الإخوان ينتقدون الدعاوى المناهضة لعسكرة الانتفاضة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان ينتقدون الدعاوى المناهضة لعسكرة الانتفاضة


بقلم: محمد الشريف

انتقد الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين- الدعاوى المناهضة لعسكرة الانتفاضة الفلسطينية وقال عاكف- في رسالته الأسبوعية-:

"إنه من المؤلم أشد الألم أن تخرج بعض الأصوات في السلطة الفلسطينية- في هذا الظرف العصيب الذي يحاول فيه المخلصون لمَّ الشمل وتوحيد الصف- تهاجم الانتفاضةَ الشجاعة لأهلنا في فلسطين، وتدعوهم لإلقاء السلاح والتقدم كخرافٍ بائسة إلى المذبح الصهيوني في انتظار جزَّارها حين يأتي عليها الدور".

مضيفًا:

"لقد جرب أهلنا هناك ذلك الرفض السلمي المقترح للاحتلال، والخروج كل يوم في مسيرات الاحتجاج والغضب، فما وجدوا في مواجهتهم سوى الرصاص الصهيوني والقصف والتنكيل والاعتقال والقتل بدم بارد أمام أعين العالم كله، ثم كانت الطامة حين دنَّس شارون- قبل أن يصبح رئيسًا لوزرائهم- في حراسةِ قواتهم أرضَ المسجد الأقصى، في اقتحام وقِحٍ فجَّر الغضب الكامن، فاستحالت الانتفاضة السلمية إلى انتفاضة مسلحة شرعتها كلُّ قوانين السماء والأرض على السواء.

وانتقد فضيلة المرشد أن يأتي- وسط هذه الأوضاع- الحديثُ عن بوادر دفء العلاقات بين الحكومة المصرية والكيان الصهيوني!! فيطلقون سراحَ الجاسوس عزام، الذي تذكَّروا فجأةً أنه أمضى نصف مدة العقوبة التي حَكم عليه بها القضاء المصري العادي!!

في حين يمضي آلاف المعتقَلين الإسلاميين في سجون مصر زهرةَ شبابهم، معتقلين سنين عددًا بغير محاكمة، أو محبوسين بحكم القضاء العسكري الاستثنائي، وقد جاوز بعضهم نصفَ المدة المحكومِ عليهم بها، فلم يرَ فيهم حكامُنا ما رأَوه في الجاسوس الصهيوني.

ثم تتوالى التصريحات غير المسئولة بقُرب عودة السفير المصري لدى الكيان الصهيوني، والقناعة بأن شارون رجل سلام!! وكأن ذلك هو الرد على استمرار العدوان على شعبنا في فلسطين، ومقتل الجنود المصريين الثلاثة على الحدود المصرية بنيران الصهاينة، وكأنه الرد على تصريح شارون بأنه اتفق مع الرئيس الأمريكي بوش على عدم إثارة قضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم، وعدم انسحاب القوات الصهيونية إلى حدود عام 1967م.

ثم تُباغتنا الأخبار المتسارعة بمزيدٍ من التنازلات غير المبررة، وتوقيع اتفاق المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز) مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني دون عرضٍ على البرلمان المصري، ودون علمٍ للشعب المصري به، وكأن الأمر لا يخصه في حاضره ومستقبله!!

وأوضح فضيلة المرشد أن ذلك الاتفاق لا يعني فقط التطبيع مع العدو الذي نجحت جماهير شعبنا في مقاومته وتحجيمه، ولا يعني فقط إنهاء المقاطعة الاقتصادية معه أو التحلل من هذه المقاطعة في الخفاء- كما كانت تفعل بعض الأنظمة العربية طوال ربع قرن من الزمان- بل يعني أيضًا أن الصهاينة سوف يتعاملون مباشرةً مع رجال الأعمال المصريين والعرب، وبعضهم- في نهمه وجشعه- لا يقيم وزنًا لمصالح أمته والأخطاء المحدقة بها، وقد بدا بعضهم بالفعل متهللاً منشرحًا متعجلاً، يمنِّي المخدوعين من الناس الذين أضرَّ بهم الجوع وقعدت بهم البطالة بسنواتٍ من الرخاء!!

مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق يعد فرصةً لإنعاش الاقتصاد الصهيوني الذي أنهكته سنوات الانتفاضة الفلسطينية الباسلة، ودماء أبنائها وشبابها.. وذلك ليس رجمًا بالغيب؛ إذ زادت الصادرات الصهيونية إلى الأردن- منذ تنفيذها اتفاقيةً مماثلةً- ستة عشر مرةً في الأعوام الأربعة الأخيرة.

المصدر