3 أسباب لإحراج السيسي بعد فوز "هنية" برئاسة "حماس"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
3 أسباب لإحراج السيسي بعد فوز "هنية" برئاسة "حماس"


(06/05/2017)

كتب: سيد توكل

مقدمة

"كل أبناء الحركة يصطفون خلف هنية والقيادة الجديدة".. جملة أوجز فيها "خالد مشعل" مرحلة تكللت بالعطاء والنضوج السياسي لحركة "حماس" ، عقب الإعلان عن انتخاب القيادي في الحركة إسماعيل هنية، رئيسا للمكتب السياسي خلفا له، فتعاطِي حركة حماس مع الديمقراطية على غرار تركيا، رغم الحصار والقيود والحرب العربية الصهيونية ضدها، أحرج نظام الانقلاب في مصر.

هذا الأمر أكدته تصريحات الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، بأن انتخاب هنية "يؤكد أن حركة حماس حركة قوية شورية مؤسساتية متجددة تؤمن بالديمقراطية وتحترم نتائجها" ، في الوقت الذي يقع فيه الشعب المصري تحت سيف الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، منذ 30 يونيو 2013.

وربما، ودون أن تقصد ذلك، جاءت انتخابات حماس لتوضح أن الشعب المصري مثل باقي أشقائه العرب، يريد الحرية والكرامة، ولتضع الملح على جرح الانقلاب في مصر، في 3 أسباب:

  1. وبرأي خبراء، فإن غزة أحرجت عصابة السيسي في استعمال الانقلابيين للبندقية والرصاص.
  2. ورغم أن غزة تحت الحصار، يؤكد الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في مصر قرب حدوث انفجار أو انهيار إذا استمر السيسي في الحكم.
  3. نجاح الديمقراطية في غزة، أكد أن الثورة في مصر قادمة، وليست مجرد كلام يدور في مخيلة الإخوان والإسلاميين والثوار الحالمين، كما يدعي البعض، بل هو حقيقة يراها جميع المراقبين والمتابعين والمحللين للشأن السياسي.

التحول القيادي

وكان من المفترض أن يسافر عدد من قادة حماس، وعلى رأسهم "هنية"، للمشاركة في الانتخابات، إلا أن إغلاق معبر رفح، حال دون ذلك، وبهذا يكون هنية الرئيس الثالث لمكتب الحركة السياسي، فقد شغل المنصب لأول مرة الدكتور موسي أبو مرزوق، الذي انتخب في عام 1992 وحتى عام 1995، ثم خالد مشعل، الذي شغل المنصب منذ عام 1996 وحتى الآن.

وقال خالد مشعل، الذي أعلن اليوم السبت انتهاء ولايته في رئاسة المكتب السياسي لحماس: إنه عرض عليه الكثير من المواقع والمناصب داخل الحركة، ولكنه اعتذر عنها. واعتبر مشعل - في حديث لقناة الجزيرة - أن انتخاب هنية نموذج سلس في التحول القيادي داخل أطر ومؤسسات الحركة.

وأضاف

"كل أبناء الحركة يصطفون خلف هنية والقيادة الجديدة"، مشيرا إلى أنه يثق مثل باقي عناصر حماس كافة، بالقيادة الجديدة في تحمل مسئوليات تحرير الأسرى والقدس وكسر الحصار عن قطاع غزة.

إسماعيل هنية

وفي وقت سابق، أكد إسماعيل هنية أن محاولات تركيع غزة مستحيلة، وينحدر هنية، الذي ولد عام 1963، من أسرة فلسطينية لاجئة، ويقيم في مخيم الشاطئ الذي وُلد فيه، غرب مدينة غزة، حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية بغزة، وبدأ نشاطه السياسي داخل "الكتلة الإسلامية".

اعتقلته قوات الاحتلال عام 1989 لمدة ثلاث سنوات، وفي 17 ديسمبر عام 1992 أبعده الاحتلال إلى جنوب لبنان مع 416 من قياديي حركة حماس والجهاد الإسلامي، حيث استمر إبعاده لمدة عام. وخلال الانتفاضة الأولى، برز هنية كأحد قادة حماس الشباب، وذاع صيته كخطيب مفوّه، وعقب إفراج الاحتلال عن مؤسس الحركة أحمد ياسين عام 1997، شغل هنية منصب مدير مكتبه.

وتعرض هنية لمحاولة اغتيال "إسرائيلية" ، بينما كان برفقة الشيخ ياسين، في 6 سبتمبر عام 2003، عندما ألقت طائرة حربية إسرائيلية قنبلة على منزل في غزة، غير أن هنية والشيخ ياسين وسكان المنزل نجوا من القصف. وخلال الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006، ترأس هنية كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحماس، والتي حصدت غالبية المقاعد، ليشكل الحكومة الفلسطينية العاشرة.

بقي رئيسا لحكومة تسيير الأعمال في غزة، وترك منصبه منتصف 2014 بعد تشكيل حكومة التوافق الوطني، وكان يتولى حينها منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. يعد هنية من أبرز من نادى بالمصالحة الفلسطينية مع حركة فتح، وأعلن قبوله مرات عدة التنازل عن رئاسة الحكومة في إطار المصالحة الشاملة. ومنذ ذلك الوقت، يشغل هنية منصب قائد حركة حماس في قطاع غزة، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة.

زيارة تاريخية إلى غزة

وأتاح انتصار المقاومة بغزة في معركة حجارة السجيل عام 2012، وصول مشعل، صباح الجمعة 7/12/2012، على رأس وفد من قادة الحركة في الخارج إلى غزة، في زيارة تاريخية هي الأولى له من نوعها، عبر معبر رفح البري مع مصر، وسط استقبال رسمي وفصائلي وشعبي حافل على مدار أيام الزيارة الثلاثة.

برز دور مشعل في بناء ونسج العلاقات السياسية لحركة "حماس" ، فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا، مع القادة والحكومات والمنظمات والهيئات، وفي صياغة وتطوير الفكر السياسي للحركة، وتكريس ملامحه في الوسطية والانفتاح والحوار والتسامح والوحدة الوطنية والشراكة مع الآخرين، مع التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في أرضه وقدسه وفي مقاومة الاحتلال، وذلك عبر مختلف المنابر والمحافل الوطنية والإقليمية والدولية.

المصدر