أحمد فهمى يكتب إنها لعبة شطرنج سياسية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد فهمى يكتب إنها لعبة شطرنج سياسية


(11/08/2013)

نافذة مصر

إنها لعبة شطرنج سياسية..

لعبة لا تضم لاعِبَين فقط، بل لاعِبِين كُثُر..

كل اللاعبين يتبادلون الضغوط، وليس هناك مصلحة مطلقة، أو مفسدة مطلقة..

كل لعبة تقدر بقدرها، إذ لا توجد مصالح متطابقة ولا مصالح دائمة بين جميع اللاعبين، حتى الحلفاء منهم..

الاحتجاجات الثورية ضد الانقلاب، هي فعل يمارسه أحد اللاعبين، ومن الخطأ القول أنه يتناقض تماما مع مصالح كل اللاعبين الآخرين.. على العكس من ذلك، فإن أطرافا ضمن تحالف الانقلاب تستفيد بقوة من هذه الاحتجاجات، وإن تبنت خطابا منددا بها..

يمكنك أن تحلل خطاب كثير من القوى السياسية المشاركة في الانقلاب، لتكتشف أن بعضهم يمارس عملية رفض الاعتصامات من باب "تطهير الذيل" فقط..

تحالف الانقلابيين يتكون من 5 أطراف رئيسية، هي: العسكر، الأحزاب العلمانية، الفلول، الأقباط، حزب النور .. لا توجد مصالح متطابقة دائمة بينهم..

لذلك تفجرت الخلافات مع البرادعي، وخلافات أخرى جانبية..

كل الأحزاب العلمانية تعلن رفضها للاعتصامات وتطالب بفضها، لكن هل يخفون خلاف ما يظهرون؟..

بعض هؤلاء يدركون – ويخشون- المسار الجديد الذي يدفع نحو "سيناريو الزعيم الملهم"، ويدركون أن العقبة الوحيدة في طريق هذا السيناريو هو الاحتجاجات الثورية التي تُخفض سقف طموحات العسكر، لذا يدركون-ثالثا- أن إخفاق هذه الاحتجاجات ليس من مصلحتهم على المدى القصير..

البرادعي يتحرك في هذا الإطار، هو يخشى الإخوان ولا يريد الإسلاميين في الحكم، لكنه يعلم جيدا أن "العسكرة المطلقة" قادمة لو تراجعت الاحتجاجات، البرادعي يريد دورا محددا ومرسوما للعسكر، هو يرى ضرورة وجودهم في السياسة لكن في دور "الحارس" ضد الإسلاميين، وما عدا ذلك، مرفوض..

العسكر والفلول يدركون حاجتهم إلى البرادعي، وفي الوقت نفسه يدركون حجم الضغط – والتمايز- الذي تسببه الاعتصامات داخل صف الانقلابيين، لذا يهاجمون الجميع عن طريق الإعلام..

حزب النور –ربما- يدرك أن قيمته الإستراتيجية سوف تتقلص كثيرا لو تراجعت الاحتجاجات، وسيفقد أغلب قدرته على التفاوض والمساومة- بفرض أنه يستغلها أصلا..

المناخ المتوتر يرفع من الوزن السياسي للأقباط، ويعطيهم مجالا واسعا للمساومة، لكن في المقابل، فإن أغلب قياداتهم لا يكرهون شيئا قدر كراهيتهم لعودة الإخوان إلى الحكم..

هناك 3 حالات للاحتجاجات: تراجعها- استمرارها دون تحقق مطالبها الأساسية- استمرارها وانتصارها.. بعض الانقلابيين يريد الحالة الأولى..

وبعضهم يرغب في الحالة الثانية..

وكلهم يرفض الحالة الثالثة..

هل من الممكن النفاذ داخل هذه التركيبة المعقدة للتحالف الانقلابي، سواء عن طريق الفعل، أو عن طريق الخطاب؟..

من المهم أن نحاول..


المصدر