(ليميز الله الخبيث من الطيب)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٤:٢٣، ١١ يونيو ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "(ليميز الله الخبيث من الطيب)" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(ليميز الله الخبيث من الطيب)
توفيق الواعي.jpg

بقلم: د. توفيق الواعي

أنْ تُميِّز الخبيث من الطيب شيء طيب وعظيم، ولكنه مكلف ومرهق، ودونه شدائد ومواقف، وفتن قد تدع الحليم حيرانَ، وهو أمر ضروري، ومنة من الله لعباده حتى يستنير الطريق بغير غبش ولا قتام: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ﴾ (آل عمران: من الآية 179).

وفي وسط المعارك والشدائد يمتاز الطيبون أصحاب الإيمان، والأخباث من أهل الباطل: ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (37)﴾ (الأنفال).

والخبث داء عرفته أمتنا في العصر الحاضر، وكان نتيجةً طبيعيةً للجهود الاستعمارية البغيضة، والتي ظلت طوال المائة سنة الأخيرة تدغدغ أعصاب الشعوب وعزائمها، وقد رأيت الإمام البنا رضوان الله عليه يشخص هذا منذ (70) عامًا حين يقول رحمه الله: "إن مصيبة هذا الشعب هي في سلطاته التي ارتضت أن تكون عونًا للمستعمر لا لشعوبها، ونكبت الأمة بزعماء ورؤساء وكبراء، نشأوا في أحضان الاستعمار، وتربوا على موائده، وشربوا من معينه، ودرجوا على أساليبه، وأعجبوا بصداقته، وأحسنوا الظن به، وتبوؤوا المناصب الحكومية، واحتلوا مراكز القيادة الشرعية، وأداروا الأمور بهذه العقول المقلدة، والنفوس الخامدة، والقواعد الفاسدة، فكانوا نكبةً هذا الشعب والحاجز الحصين بينه وبين حقوقه ومطالبه.

وهل ترى المشاعر تكبت، والحريات تصادر، والاجتماعات تفض، والحركات الوطنية المخلصة تقمع بأيدٍ غير أيدينا، أو بأموال غير أموالنا، أو بسلاح غير سلاحنا، أو بأوامر غير أوامرنا، والتبعية لهوى أعدائنا؟!".

ثم استدرك الإمام فقال: "ولكن هذا الحال وإن طال فلن يدوم أبدًا، والشعب الذي يصمم على الحياة لا يمكن أن يموت، وستصقل الحوادث هذه النفوس، وتبرز خصائصها العليا في الأزمات، ويومئذ يعلم الذين لا يعلمون، أنه لا قيام للباطل إلا في غفلة الحق، وأن الأمة الأبية التي كانت قد قنعت في الماضي باستقلال المفاوضين في معاهداتها، فإنها لن ترضى اليوم إلا باستقلال المجاهدين في ساحات الاستشهاد وتحقيق الآمال".

والناظر اليوم للحالة الفلسطينية، ومحاولة تسليط الضوء على قياداتها الفتحاوية، يجدها قد التحمت بالعدو، وتقوم بالتنسيق بين أعداء الأمة لضرب فصيل شريك في الشرعية والحكومة وهو حماس ، وقد رصدت في الآونة الأخيرة إشارات، بل وتصريحات تتحدث صراحةً عن هذا الموضوع، فنشرت صحيفة "يونجافليت" الألمانية تقريرًا لمعلقها السياسي "فولف راينهات" قال فيه: "إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش خططت منذ فترة طويلة لتفجير الأوضاع الداخلية الفلسطينية، بتحريض تيار موالٍٍ لها داخل فتح على القيام بتصفيات جسدية للقادة العسكريين في حركة "حماس".

وقد تحدث بمثل ذلك الجنرال كيث دايتن مسئول الاتصال العسكري الأمريكي المقيم في تل أبيب.. ومما قال في شهادته: إن للولايات المتحدة تأثيرًا قويًّا على كافة تيارات حركة فتح، وإن الأوضاع ستنفجر قريبًا في قطاع غزة، وستكون عنيفةً وبلا رحمة. ثم قال: إن وزارة الدفاع الأمريكية والمخابرات المركزية ألقيتا بكل ما تملكان من ثقل في جانب حلفاء الولايات المتحدة و"إسرائيل"، داخل حركة فتح، كما أن تعبئة الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية ضد حماس يُمثل خيارًا إستراتيجيًّا للإدارة الحالية، وقد اعتمدت الإدارة مبلغ 59 مليون يورو لتدريب الحرس الرئاسي في بعض دول الجوار، وإعداده لخوض مواجهة عسكرية ضد حماس".

وكأن حركة حماس ، هي الصهيونية التي

المصدر


قالب:روابط توفيق الواعى