أبو لبانة .. العاطفي !

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أبو لبانة .. العاطفي !

حازم سعيد


مقدمة

القائد الأعلى العسكري الذي هو القائد الحقيقي المفترض للبلاد في احتفال رسمي وسط رجاله ينظر للأمام على غير هدى ، سارح في الخيال ، ويمضغ في اللبان ، هذه المشهد الذي لم يستغرق طويلاً يوصل لك رسالة واضحة بمصير الانقلاب المحتوم ، وكم الضغط الذي يقع على عاتق الخائن السيسي بما كسبت يده وبما فعل في نفسه بغبائه ، وبهذا الانقلاب الفاشل وخطواته الغبية أثناءه وبعده .

لغة الجسد

أبو لبانة .. العاطفي


لقد أظهرت لغة الجسد لهذا المخابراتي الذي درس من دورات التنمية البشرية ما يجعله مؤهلاً لأن يخفي ما يشعر به ، تماماً مثلما صنع مع الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي ، أظهرت لغة الجسد لذلك الخائن السيسي توتراَ وضغطاً عصبياً رهيباً .

السيسي ذو الوجه الأسود الكالح جلس " يبحلق إلى الأمام " جاحظ العينين ، هدفه الذي ينظر إليه ثابت دلالة أنه سارح وغير متفاعل مع ما يشاهد على المسرح ويصفق بعد الآخرين بلحظة دلالة قمة السرحان والتوهان ، يمضغ اللبانة " برتم سريع ودون تركيز " دلالة التوتر الرهيب وأن قلقاً وضغطاً عصبياً يسيطران على كيانه تماماً .

وانظروا في نفس المشهد لرئيس الأركان وهو يضع يده تحت ذقنه ، وهو بنفس السرحان والتوهان وتجهم الوجه ، إن هذا هو حال الانقلاب والانقلابيين جميعاً ، لقد تورطوا في مأساة تحتاج ممن يحبهم - ولست منهم - إلى الشفقة والتعاطف .

بلد مهلهلة مدمرة منكوبة مخربة على يد نظام فاسد لمدة ثلاثين سنة ، اقتصاد منهار ، دماء وقتل وثأرات قمت بغبائي بتوليدهم بالشارع وبالمدن وبالقرى وبكافة المحافظات والكفور والنجوع ، معترضون بكافة الشوارع والأحياء بالعاصمة والمحافظات من كافة الأعمار ومن كل الأطياف ، عدم اعتراف دولي حقيقي بي سوى ممن دبر معي المؤامرة ، الشباب والثوار الموجودون بالشارع على وشك دخول التحرير ومستمرون يومياً في التصعيد ويزداد عددهم بشكل مفجع ، فكيف أخلص من هذه الورطة ؟ هكذا بدأ الطاغية الذي ولد ميتاً وهو يفكر في الخلاص والنجاة من يومٍ قريب ، .

وقريب جداً إن شاء الله ، حين يقتحم الثوار عليه مخدعه ويذيقونه من كأس القذافي ، وما كأس القذافي منه ببعيد .

رسائل فاشلة في الوقت الخطأ

السيسي وهو يقتل برصاص الجيش المصري مصريين عزل يحاول أن يوصل لهم رسالة تيئيس أنه مفيش فايدة ، أنتم تحاربون الجيش .

نفس الكلام الذي قيل لنا من قبل في 25 يناير : أنتم تحاربون نظام قوي وكيان كامل ، هو مبارك دا كان زين العابدين ، هي مصر هتبقى زي تونس ( قالوها استصغاراً لشأن مفتتحة الربيع العربي تونس الأبية ) .

لأنه غبي ، فإنه لم يدرك أنه يواجه قوم مرت عليهم محرقة رابعة ، وخبروا الموت والحرق وتشويه الجثث ( أحياء وأموات ) من قبل ولم يزدهم الأمر إلا إصراراً ، فمثل هذه الرسائل لا تفلح معهم ، لديهم هدف واحد وطريق واضح ولن يرجعوا منه خلاص خلصت يا سيسي .

ولأنه غبي ، فإنه لم يعلم شيئ عن الجيل الشبابي الجديد الذي خرج من رحم 25 يناير ، والذي لم يعد يوقفه شئ أو يرهبه شئ أو حتى يغريه شئ عن هدفه ومبتغاه .

ولأنه غبي ، فإنه لم يطلع على أدبيات القائمين بالثورة ، ولا على أهدافهم ، ولا على رؤاهم وأفكارهم ، ولم يعرفوا أنهم يعشقون الموت كما يعشق السيسي الخائن الحياة والستات ، وأنهم لا محالة ماضون في طريقهم لن يثنيهم عنه شئ .

مكان الاحتفال وهيئته

من النقاط التي تعلمك بكم التوتر الهائل والضغط الرهيب والفزع والخوف المسيطر على كيان الانقلابيين هو مكان الاحتفال ، حيث يحتفل باستاد الدفاع الجوي ، والذي بحسب معلوماتي يقع داخل منطقة عسكرية في أقصى مكان من التجمع الخامس ، يعني الخائن يبعد ويبعد ويبعد وينأى بنفسه لأبعد مكان يمكن أن يصل إليه مصري ومحصن داخل تحصينات رهيبة ولا يجرؤ أن يفعل كما فعل رئيسنا الشرعي ويذهب للاحتفال مثلاً بميدان التحرير ويفتح صدره للرصاص .

