البيان الختامي لملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي : 'المصالحة الوطنية رؤية استراتيجية'

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
البيان الختامي لملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي : 'المصالحة الوطنية رؤية استراتيجية'

حركة مجتمع السلم

ملتقى الشيخ الرئيس محفوظ نحناح الدولي

"المصالحة الوطنية رؤية استراتيجية"

الجزائر في 04، 05 جمادى الأولى 1425ه، الموافق 22، 23 جوان 2004م

البيان الختامي

في ظل التفاعل الشعبي العربي الإسلامي مع قيم المصالحة الوطنية وتنادي الساسة والمفكرين إلى ضرورة بلورتها إلى مشاريع عمل، وبرامج واقعية تستجيب للتصريحات الرسمية لبعض الأنظمة، وتتفاعل مع الزخم الشعبي، وتتجاوز الأصوات الكابحة لهذا المسعى الوطني ومخلفات أزمة النظام العربي الراهن لا سيما بعد تداعيات 11 سبتمبر2001.

في هذه الأجواء انعقد بالعاصمة الجزائرية الملتقى الدولي الأول للشيخ محفوظ نحناح، تحت شعار: "المصالحة الوطنية رؤية استراتيجية" بفندق الرياض، على مدار يومي 22 و23 جوان 2004 وبحضور وفود وطنية ودولية عربية وإسلامية وجمعيات حقوقية ومنظمات عالمية.

تناول المشاركون جملة من المحاور ذات الصلة بموضوع الملتقى، من خلال مفاهيم المصالحة إلى مضامين الإصلاح والمسعى الوطني والعربي والإسلامي، إلى عوائق تحقيق المصالحة الوطنية، والخطط والآليات التي يتم من خلالها تجسيدها، وكذا المضامين الفكرية والسياسية للتعامل مع العولمة، ومع مشروع الشرق الأوسط والشمال الأفريقي.

وبعد عرض كل الأوراق المقدمة، وإثرائها بمناقشات المتدخلين، وعرض مختلف الآراء ووجهات النظر من كل الأطياف السياسية الحاضرة خلص الملتقى إلى ما يلي:

1- الإشادة الواضحة بالعناية السامية للسيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي ثمن جهود الشيخ محفوظ نحناح في تجسيد المصالحة الوطنية وأجزل له الشكر والعرفان وعدد مناقبه وخصاله. من خلال الرسالة الموجهة من فخامته للملتقى حيث جاء فيها على وجه الخصوص:

" لقد خسرت الجزائر في فقيد الوطن، الشيخ محفوظ نحناح، سياسيا محنكا، وداعية مقنعا، ووطنيا غيورا على شعبه ووطنه.

ولكن الله قد قيض للبلاد، رجالا ونساء اتخذوا من مسيرته الطاهرة نهجا، ومن أسلوبه القويم، دعامة، ومن أصالته وحداثته في فهم القضايا المصيرية ومعالجتها مثلا يقتدى ويعتفى"، وهي شهادة نثمنها ونعتز بها.

2- دعم كل مسعى من مساعي الصلح والمصالحة، والتأسيس لثقافة التعاون، وحسن الصلة بين الحاكم والمحكوم في إطار الثقة المتبادلة على حب الوطن ومراعاة المصلحة العليا، وتقوية قاعدة الشرعية، وإنضاج الممارسة الديمقراطية عبر جميع الأقطار العربية والإسلامية، بالتعاون على إنهاء مسلسل التفتيت والتشتيت بوسائل سلمية، في أطر شورية وبآليات ديمقراطية تشاركية.

3- يدعو الجامعات الجزائرية إلى توجيه طلبة الدراسات العليا للقيام بدراسات حول المصالحة الوطنية في فكر الشيخ الرئيس محفوظ نحناح ومسيرته، ويخصص جائزة سنوية للشيخ تمنح لأحسن كتاب أو بحث حول المصالحة الوطنية.

4- يعتبر المشاركون أن دور المرأة يجب أن يأخذ أبعادا أكبر وأوسع في مشروع الإصلاح السياسي والمصالحة الوطنية بما يتناسب مع تحديات الأمة الداخلية والخارجية.

