5+5 = 9 فى الگرة المصرية!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
5+5 = 9 فى الگرة المصرية!

8 نوفمبر 2010

بقلم: حسن المستكاوي

مهام وواجبات لاعب الوسط تغيرت.. وشعار «استلم، ومرر، وتحرك» كان سر منتخب إسبانيا..

الصيحة الآن اعتراض تمريرة الخصم.. وليس الضغط عليه واستخلاصها ثم دفع الكرة 3 أمتاركنت أتساءل عن لاعبين بالتحديد لم يجدا فرصة حقيقية مع المنتخب، وهما من أهم لاعبى فريقى الأهلى والإسماعيلى. إنهما حسام عاشور، وأحمد سمير فرج.. لماذا لا يضمهما الكابتن حسن شحاتة ويشركهما كلاعبين أساسيين؟!

عندما قرأت هذا التقرير عن لاعبى الوسط وأدوارهم وكيف تطورت، أدركت أن حسام عاشور لاعب وسط مدافع متميز نسبيا فى أداء الواجبات والمهام الدفاعية، لكنه يفتقد الابتكار، والمبادرة الهجومية، بينما يتميز أحمد سمير فرج بأنه لاعب وسط صاحب نزعة هجومية، مبالغ فيها، ولا يؤدى واجبه الهجومى بنفس القوة والقدرة.. بجانب أن المنتخب يحظى بكثافة من يلعبون فى الوسط.. فهل تلك هى أسباب منطقية لاستبعاد عاشور وفرج من التشكيل الأساسى؟!

فى السنوات الخمس الأخيرة تغير مفهوم ودور لاعب الوسط المدافع. لم يعد واجبه الأول هو إفساد بناء هجمات المنافس أو استخلاص الكرة من الخصم.. وعندما يكون لاعب الوسط غير قادر على صناعة اللعب وبناء الهجمات، واستخلاص الكرة، ولا مفسد لهجمات المنافس فإن ذلك يعنى أن الفريق يلعب الآن ناقصا واحدا. وهذا يذكرنى بمقولة شهيرة وجميلة لميشيل هيدالجو مدرب منتخب فرنسا فى منتصف الثمانينيات والفائز معه ببطولة أوروبا فهو الذى قال منذ 35 عاما: «الوسط هو صرخة الكرة الحديثة.. لكن لاحظوا أن 5+5 = 9 أحيانا».

وكان هيدالجو يعنى أنه فى طريقة 5/3/2 يدافع الفريق بخمسة لاعبين، ويهاجم بخمسة لاعبين، ولو عجز لاعب عن أداء مهام مركزه وواجباته فإن حاصل جمع 5+5 = 9.

فى بطولة كأس العالم 1978 اتبعت عدة طرق للعب، أهمها (4/4/2)، (2/5/3) وكل الطرق تهدف إلى دعم منطقة الوسط، منطقة المناورة وصنع اللعب، واكتساب الثقة بالسيطرة وامتلاك الكرة. وكل الطرق تتطلب لياقة بدنية عالية لأنها تقوم على الحركة والسرعة، واللعب المباشر، والمهارة الفائقة، لأن كل مدافع يهاجم، وكل مهاجم يدافع.

والواقع أن النصف الأول من الثمانينيات شهد تكليف خط الوسط بالعديد من المهام الدفاعية والهجومية، وأصبحت كل الفرق، وكل الطرق تركز على شغل منتصف الملعب بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، فظهرت أيضا طريقة (3/5/2) كطريقة أساسية.

نعود إلى التغيير الذى طرأ على دور ومهام لاعب الوسط المدافع.. ومن نماذج أصحاب هذا المركز فى الكرة المصرية تلك الأسماء: محمد حمص، نادر العشرى، إبراهيم صلاح، حسام عاشور، حسام غالى، عاشور الأدهم. وهناك أسماء تكلف بمهام هجومية أكثر قليلا، مثل أحمد حسن وحسام غالى فى الأهلى، وعمرو السولية فى الإسماعيلى، وعلاء على فى الزمالك.. فهؤلاء يكلفون بمهام هجومية بنسبة 60% مقابل 40% للمهام الدفاعية.. لكنك فى بعض الأحيان تقف مندهشا أمام بعض اللاعبين وتسأل نفسك ماذا يفعلون بالتحديد؟

ماذا يفعل اللاعب الذى لا يستخلص الكرة من الخصم، ولا يفسد اللعب، ولا يصنع الألعاب. ماذا يفعل هذا اللاعب الذى يرى بالكاد صندوق المنافس بعينيه ولا يدخله ولا يقترب منه.. ماذا يفعل؟ إنه نفس السؤال الذى طرحه مشجعو تشيلسى عن جون أوبى ميكيل، ونفس السؤال الذى طرحه مشجعو أرسنال عن دينيلسون، ونفس السؤال الذى طرحه مشجعو مانشستر يونايتد عن مايكل كاريك.

