“ريحة العادلي”.. الأهداف غير المعلنة لاعتقالات السعودية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"ريحة العادلي".. الأهداف غير المعلنة لاعتقالات السعودية


ريحة العادلي.jpg

كتب: سيد توكل

(05 نوفمبر 2017)

مقدمة

شهدت السعودية ليلة الأحد زلزال اعتقالات شملت أمراء بارزين ورجال أعمال، وفيما غابت الرواية الرسمية السعودية، ربطت مواقع التواصل الاجتماعية بين هذه الاعتقالات وموضوع تنصيب الأمير محمد بن سلمان، ملكاً بدلاً من والده وشقيقه الأمير خالد ولياً للعهد، الأمر الذي لم يستبعده المراقبون. وأعلنت الرياض اعتقال الأمير "الوليد بن طلال"، أحد كبار رجال الأعمال، بالإضافة إلى عشرة أمراء آخرين، وأربعة وزراء، وعشرات من المسؤولين السابقين، ورجال الأعمال.

وقارن المستشار وليد شرابي، الأمين العام للمجلس الثوري المصري، بين الهوجة الأمنية والسُعار في الاعتقالات في السعودية، وبين طريقة أذرع العسكر المعتادة في مصر، قائلاً:" أسس حبيب العادلي أمن الدولة السعودي وقد بدأت تظهر أثاره"، مضيفاً:"ولوإستمر قليلا سنرى الأمن يقتل الناس في شوارع وطرقات بلاد الحرمين الشريفين".

وتعتبر المملكة العربية السعودية ملكية مطلقة بلا دستور مكتوب، أو مؤسسات حكومية مستقلة مثل البرلمان، لذا يصعب تقييم دقة الاتهامات بالفساد، فالحدود الفاصلة بين الأموال العامة وثروة الأسرة المالكة غامضة في أحسن الأحوال، ويعتقد أن الفساد، بمفهوم البلدان الأخرى، واسع الانتشار.

كأس الاعتقالات

ووفقًا للمحللين، فإن عددا كبيرا من هؤلاء المعتقلين انتقدوا السياسة الخارجية لولي العهد محمد بن سلمان، مثل حصاره لدولة قطر، والسياسات الاقتصادية مثل خصخصة الشركات المملوكة للدولة وتخفيض الإعانات الحكومية. وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن اعتقالات تهيئ لنقل السلطة لبن سلمان، فيما ابرزت صحيفة "فان مينوت"، إن حجم "هذا التطهير" الذي لم يسبق له مثيل سيمكن بن سلمان من تعزيز قبضته على السلطة.

وجاء الإعلان عن الاعتقالات على قناة "العربية"، وهي الشبكة الفضائية المملوكة من قبل الدولة، ومن المؤكد أن حملة الاعتقالات الأخيرة هى الأكبر والاعنف بحسب مراقبين، وسوف ترسل موجات من الصدمة داخل المملكة وفي المراكز المالية الرئيسية في العالم. ومع أن عمره يبلغ 32 عاما فقط، أصبح لولي العهد الصوت المهيمن في المملكة في سياسات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية وفي العلاقات الخارجية، ما أثار الكثير من السخط في العائلة المالكة، بسبب حوزه هذا القدر من السلطة في سن غير مسبوق.

مؤيدون للسيسي

المفارقة أن الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين الذين أعلنت فضائية "العربية" أسماءهم، كلهم أيدوا الانقلاب في مصر، ودعموا السفيه عبد الفتاح السيسي بالمليارات وعبر فضائياتهم، وحاربوا الرئيس المنتخب محمد مرسي، وكانت لهم مواقف حادة ضد ثورات الربيع العربي.

وصدم المصريون في 3 يوليو 2013 باعتراف المملكة السعودية بدعم الانقلاب في مصر ومن خلال مدير مخابراتها الامير بندر بن سلطان الذي عمل بلا كلل من اجل تحقيق هذا الهدف، حيث إنه وبعد لحظات من أداء عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية القسم كرئيس مؤقت للبلاد، أرسل الملك عبدالله رسالة تهنئة لعصابة الانقلاب العسكري بوصفهم "انقذوا مصر من الدخول في نفق مظلم" !

من جانبها تقول مها عزام، الزميل المشارك في برنامج "تشاثام هاوس" للشرق الاوسط وشمال افريقيا، ان الدعم السعودي للانقلاب في مصر لم يكن مفاجئاً، لخوف الملك السابق عبدالله – وقتها- من منافسة جماعة الإخوان المسلمين لمكانته التي يدعيها بوصفه "حامي الاسلام" في العالم .

وأضافت أن:

"الثورة في مصر وفوز الرئيس محمد مرسي، قدم نموذجاً ديموقراطياً واسلامياً في الوقت ذاته، وهو ما يعلم آل سعود انه سيقوض شرعيتهم على المدى الطويل، هم يعلمون جيداً انهم لا يريدون الديموقراطية".

وتابعت:

"كما ان للملك عبدالله أسبابه للخوف من الإخوان المسلمين، حيث ان للجماعة انصار كثيرون في السعودية و هو ما ظهر في استخدام شعار الأربعة أصابع "انتصار رابعة"، في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب اصدار 56 من علماء الدين في السعودية بياناً يدين ما حدث في 3 يوليو بوصفه انقلاباً و عملاً اجرامياً و غير قانوني و غير شرعي، الى جانب مهاجمة الملك من قبل امام المسجد النبوي في المدينه المنورة" .

وأوضحت:

"بالتالي فان خطوط المعركة الحالية اصبحت واضحة إذ أن الانقلاب العسكري في مصر و الدعم السعودي له ، هو بمثابة محاولة لاعادة عقاب الساعة الى الوراء، لوقف موجة الديموقراطية التي بشرت بالاطاحة بالطغاة العرب، و لكن لا يبدو ان هذه هي الكلمة الاخيرة في المعركة التي تعد بـ"نضال ملحمي".

المصدر