الخائن السيسي يبدو حوله التصوير مائعاً أثناء كلمته ( العاطفية على غرار سعاد حسني في حسن ونعيمة ) ، هل هذا بسبب الواقي الزجاجي الذي وضعوه أمامه لرعبه من القتل حتى وهو وسط جنوده وضباطه ؟

إنها رسائل وإشارات يرسلها الله لنا نحن أصحاب الحق والشرعية والمنطق والمبدأ ، حتى لا ننخدع برسائل الخائن ومحاولته إظهار الجبروت والفرعنة والقوة ، ليظهر لنا وهو منهار فزع خائف جبان ، وكمان بلبانة .

تجارب الدول السابقة

لم تمر دولة واحدة بما تمر به مصر إلا وانهار الانقلابيون بها ، وسل عن ذلك إيران ورومانيا وفنزويلا ....الانقلابيون حرامية يحاولون سرقة بلد كامل والسيطرة عليه ، وهم في ذلك يستخدمون سلاح البطش والقوة ، هذا البلد في حالة فوران نتيجة ثورة 25 يناير التي أشعلت خامداً ، فلم تعد القوى تجدي ولا البطش يخمد المشتعل بل يزيده اشتعالاً .

في نفس الوقت فهؤلاء الانقلابيون لا يملكون مهارة ولا قدرات إدارة دولة بحجم مصر ، لقد فشلوا من قبل لأنهم هم أركان نظام مبارك الفاسد ، وهم أصحاب الخمسين في المائة ثانوية عامة ، يعنى فاشلين وبلاد قدرات ذهنية فكيف يديرون بلداً منكوبة ، واقتصادها مدمر .

الأسعار كل يوم في زيادة ، وكلما مر يوم كلما بانت الصعوبات والتحديات على مستوى الأسعار والمياه والكهرباء والغاز ، مع بقاء مشاكل النظافة والمرور والأمن وغيرها من المشاكل الملحة قائمة عنيفة تضغط عليهم كل يوم ، مع عدم إمكان واستحالة استمرار الدعم الخليجي والأمريكي الذي يطيل نفس الانقلاب ولا يقيمه ، فالانقلاب إلى زوال وفشل ، وعن قريب إن شاء الله .

كل يوم ينضم إلينا مئات وآلاف بسبب ضغط الحياة الاقتصادية وغلو الأسعار الذي لا قبل للانقلابيين به ، فهم فشلة وإلى زوال إن شاء الله .

السلمية

وإن من أكثر ما يضمن سرعة فشل الانقلاب ، وأقول سرعة وليس ضمانة فشل لأني واثق تمام الثقة بالله ثم بالسنن التاريخية والكونية أن هذا الانقلاب إلى زوال وفشل ، أقول إن من أكثر ما يضمن سرعة الفشل هو السلمية والبقاء عليها .

لقد حاول الانقلابيون جرنا إلى العنف حتى يتخذوا ذلك تكأة وذريعة لمجازرهم فلم يفلحوا ، وهذا كان من أكثر ما وفقنا الله سبحانه له ، ومن أكثر ما خذلهم الله به ، لقد ضم ذلك لنا ألاف وملايين المصريين لأنهم اكتشفوا حقيقة الخداع الذي تعرضوا له من سحرة فرعون ( الإعلام ) .

واكتشفوا أنهم أمام قاتل بلطجي يقتل العزل ، واكتشفوا أنهم أمام طاغية يعمل لنفسه ، وزادت الطامة أنه قتل قريبهم أو أحد أفراد عائلتهم أو جارهم .. كل ذلك غير المنحنى وزاد من التعاطف بل وغير الدفة وقلبها تماماً بفضل الله وحوله وقوته ، ليصبح الأمر مرتبطاً بملايين المصريين وليس بالإخوان ولا بالإسلاميين .

إن تكونوا تألمون

إن الهيئة التي بدا عليها السيسي أبو لبانة والضغط الواقع عليه هو تطبيق حقيقي لقول الله عز وجل " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ، وترجون من الله ما لا يرجون " .

حقاً ، نحن نألم لفراق أصحابنا وإخواننا وأحبابنا من الشهداء ، ونألم بالطبع كبشر من الإصابات والاعتقال والمطاردات الأمنية الألم الجسدي الطبيعي للبشر الأسوياء الطبيعيين .

ولكن هذا الألم البدني أو الحزن على فراق الأحباب يهون في جنب الله ، ويهون لأننا أصحاب عقيدة ونحتسب أجره عند الله يوم القيامة .

أما الطاغوت الجبار فإنه يألم ألم نفسي رهيب يقض عليه مضجعه ويرهبه ، الشدة العصبية التي عليها رجال الجيش والشرطة والخدمة الدائمة والاستنفار المستمر لهم والبقاء الطويل بالشارع كل هذه بالنسبة لهم آلام فهم أيضاً يألمون ، .

ولكنهم مع هذا لا يعرفون فقه الاحتساب ولا يدركونه ، ولا يعرفون انتظار الأجر يوم القيامة لأنهم لا نية لهم ويقتلون بلا هدف ولا دراية ولا معرفة ولا علم ، فهم يألمون وبلا قيمة ، ونحن نألم ولنا كل الأجر إن شاء الله لهذا لا نيأس ولا نحيد عن هدفنا ولا عن ثورتنا ، ومكملين إن شاء الله ، وصامدين وصابرين .. والنصر صبر ساعة .. والله أكبر ولله الحمد والعزة للمؤمنين ... ويسقط يسقط حكم العسكر .. يسقط يسقط حكم العسكر .. يسقط يسقط حكم العسكر .. يسقط يسقط حـ ......

[email protected]

المصدر