الحرية لرهائن الحقيقة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحرية لرهائن الحقيقة

حسن القباني

منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح

"الثورة التي حدثت لم تقطع طريقا أو تنتهك حرمة منشأة عامة أو خاصة، بل إن أجساد الثوار هي التي حمت المتحف المصري ومبنى التليفزيون من البلطجية، الذين ظنوا أن الثورة فرصة للنهب، وهم أنفسهم الثوار الذين لم يعطّلوا العمل في مجمع التحرير طوال 18 يوما، أو يقوموا بوقف قطارات المترو بالقوة، وهم أنفسهم الثوار الذين شكلوا لجانا شعبية للتصدي لقطاع الطرق والبلطجية، بل هم الذين ذهبوا لقصر الاتحادية ليهتفوا برحيل مبارك دون أن يكون معهم طوب أو خرطوش أو مولوتوف.. هذه هي الثورة وهؤلاء هم الثوار" .

هذا جزء من إحدي مقالات الزميل الكبير الاعلامي أحمد سبيع مدير ومراسل قناة الاقصي بالقاهرة وعضو نقابة الصحفيين ، الذي اعتقلته سلطات الانقلاب الجمعة 4 أكتوبر ، بعد عودته من مظاهرات رفض الانقلاب لمنزله بتهمة التحريض علي العنف"!!" ، لينضم لقائمة طويلة من رهائن الحقيقة في سجون الانقلاب العسكري الدموي.

وقد تكون شهادتي مجروحة في أحد أساتذتي المقاومين النبلاء ، ولكن يكفيه أن سمعته المهنية الطيبة تسبقه ، وتحلق في عنان السماء ، لتكون لعنة علي الانقلابيين الذين حرموه من حقه في الحرية ، بعد ان دمروا مكتب قناة الأقصي بالقاهرة ومركزه الاعلامي ، ليصبح مسلوب الحرية ومهدور الحق في الأمان ، رغم أنه احد اعضاء السلطة الرابعة التي تباكي عليها كذابو الزفة المشاركون في مخطط "الأذراع" الانقلابية الذي كشفه فيديو "عمر ونوال".

وينضم سبيع بذلك الي قائمة طويلة من الأحرار المعتقلين والمحتجزين تعسفيا منهم: محسن راضي و ابراهيم الدراوي و حسن خضري و عبد الله الشامي و محمد بدر و شريف منصور و أحمد أبو دراع وسامحي مصطفى و محمد العادلي و عبد الله الفخراني و محمد ربيع و عماد أبو زيد و سيد موسى وأسامة عز الدين وأماني كمال ، الذين يسجلون بكل اباء وعزة تاريخ جديد في الإعلام المصري يسطر لمرحلة بيضاء جديدة ويدين المرحلة السوداء الحالية التي تعد أسود مراحل الاعلام المصري بسبب إرهاب الانقلابيين .

إن الانقلاب يثبت كل يوم أنه عدو سافر للصحافة والاعلام في مصر ، كما يثبت مجلس نقابة الصحفيين الحالي مع كل انتهاك أنه لا يمثل الصحفيين وغير قادر علي انتزاع حقوقهم وحماية حرياتهم وأنه أفشل وأعجز مجلس في تاريخ نقابة الصحفيين ، فلا هو رحل وتساوي بالنشطاء ولا هو بقي وتساوي بالعظماء .

وهنا لا يعنينا لون النقيب ولا ميوله السياسي ولا وصفه لما حدث في 3 يوليو الأسود ، فنقابة الصحفيين ، لها تقاليد وقيم ، وأواصر زمالة، ولوائح واضحة ، وتاريخ نضالي معروف ضد المستبدين ، ولا نحب أن يسطر التاريخ عن رشوان ومجلسه أنهم قاموا بتأجير النقابة لسلطات الانقلاب "مفروش" لاعمال منافية للحريات !.

إن سبيع ورفاقه من رهائن الحقيقة، أبطال فوق الخوف والقهر والسجان الجبان والحقيقة ستبقي دوما أقوي من الرصاص والقمع والارهاب ، ولكن هؤلاء الرهائن وغيرهم ينتظرون من الجميع مواصلة الوفاء للشهداء والمعتقلين ، وقيادة الثورة حتي اسقاط الانقلاب وعودة الجيش لثكناته ، وعودة الشرعية الدستورية كاملة ، وتحرير الصحافة والاعلاميين وانقاذ مصر وكل المصريين.

إن منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات المعنية بحقوق الصحفيين والاعلاميين مطالبين بسرعة التحرك ، وتصعيد دورهم الرقابي والقانوني في ملاحقة الانقلابيين الكارهيين للحقيقة ، وتسليط الضوء علي رهائن الحقيقة في سجون الانقلاب ، حتي اسقاطه ، وبدء محاكمة قياداته علي كل ما اقترفت أيديهم "وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون".

المصدر