5- مطالبة القوى الحية في الأمة الإسلامية، والحكومات العربية ومختلف التنظيمات الحزبية والسياسية بتهيئة الأجواء المناسبة للإصلاح الوطني الذي يوفر الظروف الموضوعية للمصالحة البينية، وفي مقدمتها، كأولوية، احترام النصوص الدستورية والقيم الديمقراطية والحريات العامة وإتاحة الفرص المتكافئة أمام الجميع.

6- دعوة جميع الفعاليات السياسية والتجمعات، والحركات والنقابات والمنظمات المدنية إلى احتضان مشروع المصالحة الوطنية، وتحديد البرامج والأدوات التنفيذية التي من شأنها أن تساهم في ترسيخ ثقافة السلم والمصالحة الوطنية.

7- اعتبار النموذج الجزائري، في التعاطي مع مشروع المصالحة الوطنية، نموذجا رائدا وعمليا في الاتجاه الإيجابي، يتطلب تثمينه تعاون الجميع، وتضافر جهود الجميع، بالدعم والتفاعل مع نتائجه بواقعية وموضوعية دونما تضخيم للذات أو إنكار أو جحود للتجربة.

8- دعوة وزارات التربية على المستوى العربي والإسلامي إلى إدراج موضوع المصالحة الوطنية ضمن برامج التعليم، والتأسيس لثقافة المصالحة الوطنية لدى الناشئة بما يضمن مستقبل الأجيال، وينهي المخاوف من الانعكاسات السلبية لمخلفات الأزمات الداخلية لكل قطر.

9- دعوة جماهير الأمة كلّها إلى الاضطلاع بمسؤولياتها لدعم صمود الشعب الفلسطيني، وفي مقدمته فصائل المقاومة، باعتبارها تواجه مشروعا عدوانيا وجد أصلا لتجزئة الأمة وتمزيقها، وإعاقة وحدتها، والحيلولة دون تحقيق إصلاح حقيقي فيها.

كما يعبر الملتقى الدولي عن دعمه لحق الشعب العراقي في تحقيق استقلاله الكامل عبر المصالحة الوطنية، وأخذ السيادة الكاملة لاستعادة دوره الحضاري وتمكينه من التنمية الحقيقية التي ينشدها أبناء العراق.

10- يبادر المشاركون إلى بلورة معالم دستور المصالحة العربية والإصلاح السياسي، ومتابعة كل تطورات ونماذج الإصلاح والمصالحة في الأمة العربية والإسلامية للاستفادة من تجارب الأقطار التي قطعت أشواطا طيبة في هذا الاتجاه.

11- دعوة الأطراف العربية، رسمية كانت أو شعبية، إلى العمل على إزالة العقبات التي تقف في وجه المصالحة الوطنية وتنقية الأجواء، وفتح فضاءات الحوار الوطني بين مختلف التيارات والأفكار، إسهاما وطنيا ناضجا في توحيد التصور والاتفاق على بلورة آلية، أو مجموعة من الآليات، لتجسيد المصالحة الوطنية كمفهوم وكوسيلة لتحقيق السلم والاستقرار والتعاون جميعا على أخلقة الحياة السياسية وترقية الديمقراطية وتفعيل النشاط الجمعوي.

إن الحقائق اليومية التي يشخصها الواقع السياسي المعيش كل يوم تؤكد أن الجزائر قد شرعت في مسعى طويل النفس للتصالح مع نفسها، وأن هذا المسعى ولد من رحم المعاناة التي أخذت أشكالا متنوعة من المعالجة لظاهرة واحدة هي ظاهرة العنف والإرهاب، في كل مستوياته وعلى جميع الصعد، وقد تأكد كذلك أن عصر الاحتكارات قد ولّى.

فلا الوطنيون يملكون حق احتكار الوطنية، ولا الديمقراطيون يملكون حق المزايدة بالديمقراطية، ولا الإسلاميون مخولون وحدهم للنطق باسم الإسلام، والحلقة المفقودة – في كل هذا - تتمثل في الجمع بين هذه المكونات الأساسية في المجتمع في نموذج مصالحة وطنية شاملة تدخل كل بلد إلى واحة الاستقرار والسلم، وتستشرف المستقبل في ظل السيادة الحقيقية للأمة، بعيدا عن الديمقراطيات المستوردة أو المفروضة من خارج إرادة الشعوب، وذلك تحت شعار"الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع".

الجزائر في: 23 جوان 2004م

الموافق 05 جمادى الأولى 1425ه

لجنة صياغة البيان الختامي

المصدر: حركة مجتمع السلم الجزائرية

المصدر