10 ملاحظات ودلالات حول تسريبات “نيويورك تايمز”

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
10 ملاحظات ودلالات حول تسريبات "نيويورك تايمز"


ملاحظات ودلالات حول تسريبات نيويورك تايمز.jpg

كتبه:أحمدي البنهاوي

(19 يناير 2018)

مقدمة

طرحت صفحة "الشارع السياسي" خمسة ملاحظات وخمسة دلالات هامة حول تحليل وتفسير تسريبات "نيويورك تايمز" وقناة "مكملين" وتوقيتها. ورأت أن أولها؛ أن من بدأ التسريب سربه إلى صحيفة أمريكية كبري يقرأها كبار السياسة ورجال الكونجرس والسياسيين في العالم، ثم سربه لاحقًا إلى قناة "مكملين" -سبق ان بثت عدة تسريبات من مكتب السيسي- ما يؤكد أن "مصدر" التسريب في كل الحالات واحد.

وأضافت ثانيًا أن التسريبات جاءت قبل ساعات من إعلان سامي عنان رئيس الأركان السابق نيته الترشح للرئاسة، منبهة إلى أنباء أن أنصاره وراء بعضها. وفسر أن ذلك ربما لكشف وتوجيه رسالة للأذرع الإعلامية للسيسي كي تتوقف عن الهجوم عليه بزعم أنه ينسق مع الإخوان وأيمن نور.

وأشارت ثالثًا إلى أن التسريبات أكد المعروف مسبقا ولم تختلف عنه بشان موقف السيسي وعصابته من قضية فلسطين والقدس وأنها "حقيقية"، وكثيرًا مما ورد فيها من اعترافات هو الموقف الرسمي للسيسي من اسرائيل. حيث يستمد السيسي "مشروعيته" وبقائه ومصالحه مع امريكا و"اسرائيل" وليس مع فلسطين ولو ضاعت كلها وأُبيد شعبها واغتُصبت المقدسات وذهبت القدس عاصمة للكيان.

أما رابع الملاحظات فكان تزامن التسريبات مع قيام الاحتلال وأمريكا بإصدار قرارات وتشريعات تتخطى كل ما قيل عن "صفقة القرن"، سواء فيما يخص اعتبار القدس عاصمة للدولة الصهيونية، وتصديق حزب نتنياهو (الليكود) على قانون يفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق المستوطنات الإسرائيلية، وهو ما يعني فرض السيادة "الإسرائيلية" على الضفة الغربية المحتلة، وإنهاء السلطة الفلسطينية، وبهذا تكون فكرة حل الدولتين نُفذت مع انطباع عالمي بأن بعض العرب وافقوا.

آخر الملاحظات التي سجلها التحليل كانت أن التسريبات فيما يخص دول الخليج ظلت تسب في دول الخليج خصوصًَا الكويت هذه المرة، إضافة الي قطر، والحديث عن أن دولة الكويت ستكون في مرمى نيران الإعلام المصري إذا لم تتراجع عن موقفها، الذي قال إنه مؤيد لقطر.

يمكن فهم

ورجحت الورقة أن تكون النقاط الخمسة أوضحت أسباب الحديث عن "القدس" كعاصمة للدولة الفلسطينية بعد قرار ترامب وانهيار المصالحة الفلسطينية، وكذا توقيتها فيما يخص أحمد شفيق، بعدما كشفت أن شفيق انسحب بعد تهديده بفتح ملفات فساد وحبسه بعد يوم واحد من اعلانه سحب ترشحه، إضافة لتوقيتها فيما يخص حبيب العادلي.

وخلصت إلى أن أبرز خمسة دلالات من التسريبات أنها أظهرت -فيما يخص تسريب أحمد شفيق- أن اساليب الضغط والنشوية لأي مرشح في مواجهة السيسي جاهزة ويشارك فيها القضاء الذي أصبح مجرد أداة من ادوات السلطة يؤمر بالتحقيق في شئ ويتغاضى عن شيء أخر، وأن تشويه شفيق وتهديده بهذه الطريقة يظهر ان المجلس العسكري لم يوافق على ترشيح شفيق.

واوضحت التسريبات حقيقة الموقف الرسمي المصري من "اسرائيل" وموقف السلطة العسكرية المماثل من القضية الفلسطينية، منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، على حساب الامن القومي المصري والعربي وحقوق الشعب الفلسطيني.

وفي سياق متصل كشفت لماذا تعتبر اسرائيل عصر السيسي هو العصر الذهبي لها مع مصر؟!، بعدما لبى طلبها القديم الذي رفضه مبارك – بحسب تسريب – بإخلاء رفح والحدود الدولية من السكان وإقامة منطقة عازلة، ودعم عدوانها على غزة عام 2014، وسمح لطائراتها بقصف سيناء.

أما الدلالة الثالثة فكانت فيما يخص حبيب العادلي حيث كشفت التسريبات أن الغاء محكمة النقض حكم سجن حبيب العادلي وزير داخلية مبارك 7 سنوات، جاء بأوامر للقضاء بعدما أصبح السيسي هو الذي يعين قضاة المحكمة النقض عقب قرار تعيين رؤساء الهيئات القضائية، وأن حبيب العادلي سلم نفسه "عشان الموضوع يخلص بشياكة"، كما قال ضابط المخابرات لعزمي مجاهد، ولذلك ختم حديثه ساخرا "احنا دولة قانون"!

أخطر الدلالات

ومن أخطر الدلالات فكانت الكشف أن العسكر يديرون الملفات الخارجية بدون خبره، وأنهم يورطون مصر في مشكلات سيستغرق حلها عشرات السنين بعد انتهاء هذا النظام لأنها مشاكل تمس صميم الامن القومي خاصة ملف المياه وفلسطين والسودان.

وكشفت العقلية التي تدار بها ملفات الامن القومي المصري الحيوية وحجم التنازلات فيها، وهو ما ظهر أيضا في حديث السيسي عن أن حل مشكلة الامن المائي الخطيرة، وتجنيب مصر العطش تتلخص في بناء أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف وتحليتها مياه البحر ليشرب منها الشعب.

الدلالة الخلاصة كانت في تأكيد أن كل التسريبات السابقة صحيحة ودحضت الأقاويل التي تدّعي أن التسريبات لا تنتسب لضباط حقيقيين في أجهزة أمن مصرية، بعد أن تم الحوار فيه بين النقيب أشرف الخولي والمقدم إمام من أمن الدولة، ويظهر في التسريب التنسيق بين المخابرات الحربية وأمن الدولة ورئيس قناة العاصمة.

حيث يكشف التسجيل اجتماع رئيس قناة العاصمة وليد حسني مع ضابط في جهاز أمن الدولة، يدعى "المقدم إمام"، في الوقت الذي كان يتحدث فيه النقيب أشرف الخولي مع حسني، ما أكد أن شخصية الضباط أشرف الخولي حقيقية. والملفت أيضًا هو ظهور فيديو من العام الماضي للميس الحديدي مع "أبلة فاهيتا" يؤكد أن شخصية ضابط المخابرات أشرف الخولى الذي ظهر في التسريبات وهو يعطي التعليمات للإعلاميين والممثلين هي شخصية حقيقية لا مفبركة.

المصدر