خطيبًا في مسجد (كاتب ولايات) في السبعينيات وكان الشباب يؤمون مسجده لسماع خطبته والإفادة من مواعظه الفكرية التي كانت تميل إلى التأصيل, وتنهل من فقه البنا وسيد قطب ومحمد الغزالي وسيد سابق".

إعادة بناء الإخوان

لما تعرض الإخوان زمن عبد الناصر، خمسينيات القرن الماضي، لضربة عنيفة في مصر ارتد صداها في غزة، فتشتت شمل الجماعة وغيب قادتها ورموزها، وفي 1967م انتقل شمعة إلى مخيم الشاطئ حيث الشيخ أحمد ياسين، يحدث أبو أسامة نوفل، أحد القادة التاريخيين للإخوان المسلمين في فلسطين: "توسمنا بأبي الحسن خيرًا منذ عرفناه، وكان جديرًا بذلك، عمل معنا على إعادة تنظيم الصفوف، وروى عن نفسه أنه انضم للجماعة قبل ذلك بكثير، لو تسمح لي الظروف بكشف الأسرار لقلت الكثير عن مناقب أبي الحسن رحمة الله عليه".

حماس تودع حبيبها

يقول هنية في خطبة وداع أبي الحسن: "علم الله أننا نفتقد الآن رجلاً من البقية الباقية من جيل فلسطين التي اغتصبها الصهاينة، شمعة سيبقى في قلوبنا وعقولنا وعقيدتنا".

رحل الحكيم
اخبار4582011.jpg

رحل أبو الحسن، تاركًا خلفه أسرارًا عن عمله تحرمنا سرية الحركة من معرفتها، لكن من حق أبي الحسن، وقد رحل أن نعرف عنه أكثر، ونسترجع محطات من حياته أوردتها حماس في بيان النعي.

من مواليد المجدل عام 1935م، هاجر مع أهله من المجدل إلى مدينة غزة بعد الاحتلال الصهيوني في العام 1948م.

عمل في مدارس وكالة الغوث قرابة 41 عامًا منذ العام 1955 واستمر حتى 1996م.

شغل العديد من الأدوار الاجتماعية منها نائب رئيس مؤسسة المجمع الإسلامي في غزة، عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية ورئيس مجلس أمناء مدارس دار الأرقم، اعتقل في سجون الاحتلال في سبتمبر 1988م، ومكث نحو ثلاثة عشر شهرًا في الاعتقال، أبعد مع المئات من قيادات، وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في ديسمبر 1992م، وشغل حتى وفاته منصب رئيس مجلس شورى حركة حماس.

المصدر