“الإجرام”.. رؤية مشتركة بين ماكرون والسيسي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"الإجرام" .. رؤية مشتركة بين ماكرون والسيسي


الإجرام.. رؤية مشتركة بين ماكرون والسيسي.jpg

كتب: سيد توكل

(25 أكتوبر 2017)

مقدمة

انتهاكات حقوق الانسان في مصر ليست بحاجة لتقارير جديدة من الأمم المتحدة او نظرة عطف من الرئيس الفرنسي لإثباتها، فهي معروفة للقاصي والداني منذ انقلاب 30 يونيو، وقد أصبحت من الممارسات اليومية للنظام العسكري القمعي الديكتاتوري، وبدعم وتأييد مَن عدة عواصم غربية منها باريس التي تدعي الرغبة في نشر مبادئ الديمقراطية التي تشمل الحرية و المساواة و العدالة الاجتماعية.

وخيّب الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" أمل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والحريات، على غرار "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية و"مراسلون بلا حدود"، التي ضغطت كثيراً لتأخذ باريس مدعية الحرية والحضارة، موقفاً من الخائن القاتل السفيه عبد الفتاح السيسي، الذي يقوم بزيارة تودد لمن أيدوا انقلابه العسكري.

وسمح " ماكرون" للسفيه السيسي أن يدخل في حالة "استعباط حقوقي"، عندما قال إنه لا يعطي "دروسا" للآخرين في ما يتعلق بحقوق الإنسان، في إشارة إلى أن المنظمات الحقوقية الدولية كانت تضغط من أجل أن يتخذ موقفا من جرائم حقوق الإنسان بمصر.

السفيه يستعبط

وتعقيبًا على ردّ الرئيس الفرنسي على سؤال لأحد الصحفيين عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، قال قائد الانقلاب: (إنّ لدينا 40 ألف منظمة للمجتمع المدني تتابع باهتمام هذا الملف)، فإذا افترضنا أنّ في مصر 5 آلاف مدينة وقرية، فهذا يعني أنّ في كلّ قرية 8 مقرّات لمنظمات المجتمع المدني!!

وكافأ "ماكرون" السفيه السيسي على جرائمه الدموية، وحالات القتل والاغتصاب والاعدام والتصفية الجدسية، ونحو 60 ألف سجين رافض للانقلاب، ووقع معه اتفاق تعاون في كافة المجالات. وقال مراقبون إن المنظمات الدولية كانت قدمت صورة قاتمة عن جرائم العسكر بمصر، ولفتت إلى أن موقف ماكرون من هذا الملف محكوم بعوامل من بينها الصفقات العسكرية بين باريس والقاهرة.

وكانت منظمات حقوقية دولية طالبت ماكرون بإثارة ملف انتهاكات حقوق الإنسان والحريات التي يقوم بها العسكر، خلال الزيارة التي بدأها السفيه السيسي أمس لفرنسا. وفي هذا الإطار، نظمت "مراسلون بلا حدود" وقفة للتضامن مع الصحفيين بمصر، وحمل أعضاؤها صورا لصحفيين مصريين تعرضوا للانتهاكات، كما رفعوا لافتات تطالب بحماية الصحفيين والكف عن ملاحقتهم وانتهاك حقوقهم الاساسية في حرية التعبير والعمل.

ديكتاتور تشيلي

وفي وقت سابق هاجمت صحيفة "لوموند" الفرنسية، قائد الانقلاب السيسي وجرائمه، واصفة إياه بأنه "يسير على خطى الجنرال التشيلي في فترة السبعينيات والثمانينيات أوجيستو بينوشيه، الذي لقب بالديكتاتور، بعد انقلابه وقتله للرئيس سليفادور الليندي". وذكرت الصحيفة عددا من الأحداث الأخيرة في مصر، منها مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، متهمة الشرطة المصرية بتعذيبه وإطفاء السجائر بجسده، مثل عدد آخر من الضحايا، بالإضافة لحبس الكاتب أحمد ناجي وإسلام بحيري، والحكم على فاطمة ناعوت.

وتطرقت "لوموند" الأكثر انتشارا في فرنسا، لدور منظمات المجتمع المدني، بالإضافة لوقفة "نقابة الأطباء" الاحتجاجية، نتيجة تعرضهم للاعتداءات المتكررة من أفراد الشرطة، واصفة تصرفات الشرطة المصرية بالقمع الأعمى، بالإضافة لتناولها للوضع الاقتصادي المتدهور للبلاد، خاصة بعد مغادرة السياح لمصر، بعد حادث تفجير الطائرة الروسية، بحسب قولها.

واستدلت الصحيفة، بتصريحات الصحفي إبراهيم عيسى، المهاجمة للسيسي مع أنه من أشد مؤيديه ومناهضي حكم الإخوان المسلمين، حيث وصف حكم السيسي بـ "الثيوقراطي"، وأنه لا يقيم دولة مدنية، كما كان يتحدث دائما، مع انتشار حالات القمع وانتهاك حقوق الإنسان.

ومن ناحية أخرى، هاجمت الصحيفة السياسة الأوروبية بتعاملها مع السيسي؛ لأنه "حصن لها ضد الإسلاميين، وتتغاضى من أجل ذلك عن أفعاله الوحشية بحق شعبه". كما هاجمت "لوموند" سياسة فرنسا مع السيسي، معتبرة أن دفاع فرنسا المستميت عنه "لمجرد أنها باعت له بضع مقاتلات رافال".

المصدر