السؤال لا يطرحه المشجعون فقط، ولكن طرحه أيضا آلان هانسن أشهر معلق وناقد لكرة القدم فى بريطانيا. هكذا. فى أحسن ثلاث فرق فى أقوى دورى بالعالم. يوجد لاعبون يبدو أنهم ليس لهم دور فى قلب الفريق.

نعود إلى التاريخ قليلا. الفرنسى كلاديو ماكيليلى هو مفتاح الموضوع كله. عندما كان فى ريال مدريد أعلن ناديه أنه أهم لاعب فى الفريق. وكان هناك شخص واحد يرى خلاف ذلك وهو فلورنتينو بيريز الذى رفض زيادة أجره وكان راتبه أقل من نجوم الفريق. فقرر كلاديو ماكيليلى أن يترك ريال مدريد إلى تشيلسى.

أيامها قال فلورنتينو بيريز: «لن نفتقد ماكيليلى.. أسلوبه متوسط. يفتقر السرعة والمهارة. لا يستخلص الكرة من الخصم. و90% من تمريراته تذهب خلف الزميل أو بجانب الزميل. وهو لم يكن يجيد ألعاب الهواء. وغالبا يمرر الكرة لمسافة ثلاثة أمتار كحد أقصى».

فى الموسم الأول له مع تشيلسى 2003 حقق كلاديو ماكيليلى نجاحا كبيرا ووصف دوره ومركزه بما عرف فيما بعد بـ«مركز ماكيليلى».. وحين فاز ريال مدريد بكأس أوروبا عام 2002 قيل إنه حقق هذا الإنجاز بفضل لاعب واحد فقط. وهذا اللاعب هو كلاديو ماكيليلى. وفى تلك الأيام أخذت بعض الفرق الإنجليزية تلعب بلاعب الوسط المدافع.. وبطريقة 4/5/1.. لتسحب بذلك مهاجما أو رأس الحربة إلى الوسط..

بعد سنوات قليلة تغير مفهوم لاعب الوسط المدافع وزيادة المدافعين فى الوسط. فلم يعد هناك رقم 10 كلاسيكى مثل زيدان ومارادونا، هذا اللاعب الذى يبدو مثل نواة الذرة، يدور حوله الفريق بأكلمه ويحرك هو الفريق بأكمله .. أصبح هناك لاعب وسط غير تقليدى مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسى، وهم هؤلاء الذين يلعبون من بعيد ومن الأطراف ويتقدمون إليها وليس من وسط الميدان. المعركة لم تعد بين مبدع، أو صانع ألعاب ضد مدمر، أو مفسد.. (Creator V Destroyer).

وأعتقد أنه من أهم أسرار الإسبان فى كأس العالم 2010، وقبلها فى كأس أوروبا 2008، أنهم اعتمدوا شعار الوسط فى برشلونة الذى يقول: «تسلم، ومرر، وتحرك».. أى تسلم الكرة ومررها بسرعة ثم تحرك إلى مساحة من أجل زميلك، وحتى تتعدد أمامه اختيارات التمرير.. والواقع أن 4/3/3 و4/2/3/1 أفضل من 4/5/1.. لأن فى الطريقتين الأوليين تصنع نقطة وسط هجومية زائدة.. وعند الاستحواذ على الكرة تكون الاختيارات متسعة أكثر من طريقة 4/5/1.

وهذا الشعار يحتاجه تحديدا أصحاب الأجساد الصغيرة، فى لعبة بات الالتحام فيها عنيفا، والأجساد قوية ومرتفعة.. وعندما يكون جسدك نحيلا وصغيرا عليك أن تتعلم توقيت الضغط فى اللحظة المناسبة أمام خصم قوى أو أكثر طولا.

أهم تغيير طرأ هذه الأيام على أداء ومهام لاعب الوسط المدافع ولاعبى الوسط بصفة عامة هو اعتراض تمريرة الخصم واقتناصها من منتصف الطريق لم يعد الأمر مقتصرا على استخلاص الكرة من بين أقدام اللاعب المنافس.. وهنا أنت لا تخاطر باحتساب ضربة حرة مباشرة أمام الصندوق أو تخاطر بالحصول على إنذار أو التعرض للطرد.. وعند الاستحواذ على الكرة باعتراضها يمكن للاعب الوسط المدافع أن ينطلق فى هجوم سريع ومضاد.. ويطلق فريقه فى هذا الهجوم.

لاعب الوسط فى الأساليب الحديثة عليه مهام أكبر وأعرض مما سبق، واللاعب الذى يتسلم الكرة ويردها لزميله، الذى يتلقاها ويردها لمسافة لا تزيد على ثلاثة أمتار، هو غير موجود بالملعب ولا فائدة منه. واللاعب الذى ينتظر تسلم الخصم للكرة كى يضغط عليه ويستخلصها عليه أن يطور من أسلوبه فيقطع التمريرة ويعترضها، ويبدأ بها لحظة هجوم سريع لفريقه.. وإلا ستبقى معادلة ميشيل هيدالجو 5+5 = 9.

المصدر