الأمن الأردني يعتدي على حفل ديني للإخوان شمال عمان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأمن الأردني يعتدي على حفل ديني للإخوان شمال عمان
قوات أردنية

كتب- حبيب أبو محفوظ

قامت قوات الأمن الأردنية مساء أمس الجمعة 14/3/2006م باقتحام المسجد الكبير في عجلون، أثناء حضور المصلين للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، الذي دعَت له جماعةُ الإخوان المسلمين.

وأكد شهود عيان لـ(إخوان أون لاين) أن "قوات مكافحة الشغب" اقتحمت المسجد، وقامت بإلقاء القنابل الصوتية على المصلين.. الأمر الذي أدى إلى حدوث احتكاك بين المصلين من جهة وقوات الأمن من جهةٍ أخرى؛ ما أدى إلى اعتقال النائب عن الحركة الإسلامية الدكتور علي العتوم وأحد صحفيي جريدة (السبيل) الأردنية تامر الصمادي، الذي كان في مهمةٍ صحفية لتغطية الاحتفال المذكور؛ حيث قامت القوات بالاعتداء عليه بالضرب، بعد أن صادرت الكاميرا التي كانت بحوزته.

وحول حقيقة ما جرى في مسجد عجلون التقى (إخوان أون لاين) الصحفي تامر الصمادي؛ حيث أكد للموقع أنه تعرَّض للاعتداءِ والضرب من قِبَل رجال أمنٍ يرتدون زيَّ قواتِ مكافحة الشغب، عندما كان متوجِّهًا للقيام بواجبه الصحفي في تغطية الاحتفال بذكرى المولد النبوي، الذي دعت له جماعةُ الإخوان المسلمين في محافظة عجلون.

وأضاف: "القصة بدأت بعد صلاة الجمعة في مسجد عجلون الكبير عندما كنت أغطِّي المهرجان بناءً على تكليف من صحيفتِي (السبيل)؛ حيث كتبتُ تفصيلات ما دار والتقطتُّ بعضَ الصور، وبعد انتهاء المهرجان وخروج المصلين من المسجد قمت بتصوير الوجود الأمني الكثيف خارج المسجد، إضافةً إلى جموع المصلين التي حضرت الاحتفال، لكنني فوجئت بأربعة أشخاص يَلبَسون لباسَ قوات مكافحة الشغب- إضافةً إلى شخصين يرتديان الزيَّ المدنيَّ- يلقون القبض عليَّ ويعتقلونني بطريقة مهينة أمام أعين الناس، بالرغم من أنني كنت أحمل بطاقتي الصحفية بيدي، ورفعتُها وصِحْتُ فيهم: "أنا صحفي أقوم بتغطية الحدث"، حينها قالوا لي: "بنعرف إنك صحفي وبسرعة امشِ وأنت محترم"!!

بعد ذلك وضعوني في باص الأمن ذي الشبابيك السوداء الحديدية، وكان في الباص خمسة أفراد يرتدون زيَّ مكافحة قوات الشَّغَب يحملون الهراوات ويلبسون الخِوَذ على رؤوسهم؛ حيث انهالوا عليَّ ضربًا بالأقدام والأيدي وضربوني 3 ضرباتٍ قويةً على رأسي، و4 صفعاتٍ قويةً على وجهي، وببساطيرهم ضربوني على فخذي الأيسر الذي تورَّم من جرَّائها، كما ضربوني على ساقي بمقدمة بساطيرهم، وأنا أصيحُ "إنني صحفي" لكن دون جدوى!!

وأكثر من ذلك حينما قاموا بتوجيه الإهانات وسَيلٍ من الألفاظ النابية لي قال لي أحدهم- ويرتدي لباسَ قوات مكافحة الشغب-: "إحنا عندنا استعداد ندعس على كل الصحفيين والنواب، واللي أعلى منهم كمان، إنتوا الصحفيين خرَّبتوا البلد وفضحتونا، وما بتهمكم مصلحة البلد.. كل الصحفيين في الأردن يدخلوا بـ(....)، أنا ما عندي عقل.. الهراوة هي عقلي"!!

وعندما كنت أقول لهم إنني لن أسكت عن حقي كانوا يسخرون مني ويقولون لي: "أعلى ما بخيلك اركبه، إخرس وسكِّر ثمك، ما بدنا نسمعك تحكي" والضربات تنهال عليَّ من كل جانب!! وأضاف: "وحينما وصلنا إلى مديرية شرطة عجلون قاموا بأخذ هواتفي النقَّالة، والأوراق التي كنت أدوِّن عليها ما قيل في الاحتفال، ومنعوني من التحدث مع محامي الصحيفة النائب زهير أبو الراغب، وقال لي أحد الأشخاص- الذين يرتدون زيَّ الشرطة، وهو برتبة رقيب-: "أنت لا تقوم بواجب صحفي؛ لأن هذا الاحتفال ممنوع؛ ولذلك لا يجوز لك أن تغطِّيَه أو أن تُصوِّرَه؛ لأن الحكومة لا تريد له أن يتم".

من جهته قام مدير شرطة محافظة عجلون بمحاولة ترطيب الأجواء؛ كي لا أقوم بنشر ما تعرضت له من اعتداءاتٍ، قلت له إنني كنت أقوم بواجبي الصحفي، وإن القانون يكفل لي حقي في القيام بعملي، وإن جلالة الملك عبد الله الثاني صرَّح ولأكثر من مرة بأنه لا يجوز الاعتداء على الصحفيين، فقال لي: "عناصر الأمن اللي ضربوك ما بعرفوا إنك صحفي، ولو كانوا بعرفوا ما ضربوك" فقلت له: "لا كانوا على علم كامل بأنني صحفي، وأظهرت لهم بطاقتي الصحفية إلا أنهم لم يبالوا، وانهالوا عليَّ بالضرب والشتائم".

وزاد الصمادي يقول: رجلٌ بلباس مدني قال لي أمام مدير الشرطة: "اسمع لا تحكي كثيرًا، هل لديك إثباتُ أن عناصر مكافحة الشغب اعتدَوا عليك، طبعًا لا يوجد، وهم بكل سهولة بقدروا يحكوا إنك وجَّهت شتائم على اللي فوق فوق" حينها قلت له: "يعني بدكوا تلبَّسوني تهمة"، فسكت ولم يرد..!!

كما حاول مدير الشرطة أن يساومني على عدم نشري للموضوع عن طريق استدعاء عدد من وجهاء عشيرتي للضغط عليَّ؛ كي أنسى ما تعرضت له من اعتداء، وألا أنشرَ الموضوع، لكنني احتفظتُ بحقي كصحفي بالحديث عما تعرضت له من اعتداء.

في نهاية المطاف قام رجال الأمن بإعطائي هواتفي النقَّالة- بعد أن قاموا بحذف جميع الصور التي التقطتها للحدث- وكذلك صادروا بطاقتي الصحفية، وانصرفت..!!

واستهجن الصحفي الصمادي بالقول: "إنني إذ أشجب هذا التصرف الذي أساء لي كصحفي، وقبل ذلك أساء لي كمواطن يعتزُّ بانتمائهم لتراب هذا الوطن الغالي.. لأستهجن وأستغرب الشعارات التي تنادي بها الحكومة صباحَ مساءَ بأنها تكفُل حقَّ الصحفي في الوصول للمعلومة، وممارسة واجبه الصحفي دون ضغوطات".

وأضاف: "وإنني أطالب جميع الجهات المعنية بإعلان رفضها هذه الممارسات المسيئة وإلى محاسبة المسئولين عنها ووضع حدٍّ لانتهاك الحريات الصحفية".